حلقة 275: القنوط من رحمة الله - يصح للمرأة أن تذبح - من حج متمتعاً ولم يفدِ - المصيبة في الدين - معنى تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء - الضابط للجمع عند المطر - من له عذر من حضور الجمعة صلى ظهراً - المسح على الشراب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 50 محاضرة

حلقة 275: القنوط من رحمة الله - يصح للمرأة أن تذبح - من حج متمتعاً ولم يفدِ - المصيبة في الدين - معنى تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء - الضابط للجمع عند المطر - من له عذر من حضور الجمعة صلى ظهراً - المسح على الشراب

1-  ما معنى القنوط من رحمة الله وذلك من الكتاب والسنة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالقنوط من رحمة الله هو اليأس، كونه لا يرجو الله ........ وأن الله يرحمه هذا من كبائر الذنوب، ربنا جل وعلا نهى عن هذا، قال جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ (53) سورة الزمر، وقال تعالى: إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) سورة يوسف، لا يجوز لأحد أن يقنط من رحمة الله، يعني ييأس بسبب كفره أو معاصيه بل عليه التوبة والرجوع إليه والإنابة إليه، وله البشرى لأن الله يقبل توبته ويعظم أجره ويجازيه على ما فعل من الخير، أما اليأس والقنوط لأجل سوء العمل فهذا من تزيين الشيطان ولا يجوز، بل يجب على العبد الحذر من ذلك ولا يقنط ولا ييأس بل يرجو رحمة ربه، يرجو أن الله يتوب عليه، يرجو أن الله يتقبل عمله ولا ييأس.  

 

2- هل من الحلال للنساء أن تقوم بذبح الطيور أو اللحم المحلل؟
لا بأس، في حق النساء وفي حق الرجال، الذبح تذبح المرأة، ويذبح الرجل الخروف والدجاج والحمام وغير ذلك مما أباح الله، النبي - صلى الله عليه وسلم- أقر ذبيحة المرأة، فإذا ذبحت وهي تحسن الذبح فلا بأس، ليس خاصاً بالرجال إذا كانت تحسن الذبح، تذبح الذبيحة الذبح الشرعي بالسكينة الحادة فلا بأس، مثل الرجل لا فرق في ذلك.  

 

3- شخص حج متمتعاً وقام بجميع المناسك -مناسك الحج- ولم يفدِ لظروفه المالية، وهو مقيم في المملكة، ولم يستطع الصيام لظروفه الصحية، فهل يسقط عنه ذلك؟ جزاكم الله خيراً
يجب عليه الهدي هدي التمتع، فإذا عجز عن الهدي التمتع وأجمع على الصيام يبقى معلقاً في ذمته حتى يستطيع، يبقى معلقاً في ذمته مثل قضاء رمضان يبقى معلق حتى يستطيع الهدي فيهدي أو الصوم فيصوم؛ لأن الله جل وعلا أوجب عليه الهدي، قال:فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ(196) سورة البقرة، فعليه أن يتقي الله وأن يراقب الله، فإن استطاع الهدي أرسل إلى مكة وذبحه هناك، ووكَّل من يشتريه له، ويذبحه هناك، فإن عجز واستمر العجز عن الهدي فيصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، فإن تأخر في الصيام صامها كلها عند أهله، المقصود أنه ليس له أن يتساهل، بل عليه إما إن يهدي ...أو يصوم، فإذا عجز عنهما تبقى الفدية في ذمته حتى يتيسر له ذلك، فإن مات ولم يتيسر له ذلك قضي من تركته إن كان له تركة، يشترى من تركته ويهدى عنه؛ لأنه دينٌ في ذمته.  

 

4- في دعاء القنوت يقول الإمام: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا)، كيف تكون المصيبة في الدين -سماحة الشيخ-؟
إذا نزل بالمسلمين ما يضرهم صارت المصيبة في الدين، المصيبة في الدين إذا نزل بما يضر بدينه، بتسليط الأعداء عليه، أو بابتلائه بالمعاصي والشرور، أو بالردة عن الإسلام، نسأل الله العافية، هذه مصيبة الدين، ثم أن يبتلى بولاة سوء، أو بكفرة يصدونه عن دينه، أو بهوى وشهوة تصده عن دينه، أو بجلساء سوء يصدونه عن دينه نسأل الله العافية.  
 
5- (تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء) ما معنى ذلك أيضاً؟
النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (استعيذوا بالله من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء)، يستعيذ بالله من هذا لعله يبتلى بشيء يضره، بلاء يضره، درك الشقاء أن يدركه شيء يوقعه في الشقاء، في المعاصي والشرك، نسأل الله العافية، الإنسان يتحرى أسباب النجاة ويستعيذ بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن سوء القضاء، هكذا المؤمن يتحرى ويسأل ربه العافية، فإن الأعداء يشمتون به إذا وقع فيما يضره، ولكنه يتحرى العافية من جهد البلاء وهو ما يسوءه من البلايا والمحن التي تنزل به الناس، ودرك الشقاء قد يدركه شيء يشقيه ويوقعه في المعاصي أو الشرور، أو في الشرك الأكبر نسأل الله العافية، وسوء القضاء كذلك كونه يقع في المعاصي ويبتلى بما حرم الله عليه، وشماتة الأعداء مثل ما تقدم كونه يقع في شيء يشمت به الأعداء، فالمؤمن يتحرى العافية من هذه الأشياء، ويستعيذ بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء، يعني يحذر كل هذه الأسباب، فلا يتعرض للبلاء الذي يوقعه في المعاصي والشرور، ولا يتعرض للأشياء التي تشمت به الأعداء، ولا يتعرض أيضاً لشيءٍ مما حرم الله عليه، فإن هذا يكون من سوء القضاء الذي ابتلي به، فإن الله يقضي الخير والشر -جل وعلا-، فالمعاصي بقدر والطاعات بقدر، يسأل ربه أن الله يقيه شر القضاء الذي فيه المعاصي والشرور والشركيات ونحو ذلك، نسأل الله العافية.  

 

6- ما هو الضابط في جمع الصلوات عند لزوم الأمطار؟ وجهونا بذلك سماحة الشيخ.
الجمع رخصة عند نزول المطر، وعند المرض، وفي السفر كذلك، والله جل وعلا يحب أن تؤتى رخصه، فإذا نزل بالمسلمين مطر يشق عليهم معه أداء الصلاة في وقتها العشاء، أو العصر مع الظهر فلا بأس أن يجمعوا، كما يجمع في السفر، المسافر يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وهكذا المسلمون في القرى والأمصار إذا نزلت بهم الأمطار وصارت الأسواق فيها الزلج والسيول فإنهم يجمعوا بين المغرب والعشاء جمع تقديم لئلا يشق عليهم الخروج للعشاء مع وجود المطر المتتابع، أو الزلق في الأسواق والطين في الأسواق والظهر والعصر في الجمع بينهما خلاف بين أهل العلم، والصواب أنه لا حرج في الجمع بينهما عند وجود العذر الشرعي، إذا وجد العذر الشرعي جاز الجمع كما جمع النبي - صلى الله عليه وسلم- في السفر وفي الخوف والمرض كله لا بأس، النبي - صلى الله عليه وسلم- حث الأمة على ما فيه يليق وما فيه الخير لها، قال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته)، قال ابن عباس - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوفٍ ولا مطر، وفي رواية: من غير خوف ولا سفر، قيل لابن عباس؟، قال: لئلا يحرج أمته، لئلا تقع أمته في الحرج، فإذا كان هناك مطرٌ أو خوفٌ أو مرض؛ جاء الحرج فلا بأس أن يجمعوا، والحديث هذا: قال جماعة من أهل العلم أنه منسوخ، ولكن الصواب أنه غير منسوخ، لكنه محمول على أنه جمع لعذر شرعي غير الخوف وغير المطر وغير السفر كالدحر، فإن الدحر عذر شرعي أيضاً، إذا كانت الأسواق فيها زلق وطين حول المسجد ولو لبعض الجماعة فإن هذا عذر؛ لأن بعض الجماعة قرب المسجد ما عليهم مشقة، لكن بقية الجماعة عليهم مشقة من الطين ومنازع السيل فهذا عذرٌ شرعي، وإذا تركوا الجمع بين الظهر والعصر خروجاً من الخلاف وصبروا على المشقة فهذا حسن إن شاء الله، لكن مع وجود المشقة الدليل يقتضي الجمع بين الظهر والعصر، وبين والمغرب والعشاء عند الحاجة والمشقة.  

 

7- أعمل في مزرعة في مدينة الرياض حارس على بوابة، وقد طلب مني ألا أترك البوابة يوم الجمعة ما دام صاحب المزرعة موجود، وأنا أصلي صلاة الجمعة داخل غرفتي المجاورة للبوابة، مع العلم بأن المزرعة بها مسجد، ولكن سيغضب هذا الشخص صاحب هذه المزرعة عندما أذهب إلى المسجد البعيد، فهل يجوز لي أن أصلي داخل الغرفة؟
عليك أن تصلي ظهراً، لك عذر شرعي في عدم حضور الجماعة، الحارس معذور فيصلي ظهراً لا يصلي جمعة، يصلي الظهر أربع ولا يصلي الجمعة.  

 

8- أشاهد أثناء الوضوء البعض من الناس يمسحون على الشراب (الجورب)، أي: ما يلبس في القدم، فما حكم ذلك، وما هي ظروف وشروط المسح على الشراب؟
لا مانع من المسح على الشراب، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين، ومسح الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- والجوربان ما يتخذ للرجلين من صوف أو قطن أو غيرهما إذا كانا ساترين للقدم والكعب فلا بأس يمسح عليهما، يوم وليلة للمقيم بعد الحدث، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، هكذا جاءت السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، المقيم يمسح يوم وليلة تبدأ من مسحه بعد الحدث، أول مسح بعد الحدث، هذا المبدأ، وفي السفر ثلاثة أيام بلياليها، تبدأ بالمسح بعد الحدث أول مسح، حتى يكمل ثلاثة أيام، والجوربان مثل الخفين، الخف يكون من الجلد مثلاً، والجورب يكون من الصوف والقطن ونحو ذلك، فكما يمسح على الخف يمسح على الجورب إذا كان كلٌ منهما ساتراً للقدم والكعبين، يوم وليلة للمقيم إذا لبسهما على طهارة وثلاثة أيام للمسافر بلياليها إذا لبسها على طهارة.  

 

9- ما حكم من يحمل في جيبه الدخان أو السجائر أثناء تأديته للصلاة، وهل التدخين ينقض الوضوء؟
صلاته صحيحة، لكن يجب عليه التوبة إلى الله، ويجب عليه ترك التدخين، والتدخين لا ينقض الوضوء، لكن يجب عليه الترك لأنه محرم فيه أضرار كثيرة وشرٌ كثير، فالواجب ترك التدخين، لكن لو صلّى وفي جيبه شيء صلاته صحيحة، لأنه هي ليس بنجس من جهة إفساد الصلاة، وإن كان نجس من ناحية المعنى، لكن ليس نجس من ناحية البول والغائط لا، لكنها نجس من حيث المعنى، قذر من حيث أنه يؤذي ويضر، لكن لو صلّى وفي جيبه شيء صلاته صحيح، إلا أن عليه التوبة إلى الله من استعماله والحذر من ذلك، والله جل وعلا يتوب على التائبين.  
 
10- إنها فتاة في الثلاثين من العمر متزوجة من رجل ملتزم بالشرع والحمد لله والمنة على ذلك، تقول: ولكن مشكلتي هي: أن لي إخوان وأخوات يوجد في بيوتهم منكرات، وزوجي يقوم ويمنعني من زيارتهم، ويقول: لا يجوز لك أن تقومي بزيارتهم أو تذهبي إليهم، ويقول لي بأنه سمع من المشايخ أنه لا يجوز الذهاب إلى من لديهم منكرات في بيوتهم، ولا صلة لرحمهم في ذلك إلا بالتلفون؟ فوجهونا سماحة الشيخ.
لا شك أن وجود المنكرات في البيت إذا كانت ظاهرة غير مستورة يستحق أهلها الهجر، من أبدى المعاصي وأظهر المعاصي يستحق الهجر، إما سنة وإما واجب، اختلف العلماء هل الهجر سنة أو واجب؟، قال بعضهم: يجب إذا كان يترتب عليه ترك المنكرات، أما إذا لم يترتب عليه ترك المنكرات فهو سنة مؤكدة، وقال بعضهم: بل يجب مطلقاً، قد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة تخلفوا عن الغزو بغير عذر هجرهم خمسين ليلة حتى تاب الله عليهم، وهجرهم الصحابة، فالذي يبدي المعاصي ويظهرها ولا يبالي يستحق الهجر، سواء كان أخاً أو عماً أو غير ذلك. وهكذا من يستعمل الدشوش على ما فيها من المنكرات يستحق الهجر، إذا كان يتساهل فيها ويرى ويشاهد فيها منكرات فلا شك أن هذا من المعاصي، وهكذا من يكون في بيته المعاصي الظاهرة من شرب الخمر ظاهراً، وتعاطي الزنا ظاهراً، وما أشبه ذلك ممن يتعاطى المعاصي الظاهرة يستحق الهجر، أما من يستتر ولا يبدي المعاصي بل يخفيها فأمره إلى الله -جل وعلا-، ولكن الحكم يتعلق بمن يظهر المعاصي، يقول ابن عبد القوي - رحمه الله – في هذا المعنى: وهجران من أبدى المعاصي سنةٌ وقد قيل إن يردأه أوجب وأكد وقيل على الإطلاق ما دام معلناً ولاقه بوجه مكفهر مربد فالمقصود أن إظهار المعاصي في البيت أو في الأسواق لا شك أن هذا منكر، فإذا كان .. عند الناس ولا يبالي بأن يراه الزوار وغيرهم فهذا يستحق الهجر، أما إذا كان لا يظهر منه ولا يدرى عنه بل هو مختف به فهذا أمره إلى الله جل وعلا، الله الذي يتولى حسابه - سبحانه وتعالى -، فالمرأة إذا كانت تراهم يظهرون المنكرات ويشاهدونها فلا حرج عليها أن لا تذهب إليهم خوفاً على دينها، وهكذا الرجل إذا كان إخوانه يضرونه أو أعمامه أو أخواله في مجالسهم فلا حرج أن يترك الذهاب إليهم، بل يشرع له ترك الذهاب إليهم وهجرهم، إلا إذا كانت الزيارة يترتب عليها النصيحة والتوجيه وإنكار المنكر؛ هذا طيب، إذا زارهم ينكر عليهم ويعظهم ويخوفهم من الله لعل الله أن يهديهم بأسبابه فهذا مطلوب، مشروع له أن يذهب إليهم للنصيحة والتوجيه، إلا الوالدين، فالوالدان لهما شأن، الوالدان لا، لا يهجر والديه، بل يزور الوالدين ويعتني بالوالدين وينصح الوالدين ولا يهجرهما؛ لأن الله جل وعلا قال - سبحانه وتعالى – في كتابه العظيم في حق الوالدين: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (15) سورة لقمان، أمر أن يصحبهما بالمعروف وإن جاهداه على الشرك، لعل الله أن يهديهما بأسبابه، لأن حقهما عظيم، وبرهما من أهم الواجبات فلا يهجرهما، ولكن يتلطف فيهما، وقد اجتهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أبيه مع أنه مشرك معلن بالشرك، ومع هذا اجتهد إبراهيم في دعوة أبيه عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أن الوالدين لهما شأنٌ عظيم فلا يهجرهما الولد، بل يتلطف في نصيحتهما وتوجيههما إلى الخير ويستعين على ذلك بمن يتيسر من أخوال أو إخوان أو أعمام أو غير ذلك لعل الله أن يهدي بأسبابه، ولهذا قال جل وعلا: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وهما كافران، هكذا الولد يعتني بوالديه ويصحبهما بالمعروف، وينفق عليهما إذا احتاجا إلى نفقته وأن يخاطبها بالتي هي أحسن لعل الله يهديهما بأسبابه.  

 

11- إن لي نقود عند شخص، وقد حال عليها الحول، فهل أخرج عنها زكاة، أي: هل على الدين زكاة، وإذا كان هذا الرجل عليه ديون كثيرة، وأعرف ظروفه المالية، هذا الرجل ظروفه صعبة جداً، فماذا يلزمني؟
إذا كان الدين على معسر فليس عليك زكاة، إذا كان الدين على رجلٍ معسر أو على رجالٍ معسرين فليس عليك زكاة، أما إذا كان الدين عند ملي لو طلبته أعطاك فإنك تزكي كلما دار عليه الحول، أما إذا كان دين على أناسٍ معسرين أو مواطنين تطلبهم ولا يعطونك فليس عليك زكاة حتى تقبض؛ لأن الزكاة مواساة وهؤلاء لم يعطوك حقك إما لمطل وعدم مبالاة وإما لعسر وعدم قدرة، فلا تلزمك الزكاة حتى تقبض منهم ويحول الحول.  
 
12- هل العمرة في أشهر الحج فيها شيء من الإلزام بالحج أو غيره كما قال بعض الناس؟
لا، لكن الأفضل العمرة، العمرة في ذي القعدة كما اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي رمضان، وإذا كان اعتمر مرة كفى، فالواجب مرة واحدة، حج مرة وعمرة مرة كفى، وما زاد فهو سنة نافلة.  

 

13- أحببت أن أذهب إلى العمرة، ولكن ينقصني المال الحلال الصافي، فهل يجوز أن أذهب على نفقة الجامعة، أو على نفقة الوزارة -جزاكم الله خيراً- أو على نفقة والدي، إذ أن ماله مخلوط من الحلال والحرام؟ جزاكم الله خيراً.
لا حرج في ذلك، أن تذهب على حساب الجامعة أو على حساب بعض المحسنين، أو حساب والدك لا حرج في ذلك، ولكن إذا تيسر لك مالٌ طيب سليم تنفقه على نفسك كان أطيب وأكمل، إذا تيسر لك مالٌ من كسبك طيب تحج به وتعتمر به هذا أكمل وأفضل، وإذا حججت مع غيرك مع الجامعة أو مع غير الجامعة، أو مع أبيك أو من مال أبيك المخلوط فلا حرج.  

 

 
14- هل اللقطة عند الإشهار بها سنة كاملة يجوز الاستفادة منها وأخذها أم لا؟
نعم، إذا وجد لقطة، وهي دراهم أو متاع فعرفه سنة كاملة فإنها تحل له، تكون من ماله إذا لم تعرف، إذا عرفها سنة كاملة فلم تعرف صارت كسائر ماله، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أخبر أن من وجد لقطة أن يعرفها سنة، فإن عرفت وإلا فهي له، كسائر ماله، في الشهر مرتين ثلاث أربع في مجامع الناس من له اللقطة، من له الدراهم من له الجنيهات من له الملابس من له الأواني، من له الشاة من له العنز، يبين، وله أن يخفي بعض الصفات حتى يجيء من يعرفها صفاتها الخاصة، فإذا جاء من يعرف صفاتها الخاصة أعطاها إياه، فإن مضت السنة ولم يأت أحد فإنه يملكها إلا إذا كان من لقطة الحرم لا، لقطة الحرم لا تملك، وهكذا لقطة المدينة لا تملك، أما غير الحرمين تملك إذا عرفها سنة، وأما الإبل فلا، الإبل والبقر لا تملك، لا يزال يعرفها لأن معها سقاءها ترد الماء وتأكل الشجر، لكن إذا كانت اللقطة من الغنم أو من النقود أو من الأمتعة كالملابس والأواني فلا بأس يعرفها سنة كاملة في غير الحرمين، فإن عرفت وإلا فهي له، إذا كان يعرفها كل شهر مرتين ثلاث أربع، يعني يجتهد في تعريفها حتى يبرئ ذمته.  
 
15- البعض من الشباب هذه الأيام -وأنا من ضمنهم- يشكو من كثرة وقت الفراغ، فكيف يمكن للمسلم أن يشغل وقته؟ جزاكم الله خيراً.
الوقت ثمين، أعز من الذهب، ينبغي أن يفعل به ما ينفع، قراءة القرآن التسبيح والتهليل والذكر، بحضور مجالس العلم وحلقات العلم، بعيادة المريض، بالإكثار من قراءة القرآن، بالجلوس في بيته يذكر الله ويقرأ القرآن ويستغل وقته، حتى لا يضيع عليه، ومن أحسن ما يستغله فيه قراءة القرآن والإكثار من ذكر الله، والصلاة تطوع، فإذا تيسر له أن يعود مريضاً من إخوانه، أو يزور صديقاً له يعينه على الخير، أو يذهب إلى حلقة علم إن وجدت يحضرها أو ما أشبه ذلك، يعني هذا الوقت يحفظه فيما ينفعه في دينه أو في دنياه أو في مزرعته لسقيها والقيام بحاجاتها، أو في السوق في طلب الرزق، في البيع والشراء، في السوق بطلب الرزق ويتحرى الحلال، ويحذر شهادة الزور، ويحذر الكذب ويحذر الغش، فلا بأس كله طيب.  
 
16- البعض من الناس قد يموتون في تهدم عمارة، وبالتالي يصعب نقلهم ودفنهم في قبور المسلمين، فهل يعذب هؤلاء بعذاب القبر وهم في أماكنهم، أم ماذا؟
كل ميت يمتحن في أي مكان كان، في البر أو في البحر أو في هدم أو في غيره، ترسل إليه الملك فيمتحنه فإن كان سعيداً حصل له النعيم ونقلت روحه إلى الجنة، وإن كان شقي حصل له العذاب وفاضت روحه إلى النار، نسأل الله العافية، فالمؤمن على خير مهما كان في هدم أو في بحر أو في أي مكان، على خير عظيم، ويصل إليه النعيم في محله، وروحه تنقل إلى دار الكرامة إلى الجنة كما جاء في الحديث صحيح أن أرواح المؤمنين طائر يسبح في الجنة وأرواح الشهداء في الجنة في أجواف طير فوق تسبح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، والمؤمن يرى مقعدة من الجنة ومقعده من النار، فيقال هذا مقعدك من الجنة ويأتيه من ريحها ونعيمها وهذا مقعدك من النار كفاك الله وإياك ومنعك منه بسبب طاعتك وتوحيدك، والكافر ضد ذلك، فالمقصود أن الميت في أي مكان في هدم أو في غيره يناله ما وعده الله من خيرٍ وشر.

506 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply