حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

39 / 50 محاضرة

حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف

1- سماحة الشيخ إنني شاب وأريد الزواج من امرأة عقيم عاقر غير منجبة للأطفال؛ لإنني لا أريد الذرية والنسل، فهل هذا يجوز شرعاً حتى ولو كنت ميسور الحال؟ أفيدوني ووجهوني جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آلة وأصحابة ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد دلت سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه يشرع للمؤمن أن يلتمس الزوجة الودود الولود؛ لأن الرسول-عليه السلام-قال : ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فالأفضل لك يا أخي أن تلتمس الولود الودود حتى تجمع بين المصلحتين قضاء شهوتك وحاجتك وعفة نفسك, وتحصيل الأولاد التي تكثر بهم الأمة ينفعك الله بهم إذا صلحوا هذا هو الأولى لك والأفضل لك, ونكاح العقيم لا شيء فيه لا بأس به لا حرج في ذلك, لكن نكاح الودود الولود أفضل وأولى, وإذا جمعت بين المرأتين نكحت ودوداً ولوداً, ونكحت عقيماً وجمعت بين الأمرين فلا بأس هذا إليك, ونسأل الله أن يوفق الجميع. 
 
2- وضع مبلغ أربعون ريال فضة ومبلغ سبعمائة وسبعون ريال ورق أمانة عند والدي، وقد احتاج عليها نظراً لظروف الحياة في ذلك الوقت، وقد طلبها أصحابها إلا أنها لم تكن موجودة عند والدي حين طلبها، وحيث كان والدي عازماً على إعادة المبلغ إلا أن أصحابها قد توفوا منذ ما يقارب من خمس عشرة سنة، أرجو التوجية جزاكم الله خيراً، علماً بأن والدي قد تُوفي منذ سبعة أشهر والمبلغ لا يزال في ذمته، وجهوني كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب عليك البدار بتسديد المبلغ لأهله من تركة أبيك إذا كان له تركة يوفى منها هذا المبلغ, فعليك أن توصل المبالغ إلى أهلها, وإذا كانوا قد ماتوا فإلى الورثة, يدفع المال إلى الورثة الفضة والورق جميعاً الفضة فضة, والورق ورق فعليك أن تسلم الفضة لأهلها والورق لأهله, إلا أن يتسامحوا فيأخذوا عن الفضة ورق عن كل ريال ريال هذا إليهم, و إلا فالواجب عليك أن تدفع لهم الفضة التي تركوها عند والدك أمانة, أو قيمتها بمتاع, أو ذهب, أو فضة, أو ذهب, أو ورق, أو نحو ذلك تعطيه من قيمتها أو ذاتها, عليك أن تسلم ذات الفضة أو ما يقابلها من القيمة بالسعر الحاضر وقت التسليم لأهلها أو للورثة أنفسهم, وعليك الدعاء لوالدك بالرحمة والعفو, فقد أساء في تصرفه فيها, وتعطيل أهلها أساء في ذلك إساءة كبيرة فنسأل الله أن يعفو عنه وعليك أن تجتهد في إيصال هذا الحق إلى أهله, واستسماحهم حتى يدعوا لوالدك ويسامحوه, والله المستعان .   
 
3- إن القرآن لا يُشترى، بمعنى: أننا إذا ذهبنا إلى السوق لا نقول: بكم هذا القرآن؟ إنما نقول: بكم تعطيني هذه الهدية؟ هل قولي صحيح أم لا، وما هي العبارات التي تستحسنون أن نرددها عند هذا المقام؟
لا حرج في شراء المصحف, ولا بأس في ذلك في الصحيح من قولي العلماء, فإذا قلت بعني هذا المصحف أو بكم هذا المصحف فلا حرج في ذلك؛ لأن القرآن مكتوب في الأوراق, فأنت تشتري الأوراق والجلد الذي فيه القرآن فلا حرج في ذلك, تشتريه وتنفق فيه المال, وتقرأ أو تحسن إلى الناس بشرائه حتى تضعه في المساجد, أو تعطيه بعض إخوانك حتى يستفيدوا أنت مأجور في هذا ولا حرج في شرائه وبيعه جميعاً على الصحيح.   
 
4- ما هي الأحاديث القدسية، أرجو أن تفسروا معناها وتعطوني مثالاً على ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الأحاديث القدسية هي التي تنسب إلى الله-عز وجل-؛ وأنها من كلامه-سبحانه وتعالى-يقال لها قدسية, وليست من جنس القرآن, فالقرآن معجز, ومتعبد بتلاوته, ويقرأ في الصلوات, أما الأحاديث القدسية فهي منسوبة إلى الله-عز وجل-, ولكن ليس لها حكم القرآن ولكنها من كلام الله-سبحانه وتعالى-, ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر-رضي الله عنه-عن النبي-عليه الصلاة والسلام-أنه قال يقول الله-عز وجل- : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا, يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم, يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم, يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم, يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ...) إلى آخر الحديث الطويل، هذا مما يسمى أحاديث قدسية؛ لأنها منسوبه إلى الله-عز وجل-وهو حديث صحيح.  
 
5- هل تنصحونني بقراءة كتاب قصص الأنبياء لابن كثير؟
نعم كتاب الحافظ بن كثير كتاب جيد وهو مأخوذ من كتابه البداية, فهي نسخة عظيمة ومفيدة فهو من خير الكتب, والمؤلف من خيرة العلماء ومن حفاظهم-رحمه الله-.  
 
6- عندما يتزوج رجل امرأة يُقال إنه يجب أن يصلي ركعتين له وركعتين لشريكة حياته، سؤالي: ماذا يقول عندما ينوي في الصلاة؟ أرجو أن تجيبوني جزاكم الله خيراً.
يروى عن بعض الصحابة صلاة ركعتين عند الدخول على زوجته أول الليلة, ولا أعلم في هذا نصاً عن النبي-عليه الصلاة والسلام-فإن فعل فلا بأس, فإن صلى ركعتين ودعا ربه أن الله يوفقه ويجمع بينه وبينها على خير هذا حسن إن شاء الله ولا حرج في ذلك, وإن صلت هي كذلك ركعتين ودعة لله إن الله يجمع بينهما على خير وهدى كل هذا طيب, ولكن لا أعلم في هذا حديثاً صحيحاً عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام- والأمر في هذا واسع.  
 
7- أنه استمع إلى النقاش الذي تفضلتم به عن عقد الزواج على المرأة التي لا تصلي، وكثير من الناس بدأ يتساءل حول هذا الموضوع، ويريدون أن يصححوا أوضاعهم، فكيف توجهونهم جزاكم الله خيراً، وذلكم إذا تزوج رجل امرأة لا تصلي، أو امرأة تزوجت رجل واكتشفت أنه لا يصلي، كيف توجهونهم؟ جزاكم الله خيراً.
هذه المسألة مسألة عظيمة, وهي ما إذا تزوج الرجل الملتزم المصلي امرأة لا تصلي, أو بالعكس تزوج الرجل المقصر الذي يترك الصلاة تزوج امرأة ملتزمة طيبة تحافظ على صلاتها, فذهب بعض أهل العلم إلى أنه يصح النكاح إذا كان كل منهما لا يجحد الصلاة بل يقر بها, ويعلم أنها واجبة, ولكنه يتكاسل, وهذا هو المعروف في مذهب مالك, وأبي حنيفة, والشافعي-رحمة الله عليهم-, وذهب جمع من السلف إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها, وهذا ذهب إليه جمع كبير من أهل الحديث-رحمة الله عليهم-, ورواه عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل عن أصحاب النبي-عليه الصلاة والسلام-جميعاً, وقال إن أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة, والعمدة في هذا ما ثبت عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-إنه قال :( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد في مسنده, وأصحاب السنن الأربع بإسناد صحيح عن بريدة-رضي الله عنه-, وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري-رضي الله عنهما-عن النبي-عليه الصلاة والسلام-أنه قال : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وهناك أحاديث أخرى في الموضوع, وهذا قول أصح القولين هو أن ترك الصلاة عمداً كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها في ظاهر الكتاب والسنة, فإذا تزوج الرجل الملتزم المصلي امرأة لا تصلي فإن النكاح ليس بصحيح على الصحيح, فإذا تابت جدد النكاح وله رغبة فيها ولها رغبة فيه يجدد النكاح, وهكذا العكس لو تزوج رجل لا يصلي امرأة ملتزمة تصلي فالنكاح ليس بصحيح أيضاً, وعليهما تجديده إذا تاب من لا يصلي إذا تاب توبة صادقة فإنه لا مانع من التجديد إذا كان كل واحد منهما يرغب في الآخر, هذا هو المختار, وهذا هو الأرجح من حيث الدليل والله المستعان.   
 
8- سمعت من أحد العلماء الأفاضل هذا الحديث ونسأل عن صحته، وإذا كان صحيحاً فمن هو والد النبي المقصود بالحديث، ولماذا ينطبق عليه هذا الكلام؟ نص الحديث: (دخل يهودي على النبي-صلى الله عليه وسلم- وسأله: يا محمد! أين أبي؟ وكان أبو اليهودي ميتاً، فقال له الرسول: إن أباك في النار. فلما تغير وجه اليهودي قال له النبي: أبي وأبيك في النار!).
هذا الحديث صحيح ثابت في صحيح مسلم, عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه جاءه رجل فسأله, وليس في الحديث أنه يهودي, وإنما سأله إنسان والظاهر أنه من المسلمين الذين آباؤهم ماتوا في الجاهلية, أو بعد الدعوة ولكنه لم يسلم, فسأله قال: أين أبي؟ قال: (إن أباك في النار)، فلما راء ما في وجهه من التغير قال : ( إن أبي وأباك في النار), يخبره أن الأمر ليس خاصاً بأبيه بل كل من مات على الجاهلية وهو من أهل النار؛ لأنه مات على كفره بالله إلا من ثبت أنه من أهل الفترة ولم تبلغه رسالة ولا دعوة فهذا أمره إلى الله، لكن حكمه في الدينا حكم الكفار حكم الجاهلية لا يغسل, ولا يصلى عليه حكم الجاهلية, لكن إذا كان في نفس الأمر لم تبلغه دعوة ولا رسالة فهذا له حكم أهل الفترات يمتحنون يوم القيامة على الصحيح, فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، فالحاصل أنه حديث صحيح, لكن ليس فيه أن السائل يهودي فيما أعلم إنما هو من نفس المسلمين الذين مات آباؤهم في الجاهلية, أو بعد ظهور الإسلام لكنه لم يسلم, فقال له النبي: (إن أباك في النار), ثم بين له بقوله إن أبي وأباك في النار؛ لأن والد النبي-صلى الله عليه وسلم-مات في الجاهلية, والنبي حمل لم يولد بعد ذلك, وقيل إنه قد ولد ولكنه صغير جداً, والمشهور أنه مات ونبينا-صلى الله عليه وسلم-حملٌ, ثم ماتت أمه وهو صغير-عليه الصلاة والسلام- ابن خمس سنين أو ست سنين, فالحاصل أن أباه مات في الجاهلية, وهكذا أمه ماتت في الجاهلية, ولهذا قال في حق أبيه: (إن أبي وأباك في النار), والسر في ذلك والله أعلم أنه قد بلغته الدعوة لدين إبراهيم فلهذا حكم عليه بالنار, وأما الأم فقد ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم-أنه استأذن ربه ليستغفر لها فلم يأذن له في استغفاره لها, هذا يدل على أن من مات في الجاهلية لا يستغفر له, وله حكم أهل الجاهلية لا يستغفر له, وهو متوعد بالنار إلا من ثبت أنه من أهل الفترة, من كان الله يعلم أنه من أهل الفترة لم تبلغه رسالة, ولا دعوة, ولا علم هذا على الصحيح يمتحن يوم القيامة, فإن أجاب فيما أمر به دخل الجنة, وإن عصا دخل النار.   
 
9- تُوفيت امرأة وتركت أولاداً أربعة ذكور وثلاث إناث، وزجاً له زوجة أخرى له منها أولاداً ذكور اثنين وأنثى واحدة، وتركت المتوفاة ثروة قدرها ثلاثة عشر ألف جنيه مصري، فكيف تُقسم هذه التركة بين زوجها وأولادها وضرتها وأولادها، علماً بأن الزوج قد تُوفي أيضاً بعدها بعام؟
تركة الزوجة تقسم بين زوجها وأولادها فقط زوجها له الربع من هذا المال, والباقي لأولادها الأربعة, وبناتها الثلاث, تجعل الباقي إحدى عشر سهماً, ثمانية للأولاد الأربعة الذكور, وثلاثة للبنات الثلاث للذكر مثل حظ الأنثيين, فيعطى الزوج الربع, والباقي لأولادها الأربعة والبنات الثلاث على أحد عشر سهماً, ثمانية للبنين لكل واحد سهمان, وثلاثة سهام للبنات للذكر مثل حظ الأنثيين, ثم حق الزوج هو الربع يقسم بين أولاده جميعاً, حق الزوج يقسم بين أولاده من الزوجتين وتعطى زوجته الأخيره التي مات عنها تعطى ثمنها ثمن هذا الذي حصل له من زوجته الأولى, فلزوجة الثمن مع ثمن ما وراءه من المال غير حقه من الزوجة, ويقسم الباقي بين الذرية كلهم بين أولاده كلهم من هذه وهذه. إذاً الضرة أولادها ليس لهم شيء . ليس لهم حق في مال الزوجة الأولى, وإنما حقهم في ربع الزوج الذي أخذه من زوجته هذا الربع للجميع, تعطى الزوجة نصيبها وهو الثمن, والباقي بين أولادها وأولاد الأولى هذا الربع مع بقية التركة التي للزوج إذا كان عنده مال غير هذا الربع.  
 
10- بجوار بيتنا مسجد وأنا بفضل الله تعالى أقوم بفتح هذا المسجد في صلاة الفجر كل شهور السنة ما عدا شهر رمضان يوجد شخص آخر يتولى فتح المسجد؛ نظراً لأنه هو المعين من قبل وزارة الأوقاف، وعندنا في مصر يُقرأ القرآن في المساجد قبل صلاة الفجر وبصوت مرتفع بمكبرات الصوت بحجة أن ذلك يوقظ الناس للصلاة، وأنا أعلم أن ذلك بدعة من البدع، وإذا لم أقم بتشغيل الراديو على القرآن في المكبر يقول الناس: إنك متشدد ومتزمت وغير ذلك من الكلمات التي يطلقونها على المتسمكين بدينهم، أرجو توجيهي في هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيراً.
أنت مصيب يا أخي, وأنت وافقت السنة والحمدلله ولا يضرك قول الناس, فإذا طلع الفجر فأذن والحمد لله يكفي الأذان, وأما إعلان القراءة بالمكبرات قبل الأذان في آخر الليل هذا لا أصل له, وقد يؤذي الناس, وقد يشق على النوام ويزعجهم, فالحاصل أن هذا غير مشروع ولم يكن يفعله المصطفى-صلى الله عليه وسلم-, ولا أصحابه, ما كانوا يرفعون أصواتهم بالقرآن كالأذان حتى يوقظ الناس, إنما كان الأذان كافياً في عهده-صلى الله عليه وسلم-, وعهد أصحابه, إذا طلع الفجر فإن المؤذن أو نائب المؤذن يرفع الأذان بالمكبر حتى يوقظ الناس, وحتى ينبه الناس, ويدعوهم إلى الصلاة في المسجد والله المستعان.  
 
11- عندنا جماعة دينية لا داعي لذكر اسمها تبيح الأناشيد الدينية في المسجد وبصوت مرتفع، ما هو توجيهكم؟
الأشعار العربية, والأناشيد العربية الإسلامية التي فيها فائدة في مقام العلم والتعليم لا بأس بها, إذا كان في المسجد حلقة علم, أو واعظ يعظ الناس ويذكر الناس ويقرأ عليهم بعض الأشعار المفيدة, والأناشيد الشرعية الطيبة المفيدة لا حرج في ذلك, فقد كان حسان-رضي الله عنه-ينشد الشعر في مسجد النبي-عليه الصلاة والسلام-, ويهجوا الكفرة في مسجده-صلى الله عليه وسلم-, ويقول له النبي-صلى الله عليه وسلم- : (اهجهم والذي نفسي بيده إنه لأشد عليهم من وقع النبل), ويقول : (اللهم أيده بروح القدس), فإن كان الأشعار في المساجد, والأشعار الإسلامية المفيدة النافعة, والأناشيد الطيبة في حلقات العلم أو في المواعظ كل هذا لا بأس به, أما الأغاني المنكرة, أو الأشعار المنكرة, أو الأناشيد المنكرة فلا تجوز لا في المساجد ولا في غيرها. 
 
12- نفس هذه الجماعة -يقول أخونا- تبيح التصوير الشمسي لغير الضرورة مثل: التصوير في الرحلات والتصوير في الأفراح وما شابه ذلك؟
التصوير محرم لا يجوز لذوات الأرواح سواء شمسياً أو غير شمسي, لا يجوز أن يصور شيءٌ من ذوات الأرواح, لكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك كتصوير المجرمين حتى يقبض عليهم, أو ما تدعوا له الضرورة كحفائظ النفوس إذا لم تحصل إلا بذلك, أما تصوير ذوات الأرواح لتعليقها في الجدران, أو الاحتفاظ بها, أو حفلات الأعراس, أو ما أشبه ذلك هذا لا أصل له ولا يجوز.  
 
13- هل تصدقون أنني طفت حول خشبة مصنوعة بشكل تابوت ولم أكن وحدي، وكان احتفالاً نظمته إحدى الجهات، وجهونا تجاه هذه الجماعات؟ جزاكم الله خيراً.
الجماعات المعروفة بالصوفية جماعة محدثة, وجماعة مبتدعة, وهم متفاوتون في البدع فيهم من بدعته تصل إلى الشرك الأكبر, وفيهم من بدعته دون ذلك, فوصيتي لك أيها السائل ألا تنتسب إليهم, وألا تغتر بهم, وألا تكون معهم, بل عليك باتباع السنة, والالتزام بما شرع الله, وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله-عليه الصلاة والسلام-, وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة, والاستقامة على طريق أهل السنة والجماعة, مثل أنصار السنة في مصر, وأنصار السنة في السودان، ومن عرف بالعلم والفضل في سائر العلماء تسألهم وتستفيد منهم هذا هو الذي ينبغي لك, أما الصوفية فلا؛ لأن الغالب عليهم البدع والخرافات وأشياء أحدثوها لأنفسهم وجعلوها نظاماً لهم ليس له أساس في الشرع المطهر, وبعض بدعهم تصل إلى الشرك كعبادة الأموات, والاستغاثة بالأموات من أصحاب القبور وغيرهم, وكدعاء البدوي, والاستغاثة بالبدوي, أو بالحسين أو ما أشبه ذلك كل هذا من الشرك الأكبر, وهكذا الطواف بالقبور أو بخشبة تصنع يطاف حولها كل هذا من المنكرات العظيمة, والطواف عبادة لله حول الكعبة ومن طاف على قبر, أو خشبة, أو غير ذلك يطوف تعبداً لغير الله لصاحب القبر, أو لمن وضع الخشبة, أو للخشبة نفسها يدعوها ويعتقد فيها صار كفراً أكبر نسأل الله العافية, فالواجب عليك أن تتبصر في دينك, وأن تجتهد في تدبر القرآن الكريم, والإكثار من تلاوته مع السنة المطهرة والعناية بها, تحفظ بلوغ المرام عمدة الحديث حتى تستفيد مع سؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الطيبة, والسيرة الحميدة, وقد ذكرت لك من جملتهم أنصار السنة في مصر, وأنصار السنة في السودان, وهكذا من يعرف بالعلم في بلادك علم السنة, والبعد عن الصوفية والغلو في القبور هذه علامات أهل السنة، علامات أهل السنة البعد عن الصوفية, والبعد عن الغلو في القبور هذه من الدلائل على أن العالم من أهل السنة إذا دعى إلى القرآن الكريم, والسنة المطهرة, وحذر من عبادة القبور, والاستغاثة بأهلها ونحو ذلك, وابتعد عن بدع الصوفية فهذه علامات العالم الملتزم صاحب السنة, نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .  
 
14- يسال عن أولئك الذين يسافرون إلى القبور وللطواف بها ويعملون الاحتفالات وما شابهه؟
جوابه مثل ما تقدم, هؤلاء الذين يتوجهون إلى القبور سواء كانت القبور في بلادهم, أو كانت في بلاد أخرى يسافرون إليها بسؤالها, أو الاستغاثة بها, أو الطواف بقبورهم يدعوهم ويسألهم حاجاته كل هذا من الشرك الأكبر, قد شبهوا قبورهم بالكعبة المشرفة, وصرفوا عباداتهم لها من دون الله-عز وجل-, والله يقول-سبحانه-في كتابه العظيم: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء(5) سورة البينة، ويقول-سبحانه-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) سورة الفاتحة، ويقول-عز وجل-: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُسورة الزمر2-3، ويقول-سبحانه-:فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(14) سورة غافر، ويقول-عز وجل-:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18) سورة الجن، إلى أمثال هذه الآيات الكريمات والنبي-صلى الله عليه وسلم-يقول: (الدعاء هو العبادة)، فالذي يدعوا الأموات, أو الأشجار, أو الأحجار, أو القبور قد أشرك بالله-سبحانه وتعالى-, وهكذا إذا استغاث بهم, أو طاف بقبورهم يسألهم حاجته, أو ما أشبه ذلك, أو يتعبد بالطواف يتقرب به إليهم كل هذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية.

557 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply