إلى الصائم المسلم في كل زمان ومكان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله الذي أمد بأعمارنا ونحن على طاعة وإيمان وصلاح ونسأله أن يثبتنا إلى أن نلقاه وأن يجعلنا ممن يستغل عمره في طاعته وممن يحرص على مرضاته ويدرك الزمان الفاضل ويجتهد فيه بطاعة الله.. وبعد:

ينادي مناد في أول ليلة من ليالي رمضان يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر

رمضان شهر القرآن.. شهر الجود والإحسان رمضان شهر المغفرة والرحمة فيه تضاعف الحسنات وتغفر السيئات قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له) صحيح.

هذا الشهر إخوتي في الله مدرسة عظيمة في عهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل رمضان شد المئزر وتفرغ لعبادة ربه وكانت حياته كلها عبادة لكنه في رمضان يزداد جدا وحرصا وطلبا ومواظبة يوقظ أهله ويعتكف في أخر الشهر يصلي - صلى الله عليه وسلم - وكان - عليه الصلاة والسلام - يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ليشحذ هممهم نحو الطاعة فيقبلون بقلوبهم وأجسادهم على تلك التجارة الرابحة مع الله عزوجل وكانوا رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان فإذا بلغهم رمضان جدوا واجتهدوا وأخلصوا فإذا انقضى رمضان كانوا يدعون الله ويسألونه أن يتقبل منهم هذا هو رمضان في عهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - وعهد الصحابة الكرام يا ترى ماذا أعددنا نحن لهذا الشهر المبارك؟!! هل عدة الطعام والشراب أم عدة الصلاة والصلاح وقراءة القرآن؟!! جاء رمضان ليعلمنا التقوى قال - تعالى - (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ما هي التقوى أيها الأحباب سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أبي بن كعب يا أبي ما هي التقوى؟ قال يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا ذا شوك قال بلى قال أبي ماذا صنعت؟ قال شمرت واجتهدت قال فذالك التقوى التقوى أن نحطاط أن نقع في هذا الشهر وفي غيره في معصية من معاصي الله عزوجل رمضان يعلمنا الانفاق والبذل ويعلمنا عدم التعلق بالدنيا رمضان يقوي صلتنا بالله وذلك من خلال الصلاة وقراءة القرآن رمضان يعلمنا الصبر وقوة الإرادة وما أحوجنا إلى الصبر في ميادين كثيرة رمضان يعلمنا مراقبة الله وتهذيب الأخلاق والبعد عن اللغو والرفث والفسق والفجور هذا هو شهر رمضان العظيم إخوتي في الله فهلا شحذنا الهمم لنرتقي ونكون ممن أعتقت رقابهم من النار في الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفا) وفي الحديث القدسي (كل عمل بني أدم له إلا الصوم فأنا أجزي به) أي جزاء أعظم من هذا.. نسأل الله - تعالى -أن يغفر لنا ويرحمنا ويجعلنا من عتقائه من النار أحبتي في الله قال - تعالى -(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) يا من جفت روحه وقسا قلبه ها هي فرصتك لتتوب وتعلنها مدوية أقبلت إليك ربي بذنوب عظيمة أرتجي رحمتك وأطمع بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.

 

أخي في الله.. أختي في الله

أتى رمضان مزرعة العباد *** لتطهير القلوب من الفساد

فأدي حقوقه قولا وفعلا ***وزادك فاتخذه للمعاد

ومن زرع الحبوب وما سقى *** تأهوه نادما يوم الحصاد

 

يا سعادة من أدرك رمضان وكان حظه طاعة مولاه بالقيام والقرآن والذكر ويا خيبة وخسارة من أدركه وكان حظه الطعام والشراب واللذائذ والشهوات

 

أيها الأعزاء..

لا تمضين دقيقة في حياتك إلا في طاعة الله فإن لم تستطيع وإداركك العجز فإياك إياك أن تكون هذه الدقيقة في معصية الله.

 

أحبتي..الله الله في رمضان أن يذهب سدى لعلك لا تدركه مرة أخرى نسأل الله - تعالى - أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه إنه جواد كريم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply