بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هدي محمدٍ ﷺ، وشرُّ الأمور مُحدثاتها، وكُلُّ مُحدثةٍ بِدعة، وكُلُّ بِدعةٍ ضلالة، وكُلُّ ضلالةٍ في النَّار.
معاشر المؤمنين الكرام: الكلمةُ مسؤولية، الكلمةُ عنوانُ المرءِ ومقياس عقله، تُتَرجِمُ عن مكنوناتِ قَلبِه، وتدَلُ على مستوى إيمانهِ وفكره. الكلِمةُ عمارٌ أو دمار، مَغنمٌ أو مَغرم. كم من كلمةٍ رفعت صاحبها درجات، وكم من كلمةٍ هوت بقائلها دركات.
فما من شيءٍ أقوى ولا أخطرَ من الكلمة إذا أُجيدَ توظِيفُها، فهي القوة المسؤولةُ عن كل حركات البناءِ والهدمِ في التاريخ. القرآن العظيم كلمة، ورسالة الأنبياء كلمة، وصروح العلم كلها كلمة، وهذا المنبر كلمة، فكم هي عجيبةٌ والله هذه الكلمة: ترتقي حتى تكون أفضلَ الأعمال، أليس الذكر هو أفضل الأعمال.
والذكر كلمة. وتسفلُ الكلمةُ وتنحطُّ، حتى تكونَ شرَّ الأعمال، كما في الحديث الصحيح: "وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِم إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِم". بل إنَّ دخول الجنة بكلمة، ودخولُ النارِ أيضًا بكلمة.
والشائعات: نوعٌ من الكلمات، ولكنها ظُنُونٌ وَتَخَرُّصَاتٌ، وأوهامٌ وتلفيقات، تتناقلها الأفواهُ والجوالات ووسائل الاتصالات، فتتدحرجُ بينهم ككرة الثلج، تبدأ صغيرةً، وكلما تحركت تضاعفَ حجمها، وتعاظمَ خطرها، حتى تفتك بكل ما يقع في طريقها، فالشائعات تُفسدُ في لحظات، ما يُفسدهُ غيرها في سنوات، في صحيح البخاري قال ﷺ: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ".
الشائعات: أوبئةُ مُهلكة، وأخطارٌ موبقة، كم خربت من ديارٍ وعلاقات، وكم قطعت من رحمٍ وصلات، وكم أنتجت من خلافاتٍ وعداوات، وكم نَدِمَ الكثيرُ على تصديقِها، لكن بعدَ الفوات، وصدق الله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}.
الشائعات: من أقوى وأخطرِ وسائلِ التدميرِ للأفراد والمجتمعات. وكم من رسالةٍ مسمومة، قالت لمرسِلها دعني، وكم من تغريدةٍ ملْغومةٍ، هوت بكاتبها في وادٍ سحيق، وكم من شَائِعَةٍ مُلفَّقة، تسببت في وُقُوعِ كَوارثَ محققة، في الحديث المُتَّفَقِ عَلَيْهِ، قَالَ ﷺ: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ".
ألا وإنَّ أعظمَ الشائعات ضررًا، وأشدُّها خطرًا، ما كان منها مُستهدِفٌ أمنَ المسلمين في أوطانهم، وخلخلة عقائدهم وأديانهم، وإضعافَ صِلتهم بربهم وخالِقهم، وموهِنٌ لروابط الاخوّةِ فيما بينهم.
ثم إنَّ الغالبَ على من ينشرُ الشَّائِعاتِ، أنهم لا يَتَرَيَّثُون ولا يَتَثَبَّتُونَ، ولا يراجعون، ولا يتراجعون، فَكَمْ من خبر ٍكاذبٍ طاروا به وأذاعوه. فلمَّا تَجَلَّتْ شَمسُ الحقِيْقَةِ أَدْرَكوا أَنَّهُم كانوا مطيةً حمقاءَ للأعداء، وأنهم حَمَلُوا إِثْمًا مبينا، وأَشاعُوا بهتانًا وزُوْرًا عظيمًا، وحتى إن ندِموا فبعدَ فَواتِ الأَوانِ، وصدق الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. ولئن كان في ذلك الزمان فاسقٌ واحدٌ، هو من يروجُ الشائعاتِ الملفقة، فقد تطورَ الأمرُ إلى هيئاتٍ، ومنظمات، ومواقعَ مُتخصصةٍ وقنوات، مُهمتها صناعةُ ونشرِ الشائعات على أعلى المستويات.
إنها يا كرام: حربٌ إِعلامِيَّةٌ قذرة، ومن أَشَدَّ الأَنوَاعِ خطرًا وفتكًا، أهدافُها خَبِيثَةٌ ملتوية، واسلحتُها وقذائِفُها، رَسَائِلُ وكَلِمَات، وَصُوَرٌ وَمَقَالاتٌ، وَبرامجُ ومقابلات، وأفلامٌ ومُسلسلات. تُعدُّ إِعدَادًا مدروسًا، وتُخرجُ إخراجًا محبوكًا، فيها من فنون العرض، وقوةِ الطَّرح، ما يُبهرُ العقول، ويستميلُ القُلُوب، ويغير القناعات، ويضربُ المجتمعَ ضرباتٍ موجعات، وما لوثاتُ الالحادِ والزندقةِ والتنصير والانتحارِ، والتي عانى منها المجتمع الويلات، عنا وعنكم ببعيد، {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُون}، {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}.
ألا فاعلموا يا عباد الله: إنَّ إِشاعَةَ المُنْكراتِ، مِن أكبر الكبائرِ وأَعظَمِ المُوبِقات، تأمل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}، قالَ العلامة السَّعْدِيُّ رحمه الله: "فَإذَا كانَ هَذَا الوَعِيْدُ، لِمُجَرَّدِ مَحَبَّةِ أَنْ تَشِيْعَ الفَاحِشَةُ، فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ".
في الحديث الصحيح، َقَالَ ﷺ: "مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ"، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: "يا مَعْشَرَ مَن أسلم بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تُؤْذُوا المسلمينَ، ولا تُعَيِّرُوهم، ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ، يَتَتَبَّعِ اللهُ عَوْرَتَه، ومَن يَتَتَبَّعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه"، الحديث صححه الألباني.
وفي الحديث المُتَّفَقٌ عَلَيهِ، قَالَ ﷺ: "وَمَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أَو لِيَصمُتْ"، وَقَالَ ﷺ: "مِن حُسنِ إِسلامِ المَرءِ تَركُهُ مَا لا يَعنِيهِ"، والحديث صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وفي الحديث الصحيح: "المسلم مَن سَلِمَ المُسلمون من لسانه ويده".
إنها يا عباد الله: رسائلُ قويةً، وتحذيراتٌ شديدة، نوجهها لكل مَنْ لا يَتَوَرَّعُ عَنْ إِرسالِ المقاطِعِ المحرَّمَةِ، ولكل مفتونٍ إذا سمِعَ خبرًا طارَ به، وسارع لينشُرُه على أوسع نِطاق، ويُفاخِر بأنه حازَ السَّبْقَ في نشره. ومع سهولة بلوغ الكلمةِ للآفاق، وتخطِّيها حواجِزِ الزمان والمكان في أجزاءٍ من الثانية، وبلمسة زرٍ واحدة، فيا لهُ من بلاءٍ، وفتنةٍ عمياء، والمعصوم من عصمه الله، والمخذول من خذلتهُ نفسه.
وَما مِنْ كَاتِبٍ إِلا سَيَفنَى *** ويُبْقِي الدَهرُ ما كَتَبتَ يَداهُ
فَلا تَكتُب بِكَفِّكَ غَيرَ شَيءٍ *** يَسُرُّكَ فِيْ القِيامةِ أَنْ تَراهُ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ.. عَتِيد}.
اتقوا الله عباد اللهِ وكونوا مع الصادقين، وكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَاب}.
معاشر المؤمنين الكرام: الْمُسْلِمُ الْحَقُّ لا تراه إلا مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، مُنصفٌ مع نفسهِ ومع غيره. يُحبُّ لغيره ما يُحبُّ لنفسِه، ويكرهُ لغيره ما يكرههُ لنفسِه، ويفعلُ الخيرَ بنفسٍ طيبةٍ مع من يَستحِقهُ ومن لا يَستحِقه، لأنهُ لا يُريدُ إلا وجهَ الله. ومن يتساءل، وما هو التصرفُ الصحيحُ مع الشائعات، فالجوابُ الحكيم، في كتاب الله الكريم.
وأولَ ذلك أن يحُسنَ الظنِّ بمن نُقِلَ عنه السوء، ما دامَ ظاهرهُ السلامة، يقول تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}. وثانيها: المطالبةُ بالبينة والدليلِ، فالله عزَّ وجلَّ يقول: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، نعم: من تكلَّم في عرض إنسان، ولم يأتِ على ذلك بالدليل والبرهان، فهو كاذبٌ فتَّان، يستحقُ عقوبةً تردعهُ وتجعله عبرةً للقاصي والدان، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}.
وثالثها: إمساك اليد واللسان عن المشاركة في نشر الشائعات: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}.
ورابعها: نهيُ من يرددُ الشائعةَ عن ترديدها؛ لأنها كبيرةٌ من كبائر الذنوب: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
وَالمُؤْمِنُ الصادق، لَهُ ورَعٌ يَحْمِيْهِ مِنْ قَولِ الباطِلِ وَمِنْ سَماعِه. فَلا يَقُولُ إِلا بِعْلْمٍ، ولا يُصدِّقُ إِلا بِبَيِّنَة، ولا يحكُمُ إلا بيقين، والقرآنُ الكريمُ يؤكدُ أنّ كلامَ الانسانِ محفوظٌ عليه، {سَنَكتُبُ ما قَالوا}، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، فإن كان خيرًا كوفئَ عليه، قال تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا}، وإنَّ كان شرًا عوقِبَ به، قال تعالى: {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}. {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد}.
واللسان ضَمانٌ للإنسان، ففي الحديث الصحيح: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بيْنَ رِجْلَيْهِ أضْمنْ لهُ الجَنَّة". فحقٌّ على من أرادَ السلامةَ لنفسه ولمجتمعه أن يُراقبَ نفسَهُ قبل أن يُطلِقَ لسانَه، أو يُرسلَ رِسالتهُ، أو يَخُطَّ مَقالَته.
نعم: ليسألِ المرسلُ نفسهُ: هل المصدرُ موثوق، وهل الخبرُ مؤكدٌ وصحيح، هل هناك مصلحةٌ راجحةٌ في نشره، فإن رابهُ أدنى شكٍّ فليتوقف، فإنَّ السلامةَ لا يعدلها شيء، واللهُ تعالى يقول: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.
قالَ العلامة السَّعْدِيُّ رحمه الله: وأُوْلِيْ الأَمْرِ مِنْهُمْ: هم أَهْلُ الرَأَيِ، وَالعِلْمِ والنُّصْحِ والعَقْلِ والرَّزَانَةِ. وفي محكم التنزيل يقول اللهُ جلَّ وعلا: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، أي لا تَتحدث عمَّا لَيْسَ لَك بهِ عِلْم، ولا تَنْقُلْ مِن الأَخبارِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ علم، {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ يا عباد الله، وَلا نتساهل بأمر الشَّائِعَاتِ، ولا يُغرينا سهولةَ نشرها عبر الجَوالاتِ ووسائل الاتصالات، فإنها آثَامَ وسيئات، تَتَراكمُ لأيامٍ وشهورٍ وسنوات، يعقُبها ألمٌ وندمٌ وحسرات.
في صحيح مسلم، قال عليه الصلاة والسلام: "من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثلِ أجورِ من تبعه، لا ينقصُ من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثلَ آثامِ من تبعه، لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئًا".
تأمل: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}. وقال تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُون}. فيا ابن آدم عِش ما شئت.