حلقة 906: حكم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر - حكم من تزوج من ابنة خاله وبعد مدة علم أنه رضع من أمها - حكم توبة من يعود إلى المعصية - حكم صيام من شرب ناسيا - حكم الصلاة مع إمام يصلي التراويح بنية العشاء - الصلاة في أوقات النهي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

6 / 34 محاضرة

حلقة 906: حكم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر - حكم من تزوج من ابنة خاله وبعد مدة علم أنه رضع من أمها - حكم توبة من يعود إلى المعصية - حكم صيام من شرب ناسيا - حكم الصلاة مع إمام يصلي التراويح بنية العشاء - الصلاة في أوقات النهي

1- ما حكم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؟

حكمه أنه مفرط وعلى خطر عظيم، فالواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يتوب إلى الله من سيء عمله، ومن تاب تاب الله عليه، ويقول الله سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة التوبة إلى الله من سيء الأعمال، وأن يحاسب نفسه وأن يجاهدها لله، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، ومن صدق في ذلك وجاهد نفسه في طلب الحق وترك الباطل، أعانه الله وهداه السبيل كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) سورة العنكبوت. وقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (2-3) سورة الطلاق. وقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق. فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات التوبة إلى الله سبحانه من جميع الذنوب، وجهاد النفس والشيطان، والحذر من جلساء السوء، والحرص على صحبة الأخيار مع الضراعة إلى الله وسؤاله التوفيق والهداية، فهو سبحانه نعم المجيب، ونعم المستعان، وهو القائل عز وجل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر. وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) سورة البقرة. وفق الله الجميع.
 
2- منذ ما يقرب من خمسة عشر سنة تزوجت من ابنة خالي، وأنجبت منها سبعة أطفال، وبعد هذه المدة الطويلة من الزواج علمت وعرفت أنني وأنا صغير شربت لبناً من ثدي والدتها عندما وضعت أخاها الأكبر، فهل يجوز دوام العشرة الزوجية بيننا، وما حكم الشرع في ذلك الوضع الذي فوجئت به بعد هذه الفترة من الزواج والمعاشرة بيننا؟
إذا كان الواقع كما ذكره السائل أنه شرب من لبنها مرةً واحدة، فإن هذا لا يضر والزواج صحيح؛ لأن الرضاع الذي يحصل به التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات، أو أكثر، كل رضعة مستقلة، يمص اللبن ثم يذهب إلى جوفه ثم ... الثدي عن فمه ثم يعود، وهكذا إذا صب له في إناء و شرب مرات خمس فأكثر كل مرة مستقلة لحالها، فإنها تكون في مثابة الرضاع، إذا صب له، أو حلب له في إناء وشرب، ثم حلب له، وشرب خمس مرات كل مرة مستقلة، فأكثر يكون حينئذٍ رضاع مؤثرة ويحصل به التحريم، أما شرب لمرة واحدة، أو مرتين، أو ثلاث، أو عدد لا يحفظه، لا يدري هل بلغ خمساً، أو لا، فإن هذا لا يحصل به التحريم والحمد لله.
 
3- أنا مصابة بالإصرار على معصيةٍ ما، وطالما اقترفت هذه المعصية، وكلما اقترفتها يحترق قلبي، وأتوب، وأعزم على عدم العودة، ولكني أعود مرةً، ومرتين وثلاث حتى أنه لم يصبح لدي شعور بالندم والحرق كما كنت سابقاً، ولكني مصرة على التوبة كلما عدت للذنب مع عدم شعوري بالندم -كما قلت لكم-، وما أعرفه أن التوبة لا تقبل إلا بشروط، منها الندم، فما الحكم، وهل تقبل توبتي، وبماذا تنصحونني؟
الواجب عليك الندم الصادق على ما مضى، والإقلاع من المعصية، وتركها خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق على عدم العودة، وبذلك يغفر الله لك هذه الزلة، وإذا عدت إليها مرةً أخرى صار عليك إثم العودة، أما السابقة التي تمت التوبة منها توبةً صادقة فقد محيت وزالت، ولكن عليك الجد والصدق في عدم العودة واسألي الله العون والتوفيق، وابشري بالخير، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). وجاء عن الله عز وجل أنه وعد عباده بالتوبة والمغفرة إذا تابوا إليه واستغفروه صادقين نادمين، فهو الصادق في وعده سبحانه وتعالى، وهو القائل عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر. فهو سبحانه نهانا عن القنوط، وأخبر أنه يغفر الذنوب، فالواجب عليك وعلى غيرك من العصاة التوبة الصادقة، والندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة، والضراعة إلى الله في طلب التوفيق، والعصمة، والعافية، فهو سبحانه الكريم الجواد لمن صدق في طلبه، وسؤاله سبحانه وتعالى.
 
4- شربت وأنا صائم فتذكرت وأمسكت بقية اليوم، هل ما فعلته صحيح، أم يجب عليَّ القضاء؟
إذا كنت ناسياً فإذا شربت فلا قضاء عليك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه). والمقصود أن الصائم إذا شرب ناسياً، أو أكل ناسياً، فصومه صحيح ولا قضاء عليه والحمد لله.
 
5- في وقت رمضان وجدت الإمام انتهى من صلاة العشاء وفي الركعة الأولى من التراويح، إذا كان الأمر كذلك، هل أصلي معه ركعتي التراويح، وبعدما يسلم الإمام أقوم وآتي بركعتين وأسلم وأعتبرها صلاة عشاء، أم كيف أتصرف؟
لا حرج في ذلك إذا أتى المسلم إلى المسجد، وقد صلى الناس في رمضان صلاة العشاء، وشرعوا في التراويح ودخل معهم ناوياً العشاء، ثم تم صلاته بعد ما سلم الإمام فلا بأس عليه والحمد لله، ويرجى له فضل الجماعة، وهذا هو الأفضل وإن صلى وحده أجزأه ذلك، لكن الأفضل أن يصلي معهم حتى تحصل له الجماعة بنية العشاء، فإذا سلم الإمام قام وكمل صلاته والحمد لله.
 
6- إذا توضأت قبل صلاة المغرب بنصف ساعة، أو ربع ساعة، وصليت ركعتين للوضوء، وجلست؛ لقراءة القرآن والاستغفار حتى يحين أذان المغرب، فهل عملي ذلك صحيح؟
نعم، عمل طيب؛ لأن الوضوء عبادة عظيمة، وقد شرع الله لمن توضأ أن يصلي ركعتين سنة الوضوء، فإذا توضأت ولو بعد العصر، وصليت ركعتي السنة، سنة الوضوء فهذا كله طيب، وإذا انتظرت لصلاة المغرب بالتسبيح، والتحميد، والتكبير، فهذا خير عظيم، يقول الله سبحانه: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) سورة ق. فالتسبيح في آخر النهار قربة عظيمة وهكذا في أول النهار، فيبدأ النهار بالتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار ويختم كذلك. وفق الله الجميع.
 
7- سمعت في برنامجكم نور على الدرب بأن الصلاة قبل المغرب مكروهة، بينوا لنا المقصود بذلك، هل هي صلاة التطوع، أم كركعتي الوضوء؟
الصلاة بعد العصر منهي عنها، وهكذا بعد طلوع الفجر سوى الفريضة وسنة الفجر، إلى أن ترتفع الشمس، وهكذا بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس، هذان الوقت وقتان منهي عن الصلاة، نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فيهما، لكن إذا كانت الصلاة من ذوات الأسباب فلا بأس بها، كصلاة الكسوف لو كسف الشمس بعد العصر، أو تحية المسجد لمن دخل المسجد بعد العصر يريد أن يجلس فيه إلى غروب الشمس، أو يسمع حلقات العلم، إلى ما أشبه ذلك. يصلي تحية المسجد على الراجح، على الصحيح، وهكذا سنة الوضوء، إذا توضأ يستحب له أن يصلي ركعتين ولو بعد العصر أو بعد الصبح – سنة الوضوء- أم النوافل التي ليس لها أسباب فهي منهي عنها لا يجوز فعلها لا بعد الفجر، ولا بعد العصر حتى تطلع الشمس في أول النهار وحتى تغيب الشمس في آخر النهار، أما الفريضة فيصليها بكل حال، الفجر يصليها بكل حال، والعصر يصليها بكل حال، لو نام عن صلاة الفجر ولم يستيقظ إلى عند طلوع الشمس صلاها، وهكذا لو نام عن العصر، فلم يستيقظ إلا بعد العصر بعد أن اصفرت الشمس، أو شغل عنها ونسيها، ثم ذكر صلاها في أي حال ليس لها وقت نهي؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن الصلاة، أو نسيها فليصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك). لكن لا يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة عن وقتها عمداً، لا الفجر، ولا غيره، بل يجب عليه أن يصلي الوقت، الفجر في وقتها، والظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، الواجب على المسلمين أن يؤدي هذه الصلوات الخمس في أوقاتها، لكن لو شغل الإنسان عن ذلك حتى نسي، صلاها متى يذكر، أو نام، غلبه النوم فلم يستيقظ إلى عند طلوع الشمس، أو بعد طلوع الشمس صلاها، و هكذا العصر إذا استيقظ بعد أن تصفر الشمس صلاها أيضاً؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن الصلاة، أو نسيها فليصليها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).
 
8- هل بعد كل صلاةٍ دعاء مخصوص، أم يدعو الإنسان بما يشاء، بينوا لنا ذلك مشكورين؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- لما علم الناس التحيات قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو). وفي اللفظ الآخر قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثم ليختر من المسألة ما شاء)، الإنسان مشروع له بعد التحيات بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بعد التعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، يدعو ما تيسر، قبل أن يسلم، وإذا دعا بالدعوات المشروعة الواردة كان أفضل، مثل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك في آخر الصلاة قبل أن يسلم، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلى أنت، فاغفري لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، هذا الدعاء العظيم علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- الصديق رضي الله عنه، والدعاء الأول اللهم أعني على ذكرك علَّمه معاذا، وهكذا جاء في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: (في آخر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر)، وجاء في حديث علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في آخر الصلاة: (اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت)، فهذه الدعوات المأثورة أفضل من غيرها، وإذا دعا الإنسان بدعوات أخرى في صالحه، في حاجته فلا بأس، كأن يقول: اللهم اقض ديني، اللهم أصلح ذريتي، اللهم أصلح زوجتي، اللهم وفقني لما فيه رضاك، اللهم اهدني سواء السبيل، اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي إلى غير هذا مما يدعو من الدعوات الطيبة فلا بأس، ودعاء اللهم: اللهم ألهمني رشدي، هذا مأثور، النبي علمه الحصين بن عبيد الخزاعي، لما أسلم علمه أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي، وهكذا : اللهم قني شح نفسي، المقصود أنه يدعو بالدعوات الطيبة، ولو كانت غير مأثورة يدعو بها لا بأس، اللهم يسر لي زوجةً صالحة إذا كان بحاجة إلى زوجة، والمرأة تقول: اللهم يسر لي زوجاً صالحا، وهكذا وما أشبه ذلك، اللهم يسر لي ذريةً طيبة، اللهم اقض ديني، اللهم بارك لي فيما أعطيتني، وما أشبه ذلكم من الأدعية الطيبة.
 
9- إذا توضأت بعد صلاة الفجر، أو العصر وجلست أقرأ القرآن، هل يجوز لي ذلك، علماً بأنني لم أصلي ركعتي حفظ الوضوء؟
الأفضل أن الإنسان إذا توضأ يصلي ركعتين سنة مؤكدة، لكن لو تركهما لا حرج؛ لأنها نافلة، إن صلاهما فهو أفضل، سنة مؤكدة، وإن تركهما فلا حرج عليه.
 
10- إذا كان الإنسان غير متوضئ، فهل يجوز له قراءة القرآن للحفظ، أم يلزمه الوضوء؟
الوضوء مستحب لقراءة القرآن إذا كان عن ظهر قلب، وإن قرأ من دون وضوء فلا بأس إذا لم يكن جنبا، أما الجنب فلا يقرأ حتى يغتسل، لكن إذا كان غير الجنب فله أن يقرأ القرآن من غير مصحف عن ظهر قلب، وإن كان على غير طهارة، ولكن إذا كان أراد أن يقرأ من المصحف، فإنه يتوضأ؛ لقوله جل وعلا: لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) سورة الواقعة. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يمس القرآن إلا طاهر). المقصود أنه إذا كان يقرأ عن ظهر قلب، يعني غيب –حفظ– فلا بأس أن يقرأ، وإن كان على غير وضوء، أما الجنب لا، لا يقرأ، الجنب لا يقرأ حتى يغتسل، أما إذا كان يقرأ من المصحف، فإنه لا بد أن يكون على طهارة من الجنابة ومن الحدث الأصغر.
 
11- إذا صليت صلاة الفجر في يوم العيد، أو الجمعة، وبعد صلاتي أتوضأ مرةً أخرى، وأغتسل، وأصلي صلاة حفظ الوضوء، فهل عملي هذا صحيح، ثم بعد ذلك أذهب إلى صلاة العيد، وأجلس أقرأ القرآن، ويوم الجمعة أصلي صلاة الضحى، بينوا لنا ذلك مشكورين؟
هذا طيب، الإنسان إذا أرد صلاة الجمعة يغتسل سنة، أما صلاة العيد لم يرد فيها نص ولكن إذا اغتسل فلا بأس لكنها تشبه الجمعة؛ لأنها صلاة فيها اجتماع، لكن النص جاء في صلاة الجمعة يستحب له الغسل، والوضوء عند قراءة القرآن أفضل لكن لا يجب الوضوء إلا إذا كان يقرأ من المصحف، أما إذا كان يقرأ عن ظهر قلب، فليس بواجب الوضوء، له أن يقرأ وإن كل على حدث، إذا لم يكن جنبا، أما الجنب فلا يقرأ حتى يغتسل، المقصود من هذا أن القراءة عن طهارة أفضل وأولى لكن لا تجب إلا إذا كان من المصحف، أما إذا كان يقرأ عن ظهر قلب فلا حرج عليه أن يقرأ، وإن كان على غير طهارة إلا إذا كان جنبا فليس له أن يقرأ حتى يغتسل، أما الحائض والنفساء، فاختلف فيه العلماء رحمة الله عليهم، هل هما كالجنب أم لا، والصواب أنهما ليستا كالجنب؛ لأن مدتهما تطول، فالأقرب أن لهما، والأظهر أن لهما القراءة في غير المصحف، عن ظهر قلب، حفظاً للوقت، وحرصاً على الفائدة العظيمة من قراءة القرآن.
 
12- إذا غسلت طفلاً وأنا متوضئة، فهل ينتقض وضوئي؟
نعم، إذا مسست فرج الطفل ينتقض الوضوء؛ لأن مس الفرج من الطفل، أو من الكبير ينقض الوضوء، إذا كان من دون حائل، أما مع الحائل، ومن وراء الحائل، فلا ينقض الوضوء.
 
13- هل الغسل المسنون كالغسل الواجب في أحكامه؟
نعم، الغسل المسنون كالغسل الواجب يعني في التعميم، يستحب التعميم للبدن في الغسل كالغسل الواجب.
 
14- حلفت بالطلاق لأحد الإخوان حتى يأخذ مبلغاً من المال فرفض، وحلف بالله ألا يأخذ المبلغ؛ فهل وقع الطلاق حينئذٍ؟
هذا فيه تفصيل، إن كان المقصود الإلزام بالأخذ والتأكيد عليه وليس قصدك إيقاع الطلاق، فإنه لا يقع الطلاق، ويكون له حكم اليمين وعليك كفارة يمين، فإذا قال الإنسان علي طلاق أن تأخذه هذه الدراهم، أو علي الطلاق أن تأكل الطعام، أو علي الطلاق أن تخرج من البيت، أو علي الطلاق أن تسافر إلى كذا، ومن لم ينفذ يكون عليه كفارة يمين، إذا كان المقصود التأكيد في الموضوع، وليس المقصود إيقاع الطلاق، وإنما المقصود التأكيد فيما ذكر، فإنه يكون في حكم اليمين وعليه كفارة اليمين إذا أخل المحلوف عليه بالشرط ولم يمتثل، فإذا قال علي الطلاق أن تشرب القهوة، وأبى، قصده إلزامه وليس قصده تطليق زوجته، وإنما المقصود إلزامه والتأكيد عليه فهذا فيه كفارة يمين، وهكذا لو قال لزوجته علي الطلاق أن لا تخرجي من البيت، أو لا تكلمي فلاناً والقصد المنع من الخروج، أو من الكلام فلم تمتثل فإن عليه كفارة اليمين ولا يقع الطلاق؛ لأن هذه الأنواع كلها في حكم اليمين، والمقصود منها التأكيد في فعل شيء، أو منع شيء، أما إذا كانت له نية أخرى... ينظر فيه إذا وقع يستفتي فيه العلماء ويفتونه، إذا كان له نية غير نية المنع والحث، المقصود أن هذه الشروط فيها تفصيل، تارةً صاحبها يقصد المنع من شيء، أو الحث على شيء وتارةً يقصد هذا مع الطلاق، فإذا قصد الأمرين جميعاً وقع الطلاق إن لم يكن هناك مانع من وقوعه من حيضٍ، أو نحوه.
 
15- لي أطفال يتوفون عند الولادة مباشرةً، ولم أسمهم، فهل تنصحون أن يسمي الإنسان الطفل عند ولادته فوراً؟
السنة التسمية اليوم السابع وإن سماه يوم الولادة فلا بأس، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فعل هذا وهذا، فإذا سماه يوم الولادة فلا بأس، وإن أخره إلى اليوم السابع فهو أفضل والعقيقة كذلك اليوم السابع يذبح عنه، عن الذكر ثنتان من الغنم وعن الأنثى واحدة يوم السابع، هذا هو الأفضل، ويحلق رأسه رأس الصبي اليوم السبع، وإن سماه يوم الولد فكله طيب، ورد عن النبي هذا، وهذا -عليه الصلاة والسلام-.
 
16- عندنا عادة عند وفاة أحد الأشخاص نجلس بعض الأيام -أيام الوفاة- في أكل وشرب، وبعض الأحيان يعطون فلوس وهدايا، فما حكم هذا؟
ليس لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس عند المصيبة، الموت ليس للأهل أن يصنعوا الطعام في المأتم، لا، هذا من عمل الجاهلية، لكن إذا صنع لهم أقاربهم وجيرانهم هذا أفضل، يصنعون لهم طعام يبعث به إليهم؛ لأنهم شغلوا بالموت والمصيبة، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب، أنه توفي في يوم مؤته أمر أهله أن يصنعوا لآل جعفرٍ طعاما، وقال : (اصنعوا لهم طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم). فالسنة للجيران وللأقارب أن يبعثوا لأهل الميت طعاماً، أما كون أهل الميت يقومون بذلك يصنعون لهم طعاماً، ويجمعون الناس لا، غير مشروع، بل هو من عمل الجاهلية، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه الصحابي الجليل: كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت وصنعة له الطعام من النياحة، لكن إذا جاءهم طعام ودعوا إليه جيرانهم، أو ضيوفهم وأكلوا لا بأس، الطعام الذي يأتيهم من جيرانهم، وأقاربهم إذا أكل معهم جيرانهم، أو ضيوفهم لا بأس بذلك.

471 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply