حلقة 806: حكم إمامة شارب الدخان وآكل التنباك - الذكر الذي يقال عند سجود التلاوة - الصحيح أن يقال في التشهد السلام عليك أيها النبي - رفع الإصبع في التشهد - الفرق بين الإيمان والإسلام - حكم الضحك - بمجرد عقد الرجل على المرأة تحرم على جميع ذريته
6 / 50 محاضرة
1- عندي في قريتي جامع، وإنني إنسان متعلم، ولكنني أشرب الدخان وآكل التمباك، هل يجوز لي أن أكون إماماً في هذا المسجد؟
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعــد: فلا ينبغي لك أن تؤمهم، وأنت بهذه الصفة؛ لأن الإمام يقتدى به فإذا كنت تتعاطى التمباك، والتدخين فلا ينبغي أن تؤمهم، بل ينبغي أن يلتمسوا من هو خير منك، ومن هو لا يتعاطى شيئاً من المعاصي الظاهرة، والواجب عليك يا أخي التوبة إلى الله من ذلك والحذر من الاستمرار في هذه المعصية، عليك أن تترك التمباك والتدخين وسائر المعاصي وأن تستعين بالله على ذلك، وأن تصحب الأخيار؛ لأن صحبة الأخيار تعينك على الخير، والتوبة تجب ما قبلها، لكن لو صليت بهم فالصلاة صحيحة، لو صليت بهم الصلاة صحيحة؛ لأن الصحيح من أقوال أهل العلم أن إمامة العاصي صحيحة، والصلاة صحيحة، لكن لا ينبغي أن يتخذ إماماً من عرف بالمعصية الظاهرة، والواجب على المسؤولين أن يلتمسوا للمساجد أئمةً صالحين مستورين لا يظهر منهم شيء من المعاصي؛ لأنهم قدوة وهم أئمة الناس في هذه العبادة العظيمة وهي الصلاة عمود الإسلام، نسأل الله لنا ولك الهداية.
2- هل تكون سجدة السهو قبل التسليم في الركعة الأخيرة، أم بعده؟
سجود السهو السنة فيه أن يكون قبل التسليم، قبل أن يسلم إلا في حالين، إحداهما: إذا سلم عن نقص كأن يسلم من ثلاث في الظهر، والعصر، أو العشاء أو يسلم من ثنتين في المغرب، أو من واحدة في الفجر؛ أو من الجمعة، فهذا الأفضل أن يكون بعد التسليم كما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، والحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنه واجتهد، فإن الأفضل يكون سجوده بعد السلام؛ لحديث ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا شك أحدكم في صلاته، فليتحرى الصواب، فيتم عليه، ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين بعد السلام)، فإذا بنى على غالب ظنه فإنه يسجد سجدتين بعد السلام لهذا الحديث، ومعنى ذلك أنه إذا شك هل هو في الثالثة، أو الرابعة في الظهر، أو العصر، أو العشاء ويغلب على ظنه أنه في الرابعة، فإنه يكمل ويسجد السهو بعد السلام، وهكذا في المغرب لو شك هل هو في الثانية، أو الثالثة وبنى على غالب ظنه، ولم ينبه فإنه يسجد السهو بعد السلام، أما إذا كان عنده تردد وليس عنده غالب الظن، فإنه يبني على اليقين، فإذا شك هل هو في الثانية، أو الثالثة يجعلها في الثانية، يبني على أنه في الثانية، وإذا شك هل هو في الثالثة، أو الرابعة وليس عنده غالب الظن، فإنه يبني على اليقين ويجعلها الثالثة، ثم يكمل صلاته، ويسجد السهو قبل السلام.
3- عند قراءة القرآن يكون هناك سجدة، فكم مرةً نسجد، وماذا نقول، هل نقول فقط: سبحان ربي الأعلى (ثلاث مرات)، أم أن هناك أدعيةً أخرى؟
سجود السهو مثل سجود الصلاة سواء، يقول في سجود السهو وفي سجود التلاوة مثل ما يقول في سجود الصلاة، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ويدعو فيه ويقول: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقته، تبارك الله أحسن الخالقين، كان يقول هذا في السجود -عليه الصلاة والسلام-، هذا يقال في سجود التلاوة وسجود السهو وفي سجود الصلاة، مثل الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم اغفر لي ولوالدي، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار، وما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة، المقصود أن سجود السهو مثل سجود الصلاة.
4- عند صلاة الجماعة الإمام يقرأ سورة الفاتحة، ويدع لنا فرصة لكي نقرأها نحن أيضاً، ولكنه بعد قليل يبدأ في السورة الصغيرة ولم نكمل بعد، سؤالي هنا: هل نكمل الفاتحة بسرعة؟ أم نسكت ولا نكمل لكي نستمع إليه، جزاكم الله خيراً؟ وهل يكون جائز بألا نقرأها من بعده، ولو جعل لنا فرصة؛ لأنه هو قد قرأها عنا؟
الواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة في السرية والجهرية، في أصح أقوال العلماء، وقال بعض أهل العلم: أنه لا يقرأ في الجهرية، ويقرأ في السرية.
وقال بعضهم: لا قراءة عليه لا في السرية ولا في الجهرية، بل يتحملها الإمام.
وكلا القولين ضعيف، والصواب: أنه يقرأ في السرية والجهرية.
في السرية يقرأ الفاتحة ويقرأ معها ما تيسر في الأولى والثانية، من الظهر والعصر، وفي الجهرية كالعشاء والمغرب والفجر والجمعة، يقرأ فقط بالفاتحة، ثم ينصت لإمامه، فإن كان للإمام سكوت قرأ في السكتة، سكتة إمامه.
وإن بدأ الإمام بالقراءة ولم يكمل كمل، كملها ثم أنصت، ولو كان الإمام لا يسكت فإنه يقرؤها بينه وبين نفسه ثم ينصت لإمامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها) هذا صريح في أن المأموم يقرأ الفاتحة خلف الإمام في جميع الصلوات، لكن لو سبق بأن جاء والإمام في الركوع أجزأته الركعة وسقطت عنه الفاتحة؛ لأنه لم يدرك القيام.
وهكذا لو نسي، أو كان جاهلاً بالحكم صلاته صحيحة؛ لأن الفاتحة في حق المأموم واجبة، تسقط بالسهو والجهل.
بخلاف الإمام والمنفرد فإنها ركن في حقهما لابد منها، ولا تسقط لا بالسهو ولا بالجهل لابد منها.
أما المأموم فإنها تسقط عنه بالسهو وبالجهل.
وهكذا لو لم يدرك القيام جاء والإمام راكع سقطت عنه، عند جمهور أهل العلم وأجزأته الركعة.
5- عند الشهادتين نقول: (السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، لكني سمعت أناساً يقولون: يجب أن تقول: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، فأيهما الصحيح، أم الاثنتان صحيحتان؟
الصواب أنه يقول: السلام عليك أيها النبي في التشهدين هكذا جاءت الأحاديث الصحيحة من تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة، علم الصحابة هكذا، وروي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يستعملون النوع الثاني السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن هذا جائز واجتهاد من بعض الصحابة وليس بلازم، لكن لو فعله الإنسان صح، لكن كونه يأتي بالألفاظ التي علمها النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته، وهو يعلم أنه سيموت، ولم يقل لهم إذا مت غيروا وهو يعلم أنهم يغيبون عن المدينة، ويقرؤون الصلاة في بلادٍ بعيدة، ولم يقل لهم إذا كنتم بعيدين غائبين، بعد موتي غيروا، فدل ذلك على أن هذا اللفظ باقي، السلام عليك أيها النبي، في حياته وفي حضرته وفي غيبته وبعد الموت هذا هو الصواب، وهذا هو الذي ثبت في الأحاديث الصحيحة عن ابن مسعود وعن غيره.
6- عند الشهادتين وعند رفع الإصبع عندما نقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)، فكل شخص من المصلين يرفع إصبعه على طريقة معينة، فمن يرفعه مرةً واحدة، ومن يرفعها مرتين؛ لأنه يقول: إنهما شهادتان، ومن يبقى يحرك إصبعه إلى نهاية الصلاة الإبراهيمية، أرجو أن تتفضلوا بالإجابة على الصحيح، أم أن الجميع صحيح؟
السنة رفع الإصبع في التشهد، في التشهد الأول، والآخر من أول التحيات إلى النهاية، وإصبعه مرفوعة يعني السبابة التي تلي الإبهام مرفوعة رفعاً غير كامل إشارة إلى للتوحيد، هكذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يشير بالسبابة في تشهده الأول، والأخير -عليه الصلاة والسلام- من أوله إلى لنهاية، أما التحريك فالأفضل أن يحركها عند الدعاء، يقول اللهم صلي على محمد عند قوله أعوذ بالله من عذاب جهنم، وعند قول: اللهم اغفر لي، أو اللهم آتنا في الدنيا حسنة، اللهم أعني على ذكرك، يحرك عند الدعاء تحريكاً خفيفا، هذا هو الأفضل، وأما كون الإصبع قائمة فهي قائمة من أول التشهد إلى آخره إشارة إلى التوحيد.
7- ما الفرق بين الإيمان، والإسلام؟
الإيمان، والإسلام إذا اجتمعا صار بينهما فرق، في آية، أو حديث، وإذا انفرد أحدهما عن الآخر دخل فيه الآخر، ففي قوله عز وجل: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) سورة آل عمران، يدخل فيه الإيمان؛ لأن الإسلام إذا أطلق هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وهو أيضاً: الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وهو أيضاً يدخل فيه الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وصدق الحديث، وإكرام الضيف، وإكرام الجار، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وغير هذا مما أمر الله به ورسوله. ويدخل في الإسلام أيضاً ترك ما نهى الله عنه ورسوله. ويدخل في الإسلام أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك. يعني مرتبة الإحسان. هذا عند الإطلاق. إن الدين عند الله الإسلام. وهكذا قوله سبحانه:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (3) سورة المائدة. يدخل فيه الإيمان والإحسان عند الإطلاق. وهكذا قوله جل وعلا: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ (85) سورة آل عمران. يدخل فيه الإيمان والإحسان ويدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله، وترك كل ما نهى الله عنه ورسوله، كله داخل في الإسلام عند الإطلاق، وهكذا الإيمان إذا أطلق، دخل فيه جميع الأوامر، وترك جميع النواهي إذا جاء مطلقاً، مثل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ (136) سورة النساء، ومثل قوله جل وعلا: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا (8) سورة التغابن. وهكذا ما أشبه من الآيات يدخل في ذلك جميع ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، وهكذا الحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياة شعبة من الإيمان). أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، وهذا لفظ مسلم -رحمه الله-، فقوله: (الإيمان بضع وسبعون شعبة) وفي اللفظ الآخر: (بضع وستون شعبة)، يدخل فيه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة ,إيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وترك جميع المعاصي، ويدخل فيه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، ويدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عما كان فيما مضى من الزمان، وعما يأتي في آخر الزمان، ويدخل فيه ما أخبر الله به عن القيامة، والجنة، والنار، والحساب، والجزاء كله داخل في قوله: (الإيمان بعض وسبعون شعبة). أما إذا اجتمعا فالإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الإعمال الباطنة، كما في سؤال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان، فإن جبرائيل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم من الأيام، وهو جالس بين أصحابه في صورة إنسان غير معروف، وسأله عن الإيمان والإحسان والإسلام، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا). قال أخبرني عن الإيمان: قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله وبالقدر خيره وشره. قال أخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). وكان يصدق كل ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صدقت، يصدقه جبرائيل -عليه الصلاة والسلام-، فالمقصود أنه أخبره عن الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال القلبية، وعن الإحسان بشيءٍ خاص من أعمال القلب، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، تشاهده فإن لم تكن تراه فإنه يراك. يعني على اعتقاد واستحضار أنه يراك، ويشاهدك سبحانه وتعالى وهذا أعلى مراتب الإسلام والإيمان أن تعبد الله كأنك تراه، وبهذا تعلم ويعلم كل من سمع هذه الكلمة الفرق بين الإيمان، والإسلام، والإحسان، عند الاجتماع، وأن الإسلام إذا انفرد دخلت فيه أعمال الإيمان والإحسان، والإيمان إذا انفرد دخل فيه أعمال الإسلام والإحسان، أما إذا اجتمعت الثالثة فالإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو أعمال القلب الباطنة، والإحسان هو عمل خاص من أعمال القلب، وهو أن تعبد الله كأنك تراه .. الحديث.
8- إذا التزم العبد بأوامر الله سبحانه وتعالى وبسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فماذا يفعل، وهل يجوز له أن يضحك في كل الأوقات، علماً بأنه ساكن مع جماعة يكثرون الضحك والكلام الذي لا يليق؟
إذا التزم المؤمن بكل ما أمر الله به وبرسوله، فهذا هو كمال الإيمان، وهذا من توفيق الله جل وعلا، إذا التزم بطاعة الله ورسوله، في كل ما أمر الله به ورسوله، والتزم بترك ما نهى الله عنه ورسوله، وجاهد نفسه، وتاب إلى الله من سالف معاصيه، فهذا هو المؤمن حقاً، وهو المسلم حقاً، فعليه أن يستمر في ذلك، ويلزم التوبة والاستقامة، ويسأل ربه التوفيق والإعانة، ويحذر مجالسة من يجره إلى ما حرم الله، يحرص على صحبة الأخيار، ولا بأس بأن يضحك عند الحاجة والتبسم، النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو سيد ولد آدم، وهو سيد المؤمنين، وأفضلهم كان يضحك عند وجود الأسباب، ويتبسم عند وجود الأسباب، ويتحدث مع أصحابه في الأشياء الطيبة، ويضاحكهم -عليه الصلاة والسلام-، ويتبسم في كثير ٍمن الأوقات، ويسألهم عن أحوالهم ويبدؤوهم بالسلام، ويرد عليهم السلام، ويسألهم عن بعض أمور الجاهلية؛ للتنبيه على ما فيها من الشر والخطأ، ولما فيها من بعض العجائب، فعليك أن تكون حسن الخلق مع إخوانك، طيب الخلق، ولا بأس عليك بالضحك عند وجود الأسباب أو التبسم، ولا بأس بالتحدث معهم بما أباح الله، وبما شرع الله، ومع أهلك، حسن خلقك مع أهلك، تتحدث معهم بالكلام الطيب، وبالأشياء التي تتعلق في البيت، أو السوالف التي تتعلق بالأهل فيما لا يحرم، من الأشياء المباحة والأشياء التي تؤنسهم، وليس فيها معصية، لا تكون مكفهراً عنيفاً سيء الخلق، هذا مو من الإسلام، مو من الدين، من الدين أن تكون حسن الخلق، طيب البشر، حسن المقابلة، طيب الكلام، طيب المجالسة، هكذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة.
9- رجل عقد على امرأة ولم يدخل بها سواء توفي، أو طلقها، السؤال: هل يجوز لابنه أن يتزوجها، أم تكون من المحرمات عليه؟
إذا تم العقد للرجل على امرأة عقداً شرعياً، فإنه تكون محرمة على جميع ذريته، وعلى أبيه وأجداده ولو لم يدخل بها، سواء مات، أو طلق؛ لقول الله جل وعلا:وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء (22) سورة النساء. هذا عام نكاح العقد ونكاح الدخول، ولقوله جل وعلا: وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ -زوجات الأبناء- الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ (23) سورة النساء. حلائل الأبناء محرمات على الآباء كما أن حلائل الآباء محرمة على الأبناء، على أبناءهم وأبناء أبنائهم وأبناء بناتهم، وزوجات البنين محرمة على الآباء والأجداد، سواء كان الابن ابنك، أو ابن بنتك، وقوله: من أصلابكم احترازاً من الأدعياء، كانوا في الجاهلية يتبنون بعض الناس يربونهم ويتبنونهم، فهؤلاء ليسوا بأبناء وإن تبنوهم، وزوجاتهم غير محرمات والنبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج زينب بنت جحش، وقد طلقها زيد بن حارثة، وكان النبي قد تبناه في الجاهلية، ثم أمره الله أن يدعى لأبيه، قال: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ (5) سورة الأحزاب، وتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- مطلقته زينب حتى يعلم الناس أنه لا حرج في تزوج مطلقات الأدعياء، الأبناء الأدعياء، أما ابنك من الرضاعة، وابنك من النسب، فزوجته حرام عليك، وزوجة أبيه من الرضاعة ومن النسب حرام عليك، وهكذا زوجات أجدادك من النسب والرضاع، وهكذا زوجات أبنائك من النسب والرضاع، وأبناء بناتك كلهن محرمات، ولو لم يدخل الزوج بالزوجة، ولو لم يخلو بها، ما دام تم العقد الشرعي كفى.
10- يسأل ويقول: فسروا لي هذه الآيات جزاكم الله خيراً، قال الله تعالى: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ [يوسف:65] ما هو المتاع؟ وما المقصود بالبضاعة جزاكم الله خيراً؟
الجواب: يوسف عليه الصلاة والسلام أمر فتيانه أن يجعلوا نقود إخوته في متاعهم حتى يستعينوا بها على الرجوع للميرة بأخيهم الذي طلب أن يأتوا به فلما فتحوا متاعهم، المتاع: الأثاث الذي معهم، المزايد والخروج التي فيها حاجاتهم، يقال لها: متاع، وجدوا الدراهم معهم، فقالوا: (ما نبغي) ما لنا حجة، يعني: هذا معنا فلوس نستطيع نرجع ونشتري ميرة أخرى، ومع هذا نزداد كيل بعير إذا كان معنا أخونا، في إبل عاشر يكون عندهم عشرة أحمال.
فطلبوا من أبيهم أن يرسله معهم، ما دامت النقود موجودة، ويزدادون حمل بعير، هذا شيء فيه مصلحة، الدراهم موجودة، ووجود أخ معهم يحقق رغبة العزيز وهو يوسف عليه الصلاة والسلام، ومع هذا يزدادون كيل بعير، على ظنهم أنه يرجع معهم بحمل.
571 مشاهدة
-
26 حلقة 826: حكم صلاة التراويح، وقيام الليل للنساء - حكم وضوء من أصابته نجاسة - حكم الكحل والمكياج للصائمة - نصيحة لمن والده لا يصلي - يجب على المرأة أن تحتجب عن الأجانب - حكم كشف المرأة أمام زوج عمتها
-
27 حلقة 827: حكم مجالسة أناس لا يصلون - من تزوج بامرأة لا تصلي ثم تابت فيجدد العقد - صيغة التشهد - حكم قراءة ياسين وقل هو الله أحد على القبر - حكم توزيع زكاة الفطر على العمال - حكم دفن الذي لا يصلي في مقابر المسلمين
-
28 حلقة 828: هل يصح الحج قبل سداد الدين - حكم حج من عليه أقساط - حكم صلاة وزكاة وحج من تكشف وجهها أمام الأجانب - حكم استعمال المسواك أثناء خطبة الجمعة - إذا وجد الشاب الكفء تزوج البنت ولو لم ترض أمها
-
29 حلقة 829: الرضاع الذي يحصل به التحريم - حكم من أفطرت في رمضان بسبب الحر - حكم تغطية الوجه أمام الرجال الأجانب - حكم نفقة البنت على والديها - قضاء النوافل - علاج السرحان في الصلاة - صيام يوم عرفة إذا صادف الجمعة
-
30 حلقة 830: حديث إذا جالس المسلم شارب الخمر سوف يهبط عمله أربعين يوماً - حكم الصلوات التي تركها الإنسان بعد بلوغة - حكم من أخطأ في ترتيب رمي الجمار - حكم السلام على المرآة الأجنبية وهي متحجبة وبدون خلوة
-
31 حلقة 831: العطاس لا يضر المصلي - توجيه لمن يكثر التثاءب والنعاس أثناء الصلاة - حكم من تأخر عن الصلاة بسبب السهو أو النوم - حكم من زادت حجرا عند رمي كل جمرة - حكم قصر الصلاة لمن خرج مسافة مائة كيلو
-
32 حلقة 832: حكم السفر للعمل وترك الوالدة عند زوج ابنتها - هل ذو القرنين نبي - حكم الصلوات بتيمم واحد - الواجب توزيع التركة بين الورثة - تفسير آية الاستئذان في سورة النور - يعاد الإنسان بعد موته كما كان
-
33 حلقة 833: نصيحة للتعامل مع الأخوة - حكم تحديد النسل - حكم سجود السهو - الجمعة ليس لها سنة قبلية بل يصلى الإنسان ما يسر الله - حكم تأخير صلاة العشاء - حكم تكرار اليمين - حكم الصلاة في الحذاء - حكم الحج عن الوالدين
-
34 حلقة 834: صيام يوم الجمعة قضاء - حكم قضاء الصلاة لمن كان يتركها أحيانا - وقت أذكار الصباح والمساء - نوع السجود المذكور في سورة يوسف - هل الجهر بالقراءة خاص بالفرائض - حكم تناول السجائر - حكم مصافح ابنة العم
-
35 حلقة 835: حكم أعطاء الولد من مال الوالد بغير علمه - مرور الأطفال من أمام المصلي ومن حوله - هل تجوز صلاة الجمعة بأقل من أربعين مصل - ما حكم الذي لا يصلي إلا الجمعة فقط - توجيه حول الإساءة للنساء - توجيه حول كثرة الحلف بالطلاق
-
36 حلقة 836: تفسير قوله تعالى وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ - التوكيل في رمي الجمار - استعمال وسائل تنظيم النسل - التنازل للإخوة من ميراث الأب هل يعد تقصيرا في حق الأولاد - البناء في أرض مشتركة بين الإخوة هل يعد تعديا - أين يكون نظر المصلي
-
37 حلقة 837: حكم الرضعات الغير معلومات - إظهار اليدين والقدمين في الصلاة - قراءة الحائض للقرآن بدون أن تمس المصحف - حكم إطالة الأظافر - هل دية المقتول تقسم بين ورثته - تأخير الأذان بخمس دقائق لعذر - نصيحة بقراءة بعض كتب الحج
-
38 حلقة 838: الصلاة وراء إمام مبتدع ويدعو إلى بدعته - حكم الصلاة في مسجد به قبر - كيفية العمل تجاه بعض الأقارب الذين يذهبون إلى السحرة - تخصيص أحد الأبناء بنفقة دون الآخر - صلاة الفجر بعد الشروق - التعامل مع الحمو
-
39 حلقة 839: الإحرام من دون الميقات - من وكل في رمي الجمار تساهلا ثم طاف طواف الوداع - ما معنى الكفر بالطاغوت - أفضل كتب العقيدة - الأدلة الشرعية على وجوب الحجاب - هل للمرأة أن تصلي في المسجد مع الرجال صلاة التراويح
-
40 حلقة 840: حلف بالطلاق أن يمكث في بلد حتى ينجب وإلى الآن لم ينجب - حكم ذبح شاه عند أصابع أرجل العريسين وحكم الذبح في مكان المولود -استخدام الأسنان الصناعية - كيف يعمل المسبوق - قبول هدية الطالب - إخفاء البضائع
-
41 cحكم التسمية قبل الوضوء - الخياطة تبعا للموضة بالنسبة للمرأة - كثرة الوساوس والشكوك - كم يوماً يحتاج الإنسان إلى ختم القرآن بالفهم والتدبر - التفرقة بين دم الحيض ودم الاستحاضة - النوافل - هل يعد محرما ابن زوجة الأخ
-
42 حلقة 842: حكم من ترك الصلاة فترة ثم تاب - حكم الذبح لغير الله - كيفية إجابة نداء الوالدين إذا كان الإنسان يصلي - المبتدع ليس من الفرقة الناجية - الفرق بين التوسل والوسلية - طهارة دائم الحدث - نصيحة لصاحب الهم
-
43 حلقة 843: الزيادة في المبيع مثل قيمته - هل صحيح أن من لم يقض ما فاته من الصلاة والصيام سيقضيها على بلاط جهنم - من طلق طلقة واحدة هل له أن يراجع بعد ثلاثة أشهر - ما معنى العبادات توقيفية
-
44 حلقة 844: هل صحيح أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون من الصالحين - السفر للجمعة - هل يصف الأولاد جوار الإمام أم خلفه - المسح على الخفين والشرَّاب معا ثم نزع الخفين - من تيمم ومعه ماء كافٍ
-
45 حلقة 845: حكم التكفير - كتب في العيدة الصحيحة - حكم تقبيل اليد - حكم دعاء الاستفتاح - نصيحة الولد لوالده الذي لا يصلي - حكم الانصات لسماع القرآن - حكم مس المصحف من غير وضوء - الوضوء أثناء قراءة القرآن للمتعلمين
-
46 حلقة 846: حكم صلاة التراويح في المسجد للمرأة - حكم زيارة القبور للنساء - حكم من يستهزئ بالنساء المتحجبات - تلقين المحتضر الشهادتين - عذاب القبر ونعيمه - أحاديث لم تصح - حكم القضاء لمن ترك بعض الصلوات
-
47 حلقة 847: تأخير الصلاة إلى آخر وقتها - السعي يلي الطواف - حكم من اضطر إلى لبس المخيط - رمي الجمرات بعد الزوال - نتف الشعر قبل التحلل الأول - دفع الزكاة لمن يريد الزواج إذا كان فقيرا - الصلاة بوضوء واحد أكثر من صلاة
-
48 حلقة 848: هل أبو الزوج من الرضاع، وأجداده كأبيه من النسب - مس الفرج بدون حائل هل ينقض الوضوء - صلاة الوتر - كشف المرأة عند ابن أخت الزوج - هل تقبل صلاة من لا يصلي الصلوات الخمس إلا في بيته ما عدا الجمعة؟ - قضاء الصيام
-
49 حلقة 849: التوبة من ترك الصلاة - تأخير الغسل الواجب من الليل إلى النهار - المريض يفطر ويقضي - الحلف على المصحف - الفرق بين التوبة والاستغفار - الفرق بين الخطيئة، والسيئة، والذنب، والإثم - الذبح للضيف - بيع التقسيط
-
50 حلقة 850: متى تكون صلاة النافلة؟ - حكم الأكل باليد اليسرى - حديث إذ طنّت أذن أحدكم فليذكرني - الرضاع المحرم - أخذ بعض الشعر من بعض الرأس للمتمتع بالعمرة إلى الحج - حكم رمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس - حكم رمي الجمرات في أيام التشريق قبل الزوال
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد