علامات القلب السليم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

  

 من علامات القلب السليم

1-إخلاص العمل لله والعمل بالشهادتين

2- المحافظة على الصلاة:

3- التنافس على الآخرة

4- تذكر الموت

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

6- ترك الحسد والغيبة والنميمة

7- قراءة القرآن الكريم

 

 

1- إخلاص العمل لله والعمل بالشهادتين:

فهذا أمر مسلّم، والذي لم يخلص العمل لله ولم يعمل بحق الشهادتين فكل أمره مردود

 

2- المحافظة على الصلاة:

أصيب شاب في السابعة عشرة من عمره بطلق ناري عن طريق الخطأ، أخذته أمه وأبوه إلى المستشفى مسرعين، نظر الشاب إلى أمه وهي حزينة قال يا أمي لا تحزني فإني والله متوفى، وإني والله على خير، وإني والله لأشم رائحة الجنة. وصل الإسعاف، كنت بالعمليات، باشره أحد الزملاء وعندما قرب منه قال له يا دكتور قف فإني متوفى وإني والله على خير وإني والله أشم رائحة الجنة. أريد أمي وأبى لأودعهم،جاءت أمه وأبوه وقبلّهم وودعهم، ثم قال اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم مات. أسأل المولى الكريم الرحمن الرحيم المناّن الكريم أن يجمعني وإياكم به في الفردوس الأعلى، ووالدي ووالديكم وأبنائي وأبنائكم

 

3- التنافس على الآخرة:

ومن أمثلة القلب الصحيح،التنافس عن ماذا؟ عن الآخرة. للأسف يا إخوان أصبحنا نتنافس في أعمال الدنيا، نتنافس من أجل جناح بعوضة كما قال الله - سبحانه و- تعالى -وتركنا أعمال الآخرة. كم منكم يا إخوان إذا رأى جاره أو أخاه أخذ مصحفاً بعد صلاة العصر سأل نفسه ألا أرجو ما يرجو لماذا لا أقرأ مثله؟ وجلس وقرأ، كم منكم يا إخوان إذا سمع جارة أو أخته، أو أمه، أو زوجته تقوم من الليل قليلا سأل نفسه إلا أرجو ما يرجو ثم قام من الليل قليلا، أين الغيرة؟ أين الغبطة في أعمال الآخرة. عندما ذكرت قصة الشاب الذي في السابعة عشر من عمره لأحد الأخوان جراحي القلب، وبعد أن سمعها امتلأت عيونه بالدموع ورفع رأسه لي وقال. آه أبا محمد آهٍ, من نفسي، إنها تحتاج من يربيها تحتاج إلى من يؤدبها، تحتاج من يعلمها تحتاج من يسألها، فأخذ إجازة أسبوع من العمل ليؤدب نفسه - كما قال - ورزقه الله قيام الليل بعد هذه الحادثة، وصيام يوم وإفطار يوم وهو جراح قلب، السلف الصالح كانوا يعملون ثمان عشرة ساعة أو خمس عشرة ساعة وكانوا لا يتركون قيام الليل أقل وأحد فيهم يقوم ثلثي الليل.

 

4- تذكر الموت:

ومن أمثلة القلب الصحيح، أن نضع الموت أمام أعيننا - هنا للأسف - يا إخوان كثير منا وضع الموت خلفنا ولو سأل سائل كم منا نحن الموجودون إذا لبس ثوبه الأبيض نظر إليه ثم تذكر الكفن وسأل نفسه هل أنا مستعد لهذا الكفن؟ كم منا يا إخوان إذا دخل بيته ودخل إلى المطبخ رآى النار تذكر النار؟ وسأل نفسه هل أنا مستعد لأن أبتعد عن هذه النار؟ هل أنا حفظت جوارحي ليحفظني الله منها؟ كم منا يا إخوان إذا خرج بعد في شهور الصيف في الشارع الساعة واحدة ظهراً وحرقته الشمس لمدة دقيقتين فقط ثم ذهب ليبحث عن مكيف ليبحث عن ظل سأل نفسه ماذا عن المحشر، ماذا عن يوم الحشر؟ هل أنا سوف يكون لي مكيف هناك أو لا يكون؟ أتعلمون ما هو المكيف الوحيد هناك هو شيء وأحد هو ظل الرحمن، يوم لا ظل إلا ظله.ّ وإذا كان الجواب بنعم حمد الله، وإذا كان الجواب فيه قصور تاب وبكى؟ ويتأتى ثم عمل على ذلك.

 

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

حدثني ضياء وأخوه حمد وكلاهما من مغسلي الموتى - كما قلت لكم بالمستشفى العسكري بالرياض، قال جاءنا رجل من أهل سكاكا في السبعين من عمره، وكان ذاك الأسبوع لا يوجد لدينا أي طيب من أنواع الطيب في المغسلة حتى لا يوجد لدينا سدر ولا كافور ما عندنا إلا الماء فقط. فيقول عندما جاءنا هذا الرجل سألت أبناءه أعندكم شيء من السدر أو الطيب أو هذه الأشياء؟ قال لا نحن غرباء هنا وما عندنا شئ، يقول الأخ حمد فبدأت بغسله وما أن لامس الماء جسده إلا وفاحت رائحة زكية من أجود أنواع دهون العود من جسده، تعجبت من أمره، أزيد الماء وتزيد الرائحة، خرجت وطلبت من أخي ضياء أن يأتي، وما أن دخل المغسلة إلا واستغرب من الرائحة وقال هذه رائحة دهن عود، فاستغربنا، نزيد الماء وتزيد الرائحة، فذهب أخي ضياء وسأل أحد أبنائه ليدخل، فدخل وشم الرائحة، سألناه هل طيبتم أباكم من قبل؟ قال لا إن له أسبوعين في الإنعاش ولم نطيبه بشيء يقول الأخ ضياء: نشفناه فما زالت الرائحة، كفناه فما زالت الرائحة في المكان. أخذه أبناءه والرائحة معه زكية، ثم لحقت أحد أبنائه وسألته قائلاً:على أي شيء أبوكم هذا؟ قال منذ عرفت أبي وهو آمر بالمعروف وناه عن المنكر بلطف وتلطف وحسن نية وحسن سريرة. انظروا يا أخوان الله يطيبه بطيب الآخرة، لم يجدوا له طيباً من الدنيا لماذا لأنه من أمة خيرة فيها الخير كما قال - تعالى -(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..) الآية. إخواني إني أقول لكم أنا وأحد من هؤلاء الجبناء وللأسف وأحد من هؤلاء الذي يستحون من الأمر بالمعروف وينهون عن المنكر، تركنا الخير فتركنا الوسام الذي أطلقه الله علينا ربنا - سبحانه و- تعالى - وهو خير أمة لأننا نخاف، لا ليس خوفاً ولكنه حياء. رأيت أحد المسنين ويبلغ من العمر (65) عاماً وقد رأيت حرصه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلطف وتحسر ما رأى منكراً إلا وقف له ونصح صاحبه، وما رآى معروفاً إلا دعا إليه. سألته ما شاء الله أغبطك على هذه الهمة قال لي قصة عجيبة:كنا ثلاثة أشخاص نعمل في شركة جيتي للبترول بالمحايدة منذ (30) سنه.وكنا كغيرنا في ذلك الوقت لسنا حريصين على الصلاة، وكان أحدنا أحرصنا على الصلاة، وهذا الرجل توفى منذ (15) سنة، ورأيته في المنام بعد سبعة أعوام من وفاته، وعندما رأيته سألته ماذا جرى لك؟ قال وجدت سيئاتي أكثر من حسناتي. فقلت له: إذاً دخلت النار. قال لا دخلت الجنة برحمة ربي، كيف دخلت الجنة وسيئاتك أكثر من حسناتك؟ قال أتذكر ذلك اليوم في تلك السنة في صلاة العصر عندما أتيتك أنت وفلاناً وأنتما تلعبان الطاولة فأمرتكما بالصلاة فرفضتما، فأخذت الطاولة منكما عنوة وذهبنا إلى الصلاة فتوضأنا وصلينا جماعة قلت نعم. قال: أنى وجدتها كما هي عند ربي فرجّحت بحسناتي فأدخلني ربي برحمته الجنة. إخواني أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - للأسف - إذا كنتم مثلي متقاعسين، لكن أسأل الله - سبحانه و- تعالى - أن يصلح لي عملي وعملكم ونصبح آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر. إخواني اخبرني أحد طلبة المدارس الثانوية بعد كلمة قائلاً لي يا دكتور عندنا ثلاثون مدرساً ما منهم واحد نصحني بشيء أو أمرني بمعروف ونهاني عن منكر مع أنهم يعرفوني ويعرفون باقي الزملاء العصاة من مدخنين وغيره،لم ينصحنا واحد منهم قط. انظروا إلى حالنا، إخواني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر في من؟ في أهل فطرة وأهل دين. كنت في الأسبوع الفائت في البحرين وكنت راجعاً من البحرين بالسيارة متجهاً إلى الرياض وفي طريقنا على الخبر رأينا حوالي 20 شاباً يلعبون بالدفوف والمزامير ويغنون ويرقصون وكانت الساعة الثانية ليلاً، وكان الذي معي آمر بمعروف وذو همة عالية ليس كمثلي، فقال لي: لنقف ونتكلم معهم، فوقفنا، وما أن نزلنا من سيارتنا واتجهنا نحوهم إلا وعمّ الهدوء عليهم، توقفوا دخلنا عليهم استأذناهم كلمناهم فطلب مني هذا الأخ - جزاه الله خيراً - أن أتكلم معهم خمس دقائق أو 10 دقائق، ودعا لهم بظاهر الغيب ثم بدأت بالكلمة وما أن انتصفت من كلمتي ألا ونصفهم قد امتلأت عيونهم دموعاً. أمة الإسلام نحن المتقاعسون لا تقولون العصاة، نحن السبب إلى ما وصلت إليه الأمة، لا يكفي أن تلتزم وتستقيم وان تصلي وجارك لا يصلي لا يكفي أن تحافظ وغيرك لا يحافظ، فوالله يا إخوان إنا مسئولون عنهم مسئولون عنهم. إذا كان حال الفجار - سألتهم كم منكم يصلي؟ نصفهم لا يصلي. كم منكم صلى العشاء؟ ثلاثة أرباعهم لم يصل العشاء الساعة الثانية ليلاً ومع ذلك امتلأت عيونهم دموعاً. قلت لهذا الأخ بعد أن تركناهم يمكن أن يرجعوا يا أخ عبد العزيز قال لا أبداً انتظر قليلاً وانظر إذا بقي منهم أحد، هؤلاء إن رأيتموهم عصاه إلا أنهم على فطرة وعاشوا على لا إله إلا الله وترعرعوا عليها، فعلاً جلسنا بعيداً ننظر فلم يبق منهم واحداً، سألناهم أن يذهبوا ويتوضأوا تبقى على الفجر ساعة إلا ربع ويستعدون لصلاة الفجر ومن يريد الاستحمام إن يستحم، فلم يجلس منهم واحد، ثم تقول هؤلاء عصاة. أنت تقول لم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وما علاقته بأمراض القلوب؟ أقول لكم إنك إذا أمرت بمعروف ونهيت عن منكر، وكان همك غيرك، انتزعت منك الأنانية، وحب الذات، وارتاحت سريرتك، ونفع الله بك وبوقتك، وبارك فيك وبارك في رزقك، وكنت من خير أمة، وارتفعت وسموت، وابتعدت عن أغلب الأمراض التي تصيب القلوب.

 

6- ترك الحسد والغيبة والنميمة:

كان لي قريب في الثالثة والثلاثين من العمر أصيب بسرطان في دماغه ذهب يتعالج في أماكن كثيرة فلم يكتب الله له الشفاء، جاءنا في المستشفى العسكري بالرياض وقبل شهر من وفاته أغمي عليه وبرزت عيناه وكبر خشمه وتقرح وجهه وتقرح أنفه وقبل موته بليلة أو ليلتين لا يستطيع الرجل أو المرآه النظر إلى وجهه،وذلك بسبب ضغط السرطان على وعينيه وشفتيه، فعندما توقعت أن أجله قد دنا، طلبت من الممرضات أن يتصلن بي إذا بدأ بالاحتضار حتى لا يتصلوا بأهله فترد أمه فيزعجوها، فعند الساعة السادسة صباحاً من يوم الاثنين اتصلوا بي وقالوا أن قريبك هذا يحتضر، جئت إليه فرأيت العجب العجاب، رأيت العجب العجاب يا إخوان أرى ذاك الوجه أصبح وجهاً يجب إن تنظر إليه، العيون رجعت كأن لم يصبها شيء الأنف أيضاً رجع إلى طبيعته وكذلك شفتاه، تعجبت من أمره قلت ما ضغطه؟ قالت الممرضة:35 العالي والوا طي لم استطع قياسه.قلت ما نبضه؟ قالت: أقل من 30 نبضه في الدقيقة عرفت انه يحتضر قلت له: محمد، قال: نعم.قال خالد! قلت: نعم. قلت له كيف الحال؟ قال الحمد لله، فقلت له: قل أشهد أن لا إله إلا الله فقالها، ثم مات مع تعجب الممرضة من كلامه، ومناقشتي له. بعد أن مات سألت نفسي على أي شيء هذا الرجل؟ شاب في عمري نشأنا معاً، أعرفه جيداً ولكن قلت بنفسي لماذا على أي شيء حسن الخاتمة هذا (احسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا) فلم أستطع أن أجد جواباً. وبعد عام جمعتني مع والده مناسبة خاصة ذكرت القصة لوالده، سألت أباه وإخوته، قال لي أبوه ابني هذا عجيب، قلت ما عجبه،قال لا يعرف الحسد والحقد، لا يعرف أن يحقد أو يكره أو ينظر لأحد بحقدٍ, أو كره. إن الحسد أسوأ أمراض القلوب، وهو جالب لجميع المصائب وأمراض القلوب العضوية والمعنوية، وهو السبب في كل ذلك. فالذي ابتلي به، يقع في الكذب والغش والغيبة والنميمة والخديعة.فتذكرت أثر عبد الله بن عمر وكلكم تعرفونه، والأثر طويل عن أنس - رضي الله عنه -، عندما كانوا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد قال سوف يدخل عليكم رجل من أهل الجنة هذا الباب فدخل رجل كث اللحية يتقاطر الماء من لحيته فصلى وانصرف وفي الغد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفس الشيء، سوف يدخل عليكم رجل من أهل الجنة، وفي اليوم الثالث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوف يدخل عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة. فقال عبد الله بن عمر - انظروا فيما الغبطة وفيما الغيرة؟ أنها: في أعمال الآخرة، حتى الصحابة - رضوان الله عليهم - كان عندهم هدف واضح وهو المنافسة في الآخرة وترك الدنيا، فكيف كانت النتيجة؟ النتيجة أن الدنيا أتتهم مطيعة ذليلة تحت أقدامهم أخرجوها من قلوبهم فحطمها الله على أيديهم، أما نحن للأسف - إلا من رحم ربي - وأسأل الله المولى الكريم المنان العليم الرحمن الرحيم أن يجعلني وإياكم وأبنائي وأبنائكم ووالدي ووالديكم من المرحومين.فيقول عبد الله بن عمر فتبعته إلى أن دخل بيته فطرقت عليه، فقلت إني اختلفت مع أبى و أريدك أن تستضيفني ثلاثاً. يريد أن يعرف حقيقة الرجل ولم شهد له الرسول بالجنة مع إن هذا الرجل - أي عبد الله بن عمر- الرجل العباد الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما، وكان يقوم أغلب الليل، ولم يترك قيام الليل حتى في ليلة زواجه، هذا الرجل ما قال والله أنا أعمالي كثيرة لا يا إخوان، هم ليسوا مثلنا، هم يستقلون أعمالهم، يحتقرون أعمالهم، يقولون لاشيء ويعّظمون ذنوبهم، ونحن إلا من رحم ربي نعظّم ونكبّر أعمالنا ونستحقر ذنوبنا، هم مركزون على كلمة شديد العقاب ذي الطول، ونحن للأسف، وكثير من الإخوة يردد عليك إذا قلت له شيئاً قال الله عفو غفور كأنه لا يعرف من أسماء الله وصفاته إلا أنه العفو الغفور، ولكنه نسي أنه شديد العقاب ذو الطول، هذه أحوالنا وهذا الفرق الذي بيننا وبينهم ولما هذا؟ نحن أصحاب أمراض قلوب و أصبحنا غثاء كغثاء السيل إلا من رحم ربي. المهم عبد الله بن عمر مكث عند هذا الرجل ثلاث ليال ولم ير منه شيئاً غريباً- يعني استقل عمله - على شهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وفي اليوم الآخر قال له القصة وإني لم أجد شيئاًً غريباً في عملك. إن   رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد لك بالجنة قال هو كذلك يا أخي أنا لا أعلم، فعندما انصرف عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - تذكر الرجل وقال له يا أخي يبدو أن  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد بما شهد لأني أعمل عملاً وأحداً فقال له ما هو؟ اسمعوها يا إخوان، وحاولوا - وان نتعاهد من هذا المكان الطيب أن نعمله - قال لم أنم ليلة قط وفي قلبي حقد على مسلم فيكون بقلبي مرض فأكون في زلة، فقط للأسف يا إخوان الحقد والحسد أعمى كثيراً من الناس.يقول لي كثير من الإخوان ومن ضمنهم الدكتور عبد الله عشمق - جراح القلب في جدة، مستشفى الملك فهد العسكري - يقول لي وأنا أوافقه وكثير من الأخوان ما شعرت في قلبي بشيء من حقد أو غل أو شيء - يعني على أحد - وذكرت آية واحدة من القرآن إلا نزع الله ما في قلبي ما هي يا إخوة؟ كلنا نعرفها يا إخوة ولكننا لا نعيها تردد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا......) الآية رددها واذكر وتذكر وتعوذ من الشيطان واقرأ المعوذات يشفي الله ما في قلبك فإن تركت العنان لقلبك فوالله قد يوقعك في أمراض ومشاكل وذنوب لا حصر لها، والأمثلة كثيرة عندنا في العيادة ليس هذا مجالها ولكن يا إخوان كما قلت لكم سبعة من عشرة أمراض حسد وحقد وغيبه وتقاعس في الصلاة ما انتظموا وداوموا عليها ألا وبرئوا من جميع هذه الأمراض. تقولون لماذا الحسد يا أبا محمد ما دخل الحسد في أمراض القلوب العضوية؟ أقول: الحاسد دائماً قلق دائماً ينظر إلى يد غيره، لا ترتاح نفسه حتى لو كان أغنى الناس فيصبح قلقاً، يصبح غير مرتاح يصاب بالقلق، يأتي إلى العيادة بخفقان وأمراض أخرى أنتم تعلمونها جيداً علاجه أن يتقى الله ما استطاع علاجه قول هذه الآية، يرددها، علاجه الاستغفار والتعوذ من الشيطان، علاجه الإكثار من قراءة القرآن، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. كنت في إجازة عام 1407هـ أحضّر للاختبار النهائي للدكتوراه كانت الساعة الثانية ليلاً كنت أذاكر في البيت، جاءني هاجس لماذا لا أذاكر في المستشفى وهي ليست عادتي، فأخذت كتبي ووصلت المستشفى الساعة الثانية والربع وما أن وصلت المستشفى ودخلت قسم المسالك البولية وإذا بممرضة إيرلندية كافرة تقابلني وتقول دكتور جبير تعال وصلّ على هذا المريض الذي يحتضر، قلت لها: ما به؟ قالت به سرطان في المثانة انتشر في جسمه كله حتى وصل إلى دماغه وهو مغمىً عليه منذ أسبوعين لا يحرك ساكناً، وهو الآن يحتضر قلت لها: ما ضغطه؟ قالت: حوالي الثلاثين. وما نبضه؟ قالت ضعيف جداً لا أستطيع أن أعده قلت وما اسمه؟ قالت: محمد قلت: لها أين هو؟ قالت: في هذه الغرفة. ذهبت إلى الغرفة وإذا بي أرى العجب العجاب، لم أجده، ذهبت إليها وقلت لها لم أجد أحداً، أين الذي تقولين عنه، أين هو؟ قالت في الحجرة، وكان بالغرفة خمسة أشخاص ونظرت إلى الخمسة ولم أجد محتضراً قالت: هذا هو، قلت الذي بجنب الشباك؟ قالت نعم وإذا بي أرى عجباً رجلاً امتلأ وجهه نوراً وحمرة ببياض وزينة، له لحية سوداء، كأنه جالس، ظننت أنه نائم، لم أظنه بأي حال من الأحوال يحتضر دنوت منه، قلت له: محمد، قال: نعم قلت له قل أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، فقالها ثم توفى، وتعجبت هذه الكافرة كيف تكلم هذا الذي هو قريب من الموت، سألتها عن أهله أعطتني رقم هاتفهم فكلمت أحد إخوانه وقال أنا بالشقة المفروشة القريبة من المستشفى، سوف آتيك بعد خمس دقائق أو عشر دقائق. أخبرته عما قال لي قال، لي عجباً والله لو نعمل كما يعمل هذا لكنا بأمر الله إذا أصلحنا صلاتنا مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولكننا لم نضمن لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ما سألنا أن نضمنه له فندخل الجنة برحمة ربنا فلما قلت له القصة قال لي يا أخي أن أخي هذا منذ عرفته لم يغتب أحداً ولم يسمح لأحد أن يغتاب أحداً في مجلسه انظروا إلى نهايته إلى حسن خاتمته(احسبه والله حسبه ولا أزكي على الله أحدا). ما حالنا بعضنا يا إخوان قبل أن يخرج من صلاة العشاء مع جاره الثاني يقول يا أخي\"أبو عبد الله الله يهديه وسخ ريحته طالعة يا أخي ما يتنظف\". يعني كأنهم جيروا صلاة العشاء للرجال، غباء يا إخوان أصبنا بالغباء، كان كمن يغرس فسيلات فإذا بدأت في الإنتاج وطلع ثمرها قلعها وأعطاها جاره وقال له تفضل أو كمن يعبي في قربه مثقوبة تصلي وتصوم والحديث مشهور حديث المفلس أتعلمون من المفلس؟ قالوا لا يا رسول الله ليس المفلس مفلس الدرهم والدينار ولكن المفلس من أتى الله وقد شتم هذا ولعن هذا وظلم هذا أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيؤخذ من هذا على هذا يبقى فاضياً.

 

أثر الغيبة في أمراض القلب:

إخواني تريدون أن تسألوا لم ذكرت الغيبة وأثرها في أمراض القلب، وما علاقتها بالخفقان والصمامات والشرايين وغيرها أقول لكم، صاحب الغيبة والنميمة يصير مثل مسّاحات السيارات همه الأول مراقبة الآخرين، يسب هذا، ويتكلم على هذا، قلق عجيب ما يرتاح يجيء المجلس هذا كذا وهذا كذا وهذا ما فيه خير وذا ما ادري ماذا يعمل؟ كأنه موكل بخلق الله وتجده دائما قلقاً ولا يهدى له بال فيصاب بالقلق، والخفقان، والأمراض، وعدم الراحة، وعدم الاطمئنان، ويحشر يوم القيامة مفلساً من كل شيء.

 

7- قراءة القرآن الكريم:

من أمثال القلب الصحيح، عمل أغلبنا تركه للأسف، وإن قام به لم يعطه حقه كما أمر الله - سبحانه و- تعالى - في الساعة السابعة والربع ناداني ستة أبناء لمريض في الإنعاش قد عمل له أحد الأخوة عملية قلب وهو رجل مسن وجاءته مضاعفات وأصيب بجلطة بالدماغ بعد العملية، وتوقفت كلاه ورئته وقلبه ضعيف جداً، وشارف على الموت، وهو في غيبوبة طول ستة أو ثمانية أسابيع التي كان فيها معنا لكنه رزق بستة أبناء أسأل الله أن يكون أبنائي وأبنائكم وأبناء المسلمين مثلهم في البر، المهم جاء هؤلاء الأبناء جاءني أحدهم وقال لي يا دكتور نطلب منك أن تلقن والدي الشهادة لأنه ألان يحتضر حاولت أن اقنع احدهم أن يقوم بهذه المهمة ولكنهم أصروا إلا إن أقوم أنا بذلك فجئت إلى أبيهم، وأبوهم موصل به الأجهزة و على الشاشة واضح الضغط العالي مابين نبضه 35ـ40 والوا طي 15/16 النبض كان 25نبضه في الدقيقة، دنوت منه وقلت له قل أشهد ألا إله إلا الله وحرك يده وحرك لسانه،قالت لي الممرضة المسؤله عنه دكتور جبير انظر إلى الشاشة فأجد ضغطه 130على 85 ونبضه 110 تعجبت من أمره، وعلمت أن لا إله إلا الله لم تحرك لسانه ويده فقط وإنما حركة جميع جوارحه قلبه ونبضه وإحساسه، عندما علمت من أمره هذا طلبت من أبنائه وقلت لهم أبوكم هذا - احسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا - على خير اقرأوا عليه القرآن أظن انه سيموت خلال ربع ساعة أو نصف ساعة فبدأ الأبناء الستة يقرأ ون عليه القرآن أربع ليالٍ, وثلاثة أيام بالتواصل، أربعة ليال وثلاثة أيام متوالية لم يقفوا دقيقة واحدة، الواحد تلو الآخر وبعد أن مات سألت أبناءه على أي شيء أبوكم هذا؟ قالوا: أبونا هذا صاحب قرآن يختم القرآن في ثلاث أو في خمس وإن تأخر في أسبوع، لسانه لا يعرف إلا القرآن وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. إخواني ما حالنا مع القرآن كم منا يا إخواني الجالسون له ورد يحافظ عليه؟ كم منا يقرأ القرآن حق تلاوته، كم منا إذا قرأ أول سورة\"قد افلح المؤمنون\"بدأ يسأل نفسه هل أنا في صلاتي خاشع أم لا، إذا أنا خاشع في صلاتي أقول الحمد لله وإذا كان لا بكى وتباكى وابدي أرتب الأمور إذا جاء في آخر سورة الفرقان قعد يشوف أموره، إذا جاء في آية فيها المؤمنون والمتقون سأل نفسه هل أنا منهم ولا لا؟ هل أنا أعمل الأعمال التي يعملونها، الخشوع في الصلاة، والمحافظة على الصلاة، وترك الغيبة والنميمة، وترك الفحش، وإذا وجدت فيك عيباً على طول تصلحه من مكانك الذي أنت فيه، فقد تموت بعد هذه القراءة تموت على توبة ومن تاب من الذنب كمن لا ذنب له من يعمل هذا يا إخوان قليل ما هم كم منا يا إخوان إذا سمع بآية الناس انتفض ووقف كأنّ الخطاب موجه له. كم منا للأسف يقرأ إلا ما رحم ربي كالببغاء مجرد تقليب صفحات. في رمضان 1418هـ بعد صلاة الفجر ذهبت إلى طريق الملك فهد لبعض حاجة، وأنا مار وجدت شاباً عمره تحت العشرين انقلبت سيارته ـ حفظنا الله وأبنائنا وأبنائكم وأبناء المسلمين ـ. نزلت ووجدته قد توفى. وماذا أسمع، أسمع شريط أغنية تتردد في مذياع السيارة أو مسجل السيارة، شتان بين هذا وذاك، من منا يا إخوان يريد أن يموت وآخر عهده من الدنيا لا إله إلا الله أو سماع قرآن أو سماع ذكر، ومن منا يريد أن يموت ويكون آخر عهده أغنية في شريط أو موسيقى تصويرية لمسلسل ما بعد الأخبار، أو نظر إلى امرأة في مسلسل. أخي: قبل أن تضع راديو سيارتك على تلك الإذاعات التي تروج الأغنية والفحش والمنكر تذكر أنك قد تموت ويكون آخر عما عملته في الدنيا سماع أغنيه إن قلت إنك حريص في القيادة يأتيك واحد مهبول يقطع الإشارة يصدمك وتموت. أخي قبل أن تضع شريط الأغنية في سيارتك تذكر أنك قد تموت في مشوارك هذا أخي عندما تسمع الموسيقى التصويرية لأي فيلم أو لأي مسلسل بعد الأخبار تذكر أنك قد تموت الآن. أحد مرضاي في الثلاثين من عمره من منطقتنا، أعرفه تمام المعرفة قلبه أصبح كبيراً جداً لا يستطيع أن يمشى آخر الطاولة أربع خطوات حول إلي لأجراء عمليه له نسبة وفاته في العملية عالية جداً جداً لا رقم لها، لكنه صاحب طاعة، صاحب دين ومحتسب، قلت له توكلت على الله سوف اجري لك العملية وأجريت، له العملية ونجا منها بأعجوبة. تعجب الناس كيف خرج منها. وبعد أسبوعين خرج من المستشفى. وبعد سبعة أشهر يتصل بي أحد أقاربه ويقول مريضك قد مات. قلت أنا رأيته بالعيادة قبل أسبوعين قلبه أصبح شبه طبيعيا وأموره كلها جيده. قال لي قريبه هذا كان جالساً مع أبيه يشربون القهوة ثم مات فجأة. أخي: لا يغرك صحتك، ولا يغرك عافيتك، ولا يغرك شبابك، فقد تموت الآن، وقد يموت الصحيح ويبقى المريض سنوات لم يمت هذا الرجل الذي كانت نسبة وفاته في العملية 80% لم يمت وعندما برئ مات وهو يصب القهوة لأبيه. إخواني مشكلتنا الرئيسية أن الموت وضعناه وراءنا، ولكي تعرفوا أن الموت تركناه خلفنا، اسألوا أنفسكم كم منكم إذا لبس ثوبه يفكر في الكفن فقط للمعرفة والعلم، أو إذا لبس غترته البيضاء يفكر بالكفن إذا قال كذا أو هذا أبيض والكفن أبيض ماذا أفعل أنا مستعد أم لا؟ وما بعد الكفن قبر و حشر و سراط والنتيجة النهائية إما جنه أو نار إخواني: القلب الصحيح يحافظ على قراءة القرآن والقلب المريض يحرص على سماع الأغاني.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

اللهم نسألك قلوبناً سليمه

-

حامد عوض

12:04:32 2022-08-14

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ