صفات الله وقدرته في سورة الرعد

217
4 دقائق
2 محرم 1447 (28-06-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

اشتملت معظم سور القرآن الكريم على صفات الله وقدرته، ومن هذه الصفات ما ورد في سورة الرعد، وبيانًا لذلك يدور هذا المقال حول "صفات الله وقدرته في سورة الرعد":

فمن صفات الله وقدرته في سورة الرعد:

*الله تعالى أنزل القرآن بالحق:

{الٓمٓر تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلكِتَٰبِ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ ٱلحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤمِنُونَ} (1).

*الله تعالى رفع السماوات وَسَخَّرَ ٱلشَّمسَ وَٱلقَمَر:

{ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيرِ عَمَدٖ تَرَونَهَا ثُمَّ ٱستَوَىٰ عَلَى ٱلعَرشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمسَ وَٱلقَمَرَ كُلّٞ يَجرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ يُدَبِّرُ ٱلأَمرَ يُفَصِّلُ ٱلأٓيَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُم تُوقِنُونَ} (2).

*الله تعالى مَدَّ ٱلأَرضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنهَٰرٗا:

{وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنهَٰرٗا وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوجَينِ ٱثنَينِ يُغشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَومٖ يَتَفَكَّرُونَ} (3).

*الله تعالى ذو مَغفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلمِهِم:

{وَيَستَعجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبلَ ٱلحَسَنَةِ وَقَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ ٱلمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلمِهِم وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلعِقَابِ} (6).

*الله تعالى منزل الآيات على رسوله:

{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَولَآ أُنزِلَ عَلَيهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞ وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ} (7).

*الله تعالى يعلم ما تحمل كل أنثى وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُۥ بِمِقدَارٍ:

{ٱللَّهُ يَعلَمُ مَا تَحمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرحَامُ وَمَا تَزدَادُۚ وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُۥ بِمِقدَارٍ} (8).

*الله تعالى عَٰلِمُ ٱلغَيبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلكَبِيرُ ٱلمُتَعَالِ:

{عَٰلِمُ ٱلغَيبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلكَبِيرُ ٱلمُتَعَالِ (9) سَوَآءٞ مِّنكُم مَّن أَسَرَّ ٱلقَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَن هُوَ مُستَخفِۭ بِٱلَّيلِ وَسَارِبُ بِٱلنَّهَارِ} (10).

*الله تعالى لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۗ:

{لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِۦ يَحفَظُونَهُۥ مِن أَمرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَومٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ} (11).

*الله تعالى منشئ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعدُ بِحَمدِهِۦ وَٱلمَلَٰٓئِكَةُ مِن خِيفَتِهِۦ وَيُرسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ:

{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلبَرقَ خَوفٗا وَطَمَعٗا وَيُنشِئُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعدُ بِحَمدِهِۦ وَٱلمَلَٰٓئِكَةُ مِن خِيفَتِهِۦ وَيُرسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُم يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلمِحَالِ} (13).

*الله تعالى لَهُۥ دَعوَةُ ٱلحَقِّۚ:

{لَهُۥ دَعوَةُ ٱلحَقِّۚ وَٱلَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشَيءٍ إِلَّا كَبَٰسِطِ كَفَّيهِ إِلَى ٱلمَآءِ لِيَبلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَٰلِغِهِۦۚ وَمَا دُعَآءُ ٱلكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ} (14).

*الله تعالى يَسجُدُۤ له مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ:

{وَلِلَّهِۤ يَسجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ طَوعٗا وَكَرهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلغُدُوِّ وَٱلأٓصَالِ۩} (15).

*الله تعالى رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ خالِقُ كُلِّ شَيءٖ وَهُوَ ٱلوَٰحِدُ ٱلقَهَّٰرُ:

{قُل مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُل أَفَٱتَّخَذتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَولِيَآءَ لَا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم نَفعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُل هَل يَستَوِي ٱلأَعمَىٰ وَٱلبَصِيرُ أَم هَل تَستَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَم جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلخَلقُ عَلَيهِمۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيءٖ وَهُوَ ٱلوَٰحِدُ ٱلقَهَّٰرُ} (16).

*الله تعالى أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَالَت أَودِيَةُ بِقَدَرِهَا:

{أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَالَت أَودِيَةُ بِقَدَرِهَا فَٱحتَمَلَ ٱلسَّيلُ زَبَدٗا رَّابِيٗا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبتِغَآءَ حِليَةٍ أَو مَتَٰعٖ زَبَدٞ مِّثلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ يَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلحَقَّ وَٱلبَٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفَآءٗ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمكُثُ فِي ٱلأَرضِۚ كَذَٰلِكَ يَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمثَالَ} (17).

*الله تعالى يهب الحسنى لمن يستجب له:

{لِلَّذِينَ ٱستَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلحُسنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَم يَستَجِيبُواْ لَهُۥ لَو أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلأَرضِ جَمِيعٗا وَمِثلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفتَدَواْ بِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم سُوٓءُ ٱلحِسَابِ وَمَأوَىٰهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ ٱلمِهَادُ} (18).

* ٱللَّهُ تعالى يَبسُطُ ٱلرِّزقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقدِرُۚ:

{ٱللَّهُ يَبسُطُ ٱلرِّزقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَمَا ٱلحَيَوٰةُ ٱلدُّنيَا فِي ٱلأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ (26) وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَولَآ أُنزِلَ عَلَيهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُل إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهدِيٓ إِلَيهِ مَن أَنَابَ} (27).

*الله تعالى بذكره تطمئن القلوب:

{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكرِ ٱللَّهِ تَطمَئِنُّ ٱلقُلُوبُ (28) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُم وَحُسنُ مََٔابٖ (29) كَذَٰلِكَ أَرسَلنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَد خَلَت مِن قَبلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتلُوَاْ عَلَيهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوحَينَآ إِلَيكَ وَهُم يَكفُرُونَ بِٱلرَّحمَٰنِۚ قُل هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ مَتَابِ} (30).

*الله تعالى لَا يُخلِفُ ٱلمِيعَادَ:

{وَلَو أَنَّ قُرءَانٗا سُيِّرَت بِهِ ٱلجِبَالُ أَو قُطِّعَت بِهِ ٱلأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ ٱلمَوتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلأَمرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَم يَاْئَسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّو يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَو تَحُلُّ قَرِيبٗا مِّن دَارِهِم حَتَّىٰ يَأتِيَ وَعدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخلِفُ ٱلمِيعَادَ} (31).

*الله تعالى مَن يُضلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن هَادٖ:

{وَلَقَدِ ٱستُهزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبلِكَ فَأَملَيتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَن هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفسِۭ بِمَا كَسَبَتۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُل سَمُّوهُمۚ أَم تُنَبُِّٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعلَمُ فِي ٱلأَرضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلقَولِۗ بَل زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكرُهُم وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن هَادٖ} (33).

*الله تعالى إليه المآب:

{لَّهُم عَذَابٞ فِي ٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَلَعَذَابُ ٱلأٓخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ (34) ۞مَّثَلُ ٱلجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلمُتَّقُونَ تَجرِي مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَٰرُ أُكُلُهَا دَآئِمٞ وَظِلُّهَاۚ تِلكَ عُقبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْۚ وَّعُقبَى ٱلكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ (35) وَٱلَّذِينَ ءَاتَينَٰهُمُ ٱلكِتَٰبَ يَفرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمِنَ ٱلأَحزَابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُۥۚ قُل إِنَّمَآ أُمِرتُ أَن أَعبُدَ ٱللَّهَ وَلَآ أُشرِكَ بِهِۦٓۚ إِلَيهِ أَدعُواْ وَإِلَيهِ مََٔابِ} (36).

*الله تعالى أنزل القرآن حُكمًا عَرَبِيّٗاۚ:

{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلنَٰهُ حُكمًا عَرَبِيّٗاۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعتَ أَهوَآءَهُم بَعدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلعِلمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا وَاقٖ (37) وَلَقَد أَرسَلنَا رُسُلٗا مِّن قَبلِكَ وَجَعَلنَا لَهُم أَزوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأتِيَ بَِٔايَةٍ إِلَّا بِإِذنِ ٱللَّهِۗ لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ} (38).

*الله تعالى يَمحُو مَا يَشَآءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلكِتَٰبِ:

{يَمحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلكِتَٰبِ (39) وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيكَ ٱلبَلَٰغُ وَعَلَينَا ٱلحِسَابُ} (40).

*الله تعالى يَحكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلحِسَابِ:

{أَوَلَم يَرَواْ أَنَّا نَأتِي ٱلأَرضَ نَنقُصُهَا مِن أَطرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ يَحكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلحِسَابِ (41) وَقَد مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلِلَّهِ ٱلمَكرُ جَمِيعٗا يَعلَمُ مَا تَكسِبُ كُلُّ نَفسٖۗ وَسَيَعلَمُ ٱلكُفَّٰرُ لِمَن عُقبَى ٱلدَّارِ (42) وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَستَ مُرسَلٗاۚ قُل كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَا بَينِي وَبَينَكُم وَمَن عِندَهُۥ عِلمُ ٱلكِتَٰبِ} (43).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق