بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
شجار الآباء كيف يكون صحيًا؟
هل يمكن أن يكون الشجار بين الآباء صحيًا وإيجابيًا؟
كيف يمكن أن يتحول الشد والجذب إلى وسيلة تربوية لبناء شخصية الطفل وإعداده للمستقبل؟
نعم. قد تتحقق الكثير من الإيجابية حين يتحول الشجار إلى أسلوب تربوي وتعليمي مميز. فقط هناك نقاط يجب الانتباه إليها.
اقرأ هذه السطور:
أولًا: حين يحدث شجار عائلي يجب عدم التلفظ بألفاظ سوقية وقبيحة المعنى حتى لا تنغرس في قاموس الطفل اللغوي لأن الانفعال الشديد سواء بالفرح أو الحزن يجعل الطفل أسرع تأثرًا وحفظًا لكل ما يقال ويفعله أمامه من الكبار. وفي أوقات الشجار العائلي يكون توتر الطفل توترًا شديدًا يجعله يغرس في الذاكرة كل شىء.
هذا السلوك يعلم الطفل التحكم في ألفاظه عند الغضب.
ثانيًا: يجب تحري الأدب والتحاور الراقي والاستماع إلى المتحدث فإن لم يتمكن الأهل من تحقيق هذا يجب الانسحاب إلى دائرة الصمت حتى يهدأ الجميع، هذا التصرف يعلم الطفل عدم التمادى والعصبية ويعطيه رد فعل آخر عند الغضب وهو الصمت والانسحاب لأن البعض يصل بغضبه إلى التكسير والإيذاء الجسدى لمن أمامه.
ثالثًا: العقلانية والتوازن عند مناقشة المشكلة بعد حدوثها وإفهام الطفل مهما كان صغيرًا أن المشاكل واردة الحدوث دائمًا في الحياة وأنها لا تعنى أن الكبار يكرهون بعضهم البعض وأنهم سرعان ما سوف يتجاوزون الخلاف لأن الحب لا زال قائمًا رغم الخلاف إن هذا أمر مهم إذ كثيرًا ما ينجرف الأب ليستعدي الطفل على أمه أو العكس تنجرف الأم لتستقطب ابنها إلى صفها بالكثير من المشاعر الخاطئة والعدائية وهذا يفقد الطفل الأمان ويجعله عديم الثقة في الوالدين معًا.
إن هذا التصرف يكسب الطفل الكثير من الثقة في الذات وفي الأهل ويجعله قادرًا على مواجهة الكثير من مشاكل مستقبله.
رابعًا: يجب عدم معًاملة الطفل بحدة وغضب أثناء أو بعد الشجارات العائلية حتى لا يضع نفسه طرفا في الصراع لا شعوريا.
يجب إشعار الطفل أن محبته في القلوب لا يمسها شجار ولا خلاف. وأنه لا يمكن أن ينبذ بعيدًا تحت أى ظرف.
إن هذا التصرف يجعل الطفل في أمان عاطفي يكفل له التوازن الشعورى بين الوالدين بما يضمن له النمو المتزن عاطفيًا واجتماعيًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين