حلقة 190: من فعل الشرك جاهلا بحكمه هل يدعى له ويحج عنه؟ - حكم صلاة المرأة في بيتها وهي مكشوفة اليدين والقدمين - اسوداد الوجه عند سكرات الموت هل ذلك من سوء الخاتمة - صفة صلاة الضحى وهل تقضى؟ - نصيحة للوعاظ والمرشدين
40 / 50 محاضرة
1- ما حكم من مات مشركاً بالله -أعاذنا الله من الشرك- ولكنه لم يعرف خطورة ذلك الأمر، وهو من جهل أهل القرى في ذلك الوقت، ولا يعرفون أن الشرك من أكبر الكبائر، ومات على ذلك الحال، سؤالي: هل يجب علينا أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأداء الحج والعمرة، وهل ينفعهم ذلك العمل؟ أفتونا بالتفصيل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالشرك هو أعظم الذنوب، وهو أكبر الكبائر، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله..) ويدل على هذا قوله سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، فالشرك أعظم الذنوب وأقبح السيئات، فمن مات عليه لم يغفر له، وهو من أهل النار المخلدين فيها، ولا يُحج عنه ولا يصلى عنه ولا يدعى له ولا يتصدق عنه؛ لقول الله جل وعلا: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (65) سورة الزمر، وقوله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام، وقال في المشركين: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، والشرك هو صرف العبادة لغير الله أو شيء منها، كالذي يدعو الأموات أو النجوم أو الأنبياء أو الملائكة يستغيث بهم ينذر لهم، يذبح لهم، هذا الشرك، وهكذا من جحد شيئاً مما أوجبه الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، كالذي يجحد وجوب الصلاة، أو يجحد وجوب الزكاة، أو يجحد وجوب صوم رمضان، أو يجحد حج البيت، وجوب الحج مع الاستطاعة، أو يستحل ما حرم الله من الأمور المعروفة من الدين بالضرورة مما أجمع المسلمون على تحريمه كالزنا، والخمر فيقول: الزنا حلال أو الخمر حلال، أو يقول عقوق الوالدين حلال، هذا كفرٌ أكبر، لا يصلَّى عليه ولا يُستغفر له، ولا يحج عنه، ولا يتصدق عنه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ما دام بين المسلمين قد سمع القرآن ورأى المسلمين ورأى أعمالهم، هذا غير معذور قد قامت عليه الحجة؛ لأن الله يقول سبحانه: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ (19) سورة الأنعام، من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال الله سبحانه: هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ (52) سورة إبراهيم؛ ولأنه معرض ما تعلم ولا سأل، وأمره إلى الله، لكن هذا حكمه في الدنيا، مثل عامة كفار قريش الذين قتلوا في يوم بدر وفي غيره، أو ماتوا في مكة، عامة كفار اليوم، عامة كفار النصارى كفار اليهود كلهم جُهَّال، لكن لما رضوا بما هم عليه ولم ينقادوا لما بعث الله به محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يلتفتوا إليه صاروا كفاراً، نسأل الله العافية والسلامة.
2- ما حكم صلاة المرأة داخل بيتها وهي مكشوفة اليدين والقدمين ولكن لا يراها أحد من الرجال؟
المرأة عورة كلها عورة، يجب أن تستر بدنها في الصلاة، ولو ما عندها أحد، إلا الوجه، فالسنة كشفه، أما بقية بدنها فالمشروع ستره، بل يجب ستره إلا الكفين بعض أهل العلم أجاز كشفهما، والأفضل سترهما والأحوط سترهما، فإذا صلَّت وقدماها مكشوفتان أو رأسها أو ذراعها، أو صدرها لم تصح صلاتها، فالواجب على المرأة أن تستتر إلا الوجه، وهكذا الكفان الأحوط سترهما؛ لأنها عورةٌ كلها ولو ما حضرها أجنبي.
3- إذا كان الإنسان يعاني من سكرات الموت واسودَّ وجهه -نعوذ بالله من ذلك- هل يدل ذلك على شيء، أم أن ذلك من سكرات الموت فقط والمعاناة منه؟
لا شك أن سواد الوجه عند الموت ليس علامة خير بل هو علامة شر، ولكن ما دام ظاهره الإسلام يدعى له بالمغفرة والرحمة، ويرجى له الخير ما دام مات على التوحيد والإسلام، فالحمد لله، والمؤمن قد يُبتلى بالسيئات والمعاصي، ويموت عليها ولم يتب، فيكون على خطر، قد يموت على الزنا لم يتب أو على العقوق لوالديه أو يموت على شرب الخمر، أو أكل الربا، قد يموت على معاصي كثيرة، فهو بهذا على خطر، ولكنه لا يُخلد في النار إن دخل النار؛ لأنه مسلم مات على التوحيد، فلو دخلها ما يخلد فيها، إنما يعذب على قدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة، وقد يعفو الله عنه كما قال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء. سبحانه وتعالى.
4- إذا تأخر المسلم عن صلاة الضحى ولم يصلها لظروف معينة، فهل يلزمه القضاء أم لا؟ وأيضاً هل لصلاة الضحى صورة معينة، وأداء معين يجب الإتيان به، أم أنها عبارة عن صلاة عادية؟
صلاة الضحى سنة قربة نافلة، من صلاها فله أجر ومن تركها فلا شيء عليه، وإذا فاتت فلا تقضى، إذا صلى ثنتين أو أربع أو ست ركعات أو ثمان أو أكثر كله طيب، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة وأبا الدرداء بصلاة الضحى، وفي رواية: ركعتي الضحى، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ويوتر قبل النوم. فهذا سنة كله سنة، كونه يوتر كل ليلة، كونه يصلي الضحى، يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، كل هذا سنة، ومن ترك فلا حرج عليه، وإذا استطاع أن يكون وتره في آخر الليل فهو أفضل؛ لأحاديث أخرى دلت على ذلك.
5- هل يجوز للرجل أن يقبل محارمه كأمه وأخته في وجهها، أم لا يجوز له ذلك؟ وإذا كان لا يجوز فنرجو من سماحتكم أن تخبرونا بالكيفية، ونصح الإخوان والأخوات في ذلك الأمر؟
لا حرج أن يُقبِّل محارمه كأمه وأخته ما بين عينيها أو مع خدها لا بأس، أو مع رأسها، كان الصديق -رضي الله عنه- يقبل عائشة مع خدها، فلا بأس بهذا، والحمد لله، من غير شهوة من غير تلذذ، بل للقرابة والرحم، ولا يجوز أن يفعل هذا عن شهوة أو تلذذ، ولكن يفعل ذلك عن المحبة، وعن رحمة، وقرابة، لا بأس بهذا.
6- سؤالي عن المواعظ والخطب التي نسمعها من بعض المحدثين -هداهم الله- حيث يخرج منهم كلام حاد وعنيف على بعض من صدرت منه مخالفة، والبعض من الناس تحصل هذه المخالفة منه عن طريق الجهل، هل هذا مشروع؟
السنة للواعظ والمذكر الرفق، واستعمال الأسلوب الحسن، والترغيب والترهيب والجدال بالتي هي أحسن، هذا هو السنة، قال الله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125) سورة النحل، حتى يقبل الناس الحق، وحتى يخضعوا لسماع الخير، وحتى يطمئنوا، ولا يجوز في مثل هذا التعنيف والتشديد؛ لأن هذا ينفِّر من سماع المواعظ والذكرى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يُحرَم الرفق يُحرَم الخير كله) وقد قال الله جل وعلا في وصف نبيه -صلى الله عليه وسلم-: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (159) سورة آل عمران، فما دام المستمعون يصغون إلى الحديث ويستفيدون فالحمد لله، عليه أن يستمر ويراعي الأسلوب الحسن والرفق، وقد ينفعهم الله بما يسمعون، أما من تعدى وظلم فله شأن آخر، من تعدى وظلم فله شأن آخر في عتابه وفي عقابه بما يستحق، كما قال الله جل وعلا: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (46) سورة العنكبوت، فمن ظلم له عقاب يليق به، لكن الداعي يستعمل الرفق في دعوته، وإذا دعت الحاجة إلى الشدة في بعض المنكرات؛ لأن صاحبها قد ظلم وتعدى وكابر فلا بأس.
7- لقد حصل جدال في الصلاة الرباعية والثلاثية عن الركعتين الأخيرتين من الرباعية، والركعة الأخيرة من الثلاثية؛ هل يجوز أن نقرأ ما تيسر من القرآن فيهن أم لا؟
السنة قراءة الفاتحة في الثالثة والرابعة من الظهر والعصر والعشاء والمغرب، هذا هو الأفضل، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الأخيرتين من الظهر، والعصر بفاتحة الكتاب فقط، وهكذا في الأخيرة من المغرب والأخيرتين من العشاء، وإن قرأ زيادة يسيرة فلا حرج، لكن هذا هو الأفضل، وقد ورد في حديث أبي سعيد الخدري ما يدل على أنه ربما يقرأ في الثالثة والرابعة شيئاً يسيراً، وجاء عن الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- أنه كان يقرأ في الثالثة من المغرب بعد الفاتحة: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) سورة آل عمران.
8- يقول البعض من الناس: إن الذي يبتلى ببعض الحشرات كالبراغيث والذباب المنزلي والنمل والبعوض -مثلاً- يعني ذلك عدم رضاء الله عليه، حيث يبتلى بأشياء صغيرة جداً!! فنرجو الإفاضة في شرح هذا الموضوع؟
هذا لا دليل عليه، قد يبتلى الإنسان بالحشرات وغير الحشرات؛ لرفع درجاته، وليكون أسوة في الصبر كما يبتلى الأنبياء، يبتلى الأنبياء بأشياء كثيرة من الحشرات وغير الحشرات، وبالأعداء وبالأمراض، فلا يدل ذلك على أن الله يبغضه، وقد ابتلى أيوب وهو نبي من أنبيائه بمرض طالت مدته، وقتل بعض الأنبياء، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- جرح يوم أحد وكسرت البيضة على رأسه، وهو أحب الناس إلى الله وأفضلهم، فالأخيار يبتلون ثم تكون لهم العاقبة، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بهذا، بل الرسل والأخيار يُبتلون بالمصائب وتكون لهم العاقبة الحميدة، ولا يدل هذا على أنهم ليس لهم مكانة عند الله؛ فإن البلاوي تخفف من إثم المعاصي، وترفع في الدرجات بإذن الله؛ ولهذا في الحديث الصحيح: (ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا شيء حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه).
9- أود من سماحتكم معرفة: كيف يرى المسلم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فأنا أشتاق إلى ذلك اشتياقاً شديداً؟ وضحوا لنا ذلك،
ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي) عليه الصلاة والسلام، وصورته: رَبْعة من الرجال، أبيض اللون مشربٌّّ بحمرة، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالقصير ولا بالطويل عليه الصلاة والسلام، ذا لحية وافية عليه الصلاة والسلام، هكذا وصفه عليه الصلاة والسلام، فمن رآه في المنام على هذه الصورة فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل بصورته عليه الصلاة والسلام، ولكن قد يتمثل الشيطان بصور أخرى يدعي أنه رسول الله أو أنه موسى أو أنه داوود أو أنه فلان وفلان وهو يكذب يغر الناس عدو الله، يتمثل في صور شتى، لكن لا يستطيع أن يتمثل في صورة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالواجب الحذر، فمن رأى ما يكره فليعلم أن ذلك من أعداء الله ومن شياطين أو غيرهم، فإذا رأى ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، فالمقصود أنه قد يتمثل له في المنام شياطين يضلونه، وقد يرى ما يكره ويزعجه، فهو من الشيطان، فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليقل: أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت، ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، نسأل الله العافية.
10- أُحبُّ أن أعرف الفرقة المنصورة إلى يوم الدين، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل هي موجودة في بلدٍ واحد أو موزعة على بلاد المسلمين، ماذا أفعل لكي أكون منهم؟
الفرقة المنصورة هي القائمة بأمر الله، المستقيمة على دين الله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة!)، قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية: (وهي الجماعة) يعني المجتمعة على الحق، وهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن بعدهم، ممن سار على نهجهم، هؤلاء هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة، الذين وحَّدوا الله واستقاموا على دينه، وأدوا فرائضه، وتركوا مناهيه، وتواصوا بالحق والصبر عليه، هؤلاء هم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، الذين اتبعوا الرسل واستقاموا على دينه، وأفضلهم وإمامهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالفرقة الناجية من أمته هي التي استقامت على دينه قولاً وعملاً وعقيدة، هؤلاء هم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
11- أبي يمنعنا من زيارة أقاربنا مثل: الخال، والخالة، والعمة، والأصدقاء، ويكاد يكون يحاسبنا في المنزل، ويسمح لنا بالذهاب لدور العلم فقط، ما رأيكم بذلك
الوالد قد يكون له رأي سديد في منعكم من الزيارة من الخالة، والخال ونحو ذلك؛ لأن زيارتهم قد تجر عليكم شراً، قد يكون الخال غير مضبوط، قد تكون الخالة غير مضبوطة، يخاف عليكم من شر هذه الزيارات، والدليل على هذا أن يسمح لكم بزيارة دور العلم حتى تستفيدوا، فهذا يدل على أنه إنما منعكم خوفاً عليكم من هذه الزيارة، فإذا كان الخال أو الخالة أو العم أو العمة من أهل الصلاح والخير فهو سوف لا يمنعكم، فأنتم تبحثون معه الموضوع الذي يمنعكم منه، واعرفوا أسباب المنع، فالوالد لا يتهم، يحب لأولاده الخير، فإذا منعكم من شيء فالأصل وجوب طاعته؛ لأنه ناصحٌ لولده محبٌ لولده الخير، فطاعته من طاعة الله، فإذا اتضح أنه نهاكم عن شيء فيه مصلحة لكم وفيه خير فالتفاهم معه والبحث معه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن حتى يتضح الأمر.
12- ما صحة هذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألفَ ألفِ حسنة ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئة، ورفع له ألفَ ألفِ درجة)، يريد أن يعرف صحة هذا الحديث
الحديث هذا غير صحيح، الحديث هذا غير صحيح، وقد كتبنا فيه كتابة من مدة طويلة، وهو ضعيف، ولكن الذكر مطلوب في السوق وغير السوق، مطلوب، لكن بهذا اللفظ: كتب له الله ألفَ ألف درجة إلى آخره هذا غير صحيح. ولكن الذكر في السوق وفي كل مكان مطلوب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- حث على الذكر والله حث عليه في كتابه العظيم فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) سورة الأحزاب، وقال جل وعلا: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) سورة الجمعة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سبق المفرِّدون) قيل: يا رسول الله مَن المفرِّدون؟ قال: (الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، فالذكر مطلوب في الأسواق وفي المجالس وعلى الفراش وفي كل مكان، الله جل وعلا يحب من عباده أن يذكروه، وأن يكثروا من ذلك، لكن هذا الحديث أنه من سار السوق كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة هذا غير صحيح.
13- ما حكم صلاة التسابيح، وهل الحديث الوارد فيها صحيح؟
صلاة التسابيح غير صحيحة، والأحاديث الواردة فيها كلها ضعيفة، كما نبه على ذلك أهل العلم، فهي غير صحيحة، ولا يجوز الاعتماد عليها.
14- صمت يوم عاشورا، أي: يوم العاشر والحادي عشر؛ لأن مكان عملي في الشمس، ولم أستطع أن أصوم يوم التاسع وصمت العاشر والحادي عشر؛ لأنه كان يوافق يوم الجمعة، فهل صيامي صحيح؟
لا حرج في ذلك، السنة أن يصوم العاشر ويصوم معه التاسع أو الحادي عشر، فإذا صام الحادي عشر مع العاشر فالحمد لله، فقد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده) يعني العاشر، فأنت على خير، والحمد لله.
15- إذا اغتسل الإنسان من الجنابة فهل يكفيه ذلك عن الوضوء؟
إذا نواهما جميعاً فلا بأس، إذا نوى الوضوء والغسل في غسل الجنابة أجزأت، لكن الأفضل أن يتوضأ ثم يغتسل هذا الأفضل، كفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، يتوضأ يغسل ذكره وخصيتيه ويتوضأ وضوء الصلاة، ثم يغتسل، يفيض الماء على رأسه وعلى جسده، يفيض الماء على رأسه ثلاثاً ثم على شقه الأيمن ثم الأيسر. والمرأة كذلك تستنجي ثم تتوضأ وضوء الصلاة، ثم تغتسل، سواءٌ كان من الجنابة أو بغير ذلك، هذا هو الأفضل، الأفضل هكذا.
16- بعض الناس يذبح شاة ويقول: هي صدقة، لكن لا يعطيها للفقراء والمساكين، بل يقوم بأكلها هو وأهل بيته، وجيرانه، وأصحابه، فهل تعتبر هذه صدقة؟
إذا كان جيرانه فقراء كان صدقة عليهم، وهذا من باب إكرام أهله وجيرانه ولو كانوا أغنياء لا بأس، يؤجر على ذلك؛ لأن إكرام الجار والإحسان إلى الجار فيه خيرٌ عظيم، فإذا أحسن إليهم ودعاهم وأكرمهم فهذا فيه خيرٌ عظيم ولو كانوا أغنياء، وإن كان فيهم فقراء فقد أحسن إليهم أيضاً لفقرهم ولكونهم جيرانه، كل هذا طيب، والحمد لله.
17- عندي غنم تزيد عن مائة وعشرين، لكن منها أربعون في حظيرة أعطيها الشعير والماء، فهل نزكيها مع أخواتها التي ترعى، علماً بأن التي ترعى تبلغ ما يقارب من ثمانين فقط؟
الزكاة على الراعية، التي ترعى الحول كله أو أكثره، هذه هي التي تزكى، أما التي تعلف فلا زكاة فيها، إلا إذا كانت للبيع، تزكى زكاة للتجارة، إذا كانت التي تعلق معدة للبيع، فتقوم عند تمام السنة وش تسوى! فإذا كانت تسوى عشرة آلاف زكى عشرة آلاف، تسوى عشرين زكى عشرين وهكذا، أما الساعية التي ترعى غالب الحول، هذه تزكى منها في خمس وعشرين بنت مخاض، في ستة وثلاثين بنت لبون إلى آخره.
417 مشاهدة
-
1 حلقة 151: حكم من قال لزوجته طالق بالثلاث - حكم من قال لزوجته أنت علي كظهر أمي - حكم الطلاق بعد أن تخرج المرأة من عدتها، وحكم العوض الذي يأخذ من أجل الطلاق
-
2 حلقة 152: توضيح كيفية بيع المسلم على بيع أخيه - ما حكم ائتمام من يقصر بمن يتم صلاته - حكم الصلاة إلى صناديق الأحذية - هل زوج البنت محرم لأمها؟ - التحف من سبائك وأسورة الفضة هل فيها زكاة؟ - حكم العدل بين الزوجات
-
3 حلقة 153: علي كفارة ظهار، ولا أستطيع أدائها، فما العمل؟ - خمس مسائل في الطلاق والظهار - طلقت زوجتي عشر طلقات فما العمل - كيفية صلاة من استخلفه الإمام بسبب العذر وهو مسبوق بركعة أو أكثر
-
4 حلقة 154: تشاجرت أنا وزوجتي، فقلت لها طالق؛ لأجل أن تسكت - حكم صلاة من زاد ركعة في المغرب من أجل إتمام صلاة المأتم - تثبت الرجعة للزوج على زوجته حتى ولو عارض وليها - حكم من ردد لفظ الطلاق ثلاث مرات على من عقد له عليها
-
5 حلقة 155: من مات ولم يحج وقادرفما الحكم؟ - هل يمنع الكحل من وصول الماء إلى الجلد عند الوضوء؟ - حكم حلق اللحية مع الدليل؟ - ركعات قيام الليل، ووقته - حكم تحديد النسل - حكم شرب الدخان - من لديه فشل كلوي،كيف يصوم؟
-
6 حلقة 156: حكم دفع الزوجة زكاة أموالها لزوج - حكم تقبيل رأس ويد الوالد والوالدة - هل علي سعي بعد طواف الإفاضة - أي نوع أفضل من أنواع الحج؟ - الحج عن الحي العاجز - القنوت في صلاة الصبح - ما معنى (اللهم اهدنا فيمن هديت ...)؟
-
7 حلقة 157: حكم الأكل مع غير المسلمين - هل قرآن الفجر قبل صلاة الفجر أم بعدها؟ - ما هو وقت صلاة الضحى - هل الكلام مع الغير يفسد التيمم؟ - قراءة القرآن أثناء انتظار الصلاة في المسجد - قنوت المأموم خلف الإمام في صلاة الفجر
-
8 حلقة 158: فضل الذكر وعن منزلته - ما حكم من يقوم بحمل الحجب للدخول على المسئولين والقضاة؟ - الجمع بين الصلاتين للمريض - شروط الولد الصالح الذي تقبل دعوته - حكم الانتقام - نصيحة للدعاة - حكم إخراح النقود بدل الطعام في زكاة الفطر
-
9 حلقة 159: هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر؟ - الصلاة الفائتة؟ - كيف تقاس الخمس رضعات؟ - هل يجوز للمحدث حدثا أصغر أن يمس المصحف أو جزءاً منه؟ - حكم من يقول في دعائه نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي
-
10 حلقة 160: توفي والدي، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته - هل تقصير الولد يؤثر على والدهم الميت؟ - هل تفيد الإنسان المسحور قراءته لنفسه - ما هي الآيات التي تعالج الحسد؟ - هل يجوز بيع الهدية - حكم من لا يريد أن يزكي إلا بعد خمس عشرة سنة
-
11 حلقة 161: قضاء الصلاة المتروكة عمدا - بدعية صلاة الظهر بعد الجمعة - باب الريان هل يدخل منه من صام الواجب والمستحب؟ - صلاة الاستخارة - الهدية للأقارب والأرحام هل هي واجبة؟ - تأخير طواف الوداع - إسبال الثياب تحت الكعب
-
12 حلقة 162: الإخلاص. والخوف من الرياء - الدعاء الجماعي عند القبر - قراءة القرآن عند دفن الميت - التحصن من الشيطان الرجيم - الحناء - فضل الإكثار من العمرة - علامات قبول الأعمال الصالحة - آداب طالب العلم - حكمة مشروعية عدة المتوفى عنها زوجها
-
13 حلقة 163: الوفاء بالنذر - الأكل مع الناس من اللحم المنذور - معاملة الجار القاطع للصلاة والشارب للخمر - مسائل في الطلاق - زكاة الحلي - حكم من طلق زوجته دون أن تسمعه
-
14 حلقة 164: الطلاق بسبب التنجيم الباطل - سب الدين هل يوجب طلاق الزوجة؟ - كيفية غسل الجنازة وتكفين الميت
-
15 حلقة 165: حكم الصلاة على النبي في الصلاة والدعاء - ميراث الأخ الشقيق والأخ لأم - الطلاق بالثلاث تهديدا والندم على ذلك - مسألة في الطلاق والظهار - كيفية صلاة الجنازة وحكمها
-
16 حلقة 166: مرتكب الكبائر هل يخلد في النار؟ - التبرع بأعضاء الإنسان ومسائل عالقة - إخفاء المرأة أمر الطلاق عن أهلها أمر خطير
-
17 حلقة 167: زكاة ما رصده لبناء بيت أو غيره إذا حال الحول - الحلف بالطلاق ثلاثا على مشكلة ما - ميراث الإخوة لأم والأخ الشقيق - طلاق المكره - تحرم المرأة على زوجها بعد الطلقة الثالثة حتى تنكح زوجا غيره
-
18 حلقة 168: الجمع بين (أو تخفوه) وبين (إن الله تجاوز عن أمتي) - نيابة الغسل عن الوضوء - طلاق المرأة والرجوع عن ذلك - الجمع بين (فبما كسبت أيديكم) وبين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) - هل نزع موسى حذاءه تعظيما لله أم لطهارة الوادي المقدس؟
-
19 حلقة 169: حكم من جامع أخت زوجته التوأم التي زفت إليه فلم يفرق بينهما - الاستفسار عن كتاب الدعاء المستجاب - دم الإجهاض ودم الحيض والنفاس - وضع المساحيق والزينة على وجه المرأة تجملا - قضاء ما أفطرته المرأة من رمضان
-
20 حلقة 170: الأرض المعدة للإعمار هل عليها زكاة؟ - زكاة الدَّين هل هي على صاحب المال أم على الغريم؟ - حكم الطلاق في طهر جامعها فيه - مسألة شخص عقد على إحدى أختين فزفت له غير المعقود عليها
-
21 حلقة 171: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا لماذا قدم كلمة التراب على كلمة العظام - هل صحيح أن الذي يقوم الليل لا تأكل الأرض جسده - طلاق الغضبان - حكم صيام من به مرض مزمن
-
22 حلقة 172: حكم من لم يجد مستحقين حوله لزكاة الفطرة - هل يشترط العدد لصلاة العيد - عدد الرضعات المحرِّمة - هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الأقارب في غير البلد - حكم من حلف على زوجته بالطلاق بقصد التهديد - حكم من قال لزوجته ستون مرة طالق
-
23 حلقة 173: لا يعرف النسب بالفحوصات الطبية - سمعت طلاقها عبر تسجيل كاسيت فلم تصدق - عقد شراء صوري - هل في ذهب الزينة زكاة - إيجار الدار يزكى عليه - ميراث أولاد البنت - هل يقع الطلاق بالكتابة - الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله؟
-
24 حلقة 174: المرأة حقوقها ومكانتها في الإسلام - طلاق وظهار السكران - إنشاد الضالة بمكبرات المسجد - الرجعة لا بد أن تكون في العدة
-
25 حلقة 175: من هم أهل الكتاب - هل يجوز أن يتزوج من فتاة لا تصلي؟ - تلاوة القرآن بصورة جماعية - لحيته معدودة الشعرات فهل يجوز حلقها؟ - هل يجوز تقاضي المال على مدح النبي - جماعة الأخوان المسلمين وأنصار السنة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد