هل سب الشيعة غيبة ؟


  

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال:

لي صديق يسب الشيعة ويشتمهم في غيابهم، هل هذه غيبة؟ وإذا كانت غيبة فماذا يفعل ليكفر عن هذه الذنوب؟ جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم اللهم آمين وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم آمين.

 

الجواب:

الأصل في المسلم أن يحفظ لسانه، ويزن ألفاظه قبل أن ينطق بها، فإن الله - تعالى - يقول: \"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد\" [ق: 18]، و المسلم لا ينبغي أن يكون طعانا لعانا، بل يقول التي هي أحسن و يدعو إلى الله بحسن مقاله، و صادق أفعاله، يستميل المخالفين للحق بمفتاح القلوبº الكلمة الطيبة، والمداراة، وأما شتم المخالف والنيل من مذهبه على وجه الانتقاص والتعيير فإنه يبني الحواجز النفسية، و يصد عن الهداية.

وعليه فإنه لا ينبغي شتم أفراد الشيعة و سبهم بأعيانهم لا في حضورهم ولا في غيبتهمº لأنه لا فائدة ترجى من ذلك.

والظاهر أن السائل يفعل ذلك بحضرة الموافقين له في المذهب ليبوح بشيء مما في صدره ضد ذلك الشيعي، فلا هو دعاه إلى الحق، و لا هو بيَّن لأصحابه ما في مذهب الشيعة من الباطل.

ومن جانب آخر فإن الشيعة في جملتهم من طوائف المسلمين، ومن أهل القبلة لا يكفر شخص منهم بعينه ما لم يظهر مكفِّرا، و يلتزم به، فله حقوق المسلم العامة، و من ذلك عدم سبه، وفي الصحيح يقول - صلى الله عليه وسلم -: \"سباب المسلم فسوق\" البخاري (48)، ومسلم (64).

ولا يصح أن يسوِّغ المرء لنفسه سب الشيعي بما قرره العلماء من جواز غيبة الفاسق، لأن في السب و الشتم أمراً زائداًَ على الغيبة، ثم غيبة الفاسق أجيزت مقيدة بذكر الفاسق بما يُظهر من فسقه ويجاهر به.

فعلى هذا الأخ أن يمسك عن السب والشتم، ويستغفر لزميله ويسأل الله له الهداية. والله أعلم وأحكم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply