بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اعلم -أيها الزوج الموفق- أنَّ الزوجة قد تحتمل كثيرًا من الأمور التي لا تُعجبها فيك، وتتغاضى وتصبر عليها، ولكن ما لا تحتمله ولا تصبر عليه، وترى أنَّ الحياة جحيم مع وجودها هي خمسةُ أمور:
1- إهانتُها واحتقارُها، وخاصَّةً أمام الآخرين، وإسماعُها الكلام الْمُقذع، والألفاظ البذيئة.
وهذه الكلمات كالخنجر على قلبها، وكالسيف على رقبتها.
وبعض الأزواج يتلذّذ في إيذاء زوجته والصراخ عليها.
ومن قلة المروءة الاستطالة على المرأة الضعيفة، التي لا تجد لها ناصرًا إلا الله.
2- البخل والشح والتقتير عليها، وعلى أولادها وبيتها، فيُحاسبها على كلّ شيء، ولا يكاد يوافق على شراء حاجاتها إلا بعد العسر والمشقة.
3- عدمُ الثقة بها، والشكُّ في شرفها وعفَّتها، وحرمانها من الذهاب لحاجاتها من أجل ذلك.
وتجده يفتش جوالها، ويتنصّت عليها إذا رآها تُحادث أحدًا عبر الهاتف.
4- كثرةُ تنقُّصها، وتفضيلُ غيرها عليها -وخاصَّةً ضرَّتها- والطامة الكبرى: إقامةُ علاقةٍ مع غيرها بطريقةٍ غيرِ شرعية، نسأل الله السلامة والعافية.
وإذا سمع بامرأة تتّصف بصفات حسنة قارنها بها، وإذا رأى امرأة جميلة عيّرها بقلّة الجمال، وكأنها هي التي خلَقت نفسها!
5- الأمراضُ العقلية أو النفسيةُ المزمنة، كالجنون أو العَتَه أو المرض النفسيِّ الْباعثِ على العدوان والأذى.
فهذه لا خلاف بين النساء في شناعتها، وعدمِ احتمالِهَا والصبرِ عليها، ولو كان على حساب طلاقها وتشتّت شملها لا قدّر الله.
فيا أيها الزوج الكريم: اجتنب هذه الأخلاق السيئة، والصفات القبيحة، فهي لا تليق برجل عاقل، فكيف بمسلم يعلم أنّه سيُحاسَب على كلّ قولٍ وعمل، {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
ارفق بزوجتك، وتغَاض عن زلّاتها، واحفَظْ كرامتها، فهي أمّ أولادِك، وسَكَنُك، وهي أسيرةٌ عندك، فاتّق الله فيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد