نداء أفيقوا في رمضان


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

إليكم يا كل المسلمين في وطننا الإسلامي الغالي.. إليك أخي المسلم وأختي المسلمة في مصر خاصة وفي الوطن الإسلامي عامة أوجه ندائي.. إليك أباً كان مكانك في الحقل أم المصنع.. في المكتب أم في منزل.. صحفياً كنت أم مذيعاً.. مهندساً أم طبيباً، قاضياً أم محامياً.. إليكم في أماكنكم وفي أعمالكم أوجه هذا النداء وأشهد الله عليه فنحن الآن في رحاب الشهر العظيم شهر الصيام والقيام..

 

أتدري يا أخي ماذا يعني رمضان بالنسبة لك؟ إنه شهر التعبئة الروحية العامة.. شهر التدريب كما تواجه الشيطان بعزيمة ومضاء بقية أيام السنة، أنه شهر طلب الله منك فيه أن تكف عن بعض الحلال وعن كل الحرام.. طلب منك أن تكف عن الطعام من طلوع الفجر إلى المغرب والطعام حلال وألا ترد على أحد شاتمك أو خاصمك ولتقل أني صائم.. والرد على السيئة بمثلها حلال..

 

وطلب منك أن تعتزل النساء وأنت صائم.. كل ذلك من أجل تمكينك من رحمة الله وتقريبك من مغفرته ورضوانه..

 

إن رمضان شهر القرآن.. شهر الانتصارات.. شهر ليلة القدر.. شهر الاعتكاف في المساجد.. هذا الشهر شهرك وفرصتك فما بالنا نعتاد كل عام أن يتسلط علينا تجار الشهوات فيسلبوا منا موسمنا ويحولوه إلى سوق رائجة للأغنية الخليعة والمسلسل والفوازير؟.

ما شأن الراقصات والراقصين برمضان؟ ما شأن الفُساق والعُشاق برمضان؟ ما دخل الهائجين والسكارى بشهر الصيام؟ أسئلة نوجهها لهم ولا مجيب وبقى أن نسأل أنفسنا.. أنهم يفعلون الأفاعيل برمضان فما بالنا نسكت عليم؟ ما بالنا نتلقى بضاعتهم الكاسدة وكأنها وحي منزل من السماء؟ لماذا لا نقف إزاءهم وقفهم رجل واحد لا يخشى في الله لومة لائم؟ لماذا لا نغلق أبواب جهنم تلك التي فتحها علينا شياطين الأنس؟ لماذا نسمح لأناس أن يُضيعوا علينا جائزتنا السنوية؟.

 

هل فكرت يا أخي المسلم لماذا اختير رمضان بالذات؟ إن لم تكن فكرت فأني أدعوك لأن تفكر ملياً وستجد الجواب في متناول يدك.. إن عندهم عشرات بل مئات المناسبات الوطنية.. فلماذا يدخرون كل مفاسدهم لرمضان؟.

 

أخي المسلم لقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نقول لمن نشد ضالته في المسجد \".. لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا.. \" إن المساجد لم تبين للصياح فيها حتى لو كان الصائح ينشد ضالة - أي يبحث عن شيء ضائع- مع لهفته وتوافر العذر لديه.. وهكذا رمضان لم يفرض صيامه لهذا الذي يفعلونه به ولا عذر لهم فيما يفعلون إلا الضلال والغواية..

 

أخي المسلم: أنني أدعوك أن تغلق أبواب الشيطان وأبواب جهنم التي يفتحها عليك هؤلاء من خلال وسائل الإعلام.. إذا تمكنت أن يظل جهاز التليفزيون مغلقا طوال الشهر فافعل ولا تتردد وكذا المذياع وشتى أنواع الملاهي، وحاول أن تقنع زوجتك وأولادك أن رمضان شهر العبادة وقد مضى أحد عشرة شهراً في اللهو وسماع الأغاني ورؤية الأفلام العارية والكاسية.. فلا تستكثر على الله شهراً خالصا.. هذا أدنى ما أطالبك به فإن استطعت أن تفعل أكثر من ذلك فافعل.. أكتب إلى الجهات المختصة جميعاً أكتب إليهم برقية أو رسالة تناشدهم فيها أن يخلصوك من براثن الشيطان وأن يتركوك والشهر المبارك تتقرب فيه إلى الله.

 

أخي الصحفي المسلم إن في يدك قلماً له عُشاقه ومريدوه فأكتب به حتى تساهم في تخليص رمضان من براثن المستعمرين الجدد..

 

أخي المحامي المسلم لقد وقفت كثيراً أمام القضاء تطالب بالحق وتدعو إليه ألا نجد عندك موقفاً في سبيل الله؟ أنت تعرف القانون وتكييف القضايا وأنني أناشدك أن تكون معنا في معركتنا من أجل نظافة رمضان من الاتجاهات الدخيلة عليه. وأن تلجأ باسمنا وباسمك إلى القضاء تطالب بوقف أي عمل فيه مساس بنص الإيمان وروحه.

 

ويا علماء المسلمين ما بالكم لا تنكرون منكرا ولا تأمرون بمعروف.. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة.. ؟ هبوا فأنتم مسئولون عنا يوم نلقي الله.

 

وأخيراً وليس أخراً يا وزارة التموين.. المفروض أن تعلن الطوارئ في أروقتكم طول العام لتستريحوا في رمضان.. المفروض أن نشبع أحد عشر شهرا من الدقيق والحلوى..وليس العكس..أننا في شهر الصيام.. لا في شهر الطعام.. اللهم وفق كل مسلم إلى أن يعي دوره ويقوم بمسئوليته.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply