بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تحرص كل فتاة على لبس الجميل من الثياب، وتطرب للثناء وتفرح بالدعاء، وفي مراعاة ذلك جبر للخواطر، وإسعاد للنفوس، ودليل على رقي التعامل والذوق الرفيع.
وقد كان ﷺ في أعلى المراتب من حسن الخلق وطيب المعشر، قال تعالى: وأنك لعلى خلق عظيم.
ومن أدلة التعامل اللطيف مع الصغيرات ما روته أم خالد بنت خالد بنت سعيد بن العاص رضي الله عنها قالت: "أتي رسول الله ﷺ بثياب فيها خميصة سوداء (نوع من اللباس الجميل)، قال: من ترون نكسوها هذه الخميصة؟!، فأسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأتي بي النبي ﷺ فألبسنيها بيده، وقال: أبلي وأخلقي مرتين ، فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي ويقول: يا أم خالد هذا سنا والسنا بلسان الحبشة الحسن" رواه البخاري 5845. وفي رواية للبخاري 5993 عنها رضي الله عنها قالت: "أَتَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ مع أبِي وعَلَيَّ قَمِيصٌ أصْفَرُ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: سَنَهْ سَنَهْ -قَالَ عبدالله: وهي بالحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ- قَالَتْ: فَذَهَبْتُ ألْعَبُ بخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أبِي، قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: دَعْهَا. ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي. قَالَ عبدالله: فَبَقِيَتْ حتَّى ذَكَرَ، يَعْنِي مِن بَقَائِهَا".
وأم خالد: هي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، ولدت بأرض الحبشة.
قال ابن حجر: *أبلي وأخلقي؛ العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق*.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين