عبدالواحد بن عاشر الأندلسي
عبدالواحد ابن عاشر: هو أبو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري الأندلسي، المغربي الفاسي. هاجر أجداده من الأندلس إلى المغرب، وبعد مدة سكنت أسرته مدينة فاس العلمية.
ولد عبد الواحد، ابن عاشر بمدينة فاس سنة 990هـ الموافق لسنة 1581م، في أسرة علمية، ذات فضل وعلم ووقار وورع، فنشأ على حب العلم، ومكارم الأخلاق، فتربى تربية دينية ملتزمة، في فقه وعلم وأدب.
تدرج ابن عاشر على عادة الصبيان يتردد على الكتاب لحفظ القرآن الكريم حتى أظهره، وأتقنه رسما وضبطا، وجوده ببعض الروايات على زمرة من شيوخ هذا الفن، ثم انتقل إلى حفظ المتون وفنون القراءات.
تلقى ابن عاشر علم الرسم والضبط على يد جماعة من علماء القرويين الأفذاذ؛ منهم:
* إمام العصر في الرسم والضبط، العباس اللّمطي.
* أبو العباس الكفيف الذي أخذ عنه القراءة القرآنية بالروايات السبع.
* أبو عبد الله الشريف المريني التلمساني.
* الشيخ القصار الذي كان يعد أكبر عالم في علوم القرآن والقراءات في زمانه، فكان من حظ ابن عاشر أنه تتلمذ عليه.
* كما تتلمذ على أبي القاسم بن القاضي، وأبي عبد الله الجنان وغير هؤلاء كثير.
وابن عاشر عالم جليل، وفقيه كبير في الغرب الإسلامي أيام السعديين، تبحر في الرسم والضبط وعلوم القرآن والقراءات، والفقه والأصول واللغة.
كان رحمه الله مشاركا في جل الفنون، وقد ثابر على التعليم، والبحث، والتجوال، حتى تفرد في عصره بعلم الرسم، والضبط، فكان من تلاميذه:
1. الشيخ ميارة.
2. الحافظ أبو زيد، وغير هؤلاء كثير…
رحل الفقيه ابن عاشر إلى الحجاز، قصد أداء فريضة الحج، وفي هذا البلد الأمين نظم أرجوزة في الفقه، والعقائد، والتصوف: «المرشد المعين …»، وانتشرت هذه المنظومة في الشرق العربي، والغرب الإسلامي، وأقبل عليها الناس حفظا وشرحا ودراسة.
وكان الفقيه ابن عاشر ـ رحمه الله ـ ناصرا للسُّنّة، قامعا للبدعة وأهلها.
وباختصار شديد، فقد كان رحمه الله مثال العالم العامل، والقدوة الحسنة، اختصر في منظومته: العقائد الأ شعرية، والعبادات الفقهية على مذهب مالك، وختمها بالتصوف الجنيدي، فكانت سهلة المنال؛ يسيرة الاستيعاب، وانتشرت في الغرب الإسلامي انتشارا واسعا.
توفي الفقيه عبد الواحد، ابن عاشر ـ رحمه الله ـ سنة 1040هـ الموافق لسنة 1631م، تاركا وراءه تراثا علميا، أغنى به الفكر العقدي، والفقهي بالغرب الإسلامي، فكان بحق مفخرة علمية في عهد الدولة السعدية في فن الرسم والضبط، وعلم القراءات…
آثاره العلمية:
-المرشد المعين على الضروري من علوم الدين.
– شرح مختصر خليل.
– الإعلان بتكميل مورد الظمآن.
– أرجوزة في التوقيت.
– تعليق على كبرى السنوسي.