انتشار الإسلام في الأرض


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فإن الإسلام هو دين الله تعالى، الذي رضيه لعباده، وقد بشرنا نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بانتشار الإسلام في الأرض. فأقول وبالله تعالى التوفيق:

روى الطبرانيُّ عن أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقْبَلَ بِي الشَّامَ، وَوَلَّى ظَهْرِيَ لِلْيَمَنِ، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، جَعَلْتُ مَا تُجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزْقًا، وَمَا خَلْفَ ظَهْرِكَ مَدَدًا، وَلَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ الشِّرْكُ وَأَهْلُهُ، حَتَّى تَسِيرَ الْمَرْأَتَانِ لَا تَخْشَيَانِ جَوْرًا"(حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث: 1716).

- قَوْلُهُ "تُجَاهَكَ" أي أمامك.

- قَوْلُهُ "غَنِيمَةً" أي مَا يحصلُ عليه المجاهدون نتيجة انتصارهم على أعداء الإسلام في المعارك.

- قَوْلُهُ "لَا تَخْشَيَانِ جَوْرًا" أي لا تخافان ظلمًا.

فائدة الحديث:

هذا الحديث دليلٌ على انتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، واستتباب الأمن في البلاد بشرط التمسك والتطبيق لشريعة الإسلام المباركة.

روى مسلمٌ عن ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ"(مسلم حديث: 2889).

معاني الكلمات:

- "زَوَى": جَمَعَ.

- "فَيَسْتَبِيح": يُهْلِك.

- "بَيْضَتَهُمْ": جماعتهم وأصلهم.

- "يَسْبِي": يَأْسِرُ.

- "بِأَقْطَارِهَا": جَوَانِبَها.

قَوْلُهُ "وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ": قَالَ الإمامُ النوويُّ (رحمه الله): *الْمُرَادُ بِالْكَنْزَيْنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْمُرَادُ كَنْزَيْ كسرى وقيصر، وفيه إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مُلْكَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَكُونُ مُعْظَمُ امْتِدَادِهِ فِي جِهَتَيِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ*(مسلم بشرح النووي ج 18 ص 13).

قَوْلُهُ "زَوَى لِي الْأَرْضَ" مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَرْضَ زُوِيَتْ لِي جُمْلَتُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ تُفْتَحُ لِأُمَّتِي جُزْءًا فَجُزْءًا، حَتَّى يَصِلَ مُلْكُ أُمَّتِي إِلَى مَا جُمِعَ لي من الأرض.

قَوْلُهُ "بِسَنَةٍ عَامَّةٍ": أيْ بقحطٍ شَائِعٍ لِجَمِيعِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

قَوْلُهُ "فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ": أيْ عدوًّا يستأصلهم ويهلكهم جميعًا. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي الهروي، ج 9 ص 3677).

 

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، كما أسألهُ سبحانه أن ينفع به طلابَ العلم الكرام.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply