جرح في ليال رمضان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فإني أكتب هذه الكلمات على عجل إلى كل من يحمل هم هذا الدين وعبء رسالة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -..إلى الأئمة والدعاة... إلى المؤسسات الخيرية.. إلى مربي المحاضن التربوية داخل المدارس والحلق.. إلى جنود الدعوة المجهولين.. إلى الآباء والأمهات.. إلى كل مسؤول في وزارة المعارف وإدارات التعليم وخاصة مسئولو النشاط والتوعية الإسلامية.. إلى الهيئات ومراكز الدعوة والمندوبيات التعاونية وكل مسلم غيور على هذا الدين..

فأقول إن رمضان قادم على الأبواب وقد أجمعت كثير من الشعوب بجميع طبقاتها إلا القليل على السهر في ليالي رمضان حتى اليوم العاشر من شهر شوال.. ومما لا يختلف فيه عاقلان ما يعيشه الكثير من المسلمين من فراغ وللأسف في أعظم شهر وأشرف ليال وما ينتج عن ذلك مما لا يخفى على ذي لب في أوقات النزول الإلهي بل في أعظم بقعة بجوار الكعبة المعظمة والبلد المقدس والله المستعان وقد تفشت ظاهرة السهر في رمضان حتى أصبحت أزمة وقضية لها أثارها السلبية على النفس والأسرة والعمل والمجتمع بل ربما تهدم أفعال الليل أجر صيام النهار وأثره في تربية النفس وهكذا تُجرح ليالي رمضان كل عام جرحا بالغ الأثر وذلك لأسباب أهمها اختصاراً:

1- ضعف المؤسسات الدعوية في استغلال تلك الأيام بل غيابها في بعض الأماكن.

2- استغلال الدعاة والمربين والآباء الشهر في العبادة لله - عز وجل -.

3- ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للأمة المسلمة.

4- غياب دور المدارس والنشاط المدرسي في ذلك.

5- انشغال كثير من النساء بالأسواق ليلاً عن أولادهن وربما رافقهن الآباء.

6- ذهاب بعض الآباء برفقة أزواجهن للعمرة وترك الأولاد بدون رقيب ومتابعة أو السفر بهم والإقبال على العبادة في الحرم وتركهم شبابا وفتيات في ساحات الحرم وأسواقه.

7- أن السهر بحد ذاته عامل من عوامل الفساد إن لم يستغل في الخير والطاعة.

8- ضعف أثر الصيام في النفوس وذلك لتعلق الكثير بالمسائل العملية التي تخص صحة الصيام وعدم الاهتمام بالأثر الذي يتركه الصيام في النفوس والحكمة منه كما قال الله: (لعلكم تتقون) ولذا انظر ماذا يفعل البعض بعدما ينتهي من تمراته ويروي ظمأه يشعل سجارته ويتجه قلبه ونظره إلى شاشات الإعلام بأنواعه فأين أثر الصيام(تقوية الأبدان أم تقوى القلوب) والبعض منذ أن يصلي التراويح ينطلق إلى جلسات السهر والترويح فيذهب أثر التراويح وأمّ الكثير من النساء فلا تسل عن حالهن في رمضان أثقلهن الطبخ في النهار وحمل الأكياس من الأسواق في الليل وفي الأمة أكياس صّوام بالنهار قوّام بالليل قرّاء للقرآن بكّاءون من خشية الرحمن في وجوههم النور والصفاء والصفرة من أثر الطاعة فما أعظمهما من حياة في رمضان والخير في الأمة مازال ولا يزال ومع الخير والفال لابد من علاج المشكلات.

 

أيها الفضلاء: إن مما يكدر الخاطر ما نسمعه من بعض الجرائم والاعتداءات والأفعال غير الأخلاقية والحميدة التي تحدث في رمضان مع أن النفس السوية والفطرة السليمة وحرمة الزمان وبُعد مردة الشيطان عوامل تساعد على فعل الخير لا الشر والإقبال لا الإدبار.

 

إخوتي وأحبتي: فإنه من منطلق ذلك كله أدعو الجميع للمشاركة كل حسب قدرته ومنصبه يوجه وينصح ويكتب ويقترح ويعمل في كيفية استغلال ليال رمضان على مستوى الأفراد أو الجماعات فإننا كلنا مطالبون بحمل هم الدين وإنقاذ البشرية من التيه والحيرة وردها إلى جادة الطريق وخاصة في شهر رمضان فنرى الكثير مقبلون رجالا ونساء، شبابا وفتيات بل أطفالا فمنهم من يستمر ومنهم من يتعثر ومنهم من يخلط عملا صالحا وآخر سيئا فهلا أخذنا بأيديهم.

فيا أيها الدعاة والمصلحون ما للبعض في هذا الشهر مقصرون في المشاركة الدعوية!؟ استغلوا اندفاع الأنفس للخيرات في شهر الخيرات ساعة في محاضرة وثلث في كلمة في رمضان تدع أثرا بإذن الله ما لا تدع في غيره من الأزمان ولن تنقص عنك عبد الله وردك من القرآن والقيام فأرجو دعاتنا متفضلين بالتأمل وأضع علاجا سريعا واقتراحات لهذه المشكلة وأترك المجال لكل من ستطيع أن يفيد فيه بشيء من التفصيل:

1- إقامة المراكز الرمضانية.

2- تكثيف برامج التوعية الإسلامية في المدارس.

3- إقامة المخيمات الهادفة.

4- إقامة المسابقات النافعة على مستوى العمل والأسرة والحي.

5- توزيع الكتب والأشرطة والمطويات.

6- إقامة دورات مكثفة لحفظ أجزاء من القرآن أو تثبيت المحفوظ وأقترح أن يغير وقت حلقات التحفيظ من العصر إلى بعد التراويح مراعاة للطلاب والمدرسين وقد طبقته بعض الحلق فكان ناجحاً ومفيداً.

7- القراءة في فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله - واللجنة الدائمة بما يخص رمضان.

8- زيارة شباب الأرصفة والدوريات الرياضية وإهداء المفيد إليهم وربط العلاقة بهم ووضع برامج معينة معهم وخاصة إن رمضان موسم لكرة الطائرة وغيرها وموسم لتخييم الشباب فلو تنشئ المندوبيات الدعوية دوريات رياضية وتغذيها بالجانب الدعوي كما حدث ذلك في بعض المدن وكانت نتائجها رائعة آتت ثمارا طيبة فرأينا قوافل التائبين واعترافات المذنبين وباصات المعتمرين المليئة بالشباب.

9- استغلال اللقاءات العائلية وطرح المفيد من خلالها.

10- إقامة معرض البداية والنهاية الذي انتشر صيته وأثره في كل مكان.

11- إقامة بعض الأنشطة الدعوية بجوار الحرم تحت مظلة رسمية.

12- إقامة بعض البرامج النسائية وغيرها داخل الأسواق حيث إنها مجمع للنساء بضوابط شرعية وكيفية مناسبة للمكان.

13- انظر كتاب (فتح آفاق للعمل الجاد) الطبعة الجديدة لكاتب هذه الأسطر حيث ذكر كثيرا من البرامج الإيمانية والتعليمية والدعوية وعرّج على أسباب ضعف آثار الأعمال الدعوية والعلاج.

 

أخوتي:

فلينطلق كل فرد حسب طاقته *** يــدعو إلى الله إخفاء وإعلانا

ولنترك اللوم لا نجعله عدتنا *** ولنجعل الفعل بعد اليوم ميزانا

 

وفق الله الجميع لخدمة دينه على سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply