رغم ازدياد الوعي وانتشار الأمراض الوراثية !! الفحص ما قبل الزواج مازال يراوح مكانه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بالرغم من انتشار ظاهرة الأمراض الوراثية وازدياد وعي المجتمع بها، إلا أنه مازال ينتاب الزوجين إلى حد كبير التردد الشديد قبل الإقبال على الفحوصات الطبية، فالخوف لدى الناس لا يكمن في احتمال اكتشاف مرض وراثي بل كذلك في الفحص نفسه. حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن هذا النوع من الفحص قد أثر في قرار العديد من الناس عند إقبالهم على الزواج. وتشير دراسات أخرى إلى ازدياد القلق لدى الناس من الأمراض الوراثية إلا أنه مازالت نسب المتقدمين للفحص قليلة جداً. وقد تمت بعض المحاولات في إحدى الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار المقبلين على الزواج على عمل بعض الفحوصات قبل الزواج فأدى ذلك إلى تدني نسبة الزواج في تلك الولاية وتم فيما بعد اكتشاف أن الناس كانوا يهربون من ذلك الفحص للزواج في الولايات المجاورة التي لا تشترط الفحص قبل الزواج. وحينما تمت دراسة أسباب مثل ذلك التصرف لوحظ أن عدم ارتياح الزوجين نفسيا لمثل هذا الإجراء في بداية حياتهما الزوجية هو السبب الأكثر أهمية. إلى ذلك رفض المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي إباحة مسألة الإلزام بالفحوص الطبية قبل الزواج، مشيرا إلى أنه أمر غير جائز لأنه يعد فتح باب للزيادة على ما جاء به الشرع، موضحاً أن عقد النكاح من العقود التي تولى الشارع الحكيم وضع شروطها، ورتب عليها آثارها الشرعية، إلا أن المجمع أوصى الحكومات والمؤسسات الإسلامية بنشر الوعي بأهمية الفحوص الطبية قبل الزواج، والتشجيع على إجرائها وجعلها سرية لا تفشى إلا لأصحابها المباشرين. هذا التحقيق يتناول الفحص الطبي ما قبل الزواج من الناحية الشرعية ومدى أهميته من الناحية الطبية ونوعية الأمراض الوراثية وطرق الوقاية من مثل هذه الأمراض .. وحسب بحث حول مدى مشروعية توقف توثيق عقد الزواج الشرعي في الوثائق الرسمية المعدة لذلك على شهادة أهل الاختصاص الطبي بخلو الزوجين أو أحدهما من الأمراض الوراثية.

 

يرى الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو المجمع الفقهي الإسلامي، أنه لما كانت الأسرة هي نواة المجتمع وبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد، فقد اهتم الإسلام بتكوينها تكوينا يتحقق معه قوة المجتمع ورخاؤه واستخلافه للأرض التي يعيش فيها، فوضع من الأسس والنظم الصالحة لذلك ما يكفل لها تمام تكوينها واكتمال بنيانها وقوة أركانها لينشأ المجتمع الإنساني قويا متماسكا يحقق الخير والسعادة والرفاهية المادية والمعنوية لنفسه ولغيره، وذلك لأن المجتمع البشري والإنساني بطبيعته كائن اجتماعي جبل على العيش مع بني جنسه ولا وجود له على الوجه الأكمل الذي تتحقق معه هذه الخلافة إلا بهذا الطريق الذي يحقق تبادل المنافع في الحياة والخير للجميع، ويجعل الناس فيما بينهم بعضهم لبعض خدما في كل مجالات هذه الحياة، ولذلك يقول الشاعر العربي في هذا المعنى: (الناس للناس وحاضرة بعض لبعض وأن لم يشعروا خدم) وإلى ذلك يشير قوله - تعالى -: (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون) «الزخرف: 32» وزاد واصل: ونظرا لأن الأسرة هي نواة المجتمع وعليها فلكه ومداره وبها قوته أو ضعفه وغناه أو فقره وصحته أو مرضه وسعادته أو شقاؤه، فقد اهتم الإسلام بهذه الأسرة غاية الاهتمام وأقامها على أسس صلبة قوية من الناحية المادية والمعنوية واهتم بكل السبل والوسائل التي تحقق المصلحة.هذه القوة وتلك الاستقامة البدنية والنفسية، وإلى ذلك يشير قوله - تعالى -: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) «التين: 4». وقوله - تعالى -: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة. فخلقنا المضغة عظاما. فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) «المؤمنون: 12 ـ 14». وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) لهذا فقد شاءت قدرة الله وحكمته أن يكون خلق الله الأنثى من ذات الإنسان الذكر الذي خلقه وسواه وكان برعايته بعد خلقه في أحسن تقويم من الناحية البدنية والروحية والنفسية وتبارك الله أحسن الخالقين، وذلك ليتم نعمته على خليفته من خلقه الذكر والأنثى على حد سواء، فتحقق القوة البدنية لهما معا وإن تفاوتت بينهما، كما تتحقق القوة الروحية لهما معا من خلال نعمة التزاوج بينهما والسكينة التي خلقت لهما وامتزجت بهما فكانت مودة دائمة ورحمة بينهما وإلى هذا يشير قوله - تعالى -: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) «الروم: 21». وبهذا السكن وتلك المودة والرحمة بين الزوجين تتحقق الصحة النفسية وتستمر بين الزوجين الرجل والمرأة معا وتتحقق معهما صحة الأسرة كلها أفراداً وجماعات مادية كانت أو معنوية بين الذكور والإناث والنساء والرجال على حد سواء. مشيراً في هذا البحث إلى أن صحة الأسرة من الناحية المادية والنفسية لا تتحقق إلا بمراعاة الضوابط والقواعد التي أمر بها الإسلام في هذا الاختيار الأسري، وإذا كانت الصحة البدنية ضرورية لتكوين الأسرة، فإن الصحة النفسية لا غنى عنها أيضا لأنها ضرورية لاستمرار كيانها ودوام حياتها على الوجه الأكمل الذي لابد منه لاستمرار الحياة الاجتماعية كلها لتحقيق الخلافة الشرعية التي أرادها الله لبني الإنسان في هذه الحياة. وأضاف واصل أنه كلما كانت قاعدة الاختيار في تكوين الأسرة قائمة على أساس ديني وشرعي سليم كانت الصحة النفسية في أحسن حالاتها وتمام كمالها، ولذلك حث الإسلام على تقديم الجانب الديني والخلقي على غيره من الجوانب الأخرى عند إرادة الاختيار في تكوين الأسرة وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). ولعل في سبب الحث على هذا الاختيار الذي يشير إليه - صلى الله عليه وسلم - «إنه أن أحبها أكرمها وأن أبغضها لم يظلمها)، وفي الحث على تزوج المرأة ذات الدين والخلق يقول - صلى الله عليه وسلم - (تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). فقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على التمسك بصاحبة الدين والخلق، وإن كان في نظر الناس عند الاختيار في آخر الدرجات والترتيب، حيث بيّن - صلى الله عليه وسلم - أن الحرص عليه فيه غنى لصاحب الاختيار في الدين والدنيا. بل عند مراعاة الجانب الديني في اختيار الأسرة نجد هذا النموذج الذي لا يجد صعوبة في تعديل رغبته عندما يظهر له خطؤه في قاعدة الاختيار وقد وجد صعوبة الحياة الأسرية في ظل هذا الاختيار غير الموفق. فقد جاءت امرأة ثابت بين قيس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت يا رسول الله: إن زوجي لا أعيب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، حيث كان أسود اللون ـ وكانت لا تحب العيش معه، ولكنها كانت تلتزم بكل حقوقه وواجباته الزوجية وتطيعه طاعة شرعية، ولكنها كانت تخشى من تقصيرها في هذه الحقوق بسبب بغضها للونه وبشرته وعدم امتزاجها معه روحيا كما تشير الآية الكريمة في السكن والمودة وكما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لو أمرت أحداِ أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها) وعندما عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر هذه الزوجة على زوجها لم يماطل في تحقيق رغبتها وطلاقها وقد رضيت بأن ترد عليه صداقها (حديقته التي أصدقها إياها) فقد قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم - لثابت: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة، فطلقها ثابت على ذلك وهو أول خلع في الإسلام. كما حرص الإسلام على صحة الأسرة التي هي نواة المجتمع بدنيا فقد حرص عليها أيضا نفسيا، وأمر - صلى الله عليه وسلم - بالتداوي لكل داء فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله خلق الداء وخلق له الدواء فتداووا عباد الله ولا تداووا بحرام).

 

أما الدكتور محسن بن علي فارس الحازمي أستاذ الكيمياء الحيوية الطبية والوراثة المزمنة في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض والخبير في المجمع الفقهي الإسلامي، فقد أشار من خلال بحث عن «أمراض الدم الوراثية ـ حقائق علمية عن أمراض مزمنة ومعقدة» تناول فيه التركيب الوراثي لخلية الإنسان بقوله إن جسم الإنسان يتكون من ملايين الخلايا التي تتمايز لتكوين أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة التي تقوم بوظائف محددة لكل منها. تحتوي كل خلية على نواة بها المادة الوراثية التي تتحكم في وظيفة الخلية وانقسامها «خلايا الدم الحمراء في الإنسان لا تحتوي على أنوية». وتعرف الأمراض الوراثية بأنها مجموعة غير متجانسة من الأمراض المزمنة ذات الأعراض الصحية المستعصية على العلاج الناجع، يتم توارثها من الوالدين إلى الأبناء والبنات عن طريق تناسل المادة الوراثية «الحقيبة الوراثية» وتمثل طيفا عريضا من الأمراض يكون في أحد طرفيها اعتلال المادة الوراثية بنسبة ضئيلة وفيها تكون العوامل المعدية النسبة الغالبة وفي الجانب الآخر تمثل الاعتلالات الوراثية الغالبية العظمى للأسباب المرضية. وتنشأ الأمراض الوراثية نتيجة طفرات في الحمض النووي تختلف أنواعها وتأثيراتها، وتنعكس هذه الطفرات في بناء منتجاتها البروتينية وبالتالي وظائفها الحيوية مما يؤدي إلى ظهور الأمراض. وحسب الحازمي فإن الأمراض الوراثية تلعب دورا مهما كأحد الأسباب الرئيسة لحدوث الأمراض والوفيات بين الأطفال في البلدان النامية، وبصورة أكثر تأثيراً في مجتمعات هذه البلدان، ويتمثل ذلك في ارتفاع نسب الوفيات في الأطفال في الدول النامية بنسبة 50% مقارنة بالدول الأكثر نموا. منوهاً إلى أن هذه الزيادة الواضحة عند المقارنة بين حجم وتأثير هذه المشكلة في كل من البلدان النامية والأكثر نموا ترجع لأسباب متعددة تميز البلدان النامية ويمكن تلخيصها في ازدياد معدلات تزاوج الأقارب، والقصور في الخدمات الطبية المقدمة للوقاية من حدوث الأمراض المعدية في الحوامل والأمهات، وازدياد معدلات سوء التغذية بين النساء في فترة ما قبل وأثناء الحمل، وزيادة معدلات الأمراض الوراثية بصفة عامة نتيجة تفاعل عوامل وراثية وبيئية مختلفة. وبين الحارثي أن هناك دراسات أظهرت أن الأمراض الوراثية تمثل مشكلة صحية كبرى بالنظر إلى النسب الكبيرة للاعتلالات التي تعزى للاختلالات الوراثية. وقد ينتج عن الأمراض الوراثية ولادة أطفال يعانون من قصور أو عجز عن الأداء السوي للأعمال الجسمانية أو العقلية، تختلف في شدتها ومضاعفاتها الصحية باختلاف مسبباتها وأنواعها، وقد يسبب بعضها عاهات مستديمة وأمراضا مزمنة مستعصية على العلاج والتأهيل. وأشار الحازمي إلى أن نسبة أمراض الدم الوراثية تكثر في مختلف مجتمعات الدول العربية بصفة خاصة في المناطق التي كانت موبوءة بالملاريا وتزداد نسبة حدوثها في منطقة البحر الأبيض المتوسط نتيجة بعض العوامل الاجتماعية والبيئية التي تساعد على ازدياد معدلات الأمراض الوراثية عن غيرها من البلدان الأخرى. موضحاً أن توطن الملاريا وزواج الأقارب يأتيان في البيئة التي تكثر فيها اعتلالات الدم الوراثية في مقدمة هذه العوامل. واعتبر الحازمي الكشف عن الاعتلالات المرضية في مرحلة مبكرة والتدخل المبكر وسيلة فعالة للحد من المضاعفات المرضية، وكذا الكشف عن حاملي المورثات المعتلة واتخاذ الإجراءات الوقائية في ضوء ذلك. مضيفاً أنه من الأهمية بمكان كذلك تحديد مدى الضعف أو القصور أو الإعاقة لدى الطفل في مراحل مبكرة للتخفيف من وطأتها صحيا واجتماعيا ونفسيا على الأسرة، والتدخل المبكر من خلال الوسائل الملائمة للحالة كالعلاج الطبيعي أو الجراحي أو علاج النطق أو العلاج النفسي، والعمل على إشراك الأسرة في جهود الرعاية والتأهيل.

ويقول الدكتور الحازمي إن الفحوصات ما قبل الزواج اختيارية ولكنها تصبح ضرورية من الناحية العلمية إذا وجد شخص مصاب في العائلة أو في الأقارب على اختلاف درجاتهم كذلك إذا كان هؤلاء المقبلون على الزواج من مناطق تكثر فيها الأمراض الوراثية دون غيرها «أي سائدة في تلك المجتمعات». مشيراً إلى أهمية التعامل مع هذه المعلومات بسرية تامة وتعطى للشخص المعني دون غيره وأن تقدم في ظرف مغلق وتسلم باليد وتناقش الاحتمالات في ضوء النتائج مع الشخص المعني ومن قبل الشخص المختص في الاسترشاد الوراثي. ويشير الدكتور معين السيد استشاري أمراض الأطفال والأمراض الوراثية والاستقلالية وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض الوراثية إلى أن المقصود بالفحص الوراثي ما قبل الزواج هو فحص للتعرف على إمكانية شخصين مقبلين على الزواج لإنجاب طفل مصاب بمرض وراثي معين، وهذا يندرج تحت مسمى فحص الأمراض الوراثية. وأضاف، يعتبر الفحص الوراثي ما قبل الزواج أحد طرق الوقاية الأولية وهو يتم على عدة خطوات بداية بالاستشارة الطبية المتخصصة التي يكون الغرض منها معرفة التاريخ المرضي لدى العائلة وأيضا التوعية بأهمية الفحص ونوعية الفحص ومن ثم أخذ عينة من المقبلين على الزواج وعادة ما تكون عينة دم وهذه العينة يتم أخذها إلى المختبر حيث يجرى التحليل لأمراض معينة بناء على ما هو منتشر في المجتمع والتاريخ المرضي لدى العائلة المراد فحصها. وتتمثل الأمراض التي يمكن الفحص عنها في المجتمع السعودي حسب الدكتور معين في الأنيميا المنجلية والثلاثية، والأمراض الاستقلالية وأمراض نقص المناعة وبعض المتلازمات وأمراض ضمور الدماغ والأعصاب والعضلات حيث تحتاج هذه الأمراض إلى بعض الأبحاث لمعرفة الطفرات الجينية الشائعة المسببة لها وأيضاً معرفة أماكن انتشارها بشكل أدق ونسبها في المجتمع. ونوه إلى وجود برامج مميزة على مستوى الدول في هذا الجانب أثبتت فعاليتها ونجاحها منها برنامج الفحص ما قبل الزواج لأمراض الدم الوراثية في قبرص وتركيا واليونان حيث أدت هذه البرامج خلال السنوات الأخيرة إلى خفض نسبة الإصابة بأمراض الدم الوراثية بالإضافة إلى ذلك توجد برامج فحص ماقبل الزواج لمجتمعات تكثر فيها الأمراض الوراثية منها مجتمع اليهود الاشكنازي والكنديين والفرنسيين في كندا وغيرها وكلها أثبتت جدارتها وفعاليتها. ووفقا للدكتور معين فإن الأمراض الوراثية تتعدى أنواعها 10 آلاف مرض، حيث إن الأمراض التي تكثر في المجتمع السعودي والدول المجاورة تندرج تحت الأمراض الوراثية المتنحية. حيث أن الأشخاص الذين يحملون المرض لا يكون لديهم أي أعراض للمرض، ولكن إذا حصل تزاوج بين حاملي نفس الصفة الوراثية المرضية، ينتقل المرض إلى الذرية من الأطفال.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply