البخاري حمانة
المفكر والفيلسوف الجزائري حمانة البخاري، المولود في 22 فيفري سنة 1937 بقمار واد سوف، عاش طفولته بقمار التي كان يعشقها عشقا طفوليا، وحن إليها في آخر حياته حنينا مؤلما، فلقد قال لي كم من مرة أرجو من الله أن يُمكنني من أمرين: زيارة قبر الرسول والكعبة المشرفة، وزيارة مسقط رأسي قمار. ومات وحلمه لم يتحقق. سافرت معه إلى الخارج أكثر من عشر مرات، كان أمتعها رحلتنا إلى تونس والقاهرة وتركيا. أثناء زيارتنا لتونس أخذني إلى البلدة القديمة، حيث تقبع ذكريات الطالب الآتي من عمق قمار، ليدرس بجامع الزيتونة (الشعبة العصرية)، أخذني إلى أزقة القصبة بجوار جامع الزيتونة، وبدأ يسرد تفاصيل حياته في كل ركن من القصبة منذ سنة 1954، ويطلب مني أخذ صور له، لقد كانت الزيتونة المدرسة التي جعلته يتمسك بأصالته الإسلامية العريقة في التاريخ، ومكنته من اكتساب اللسان العربي الفصيح والصحيح.
عاش بالقاهرة أكثر من عشر سنوات، مجاهدا مناضلا في صفوف جبهة التحرير الوطنية، وطالبا بقسم الفلسفة جامعة القاهرة. حيث انتخب رئيسا لاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالقاهرة، واستطاع أن يُنجز عدة ندوات وفعاليات خدمة للقضية الجزائرية. ونحن نسير في أزقة ميدان التحرير بالقاهرة حكى لنا عن زمن الطيش ومغامرات المراهق والعاشق، وكذا يوميات المناضل بالقلم من أجل الجزائر. استطاع أن يحصل على شهادة الليسانس في علم النفس، بعد أن أنجز رسالة وسمها "الإدراك الحسي عند الغزالى"، والتي طبعت مرتين، أخرها كان سنة 2013 من قبل مختبر الأبعاد القيمية للتحولات السياسية والفكرية بالجزائر.