وأطيعوا الله ورسوله

75
2 دقائق
19 شعبان 1446 (18-02-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} 46 /الأنفال.

طوبى لكم إنَّ المهيمنَ يشهدُ
والنصرُ جاءَ من الكريمِ وإنَّه
جاؤوا بأهوالٍ كأنَّ نسيجَها
وهم الذين استعبدوا أهلَ العلى
وهم الأسافلُ سلَّمونا للعِدا
لكنَّ شعبا لم يزل إيمانُه
لايقبلُ الذُّلَّ البغيضَ ولا يرى
يُعلي الأُباةَ بدينهم رغم العدا
فسنامُ دعوتنا الجهادُ ولم يكن
وعلى الذين يسوقهم إبليسُهم
ولقد نُصِرْتُم بالفدا وأعزَّكم
كونوا كما شاءَ الإلهُ فإنكم
كيلا تزولَ من المعاركِ ريحُكم
عيشوا بظلِّ اللهِ لاتتفرَّقوا
في طاعةِ الرحمنِ تشتدُّ القوى
لاينفعُ الرأيُ الذي يُبنَى على
والصَّبرُ في هذا المطافِ فضيلةٌ
قيمُ الإخاءِ هنا فرائدُ زهوِها
فعدوُّكم قاسٍ على شعبٍ طوى
وهو العدوُّ أذاقَه مالم يذُقْ
عانى من الطغيانِ والحقدِ الذي
قد يعجزُ الوصفُ الدقيقُ لِما جرى
فعُتُوُّهم صنعُ الوحوش بغابةٍ
جاؤوا من الآفاق يحدوهم أذى
جاؤوا بكلِّ قبيحةٍ لم تُحتَمَلْ


ولكم أعانَ وفضلُه لايُجحدُ
لم يرضَ أن يُطوَى الأجلُّ السًّؤدُدُ
منه الأساطيرُ القديمةُ تعقدُ
وهم الذين على الأباةِ استأسدوا
ولحقدِهم، والحقدُ وجهٌ أسودُ
باللهِ جلَّ جلاله يتجدَّدُ
إلا الجهادَ فشأنُه متفرِّدُ
ويذلُّ أهلَ الكفرِ حيثُ تعدَّدُوا
إلا على مَن في الورى يتصيَّدُ
حربا على الدينِ القويمِ يُجَنِّدُ
ربِّي فلا تهنوا ولا تتبدَّدُوا
جندُ الحبيبِ فبايعوا واسترشدوا
والشَّعبُ يُصدمُ فالأُخُوَّةُ تُحْمَدُ
إنَّ التَّفرقَ بالتَّبارِ مُهدَّدُ
ويسودُ مَنْ رضيَ الإخاءَ ويُرفدُ
أهواءِ نفسٍ في هواها تفسدُ
وهو الضياءُ لمثلِكم والمرشدُ
ومَن استظلَّ بها يسودُ ويسعدُ
أيامَه وعدوُّه يتوعَّدُ
أهلُ البرايا السمَّ بل هو أزيدُ
نيرانُه يا إخوتي لاتخمدُ
ويكلُّ مَن يحصي القبيحَ ويقعدُ
قد كشَّرتْ عن نابِ ضغنٍ يوردُ
فالعلجُ يرعدُ والبطانةُ تزبدُ
والشَّرُّ من جوفِ الأسافلِ يرعدُ

لم يُرْجَ منكم يابغاةُ لخيرِنا

يومٌ هدوءُ صباحِه متوردُ

كلا ولم تُعقَدْ لديكم رايةٌ

فيها لخيرِ العالمينَ تَوَدُّدُ

المكرُ شغلُكُمُ ومن حكمائكم

أهلِ الضلالِ فنونُه تتعددُ

هدَّدْتم الدنيا بأسلحةٍ لكم

فيها دمارٌ للأنامِ مُسدَّدُ

لولا ضراوتُها لما أرغى على

أهلِ المآثرِ شرُّها لايخمدُ

فهي المدافعُ والصَّواريخُ التي

للناس تقتلُ مَا تشاءُ وتحصدُ

وهي القنابل مثقلاتٍ باللظى

من نارِها وجهُ المدى يستنجدُ

لستم وربِّ الخَلْقِ من أهلِ الحِجى

ففعالُكم عن نورها هي أبعدُ

والعلجُ ظنَّ بأنَّه هو قادرٌ

والناس منه إذا عوى لاترقدُ

يخشون فرعون الزمانِ وإنَّه

يفنى ومن زيف القُوى يتجرَّدُ

والأرض ملكُ الله، والقدرُ الذي

يأتي عليكم للمخازي يرصدُ

في قبضةِ الديَّانِ أنتم فارعووا

أو فانهضوا للخسفِ يحملُه الغَدُ

أيقنْ أخا الإسلامِ لن يقوى على

هدمِ اليقينِ بذي القلوبِ معربدُ

ضلُّوا وربِّك إنَّ ربَّكَ مرسلٌ

بالدِّينِ، للقومِ الكرامِ مَنِ اهتدوا

لن يترك الرحمنُ أُمَّةَ أحمد

بيد الأسافلِ تضمحلُ وتُبعَدُ

قُلها ولا تخشَ العدوَّ فإنَّه

يهوي وليس على القضاءِ سيصمدُ

واقرأ من القصص التي لمَّا تزلْ

بكتابِ ربِّك للهُداةِ تُزَوِّدُ

قد أهلكَ الديَّانُ من أممٍ غوت

وبغتْ وهانَ على بنيها المحتِدُ

ما آمنوا باللهِ يومَ استكبروا

مثل الجناةِ بعصرِنا إذ عربدوا

قلْها ولا تقلقْ فلن تقوى القُوى

وجحيمُها إن شاءَ ربُّك يخمدُ

والَّلهِ لن نخشى المنايا إن دنتْ

فاللهُ مولانا لديه السؤدُدُ

لكنْ نرى ذعرًا لدى أهلِ المناصب.

. فانثنوا واستسلموا و ترددوا

لُعِنتْ مناصبُهم إذا ما أذعنتْ

لأولي الهوى وعلى الحنيفِ تمردوا

ونسوا بأنَّ اللهَ ينصرُ أُمَّةً

حكامُها بهدى الرسولِ تقيَّدوا

يا أُمَّةً شردتْ ولمَّا تستجبْ

لنداءِ مولاها فغامَ المقصدُ

إنَّ الأذيَّةَ في بنيها أحرقتْ

أكبادَهم والوهْنُ ماءٌ يُورَدُ

فأثابَهم غمًّا، وداخوا عندما

هجروا مصاحفَهم ولم يتزودوا

قلها ولا يَفْتِنْكَ قولُ مُضَعْضَعٍ

هدَّتْ عزيمتَه النساءُ الخُرَّدُ

أو لانَ للكرسي البغيضِ لأنَّ مَنْ

رضي الهوى لايرتضيه مهنَّدُ

فالحكمُ بالمعنى الصحيح قيادةٌ

وأُبوَّةٌ وشجاعةٌ وتجلُّدُ

ومروءةٌ تأبى الخنوعَ لقوةٍ

ملعونةٍ فَسُيوفُها لاتُغمدُ

قلْ للطغاةِ طريقُكم أفضى إلى

هذا التبارِ وسعيُه لايُحمَدُ

أما النجاةُ فشأنُها متفرِّدٌ

وأتى بها للعالمين مُحَمّ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

هوامش:

(1) السؤدُد: سُؤْدُد [مفرد]: مصدر سادَ، سادَ على، سادَ في. وهوالعِظَم، والمجد، والسيادة، والشرف، والقدْرٌ الرفيع، والكرم...


مقالات ذات صلة


أضف تعليق