بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثيرًا ما نسمع بين الحين والآخر من يشكك في السنة النبوية وثوابتها، وللرد على هؤلاء الين لم يرتقوا بعد لمعرفة حقيقة السنة ومكانتها العظيمة في الإسلام كتب الشاعر القدير الدكتور /عبدالرحمن العشماوي رائعته "شقيقة القرآن"... بعد أن شاهدتُ متحدّثين وكُتابًا ينالون من الحديث النبوي ويتهجّمون على رموزه وبخاصّة البخاريّ في الإثنين ١٤٤١/٥/٢٨ في المدينة المنورة، وكل افتراءات المشككين مدحوضة؛ لأن السنة هي وحي من عند الله قال تعالى: دلالة القرآن على أن السنة وحيٌ من الله ابتداء ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4].
والتي يقول فيها:
عذرًا إليكِ، شقيقةَ القرآن
من كلِّ ذي حسدٍ وذي أضغانِ
عذرًا إليكِ من الذين تطاولوا
واستسلموا لوساوسِ الشيطان
زلّتْ بهم أقدامُهم فتزحلقوا
وتدحرجوا في الإثم والعدوان
أشقيقةَ القرآنِ أنتِ عزيزةٌ
محفوفةٌ برعايةِ الرحمنِ
يتطاولون وأنتِ في أعلى الذُّرا
كالطّود لا يصغي إلى الهذيان
ماأنتِ إلا نورُ هَدْيِِ نبوّةٍ
يَجلو لنا القرآنَ بالتّبيانِ
ماأنت إلا مَنبعٌ يجري إلى
واحاتنا بالبرِّ والإحسانِ
عذرًا إليكِ حبيبةَ القلبِ التي
تُروى محاسنُها بكلّ لسانِ
عذرًا من المُتَأرجحين على الهوى
واللابسين ملابسَ الخُسْرانِ
عرفوا مكانتَكِ العظيمةَ إنما
ساقتهم الدنيا إلى الخُذْلانِ
صَغُروا أمامَ رجالكِ الأفذاذِ من
أهلِ الحديثِ فَوارِسِ الميدانِ
أهلِ الدِّرايةِ والروايةِ والنُّهى
ممّن لهم في العلمِ خيرُ مكانِ
هذا"البخاريُّ"الأَشَمُّ كأنّه
جبَلٌ من التّوثيقِ والإتقانِ
جبلٌ تطامنت الجبالُ أمامه
وسما بعلمٍ راجحٍ وبيانِ
منح الحديثَ درايةً حتى غدا
علَمًا يُشير إليه كلُّ بنانِ
يتساقطُ المتطاولونَ أمامَه
مُتَلَفْلِفينَ بذلّةٍ وهَوانِ
أشقيقةَ القرآنِ نورُك ساطعٌ
يمحو ظلامَ الواهمِ الحيران
إني أقولُ لغارقٍ في جهلِه
قدَماهُ في الأوحالِ تَنْغَمِسان
تَخِذَ الفضائيّاتِ كُرسيَّ الهوى
يُفتي بلا علمٍ ولا بُرهانِ
قفْ أيّها الماشي على حَسَكِ الرّدى
والوهمِ والتّزويرِ والبهتانِ:
قرآننا وحيٌ كريمٌ أَوَّلٌ
والسنّةُ الغرّاءُ وحيٌ ثانِ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين