وقفة مع قصيدة ريحانة القلب للعشماوي

51
2 دقائق
23 جمادى الأول 1447 (14-11-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تُعد قصيدة (ريحانةَ القلب) للشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي من أروع القصائد التي نلمس فيها حسن المطلع، وحسن الغلق حيث ختمها شاعرنا القدير بدرر من الحكم الإنسانية الخالدة.

حيث استهل القصيدة بالمشكلة وهي انتحاب القلب، ثم استعرضها، بوصف خالته مبينا الأسباب التي أدت إلى انتحاب القلب، وكانت خاتمة القصيدة الرضا بقضاء الله

(الله يكتب يا ريحانتي فإذا *** أرادَ أمضى وعند الناس ما كتبوا)

ثم أردف ببعض الحكم الشعرية التي يسير بها الركبان لحسنها:

• النفع والضر بيد الله:

لو أجْمَعَ الناسُ أمرًا في مَساءتِنا

ولم ْيُقدّرْ لما فازوا بما طلبوا

• روحُ حُبِّ الوطن ساميةٌ

ريحانةَ القلبِ روحُ الحُبِّ ساميةٌ

فليس يُقبَلُ فيها الغدرُ والكذبُ

• الهوى ليس سِلعةً تباع:

ليس الهوى سِلعةً تُشرى على ملأٍ

ولا تُباعُ ولايأتي بها الغَلَبُ

• أحوال القلب في حب الآخرين:

قد يعشقُ المرءُ من لامالَ في يَدِه

ويكرهُ القلبُ من في كفّه الذهبُ

• قيمة الناس في المبادئ لا المال:

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما

تنافسوا في معانيها ولااحتربوا

ما قيمةُ الناسِ إلا في مبادئهم

لا المالُ يبقى ولا الألقابُ والرُّتَبُ

حيث يقول شاعرنا القدير في قصيدة (ريحانةَ القلب):

حسبي من الهَمِّ أنّ القلبَ ينتحِبُ

وإن بدا فرحي للناس والطّربُ

مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني

نارُ انتظاري ووجداني لها لهَبُ

كأنني فارسٌ لاسيفَ في يده

والحربُ دائرةٌ والناس تضطربُ

أو أنني ُمُبحِرٌ تاهت سفينتُه

والموجُ يَلطِمُ عينيها وينسحبُ

أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأَه

قيظٌ، وأوقفَه عن سيره التّعبُ

يَمُدُّ عينيه للأُفْقِ البعيِد فما

يبدو له منقذٌ في الدرب أو سبَبُ

يا شاعرا ما مشت ْفي ثغره لغةٌ

إلا وفي قلبه من أصلِها نسَبُ

خيولُ شعرِك تجري في أعنّتها

مانالَها في مراقي عزِّها نَصَبُ

ريحانةَ القلب عينُ الشعرِ مبصرةٌ

وفجرُنا في عروقِ الكونِ ينسكبُ

وأنت كالشمسِ لولا نورُها لطغى

ليلُ المعاناةِ وازدادتْ به الحُجُبُ

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها

وفيه مأوى لعينيها ومُنقلَبُ

الله يكتب يا ريحانتي فإذا

أرادَ أمضى وعند الناس ما كتبوا

لو أجْمَعَ الناسُ أمرًا في مَساءتِنا

ولم ْيُقدّرْ لما فازوا بما طلبوا

ريحانةَ القلبِ روحُ الحُبِّ ساميةٌ

فليس يُقبَلُ فيها الغدرُ والكذبُ

ليس الهوى سِلعةً تُشرى على ملأٍ

ولا تُباعُ ولايأتي بها الغَلَبُ

قد يعشقُ المرءُ من لامالَ في يَدِه

ويكرهُ القلبُ من في كفّه الذهبُ

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما

تنافسوا في معانيها ولااحتربوا

ما قيمةُ الناسِ إلا في مبادئهم

لا المالُ يبقى ولا الألقابُ والرُّتَبُ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق