عشق الزهراني للمكان واللغة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تنم أشعار الشاعر المبدع عاصم الزهراني عن مهارة شعرية بارعة كعهدنا بشعراء الباحة الفضلاء، فقد قرأت ديوانه الشعري الأخير الصادر عن نادي أدبي الطائف، وما ينشره في مواقع جماعة فرقد الإبداعية، وما نشره مؤخرا عدة قصائد عن حب الوطن واللغة العربية حيث ترنم شاعرنا القدير عاصم الزهراني بعشقه للوطن واللغة من خلال قصيدتيه عروس المصائف، والقصيدة التي تعبر عن هيامه باللغة العربية، وتحدث عن مناقب الرجال الفضلاء، وفيما يلي عرض لهذه القصائد:

عروس المصائف:

يقول الشاعر عاصم الزهراني مبينا إعجابه بطبيعة الوطن وبقاعه الخلابة حيث الطائف الميمون حيث تتميز الطائف بالأمطار المتواصلة، وخيرات الأرض التي تجود بالفواكه والخضروات، وهي معقل الثقافة والشعر حيث عكاظ، وحسن منظر وجمال طبيعتها يعجز الشعر عن وصفه، جمال وجمال وجمال حيث يقول:

صباحك أمطار وأرضك مزرع

وفكرك وقاد وحسنك أنظر

دعوت حروفي فأستثيرة مهجتي

و ناجيت ليلك إن صبحك أعطر

ربوعك الهام وساحك روعة

وحصباء أرض في البسيطة مرمر

حباك إله الكون جيرة بيته

كمال و إيمان و أهل و معشر

شتائك أنسام وصيفك زاخر

وشذوك من بين المدائن ساحر

غمامك محضون و صدرك حاضن

كأشجان محبوبين للعين تظهر

فلا تعذلي قلب إذا مال وأرتمى

على مثل هذا الحسن إني شاعر

*عشق الشاعر للغة العربية

على أرض الطائف تمشي الفصاحة والبلاغة على الأرض فلا تسمع أذنك إلا كل ما هو بليغ فصيح، حيث فإن حب الفصحى في دم الطائفيين من هنا ليس غريبا أن يترنم شاعرنا القدير عاصم الزهراني باللغة العربية مظهرا مناقبها وفرائد جمالها محاورا ومخاطبا إياها حيث يقول

تعالي معي...

نقيل الهموم

وصبي الغرام

بكأس المودة

في أضلعي

لعلي أداوي جراح

السنين التي

صرت منها

نزيف شباب

سقى عهد شيب

يحن إلى الفجر

في المطلع

تعالى نعاتب

بعضا سويا

لنكتب حرفا

ونصنع معنا

فبثي حروفك

في مسمعي

تعالي نسافر بين السنين

نقلب ذكرى

و نغرس نجوى

نعيد الصياغة بين

الدروب ومن كان

منها يشد الرحال

إلى مصرعي

تعالي معي...

نزخرف أوقاتنا

بنقوش تنافس جبة

في روعة الفن

في كل رمز وهبت

لمولده إصبعي

عهدتك فصحى

وخلت أصحى

تنادين مرحى

بمن رافق الوزن

في مربعي

تمدين كفك

بين شجون

من دفق عيني نحيب

فشدي بيا العزم

لا تركعي..

أعيذك من

كل حرف

سقيم و من أي كسر

على أي بحر أمد

يميني كي تترعي

* وبين وهو يتحدث عن النبلاء الفضلاء ذوي مكارم الأخلاق فحقا إن الرجال كنور ومعرفتهم ذهب حيث يقول مبينا مناقبهم:

أنا لا أجامل في الهوى

يوما إذا وأد الغرام

أنا لا أبيع مودتي

للعابرين على الحطام

قلبي تتلمذ نبضه

بين الأحبة بالسلام

فجمعت من أطيافهم

يوما يعد بألف عام

هم قلة لكنهم

يتصارعون مع

ويسجلون حضورهم

في كل معترك كرام

الباذلون سخاءهم

والمنفقون على الدوام

هم صامتون إذا أتوا

لا يكثرون من الكلام

أفعلهم ألفية

وظلالهم مثل الغمام

ويقول أيضًا في رائعة من روائعه :

تراودني فيك ذكرى صبانا

على أمنيات الصبا نلتقي

أناديك هلآ حملتي شجون

دنوت إليها فهل ترتقي

فنادي سنيني التي فر منها

شبابي يوما نقيا تقي

نقول له في زمان المشيب

لقد كنت منا فماذا بقي

قطعنا دروبا من الأمنيات

على جدول دفقه رقرق

يسيل ليسقي بذور ليال

غشاه الحنين على خافقي

ومما يُلاحظ على هذه الروائع الشعرية سمو المعاني وجزالة الألفاظ وبلاغتها وهذا ليس بغريب على شعراء عكاظ المعروفين بالإبداع والتميز.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply