موقف أهل السنة من آل البيت رضوان الله عليهم


بسم الله الرحمن الرحيم
مطلب في التعريف اللغوي والاصطلاحي : آل البيت : وقال ابن منظور : \" وآل الرجل أهله ، وآل الله ورسوله : أولياؤه ، أصلها ( أهل ) ثم أبدلت الهاء همزة ، فصار في التقدير ( أأل ) فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفاً \"(4) وهو لا يضاف إلاّ فيما فيه شرف غالباً فلا يقال ( آل الحائك ) خلافاً لأهل ، فيقال : أهل الحائك . وبيت الرجل داره وشرفه(5) ، وإذا قيل البيت انصرف إلى بيت الله الكعبة لأن القلوب قلوب المؤمنين تهوي إليه ، والنفوس تسكن فيه ، وهو القبلة ، وإذا قيل أهل البيت في الجاهلية انصرف إلى سكانه خاصة ، وبعد الإسلام إذا قيل أهل البيت فالمراد آل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-(6) .




اختلف العلماء في تحديد آل بيت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على أقوال ، أشهرها :

1
2





( راجع كتاب فرق الشيعة للنوبختي ) .





وتفصيل حقوقهم على النحو الآتي :


أيها القارئ الكريم : لا يخفى عليك بأن محبة كل مؤمن ومؤمنة واجب شرعي وما سبق ذكره من محبة وموالاة آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .فهذه محبة وموالاة خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم ، لقوله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لقرابتي ) .



أما الأولى التي لله وهي الأخوة الإيمانية والموالاة فهذه للمسلمين عامة ، فإن المسلم أخو المسلم فتشمل جميع المسلمين بما فيهم آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وجعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لقرابته محبة خاصة بهم لأجل قرابتهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله تعالى : ثانياً : حق الصلاة عليهم :



وكذلك الصلاة عليهم قال الله تعالى : \" أتاني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟



قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (10) .



ومثله حديث أبي حميد الساعدي المتفق عليه والأدلة على ذلك كثيرة ، قال ابن القيم رحمه الله : إنها حق لهم دون سائر الأمة ، بغير خلاف بين الأئمة . ا .هـ(11) وهذا في الصلاة الإبراهيمية .



{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } [الأنفال 41] . والأحاديث كثيرة وهذا سهم خاص بذي القربى ، وهو ثابت لهم بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو قول جمهور العلماء ، وهو الصحيح (12) .

الحقوق كثيرة ، وأشرنا إلى أهم تلك الحقوق ، ويستحقها من ثبت إسلامه ونسبه فلا بد من ذلك ، ولا بد من حسن العمل .




:



( 1 ) انظر كتاب العين 4/89
( 2 ) الصحاح 4 / 1628 ولسان العرب 11/ 28
( 3 ) معجم مقاييس اللغة ( 1/ 161 )
( 4 ) لسان العرب ( 11/ 31 ونحوه من لأصفهاني في المفردات في غريب القرآن ( 30 )
( 5 ) لسان العرب 2/15
( 6 ) المفردات في غريب القرآن 29 وقد أطال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في مصنف خاص بهذا الشأن جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام فارجع إليه وإلى مقدمة المحقق فقد ذكر الكتب التي صنفت في هذا الموضوع وهذا يدلك على اهتمام علماء السنة بهذا .
( 7 ) مسلم وغيره . كتاب فضائل الصحابة باب فضل علي عليه السلام ج 15/ 188
( 8 ) رواه أحمد في فضائل الصحابة ، وأطال محققه الكلام فيه ، المهم أن معناه صحيح لدلالة الآية عليه .
( 9 ) رواه مسلم .
( 10 ) مسلم كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي بعد التشهد 1 / 305 رقم 405 .
( 11 ) جلاء الأفهام ، وبسط القول في ذلك رحمه الله .
( 12 ) انظر المغني 9 /288 وفي رسالة صغيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية في حقوق آل البيت المثني بها أبو تراب الظاهري .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply