العمل وفق الطاقة القصوى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ذلك شبيه بقولك إن الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع من الصابون على سبيل المثال تقدر بألف قطعة يوميا لكن وبسبب تكاسل العاملين وإهمال المراقبين لا ينتج المصنع سوى سبع مائة قطعة فقط.

إن العمل بطاقة إنتاجية أقل مع إمكانية الأعلى يعد خسارة مادية ومعنوية جسيمة على جميع الأصعدة.

وأنا هنا لا أتحدث عن النكوص والتراجع ولكن عن تثاقل الخطى والتشاغل الذي يصرف الهمة ويؤخر الوصول إن تم الأداء.

أما كيف يتم استنفار الطاقات عمومًا أو الطاقة الذاتية على الأقل ولماذا يرتفع مستوى الطاقة تارة ويهبط أخرى فبحر له غواصوه لكني على شاطئه أتلمس بعض ما يمكن أن يعين الواحد منا على استنهاض همته وإحياء عزيمته وتوقد نشاطه حتى يحقق مراده بإذن الله.

*تذكر أن الدنيا دار عمل فالدنيا مزرعة الآخرة والزارع هو أنت وفي الآخرة يكون الحصاد فازرع ما شئت.

*(فإذا فرغت فانصب)فلا مكان للكسل.

*مطالعة سير السلف الصالح وعلى رأسهم الأنبياء فقد كانت حياتهم مثالاً للخيرية فما أعظم ما قدموا لأنفسهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء

*تذكر قصر العمر وعظم المهمة.

*تنظيم الوقت وتوزيع الأعمال بشكل جاد ولكن غير مثقل.

*الحرص على معالجة الفتور ومدافعة أسبابه.

*الصحبة الصالحة المعينة (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) فمن صاحبهم سار بسيرهم.

*تذكر أن أجرك على قدر مشقتك وإذ ذاك فستقيمك همتك وإن تعب جسدك.

*هب أن الله من عليك فكنت من أهل الجنة أفليست الجنة درجات مابين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض فبم سبق السابقون.

*حدث نفسك أثناء أداء العمل بلزوم سرعة إنجازه على خير وجه فلأعباء كثيرة.

*أشعر نفسك أن عملاً ما على القائمة ينتظر إنجازك لعملك الحالي ليأخذ دوره.

*إذا شعرت بالتعب فقل لنفسك هذه أولى لذائد الإنجاز

*ذكر نفسك بكثرة الذنوب والتقصير وما يعتري العمل من موانع القبول واعمل على قاعدة لعل هذا مما يُرقّع ويسدّ الخلل.

*متع جوانبك الروحية والنفسية والجسدية بتنويع الطاعات والقربات ولا تبخل على نفسك واستشعر ذلك فكل عبادة أو قربة أو طاعة تمس جوانب أكثر من غيرها.

*برمج نفسك على النشاط ودع الكسل مع إعطائها حقها من الراحة والاستجمام باعتدال.

*قل لنفسك كلما استعصت: إن بعد التعب والجد والمثابرة رقدة طويلة طويلة هي راحة العاملين وحسرة المفرطين فلا تتعجلي الحرمان.

*الحياة مكابدة ومجاهدة (خلق الإنسان في كبد) فادخر الراحة لدار الخلود.

*لا تبدد طاقاتك فإن استطعت تحصيل المطلوب بكلفة أقل فهذا عين القصد فلا تقف لغير حاجة لإنجاز عمل حيث يمكنك الجلوس ولا تشد أعصابك في أمر تعالجه بيديك أو تعط اهتماماً ذهنياً أو نفسياً لأمر بأكبر مما يستحق ولا تهدر الأوقات بتجزئة الأعمال مع إمكانية دمجها أو إدخال عنصر مفيد أثناء أدائها.

*ارفق بنفسك فلا تكابد لغير هدف ما يمكن دفعه مما يتعب ويكلّ من الجوع والعطش والسهر والضجر والألم وغير ذلك فإن ساعة عمل في عافية ربما تعدل ساعات مع الإرهاق أو المرض واعلم (لله غني عن تعذيب هذا لنفسه).

*قوّ صلتك بالله وكن شكورا مطيعا وتوكل عليه وأحسن الظن به - سبحانه - فكم من محال غدى واقعا وكم من أمنية صارت حقيقة فلا ظمان على حفظ طاقتك وحسن توجيهها على أعلى المستويات كهذا.

*لا تكن فريسة الهموم والأوهام واستعذ بالله منها وتفاد أسبابها ما استطعت فهي من أشد المحبطات والمقعدات

*لا تعط لعمل من الوقت أكثر مما يستحقه بل تحد نفسك للإنجاز قبل الوقت المحدد لتجد نفسك مضطرا أن تعمل بتكثيف جهدك بدلا من إهدار وقتك فللأعمال قدرة عجيبة على التمدد لشغل الوقت المتاح أيا كان ومع ذلك فاجعل في وقتك فسحة لتدارك ما قد يطرأ لئلا تعتدي على أوقات شئون أخرى.

*اترك العمل الذي تحب ممارسته لآخر القائمة فهذا سيحفزك على الإسراع في إنجاز غيره ولتضمن عدم الاسترسال بلا شعور مع عملك المفضل

*لا تكن مثاليا فلا بد لك من أحد أمرين إما أن تحصل مستوى وقدر مرضٍ, في جميع أعمالك أو معظمها بنسب متقاربة دون تميز أو تتميز في بعضها ويكون البقية دون ذلك فسخر إمكاناتك ووجّه طاقاتك آخذا هذا بعين الاعتبار.

*دائما سجل أهدافك وخطط لها وقيّم سيرك في ضوء ذلك

*تذكر أن ما وهبك الله من طاقات وقدرات وإمكانات ضرب مما ابتليت به من النعم (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف).

*(قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)فلا تنس صحة الطريق وسلامة المنهج فالواثق قد لاح له الموعود فهو جاد في طلبه وسل الله الثبات حتى تبلغ المنزل

*تخلص من الارتباك بتقديم العمل الذي تقلق بشأن إنجازه أو تحديد وقت للإنجاز يريحك من ضغطه على تفكيرك كما قد يأتي الارتباك من أعمال صغيرة لكنها متعددة فتخلص من ذلك بتفريغها في ورقة وتوزيعها على أوقات تناسب أهميتها أو حتى إنجازها بسرعة أو جزءا منها على المستوى الأدنى المقبول إذا شعرت أنها باتت تعيقك.

*تريد قاعدة مختصرة في ذلك كله تضعها نصب عينيك وتكون بمثابة المحرك لك كلما تكاسلت

خذ من كتاب الله (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

ومن السنة قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقولن لشيء لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)إنك لا تعلم الغيب (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)...وإذ ذاك وكلما عثرت قدمك ف(احرص على ما ينفعك واستعن بالله...... ).

ومن أقوال السلف قول الإمام أحمد - رحمه الله - وقد سؤل متى الراحة فقال في الجنة إنشاء الله

*احتفظ بمذكرة صغيرة وسطر فيها بعض الآيات والأحاديث والأقوال المأثورة مما لمست أثره على تحفيزك ونشاطـك ودأبك وأضف إليها متراه نافعا لك من خلال تجربتك الشخصية ثم عاود النظر إليها بين فترة وأخرى.

 

وأخيرا ارم ببصرك للبعيد في مجال التخطيط أما في مجال التنفيذ بعد اكتمال الصورة فلك الساعة التي أنت فيها فما هو إلا الاجتهاد الذي هو بذل الجهد واستفراغ الوسع

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply