من أقوال السلف ووصاياهم للشباب


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

مرحلة الشباب مرحلة مهمة في حياة الإنسان، سوف يسأل عنها يوم القيامة، فعن ابن مسعود رضي الله عنها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسألَ عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم" [أخرجه الإمام الترمذي، وصححه العلامة الألباني، في سلسة الأحاديث الصحيحة برقم (946)].

وقد حثّ رسول الله على اغتنام مرحلة الشباب وعدم إضاعتها فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس:... وشبابك قبل هرمك..." [ الحديث أخرجه الحاكم، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم (1077)].

ومن وفقه الله جل وعلا لاغتنام شبابه في طاعة الله، فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..." [متفق عليه] قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "وشاب نشأ في عبادة الله"... نشأ متلبسًا للعبادة، أو مصاحبًا لها، أو ملتصقًا بها. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: قوله: "شاب" خصّ الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة، لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى، فإن ملازمة العبادة مع ذلك أشد، وأدلّ على غلبة التقوى.

مرحلة الشباب مرحلة مهمة في حياة الإنسان، إن استغلها الشاب في طاعة الله، فقد اقتدى بشباب الصحابة رضي الله عنهم، الذين كانت لهم مواقف مشرفة في صدر الإسلام، من الجهاد في سبيل الله، وحفظ القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعوة إلى الله عز وجل، وغير ذلك، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنّا نغزو مع النبي ونحن شباب [رواه الإمام أحمد] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان شباب من الأنصار سبعين رجلًا يقال لهم القراء يكونون في المسجد[رواه الإمام أحمد].

وعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال أتينا إلى رسول الله ونحن شبيبة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة. [رواه البخاري] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: (ونحن شبيبة) جمع شاب.

للسلف رحمهم الله، أقوال عن الشباب، ووصايا للشاب، يسر الله الكريم، فجمعتُ بعضًا منها، أسأل الله أن ينفع بها الجميع. مع التنبيه أن الشباب يدخل فيهم الفتيان، فالفتى يطلق على الشاب: قال الإمام السمعاني رحمه الله: قوله تعالى: ﴿قالوا سمعنا فتى﴾ [الأنبياء:60] أي: شابًا. وقال الإمام القرطبي رحمه الله: الفتى الشاب والفتاة الشابة. وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله: والفتى: الذكر الذي قوي شبابه. وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الفتية، جمع فتى، والفتى الشاب الكامل القوة والعزيمة.  

·      وصية رسول الله بالشباب:

• عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، كان إذا رأى الشباب، قال: مرجبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصانا رسول الله أن نوسع لكم في المجالس، وأن نفهمكم الحديث، فأنتم خلوفنا، وأهل الحديث بعدنا.

·      الخير في الشباب:

• عن عطاء بن السائب، رحمه الله عن رجل قال: كنا جلوسًا مع حذيفة رضي الله عنه، فمرّ رجل فقال له حذيفة: يا فلان ما يمنعك أن تجالسنا؟ قال: والله ما يمنعني من ذاك إلا هؤلاء الشباب الذين هم حولك. فعضب حذيفة، وقال: أما سمعت الله تعالى يقول: ﴿قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم﴾ [الأنبياء:60] و ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾ [الكهف:13] وهل الخير إلا في الشباب.

• قال مالك بن دينار رحمه الله: إنما الخير في الشباب.

·      الأنبياء والعلماء من الشباب:

• قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيًا إلا شابًا، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب وتلا هذه الآية ﴿قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال لهُ إبراهيم﴾ [الأنبياء:60].

·      الشباب أقبل للحق، وأسرع له انقيادًا:

• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الشباب أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله شبابًا.

• قال السعدي رحمه الله: الحكمة والله أعلم بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه أن الذرية والشباب أقبل للحق وأسرع له انقيادًا بخلاف الشيوخ ممن تربى على الكفر فإنهم بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة، أبعد عن الحق من غيرهم.

• قال العلامة العثيمين رحمه الله: الكبار صعب رجوعهم إلا بإذن الله عز وجل، لكن الشباب رُجُوعهم سهل، والشباب لين طري، يرجع بسرعة، فبمجرد ما تقول له: هذا غير صحيح، ويدخل عقله، يرجع، وهذا شيء مُجرَّب.

·      الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام كانوا من الشباب:

• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: لم يؤمن بموسى عليه السلام مع ما جاء به من الآيات البينات، والحجج القاطعات، والبراهين الساطعات، إلا قليل من قوم فرعون من الذرية، وهم الشباب

·      تكليف الشاب العاقل الأمين الفهم صاحب الخبرة بالأعمال المهمة:

• قال أبو بكر الصديق، لزيد بن ثابت رضي الله عنهما: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه. رواه البخاري.

• قالت عائشة رضي الله عنها: لحق رسول الله وأبو بكر بغار في جبل ثور فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن، فيُدلجُ من عندهما بسحر، فُيصبح مع قريش بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يُكادان به إلا وعاهُ حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام [أخرجه البخاري ] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: *ثقف* الحاذق، قوله: *لقن* السريع الفَهم.

·      حثُّ الشباب على قراءة القرآن الكريم بتدبر وفهم:

• قال العلامة العثيمين رحمه الله: إني أحثُّ الشباب خاصة، وغيرهم أيضًا على فهم كتاب الله، لا على أن يقرؤوه تعبُّدًا بتلاوته فقط، إن الله يقول في كتابه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]، فلا بد من التدبُّر، والتدبر هو تفهُّم المعنى، ﴿وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ يتعظوا به.

·      طلب العلم على أيدي الثقات من أهل العلم:

عن حماد بن زيد قال: دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه، فقال: اتقوا الله يا معشر الشباب، انظروا ممن تأخذون هذه الأحاديث، فإنها من دينكم.

·      استغلال فترة الشباب في طلب العلم النافع:

• عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما توفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل مِن الأنصار: هَلُمَّ نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا بن عباس أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي علية الصلاة والسلام، فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد على ردائي على بابه، فتَسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا بن عم رسول الله، ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقِي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني، [أخرجه البخاري].

• قال الحكيم الترمذي، رحمه الله: صلاح الفتيان في العلم.

• قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: لقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا لو حصل لي ندمت عليه.

ثم تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم.

لقد كنت في حلاوة طلبي العلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل لأجل ما طلب وأرجو.

• قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: الاشتغال بالعلم قراءة وإقراءً، ومطالعةً، وتدبرًا، وحفظًا، وبحثًا، لا سيما في أوقات شرخ الشباب ومقتبل العمر، ومعدن العاقبة، فاغتنم هذه الفرصة الغالية لتنال رتب العلم العالية.

·      تعلم الشباب الأدب قبل العلم:

• قال مالك بن أنس رحمه الله، لفتى من قريش: يا ابن أخي، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.

·      الترحيب بالشباب الذين يطلبون العلم:

كان ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأى الشباب يطلبون العلم قال مرحبًا بكم ينابيع الحكمة مصابيح الظلمة خلقان الثياب جُدد القلوب جرس البيوت ريحان كل قبلية.

·      نعمة من الله عز وجل أن يوفق الشاب لمصاحبة أهل الخير والعلم والسنة:

• عن ابن شوذب رحمه الله قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها.

• قال عمرو بن قيس رحمه الله: إن الشاب لينشأ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم وإن مال إلى غيرهم كاد يعطب.

وقال: إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه، فإن الشاب على أول نشوئه.

• قال مضاء بن عيسى الشامي رحمه الله: إذا أراد الله بالشاب خيرًا وفق له رجلًا صالحًا.

• قال العلامة ابن باز رحمه الله: ليحرص... الشباب الصالح على... مصاحبة الأخيار الذين يعيونه على الخير، والحذر من صحبة الأشرار الذين يعيونه على الشر.

• قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: الشاب،... إذا كان مع أصحاب له يعينونه على الهدى، فهم جلاء القلب، الذي يبعدون عنه الصدأ، ويجعلون الخير محببًا إليه، ويجعلون الشر مبغضًا إليه.

·      وصية للشباب بحفظ ألفية ابن مالك رحمه الله:

• قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إني أوجه إلى الشباب الصغار نصيحة بأن يعتنوا بحفظ ألفية ابن مالك، لأنها خلاصة علم النحو، وفيها خير كثير، فإذا حفظها الإنسان استطاع أن يستشهد بكل بيتٍ منها على كل مشكلة تردُ عليه.

·      قد يتعلم الشاب علومًا تضره إن لم يتداركه الله عز وجل برحمته:

• قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: أهل الكلام... قد كنتُ في عُنفوان الشباب وتطلب الآداب، أحب أن أتعلق من كل علم بسبب، وأن أضرب فيه بسهم، فربما حضرت مجالسهم، وأنا مغتر بهم، طامع أن أصدر عنها بفائدة، أو كلمة تدل على خير، أو تهدى لرشد، فأرى من جرأتهم على الله تبارك وتعالى، وقلة توفيقهم... ما ارجع معه خاسرًا نادمًا.

• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: أنا أخبرك عن نفسي، وأوضح لك ما وقعت فيه في أمسي، فإني في أيام الطلب وعنفوان الشباب، شغلت بهذا العلم الذي سموه تارة: علم الكلام، وتارة: علم التوحيد، وتارة: علم أصول الدين، وأكببت على مؤلفات الطوائف المختلفة منهم، ورُمت الرجوع بفائدة، والعود بعائدة، فلم أظفر من ذلك بغير الخيبة والحيرة، وكان ذلك من الأسباب التي حببت إلى مذهب السلف.

·      عدم الإجابة على سؤال عن شيءٍ لم يقع:

عن مسروق، قال: كنت أمشي مع أُبي بن كعب، رضي الله عنه فقال فتى: ما تقول يا عمَّاه في كذا وكذا؟ قال: يا بن أخي، أكان هذا؟ قال: لا، قال: فأعْفِنا حتى يكون.

·      وصية الشباب بصلاة الليل:

• كان سفيان الثوري يُصلي ثم يلتفت إلى الشباب فيقول: إذا لم تصلوا اليوم فمتى؟

·      نصيحة الشباب بعدم إطالة الإزار والثياب:

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: دخل شابٌّ على عمر، فجعل الشابُّ يُثني عليه، فرآه عمر يجرُّ إزاره، فقال له: يا ابن أخي ارفع إزارك، فإنه أتقى لربِّك، وأنقى لثوبك.

• عن مسلم بن يتاق قال: كنت مع عبدالله بن عمر في مجلس، فمرَّ علينا فتى مسبل إزاره، فقال: هلم يا فتى، فأتاه، فقال: أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة؟ قال: نعم، قال: فارفع إزارك إذًا؛ فإني سمِعت أبا القاسم يقول: بأذنيَّ هاتين، وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه، يقول: "مَنْ جرَّ إزاره لا يريد إلا الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة" [أخرجه أحمد].

·      من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند الكبر، وعند الوفاة:

• قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: العبد متى نشأ على شيء في الغالب يشيب عليه، ويموت عليه. سنة الله في عباده أنه سبحانه إذا وفق العبد في شبابه على الخير والاستقامة فإن الله سبحانه يوفقه للثبات عليه، والوفاة عليه.

• قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند شيبه، وحفظ الله في الشباب يعني: النشأة على الخير والطاعة، فلا يسفه في شبابه، فإن الله سبحانه وتعالى يحفظه عند المشيب، ويحسن له الخاتمة، وهذا شيء مجرب، لأن الذين لازموا الطاعة وحفظوا دين الله سبحانه وتعالى فإن الله يحفظهم عند الكبر وعند الوفاة، ويحسن لهم الختام، ويحفظهم من عدوهم الشيطان، جزاءً لعملهم الصالح.

·      الحفظ في الشباب يثبت ويدوم:

• قال علقمة بن قيس النخعي رحمه الله: ما حفظت وأنا شاب كأني أنظر إليه في ورقة أو قرطاس.

·      بذل الشباب الدعاة إلى الله الجهد في تعميق الإيمان بالنفوس:

• قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: إني أنصح الشباب وأؤكد نصحي نحوهم بأن يهتموا في دعوتهم وفي تحركهم وفي تعلمهم وفي أمرهم بالمعروف، وفي نهيهم عن المنكر بأمور منها: بذل الجهد في تعميق الإيمان بالنفوس... فأنصحهم أن يبذلوا الجهد بتلاوة كتاب الله بقراءة سير أنبياء الله بتأمل نصوص الوعد في هذه الأمور لعل الله أن يعمق الإيمان في القلوب، فإذا تعمق وقرّ في القلوب، واستقر فيها لن تزعزعه بإذن الله شبهة ولا شهوة، فسيواجه الأمر مواجهة الجبال الصم التي تصد الرياح ولا تحركها الأعاصير فليبذل الإنسان متقيًا الله... مستعينًا بما يقدر عليه من استماع وفعل ما يقوى إيمانه من طاعات من مجالسة أخيار من قراءة سير الصالحين وغير ذلك.

·      عدم الاستهانة بالشباب، فقد غلب فتى: داهية من دهاة العرب:

• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: المغيرة بن شعبة من دهاة العرب... قال: ما غلبني أحد إلا فتى مرة. أردت أن أتزوج امرأة فاستشرته فيها فقال: أيها الأمير لا أرى لك أن تتزوجها. فقلت له: لِم َ؟ فقال: إني رأيت رجلًا يقبلها. ثم بلغني أنهُ تزوجها. فقلت له: ألم تزعم أنك رأبت رجلًا يقبلها؟ فقال: نعم رأيت أباها يقبلها وهي صغيرة.

·      ستر الشباب ما بين السرة والركبة[الفخذ]:

• قال العلامة العثيمين رحمه الله: الحقيقة أننا-ولله الحمد– أُمة مسلمة لنا كياننا ولنا أخلاقنا، ولنا ما نفخر به، من شريعتنا، فلا ينبغي أن نكون إمعةً، نُقلد غيرنا في أمور تخالف ما جاءت في شريعتنا، الواجب علينا إذا كنا نُمارس هذه الرياضة، والغالب أن الذي يمارسها من الشباب، أن نستر ما بين السَّرة والركبة، ولا نبالي بغيرنا وقال رحمه الله: إن كشف أفخاذ الشباب فتنة، يفتتن بعضهم ببعض، وهذه مفسدة يجب درؤها.

·      صلاح الشباب يكون على دعائم قوية من الدين والأخلاق:

•قال العلامة محمد العثيمين رحمه الله الشباب يرِد على قلوبهم من المشاكل الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانًا في قلق من الحياة، يجدون أنفسهم في صرورة إلى رفع ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالدين والأخلاق اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات وتزول الشرور والآفات الشباب اليوم هم رجال الغد، وهم الأصل الذي ينبي عليه مستقبل الأمة، ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالحث على حسن رعايتهم وتوجيههم إلى ما فيه الخير والصلاح، فإذا صلح الشباب وهم أصل الأمة التي ينبني عليها مستقبلها وكان صلاحه مبنيًا على دعائم قويه من الدين والأخلاق، فسيكون للأمة مستقبل زاهر، ولشيوخنا خلفاء صالحون إن شاء الله.

·      الحذر من الأعداء الذين ينتفعون من ضرب الشباب بعضهم لبعض:

• قال العلامة عبدالله حسن القعود رحمه الله: أقول: أعداء الجميع لخبرتي المحدودة، ولما عاصرته وقرأته قديمًا وحديثًا من أن الأعداء ينتفعون من ضرب الشباب بعضهم لبعض أو أن هناك أصابع خفية تسلط بعض الشباب على بعض، فأنا أحذر من هذا.

·      استحباب نكاح الشابة:

• قال الإمام النووي رحمه الله: استحباب نكاح الشابة لأنها... ألذُّ استمتاعًا، وأطيب نكهة، وأرغب في الاستمتاع الذي هو مقصود النكاح، وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرًا، وألين ملمسًا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها.

·      سماع الحديث من الشاب وإن كان السامع قد سمعه قبل ذلك:

• قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: إن الشاب ليحدثني بحديث فأستمع له كأني لم أسمعه، ولقد سمعته قبل أن يولد.

·      الشباب مرحلة خطرة في حياة الإنسان:

• قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: الشباب شعبة من الجنون.

• قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: النفس مجبولة على حبِّ الهوى... فافتقرت لذلك إلى المجاهدة والمخالفة، ومتى لم تُزجر عن الهوى هجم عليها الفكر في طلب ما شغفت به، فاستأنست بالآراء الفاسدة، والأطماع الكاذبة، والأماني العجيبة، خصوصًا إن ساعد الشباب الذي هو شعبة من الجنون.

• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قيل لشيخ كبير: تحب الموت؟ قال: لا. قيل: ولِمَ؟ قال: ذهب الشباب وشره، وجاء الكبر وخيره.

• قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله، في معني شيخ الإسلام: ومنها: أنه شيخ الإسلام بسلوكه طريقة أهله، قد سلم من شرِّ الشباب وجهله.

·      الشاب الناشئ في العبادة له شأن عظيم:

• قال العلامة ابن باز رحمه الله: الشاب الناشئ في العبادة له شأن عظيم في فقهه وعلمه ونصحه، لكونه قد تربى على العلم والفضل والعمل والعبادة والخير، فيكون بذلك نافعًا لنفسه، نافعًا لعباد الله من أساس شبابه حتى يلقى ربه.

·      استعباد الشاب قرب الموت منه:

• قال الإمام الغزالي رحمه الله: الإنسان يعول على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب.

الاستعداد للموت، وعدم الاغترار بالشباب والصحة:

• قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدًا. ولا يغترر بالشباب والصحة.

·      تأخير التوبة من الشاب قبيح:

• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من أصبح، أو أمسى على غير توبة، فهو على خطر، لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب، فيحشر في زمرة الظالمين، قال الله سبحانه: ﴿وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات:11] تأخير التوبة في حال الشباب قبيح وفي حال المشيب أقبح وأقبح.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply