النعناع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النعناع: نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى 80 سم له أوراق مسننة وساق مربعة وله رائحة عطرية قوية، أزهاره بنفسجية اللون المستعمل من النعناع النبات كاملاً والزيت الطيار. الموطن الأصلي للنعناع أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية.

 

مكونات النعناع:

يحتوي النعناع على زيت طيار أهم مكوناته المنثول والمنثون كما يحتوي على فلافونيدات من أهم مركباتها لوتيولين ومنتسوسيد ويحتوي كذلك على أحماض فينولية كما يحتوي على تربينات ثلاثية.

يستخدم النعناع على نطاق واسع فقد عثر على أوراق مجففة من النعناع في أهرام مصر ترجع إلى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد، وكان ذا قيمة عالية عند الأغريق والرومان وتكمن القيمة العلاجية للنعناع في قدرته على تفريج الرياح وانتفاخ البطن والتخمة والمغص. وقد بينت الأبحاث أن للزيت الطيار تأثيراً مضاداً للجراثيم ومركب المنثول مطهر ومضاد للفطور ومبرد.

 

النعناع البلدي:

وهو نبات أخضر ذو رائحة عطرية خاصة لا تعلو شجره عن الأرض أكثر من 30 سم وهي يمكن أن تبقى في الأرض إلى ثلاث سنوات، بعدها تفقد خواصها وفاعليتها. وهي تقطف أوراقها الخضراء وتجفف في الظل ثم تستحق وتنحل وتستعمل حين الحاجة. والنعناع به زيت طيار مع مادة المنتول ومواد أخرى مدرة للصفراء ومسكنة للتشنجات، وهو يؤكل طازجاً لفتح الشهية ومع السلطة ويصنع منه شراب النعناع وهو لذيذ الطعم ومفيد جداً وذلك بأن توضع عدة أوراق نعناع في فنجان ماء مغلي ويحلى بالسكر ويترك دقيقتين ويشرب ساخناً، ويضاف مسحوق النعناع المجفف إلى بعض الأطعمة فيزيد في طيب نكهتها ويخفف من تأثير الحموضة على الجسم. ويحتوي النعناع على قيمة غذائية رائعة فهو يجدد الدم ويمنع الغثيان، وأوجاع المعدة والمغص والحموضة، ويسكن وجع الأسنان إذا مضغت أوراقه الخضراء، وهو مفعول مضاد للتشنج.

 

وصف النعناع البلدي:

الساق خضراء والأوراق جالسة والأزهار زرقاء متجمعة في عناقيد وأخرى جانبية وهو نبات عشبي تستعمل منه الأوراق والسيقان.

 

المكونات:

زيت النعناع البلدي عديم اللون أو أصفر يحتوي على مادة الكارفون بنسبة 60 % ومواد أخرى أهمها الليمونين الفيلاندرين والبنين وقليل من المنمثون ومواد دابغة تانينية.

 

الفوائد الطبية للنعناع البلدي:

يقول داود الأنطاكي في التذكرة: \" النعناع يمنع الغثيان وأوجاع المعدة ويطرد الديدان بالعسل والخل وإن أكل منع الطعام من أن يحمض ويسكن وجع الأسنان ويقوي القلب وينبغي أن يجفف في الظل لتبقى قوته عطرية.

يستعمل النعناع كمهدئ لهياج الأعصاب ويريح الأحشاء من الغازات ويفيد في علاج الربو والسعال ويسهل التنفس ويدر البول ويسكن المغص الكلوي وآلام الحيض ويستعمل كغرغرة للأسنان ويستخدم لعلاج التهابات الثدي بالنسبة للمرضعات.

 

النعناع وعلاج القرحة:

أثبتت التجارب المخبرية أن نبتة النعناع لها دور مفيد في علاج القرحة المعدية. وذكر الدكتور أحمد الكوفحي أستاذ علم العقاقير والنباتات الطبية ونائب عميد كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في حديث أجراه مع وكالة الأنباء الأردنية \"بترا \" أن مستخلص النعناع أظهر نتائج جيدة كمسكن للألم وخافض للحرارة ومضاد للالتهابات.

وأوضح أن استعمال زيت النعناع بكثرة ولفترات طويلة يتسبب في تغييرات نسيجية في الدماغ كما لا ينصح بإعطائه للأطفال الرضع نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من مادة الميثول.

 

أنواع النعناع:

1- النعناع العادي المزروع في الحدائق والبساتين.

2- نعناع الماء.

3- النعناع السنبلي.

4- النعناع الله أوراق ذات شكل غير منتظم.

النعناع عشب دائم زراعته طوال السنة، وسريع النمو في نفس الوقت ويمكن زراعته في قصارى أو في التربة. والتربة الرطبة الغنية بالمواد الغذائية هي أفضل المقومات لنموه مع البعد عن حرارة الشمس الحارقة، وطبقة المهاد كلما كانت كثيرة كلما كان أفضل لحمايته من الصقيع في أيام الشتاء القارس.

 

الآفات التي تصيب النعناع:

1- يرقات الفراشة: أمرها سهل فيمكن جمعها باليد أو رش مبيد للحشرات.

2- صدأ الأوراق: وهو مرض من أمراض النبات تسببه فطريات من الفصيلة الشقرانية. ويظهر هذا الصدأ في صورة علامات برتقالية لونها فاتح على ورقة النعناع كما يصيب أيضاً القرنفل ويسبب تلف الورقة، وينبغي أخذ الحذر من اختلاط هذه الأوراق المصابة بسماد الأرض. وقد يستخدم رش يحتوي على النحاس لمكافحة هذا المرض وفي حالة عدم الجدوى يتم التخلص من النبتة المصابة.

 

النعناع المائي واستخداماته:

إذا كان النعناع المائي سام ولا ينبغي تناوله في الأطعمة على الإطلاق، فله استخدامات أخرى مفيدة في المنزل:

1- يدهن النعناع على الجلد كطارد للحشرات، وقد يسبب بعض الإحمرار في بعض الأحيان للجلد الحساس لذا ينبغي اختياره على الجلد أولاً.

2- يدهن به فراء الحيوانات التي تربيها في المنزل للحفاظ على نظافتها من اللإصابة بالحشرات، عليك بوضع بعضاً من أوراقه في فراش الحيوان.

3- يزرع تحت الورود للاحتفاظ بالرطوبة والمساعدة على نموها بشكل صحي.

4- يستخدم كمعطر للجو بإضافته مع أنواع الورد المجففة الأخرى.

وهكذا نرى أن معظم دول العالم تعيش حالياً حالة من الاهتمام بالعودة إلى الطبيعة واستخدام الأدوية غير التقليدية في العلاج، فقد تبنت منظمة الصحة العالمية عدداً من الحلول المرسومة بعناية للوصول إلى حقيقة أن السكان في عدد من بلدان العالم يعتمدون على الأدوية غير التقليدية للوقاية الابتدائية من الأمراض.

 

***

المراجع:

1- الطب النبوي لابن قيم الجوزية.

2- تذكرة داود الأنطاكي.

3- الشفاء بالأعشاب والنباتات الطبية.

4- مقتطف من محاضرة للدكتور محمد راتب النابلسي في مصر.

5- تحفة ابن البيطار تحقيق أبي مصعب اليدري.

6- الطب الشعبي للأطعمة الشافية والنباتات للدكتور أيمن الحسيني.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply