الأعراس الجزائرية بين المخالفات والمحرمات


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فإن العُرس هو عبارة عن إقامة الوليمة للإعلان عن الفرح سواء هو خاص للزواج أو غيره من المناسبات الأخرى ويكون هذا بدعوة الأقارب والجيران والأصحاب للمشاركة في هذا الفرح فيجتمعون حول طاولة الأكل والشرب ثم تبادل أطراف الحديث هنا وهناك ويكون هذا الإعلان بضرب الدف لكن في الآونة الأخيرة تغيّر الحال بين الناس فلم نرى في أعراسنا شبهٌ لأعراس الأجداد والآباء والأسباب كثيرة حتى دخل الحرام إلى أكثر بيوت الجزائريين خاصة والمسلمين عامة من غير شعور أصحابه.

وأول هذه المناهي هي عدم دعوة الجار إلى هذه الوليمة أو عدم دعوة بعض المقربين له عمدا في قراره والجار من الواجب هو الإحسان إليه وعدم دعوته للوليمة هي إساءة له.

ومنه أيضا غلاء المهور التي قد أصبحت العائق الأكبر في أعناق الشباب، ومنه أيضا تزويج المرأة لمن لا يُصلي لله ركعة واحدة وهم يعلمون ذلك ومنه أيضا منافسة الأغنياء في طريقة إقامة الولائم وهنا سيكون تكليف النفس ما لا طاقة لها وقد يبيعون أملاكهم أو يستدينون المال الباهض فلا يستطيعون الرد عند تسديده والله المستعان.

وهنا سيكون التبذير في صناعة الأطعمة والحلويات من كل الأنواع ثم تُرمى بعضها في المزابل أكرمكم الله وهذا كله من باب التقليد والتفاخر وهو على نوعين فإما تقليدٌ لأعراس الكفار في تصميم المكان حتى تقاربت أعراسنا بأعراسهم في كل شيء سواء في اللباس أو الاختلاط أو طريقة إخراج العروس من بيتها وهذا كله سببه الأول هي المسلسلات أو تقليدٌ لأعراس الأغنياء في المبالغة في الإسراف والتبذير ودعوة الكثير من الناس حتى يظهر ويتظاهر في ثوب الغني.

ومن التقليد الأعمى هو عندما نرى التبرج الذي مسَّ بنات المسلمين اليوم والكارثة الكبرى هو عندما تخرج العروس إلى عريسها بلباس فاضح وهو من يقودها والرجال من حوله يشاهدون ذلك فأين الرجولة وأين الغيرة؟

والعجب هو عند إلتقاط الصور وخصوصا تصوير زوجة العريس ثم تُنشر تلك الصور بين الناس ويشاهدها القريب والبعيد وهذه فتنة ليس لها مثيل فقد قتلت المبادئ لدى أكثر العرب خاصة والمسلمين عامة في ضمائرهم وأماتت الأصول المتعارف عليها وأحيت الرذيلة والدنائة في هذا المجتمع الذي يفتخر بالكتاب والسُنة والله المستعان.

ومنه أيضا ما نراه من تجاوزات في السياقة أثناء سير المركب الخاص بالعرسان وأهلهِما في طريق السيار حوادث بسبب أخطاء ممنوعة وهذا كله بسبب الغرور والإعجاب والتباهي بالسيارات الجميلة فيتسببون في قتل الأرواح ومنه أيضا الغناء الفاحش سواء في السيارات أو من مكان إقامة العُرس فإن هذا الزواج أصله عبادة لا يجوز أن يبدأ بذنب فيكون له بابٌ من المعصية فهل تستطيع أن تتوضأ بالخمر ثم تُصلي؟ فكذلك الزواج، وأما الأموال التي تُعطى للمغني من أجل ذِكر أسمائهم على العلن فهي حرام وماهي إلا بابٌ للتباهي والتفاخر والمجاهرة بالقبيح فأعد يوم القيامة لله جوابًا، فاعلم أنه لا أحد سيُحاسب في قبرك بدلًا عنك.

ومنه أيضا الاختلاط سواء في الرقص أو غيره بين النساء والرجال وهذه طامة كبرى وإن ما يحدث في بيوت المسلمين من هذه المحرمات لا تصدر إلا من بيتٍ ذكور أصحابه قلوبهم تمتلأ بالدياثة ولا ترى هذا في بيوت من عرف معنى قيمة الرجولة على حقيقتها.

وإن العجب هو ما سمعنا عنه أنه هناك من يشرب الخمر في ليلة الدخول بل هناك من يشرب الخمر مع زوجته وهذا هو طريق البلاء ثم تجده يقول "أريد ذرية صالحة" فكيف يُرزق بالذرية الصالحة بمن بدأ زواجه بإغضاب ربه عز وجل، ثم تجدهم ليلًا يقومون بإطلاق البارود وأحيانًا في منتصف الليل وهذا إن كان في المدينة وسط السكان يُعتبر من الظلم نفسه خصوصا إن كان الناس نيام مع إحضار مغني ليُرفع له صوتا يُسمع في كل أرجاء المدينة وعندما يكثر الطلاق يقولون تُرى ما السبب في ذلك؟

فالسبب هو دعاء الجار والمريض والكبير عليك بالسوء والله المستعان، فتلك الضربات من البارود كم أفجعت من صبي وكم أبكت من مريض وكم تسببت في إصابة من شخص بداء السكري لأنها تأتي فجأة ثم تجد هؤلاء في المحاكم بعد أيام أو أشهر قليلة من زواجهم والله المستعان فإن من كان له نصيب من هذه الأعراس التي ذكرنا فإنه ليس له نصيب في بركة الله تعالى لأن البركة متعلقة بالطاعة لا المعصية وإن عاش عمره كله سيعيشه في ضيق وإن كان أغنى القوم بسبب ليلة واحدة ملأها بالفجور وساهم في الفسوق بين الناس والله المستعان ومن عواقب هذه الأعراس هي ما نراها اليوم من ذرية طالحة تُفسد حياة آباءها فكما يقال (الجزاء من جنس العمل).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply