بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
شكرًا لكل معلم مبدع مبتكر مميز يسعى لتوظيف استراتيجيات التدريس الحديثة لما لها من دور كبير في الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي.
والحق يُقال: إن أخذ المعلمين بأدوات ومتطلبات التعلم النشط أصبح ضرورة عصرية، وليس من نافلة القول، فهو أصبح فرض عين، وليس فرض كفاية، حيث إننا مطالبون بمسايرة تطورات العصر التربوية ومستجداته وهو مطلب له لأسس وأصوله الراسخة وسنده، فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال للصحابة -حينما طوروا من شأنهم في أمر دنيوي -أنتم أعلم بأمور دنياكم، وقد قيل: "لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم؛ لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"،والإمام الشافعي غير إجابات الفتاوى التي كان يفتي بها في العراق حينما حل بمصر فلكل عصر وكل زمان ما يناسبه.
فعلى جميع المعلمين الاستعانة باستراتيجيات التعلم النشط المناسبة للدرس الذي يقومون بشرحه فهي تساهم في الارتقاء بنتاجات التعلم.
وتوظيف التعلم النشط والاستراتيجيات وخاصة التعلم التعاوني في مجموعات، واستخدام طريقة حل المشكلات والذكاءاءات المتعددة والمنوعات، وتوظيف السبورات الذكية والمؤثرات واستخدام وسائط التسجيلات والفيديوهات مفيد إيما فائدة فهو يساهم في زيادة دافعية الطلاب للتعلم حيث يتعلم المتعلم في مجموعات محاورا مناقشا مستفسرا مستكشفا، والمعلم موجه ومرشد وميسر للعملية التعليمية مما يشوق ويجذب الطلاب للعلم بالإضافة التعلم الذاتي والبحث عن المعلومات والاستكشافات، وللتعلم النشط والاستراتيجيات أسس فنية يجب مراعاته عند توظيفها في التعليم.
وسيلة وليست غاية: بالرغم من أن التعلم النشط والاستراتيجيات لها دور كبير في حيوية المتعلم وتفاعله مع زملائه والمعلمين وما يستخدمونه من حوارات وأسئلة ومناقشات مما يجعل التعليم جاذبًا قائم على الاكتشافات والممارسات العملية والتطبيقية يساهم في بناء شخصية المتعلمين، لكنها ستظل وسيلة وليس هدفًا فيجب فهم وظيفتها على الوجه الحقيقي دون مبالغات وتجاوزات بهدف إتقان كل ما يتم مناقشته وتدريسه من معلومات ومعارف ومهارات، وجزئيات الدرس والكليات، وإدراك ما بين المواد من ارتباطات ومسلمات، وما ترمز إليه من مدلولات، وربط البدايات والمقدمات بالنهايات، مع حسن غلق للدرس وتنفيذ المراجعات.