بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعثته ساد الدنيا الأمن والأمان وعمت الرحمة الكون {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) الأنبياء.
ولقد غرد الشعراء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر خالد قاسم في قصيدته (الرحلة) في مدح سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام والتي يقول فيها:
مُتَدَثِّرًا بالشوقِ
أبدو كلّما
كَشَفَ الوصولُ
إلى حبيبي مَعْلَمَا
يا رحلةً
سَبَقَ المُحِبُّ مسيرَها بفؤادِهِ
حتى استراحَ وسلّما
دارت بهَ النبضاتُ
حول بهائِهِ
بِدَمٍ يُسَبِّحُ، كادَ أن يَتَكَلّما
والروحُ بينهما
استدارَ صَفاؤها
حِضْنًا من الأشواق
يحملُ مُغْرَمَا
ما زالَ خلفَ النبضِ
جسمٌ مُنْهَكٌ
يعدو بشوقٍ
كي يكونَ مُقَدَّمَا
من (مروةَ) الكلمات
أعدو (للصفا)
نبعُ المعاني
فاضَ حولي زَمْزَمَا
فانثالَ من فِيهِ الشعورِ
مديحُهُ
وبَدَا الفضاءُ
بذي الحروفِ مُتَيّما
كلُّ الذي مدحوهُ
قبلي أنجمٌ
جئتُ اتِّقَادًا
كي أُجاورَ أنجُمَا
إنْ كان قد مَدَحَ الحبيبَ لسانُهم
قد جَاءَ قلبي
حينَ أمدحُهُ فَمَا
ذَبُلَتْ بعينيَّ
الحياةُ فلا أرى
فصلًا ربيعيًّا
يُخَضِّرُ مَوسِمَا
لمَّا بِشرياني
سَرَى مَدْحٌ له
صارَ المدى
وردًا يًعَطِّرُ لي دَمَا
طَعْمُ الحديثِ
بدون ذكرِ المصطفى
يبقى على شَفَةِ الفصاحةِ
يُخْبِرُني الكلامُ بأنّهُ
عند الصلاةِ عليهِ
جاءَ مُكَرّمَا
قد كانت الدنيا
نزيفَ مواجعٍ
فأتى طبيبًا
للجراحِ وبَلْسَما
رَفَعَ الغيومَ
عن الحقائقِ كلِّها
لاشيءَ يبدو
حينَ يزهو مُظْلِمَا
فإذا مَشَى
نَهَضَ الفراغُ تَأَدُّبًا
في حِضْنِ خطوتهِ ارتمى
تَتَألقُ الدنيا بِهِ
وإذا رأت عيناهُ دَمْعًا
كاد أن يَتَبَسّمَا
وإذا تَوقّفَ
فالنسيمُ يحوطُهُ
ظلَّ اتِّئادًا
حولهُ ومُعَظِّمَا
نظراتُهُ
تَهَبُ الحياةَ سكينةً
فيها امتدادُ الحبِّ
بالدنيا نَمَا
وسَقَى الحنانَ
لحزنِ جذعٍ جازعٍ
فاخضَرَّ سَعْدًا
كاد أن يَتبرعما
وهو الذي
سَمَت السماءُ لنوره
وكأنَّها
عَرِجَت إليهِ تَوَسُّمَا
تنمو حقولُ الصدقِ
من إيمائهِ
ولها استدارَ الصادقونَ
ولقد أماتَ الجهلَ
في حلباتهِ
أسمى النزال أراهُ
أن نَتَعَلّمَا
لمّا وقفتُ بقبرهِ ضحكَ البكاءُ،
فمي بهِ خَجلُ الحروفِ،
هو نَهرُ حِلمٍ
حين تغضبُ أبحرٌ
للجاهلينَ عَلَتْ يداهُ
يامَنْ لهُ كفُّ السلامِ
كما المدى
بُسِطَت على كلِّ الأنامِ،
صاحبتُ سيرتَكَ التي
قد أنبأتْ
عن مَنْ يخونُ مُسالِمَا
ما أسلَمَا
فالرحلة للبقاع المقدسة التي تُشد لها الرحال من المسجد الحرام وأداء المناسك به، والمسجد النبوي يتشوق لها كل محب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلاغرو أن مدح المحبون محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفوا الرحلة للديار المباركة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد