حلقة 792: الوضوء في حوض الإبل والصلاة في مراحها - صلاة التسبيح - يس ليس من أسماء الرسول - الدعاء بعد الصلاة مع الإمام - حج الصبي - اللحم الذي لا يعلم حاله - قبول هدية من لا يصلي - آداب الدعاء - المصافحة بعد الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

41 / 49 محاضرة

حلقة 792: الوضوء في حوض الإبل والصلاة في مراحها - صلاة التسبيح - يس ليس من أسماء الرسول - الدعاء بعد الصلاة مع الإمام - حج الصبي - اللحم الذي لا يعلم حاله - قبول هدية من لا يصلي - آداب الدعاء - المصافحة بعد الصلاة

1-  هل يجوز الوضوء في حوض الإبل، وهل تجوز الصلاة في مراحها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فلا مانع من الوضوء من حوض الإبل والشرب من حوض الإبل، حوض الغنم، حوض البقر، لا بأس في ذلك، إذا لم يكن فيه نجاسة، لم يتغير بالنجاسة كونها تشرب مثل الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو غيرها حتى السباع، فإذا وجد سيلاً تشرب منه الإبل، أو الغنم، أو السباع فله أن يتوضأ منه ويغتسل منه ويشرب منه والحمد لله، لا حرج في ذلك، وكذلك مراح الغنم والبقر له أن يصلي فيه، أما الإبل لا، معاطنها ما يصلى فيها، معاطنها التي تقيم فيها تعطن فيها لا يصلى فيها، أما مناخ عارض يصلي فيه، لكن إذا كان معطن لها هذا لا يصلي فيه، الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة في معاطن الإبل، -عليه الصلاة والسلام- وهي محلاتها التي تقيم فيها، وتعطن فيها عند المياه، أو المحلات التي تقيم فيها في مراح، أو غيره؛ لأكلها، وعلفها، ونحو ذلك.    
 
2-   في صلاة التسبيح هل هي صلاة رباعية، وهل لهذه الصلاة مواعيد معينة تصلى فيها، أو يمكن أن تصلى في أي وقت، وهل بعد قراءة التشهد الأول أسلم أم آتي بالركعتين الأخيرتين وأسلم؟
صلاة التسبيح غير ثابتة، وغير صحيحة، وغير مشروعة، هذا هو الصواب، تصلي كما يصلي المسلمون، أما صلاة التسبيح فهي غير ثابتة وغير مشروعة.  
 
3-  هل( يس) اسم من أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أرجو إفادتي، وإفادتي عن بقية أسمائه -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-؟
يس ليست من أسماءه -صلى الله عليه وسلم- على الصحيح وهكذا طه ليست من أسمائه بعض الناس يظن ذلك، وليست من أسمائه لا طه ولا يس، ولا غيرها من فواتح السور، -عليه الصلاة والسلام-، وإنما الحروف المقطعة مثل ألم، ومثل حم، ومثل ألمص، وأشباهها، كلها حروف مقطعة في أوائل السور إلا فيها الحكمة العظيمة سبحانه وتعالى، وليست أسماء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن يقال سورة طه، سورة يس، سورة ألمص، سورة حم كذا لا بأس، وأما أسماءه فهي كثيرة -عليه الصلاة والسلام-، لكن أشهرها محمد وأحمد -عليه الصلاة والسلام-، والماحي، والحاشر، والمقفي كما جاء في الأحاديث نبي التوبة، نبي الرحمة، نبي الملحمة، كل هذه من أسمائه -عليه الصلاة والسلام-، وأشهرها محمد، وأحمد -عليه الصلاة والسلام-.  
 
4- أخبرونا عن الدعاء بعد الصلاة مع الإمام؟ جزاكم الله خيراً.
كل يدعو لنفسه بعد الصلاة وفي الصلاة، يدعو في سجوده وفي آخر التحيات، يدعو لنفسه وللمسلمين ولوالديه المسلمَين إلى غير ذلك، كلها محل دعاء، السجود محل دعاء، وآخر الصلاة قبل السلام محل دعاء، بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، محل دعاء، بين السجدتين محل دعاء تسأل ربه المغفرة، له ولنفسه ولوالديه، كل هذا محل دعاء ويدعو بما أحب من الدعوات الطيبة، وإذا كانت واردة في الأحاديث كانت أفضل، فيدعو لنفسه بطلب المغفرة ويقول: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني، في السجود يدعو بما أحب يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). ويقول -صلى الله عليه وسلم- : (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني فحري أن يستجاب لكم. وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- في السجود: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، وهذا من أفضل الدعاء، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم- لما علمهم التحيات، قال: (ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو). يعني في آخر الصلاة قبل أن يسلم، بعد ما يقرأ التحيات ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من أربع يقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا، والممات، ومن فتنة المسيح الدجال). النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من هذه الأربع، ويأمر بالتعوذ منهن، فالسنة للمصلي في الفرض و النفل أن يتعوذ من هذه الأربع، يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، أو اللهم إني أعوذ بك. كله جاء في الحديث، وكذلك يسأل ربه الجنة، ويتعوذ بالله من النار، يقول: (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كانا مسلمين. اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). كل هذا من الدعاء الطيب وجوامع الكلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه-: (لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك). وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من التشهد تعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، وتدعو يا عبد الله بما أحببت، والمرأة كذلك في سجودك وفي آخر الصلاة، وبعد السلام إذا أتيت بالأذكار تدعو بعد السلام أيضاً، بينك وبين نفسك، بينك وبين ربك، بعد الذكر، من دون رفع اليدين، ما كان النبي يرفع يديه بعد الفريضة، لكن إذا رفعتها في الدعاء في غير بعد الفريضة في الدعاء الآخر لا بأس، في دعواتك في بيتك وبعد النافلة في بعض الأحيان، رفع اليدين من أسباب الإجابة لكن الشيء ما رفع فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ترفع فيه، النبي ما كان يرفع بعد الفريضة -عليه الصلاة والسلام- يدعو لكن من دون رفع . وهكذا بين السجدتين تدعو من دون رفع، هكذا قبل السلام تدعو من دون رفع اليدين، هكذا في خطبة الجمعة إذا دعا الإمام في خطبة الجمعة، أو العيد يدعو من دون رفع اليدين، إلا إذا استسقى فطلب الغيث يرفع يديه في الاستسقاء . وفق الله الجميع. 
 
5- هذا العام في نيتي أن أحج إن شاء الله تعالى، وسيكون معي ابني البالغ من العمر تسع سنوات ونصف، هل تجزؤه هذه الحجة عن حجة الفريضة؟
لا تجزئه حتى يحتلم، حتى يبلغ الحلم، لكن نافلة لك أجر وله أجر، لك أجر وله أجر، يقول السائب بن يزيد -رضي الله عنه-: حج بي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا ابن سبع سنين، حج بي مع النبي وأنا ابن سبع سنين، ويقول -صلى الله عليه وسلم- : (أيما صبي حج، ثم بلغ الحنث -يعني الحلم-، فعليه أن يحج حجةً أخرى، وأيما عبد حج، ثم أعتق، فعليه أن يحج حجةً أخرى)، حج المملوك نافلة، وحج الصبي نافلة فإذا بلغ الحلم واستطاع الحج وجب عليه حج الفريضة، وهكذا العبد إذا اعتق واستطاع الحج وجب عليه حج الفريضة، وبلوغ الحلم يكون بأمور ٍ ثلاثة: أحدها: إكمال خمسة عشر سنة، إذا كمل خمسة عشر سنة صار رجلاً، وهكذا المرأة، الثاني: إنبات الشعر الخشن حول الفرج، حول القبل، إذا أنبت الشعر حول القبل، ويسمى شعر العانة، ويسمى الشعرة إذا نبت في الرجل والمرأة هذا الشعر، صار الرجل مكلفاً، وصارت المرأة مكلفة، تجب عليهما الصلاة وصوم رمضان، والحج إذا استطاع الحج، والمرأة كذلك، بهذا الإنبات يكون مكلفاً والمرأة تكون مكلفة، الثالث: إنزال المني إذا أنزل الرجل المني عن شهوة باحتلام، أو تفكير، أو ملامسة صار بالغاً، صار رجلاً، وهكذا المرأة إذا أنزلت بالتفكير، أو بالاحتلام صارت بالغة بهذا الإنزال ولو عمرها عشر سنين، أو تسع سنين، أو أحدى عشر سنة، أو ثلاثة عشر سنة، إذا بلغت تسعاً فهي امرأة تصلح للزواج وقد تحتلم، قد تنبت قد تحيض أيضاً وهي بنت عشر، أو فوق التسع، أو تمام التسع قد تحيض، تقول عائشة -رضي الله عنها-: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- دخل بعائشة وهي أبنت تسع، هذه أمور ثلاثة، الأول: إكمال خمسة عشر سنة للرجل والمرأة، الثاني: إنبات الشعرة، إنبات الشعر الخشن حول الفرج، حول القبل، من الرجل والمرأة جميعاً –الشِعرة– الثالث: إنزال المني عن شهوة من الرجل والمرأة جميعاً، باحتلام، أو بغير احتلام، وفيه الغسل أيضاً مع ذلك، الغسل يكون الرجل مكلفاً، وتكون المرأة مكلفة بهذا الإنزال، وهناك أمر رابع للمرأة يخصها وهو الحيض إذا حاضت صارت امرأة، هذا يخصها وهذا أمر رابع، فإذا حاضت وهي بنت تسع، أو عشر، أو أكثر تكون امرأة أما الدم الذي تراه قبل التسع ما يكون عليه هذا لا بد من فوق التسع، تسع فأكثر، إذا رأت الحيض وهي بنت تسع فأكثر فهي امرأة، ولا تصلي عند وجود الحيض حتى تطهر.
 
6- قال الله تعالى: (( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ))[الأنعام:121]، سؤالي: إذا قدم لي لحم في عزومة، أو هدية، أو مشترى من السوق، ولا أعلم عن ذبحه شيء، وهل الذي ذبح يصلي، أو لا، هل يكفي أن أبسمل وآكل؟
إذا كان ذلك بين المسلمين فكلي والحمد لله؛ لأن الأصل أنها ذبيحة مسلم، فلا حرج عليك، أما إذا كان البلد بلد كفر يتولى الذبح كفار، فهذا فيه تفصيل إن كانوا من أهل الكتاب يهود، أو نصارى فذبيحتهم حلال، إلا إذا علمت، أو علم الأكل غيرك إذا علم أنهم ذبحوها لغير الله، ذبحوها باسم المسيح، أو باسم العزير، أو ما أشبه ذلك فلا يؤكل أما إذا لم يعلم الآكل فالحمد لله، الله أباح طعام أهل الكتاب، قال -جل وعلا: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ) (5) سورة المائدة . فطعام أهل الكتاب حل لنا، وهم اليهود والنصارى إلا أن نعلم أنهم ذبحوا ذبحاً غير شرعي، خنقوها، خرقوها بالحديد حتى ماتت، هذا لا يؤكل، حتى ولو فعله مسلم ما تؤكل، أما إذا لم نعلم فذبيحتهم لنا حل كذبيحة المسلم حتى نعلم أن المسلم، أو اليهودي، أو النصراني ذبحوها ذبح غير شرعي، إذا لم نعلم فالأصل الحل، وكذلك إذا كانت الذبيحة من وثني يعبد القبور، يستغيث بالأموات، يدعو الأموات، يدعو الجن لا تؤكل ذبيحته، أو لا يصلي لا تؤكل ذبيحته؛ لأن ترك الصلاة على الأصح كفر وإن لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها كفر عند الجميع، عند جميع العلماء، لكن إذا كان لا يصلي ويقول أنها واجبة هذا يكفر عند جمع من أهل العلم وهو الأصح، والأظهر في الدليل، وهكذا المسلم لو تعمد ترك التسمية عمداً، وهو يعلم لا تؤكل ذبيحته أما إذا كان جاهل، أو ناسي فلا حرج، لا بد من التسمية عند الذبح، تقول: بسم الله، الله أكبر لكن لو تركها المسلم ناسي، أو جاهل ما يعرف الحكم الشرعي، ذبيحته حلال، أو ذبح الصيد ولم يسمي جاهل، أو ناسي، رمى الصيد فقتله ولكن نسي التسمية، أو جهل الحكم فالصيد حلال، أما لو تعمد المسلم وهو يعلم الحكم الشرعي أنه يجب أن يسمي وتساهل، قال ما يبالي، تكون ذبيحته غير شرعية، لا تؤكل، أما إذا كان الذي قدموا الطعام حدثاء عهد بالإسلام عندهم بعض الجهل، وعندك شك في تسميتهم يكفي أن تسمي، تقول: (بسم الله)، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوم حدثاء عهد بالإسلام، قالت لهم عائشة، سألت عائشة عن هذا ... يا رسول الله، أم لا، قال: (سموا الله أنتم وكلوا)، الأصل الإباحة والحمد لله، سموا الله أنتم وكلوا، فالحاصل أن الذبيحة فيها تفصيل على حسب حال البلد، فإذا كان أهل البلد مسلمين، أو أهل كتاب من اليهود والنصارى، فالذبيحة حلال، الأصل فيها الحلال حتى تعلم شيئاً يحرمها عليك، أما إذا كانت البلد يتولى اللي فيها كفار أو بلاد كفار، غير اليهود والنصارى فلا تأكل حتى تعلم أن ذابحها مسلم، أو يهودي، أو نصراني وحتى تعلم أن هذا الذابح الذي تولى ذبحها ليس ممن تحرم ذبيحته، بل يهودي، أو نصراني، أو مسلم، أما إذا كانوا الذين يذبحون أناس معروفون عباد أوثان، أو لا يصلون، من عباد القبور، فلا تأكل ذبيحتهم إذا كانوا معروفون بهذا.  
 
7- إذا أهدى لي شخص طعاماً سواء كان ذلك الشخص جار، أو قريب، أو صديق، وهو لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمر، هل يجوز قبول هديته؟
هذا فيه تفصيل، إن كان قبولها يرجى فيه خير وأن الله يهديه ويقبل من المُهدى إليه النصيحة ويتأثر فلا مانع من قبولها لكن إذا كان فيها لحم لا، لا تأكل اللحم إذا كان لا يصلي، إلا إذا كانت فاكهة، شيء ما يحتاج ذبح، فاكهة أو شبه فاكهة لا بأس أما إذا كان لا، معاند ولا يرجى فيه خير لا، لا تقبل هديته، اهجره، ولا تقبل هديته لعل الله أن يهديه، لا تقبل هديته ولا تقبل دعوته، ولا تزوره بل يستحق الهجر، لتركه الصلاة وإعلانه الخمر والمعاصي الظاهرة، فهذا يستحق الهجر لعله يتوب فيتوب الله عليه، أما إذا كان في قبول هديته مصلحة شرعية، أو في زيارته مصلحة شرعية للدعوة إلى الله، وتوجيهه إلى الخير، وإنكار المنكر عليه لعل الله يهديه بأسبابك، فهذا لا بأس.  
 
8- أردت الحج، أو العمرة وكان على والدي دين، وأنا ابنه وليس لي مخصص، أو دخل لي أنا خاصة، فهل حجي مقبول، أو عمرتي؟
إن كان مالك من مال أبيك فقدم دين أبيك، يقضي دينه، أما إن كان مالك من غير مال أبيك مما كسبته أنت فقدم الحج، ولا يلزمك قضاء دين أبيك، قدم الحج، وأد الحج؛ لأنه فرض عليك وأنت مستطيع فإن يسر الله لقضاء دين أبيك هذا بر، وإلا فلا يلزمك.   
 
9- يسأل سماحتكم عن آداب الدعاء في الإسلام؟ جزاكم الله خيراً.
الدعاء له آداب في الإسلام، آداب عظيمة، وهي الإقبال على الله وحضور القلب في الدعاء، أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تلح في الدعاء، وتكرر الدعاء تبدأ بحمد الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة، فهو أكمل، ومن آدابه الحذر من أكل الحرام، تكون حريصاً على أن يكون طعامك طيباً، وملبسك طيباً، وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة، فالعناية بطاعة الله، والاستقامة على طاعة الله والحذر من المعاصي والحذر من أكل الحرام كل هذا من أسباب الإجابة، والتساهل بالمعاصي، أو بالكسب المحرم من أسباب المنع في الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.   
 
10- عندما أصلي بعض الأحيان يدور في عقلي شيء، وأصبح أفكر فيه، وأسهو أحياناً، فماذا علي؟ جزاكم الله خيراً.
المشروع لك أن تعتني بالصلاة، وأن تقبل عليها بقلبك وقالبك، تجتهد في إحضار قلبك والحذر من الوساوس حتى تكملها، وإذا عرض لك الوسواس كثر فانفث عن يسارك ثلاث مرات، ولو في الصلاة، تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثلاث مرات، قال عثمان بن أبي العاص الثقفي -رضي الله عنه-: اشتكيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- كثرة الوساوس في الصلاة، فأمرني أن أنفث عن يساري ثلاثاً، وأن أتعوذ في الصلاة من الشيطان ثلاثاً، قال: ففعلت، فذهب عني ذلك. يعني أذهب الله عنه كثير من الوساوس، فأنت أقبل على صلاتك، واجتهد في إحضار قلبك فإذا غلب الوسواس تنفث عن يسارك ثلاث مرات، ولو في الصلاة، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وأبشر بالخير.  
 
11- يتصافح بعض الناس، أو الكثير من الناس بعد الانتهاء من الصلاة، قال لنا أحد المشايخ: إن هذا بدعة، فما هو الصحيح في هذا الأمر؟ جزاكم الله خيراً.
ليس في ذلك حرج، المصافحة سنة عند اللقاء في الصلاة، وفي غير الصلاة، إذا تلاقيا في الصف سلم على أخيه، وصافحه، وإن سئل في الصلاة قبل ذلك سلم عليه بعد الصلاة، وصافحه، سنة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصافح أصحابه إذا تلاقوا، كان الصحابة إذا تلاقوا يتصافحون، فالذي يقول أن هذا بدعة غلط، غلط منه، بل السنة المصافحة عند اللقاء إذا تلاقيا في الصف قبل الصلاة صافحه، أو تلاقيا في الصلاة والإمام يصلي إذا فرغ من الصلاة، وفرغ من الذكر يصافح أخاه، ويدعو كل واحد لأخيه بالخير، كل هذا مشروع، وهكذا في الطريق إذا تلاقيا، إذا سلم على أخيه، وصافحه، هذه قربة، وطاعة.  
 
12- نصلي ركعتين بين أذان المغرب، والإقامة، قال البعض لنا: لا تصح؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (المغرب جوهرة فالتقطوها)، ما مدى صحة هذا الحديث، وما مدى صحة قول صاحبنا؟ جزاكم الله خيراً.
هذا الحديث لا أصل له، (المغرب جوهرة فالتقطوها)، هذا لا أصل له بل من الوضّاعين من كذب الكذابين، والسنة أن تصلي قبل المغرب ركعتين، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، السنة أن تصلي ركعتين إذا جئت قبل المغرب تصلي ركعتين بعد الأذان، وإن كنت جالس في المسجد قم وصلي ركعتين بعد الأذان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء) . فهذا عام، ثم خص المغرب فقال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: لمن شاء في الثالثة)، فالسنة أن تصلي ركعتين قبل المغرب، إذا دخلت بعد الأذان قبل الإقامة تصلي ركعتين تحية المسجد، وإن كنت جالساً جئت المسجد قبل المغرب، قم وصل ركعتين بعد الأذان؛ لهذه الأحاديث التي سمعت، والذي قال لك لا يصلى جاهل، ما يعرف الأحكام الشرعية، نسأل الله لنا وله الهداية، ومن المصائب العظيمة الفتيا بغير علم، هذه من المصائب العظيمة، ومن المحرمات الكبيرة، يقول الله -عز وجل-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (33) سورة الأعراف، جعلها فوق الشرك، القول على الله بغير علم، جريمة عظيمة نعوذ بالله، وقال -جل وعلا- في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (168-169) سورة البقرة. فالشيطان يأمر الناس أن يقولوا على الله بغير علم، ولاسيما من ليس عنده علم وهو ينتسب إلى العلم، ينتسب إلى طلب العلم وهو ما عنده علم، فيظن أنه على شيء، هذا غلط، يجب عليه أن يسأل أهل العلم، ويجب عليه أن يحفظ لسانه، فلا يتكلم إلا عن علم، طلب العلم من أهم المهمات، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). فالذي يطلب العلم لا يستحي، لا يدعي العلم وهو جاهل، يطلب العلم، يحضر حلقات العلم، ويسأل أهل العلم حتى يفيد ويستفيد، وليس لأحد أن يقول على الله بغير علم، لا يجوز أبدا ً لرجل، أو امرأة أن يقول الله على بغير علم، حتى يعلم من قول الله وقول رسوله هذا الحكم الذي يقول، أو يسأل أهل العلم، ويقول: قاله فلان، ينسبه للعالم، ينسب المسألة للعالم الفلاني، يقول سألته، وأجابني بكذا. وفق الله الجميع.  
 
13- تعرفون بارك الله فيكم أن الكتب الدينية قد كثرت في هذه الأيام، ونجدنا حائرين عند شراء أي كتاب، خاصة أن بعض المؤلفين قد أثنى على كتبه ثناء بالغاً؛ لغرض الربح والله أعلم، فأرجو التفضل من سماحتكم بأن تفيدونا عن بعض الكتب الموثوق بها، أو الطريقة التي نشتري بها كتبنا التي نرجع إليها في بعض المسائل أو الاطلاع جزاكم الله خيرا؟ 
تسأل أهل العلم، إذا أردت أن تشتري كتاب تسأل أهل العلم في بلدك، تسأل أهل العلم المعروفين بالاستقامة، وحسن السيرة، والعلم، والفضل، تسألهم عن الكتب التي تريد، لعلهم يفيدونك، وأنا أذكر لك بعض الكتب لكن أهمها وأعظمها العناية بالقرآن، هو أفضل كتاب، وأصدق كتاب وأشرف كتاب، كتاب الله، القرآن الكريم، نوصيك أنت وكل مسلم، نوصيك بالقرآن، ونوصي كل مسلم وكل مسلمة بالعناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته، وحفظ ما تيسر منه، وتدبر لمعانيه عند القراءة، وهو كتاب الله العظيم فيه الهدى والنور، فيه العلم العظيم، يقول الله -عز وجل-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (9) سورة الإسراء . (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) (44) سورة فصلت . ويقول سبحانه : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (29) سورة ص . ويقول سبحانه : (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (155) سورة الأنعام . فنوصي الجميع، جميع المسلمين رجالاً ونساء نوصيهم جميعاً بالعناية بالقرآن، بالإكثار من تلاوته وتعلمه وسؤال أهل العلم عن معناه، والإكثار من مراجعة كتب التفسير الموثوقة كتفسير ابن كثير، والبغوي، وابن جرير، والشوكاني هذه كتب عظيم، وأشباهها يجب على المؤمن وطالب العلم أن يعتني بها، ويكثر من تلاوة القرآن في الأوقات المناسبة، ويتدبر، ويتعقل، ويراجع كتب التفسير عما أشكل عليه، ويسأل أهل العلم، ثم كتب الحديث، نوصيك بكتب الحديث مثل الصحيحين للبخاري ومسلم، مثل رياض الصالحين، مثل المنتقى لابن تيميه، منتقى الأخبار، مثل بلوغ المرام، كتب جيدة، عمدة الحديث للشيخ: عبد الغني المقدسي، كتب جيدة نوصيك بها، والاستفادة منها، ومثل زاد المعاد لابن القيم في هدي خير العباد، كتاب عظيم، زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم -رحمه الله-، كتاب مفيد، جيد، فيه أحكام، وأدلة من الحديث الشريف، والآيات، فيه الخير الكثير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. 

407 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply