الشخير


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

تفيد الإحصائيات الحديثة، أن نسبة المصابين بداء الشخير قد تصل إلى 12% من الرجال والنساء والأطفال..مما جعل هذه السمفونية، ظاهرة تهدد الحياة الزوجية، لدرجة استجابة القاضي الأمريكي لدعوى إحدى السيدات الأمريكيات، عندما تقدمت بدعواها، سببها سيمفونية من الشخير المتواصل من زوجها، كان يزعجها ويحرمها من النوم، مما حكم لها بالطلاق...

 

فما هو الشخير؟

هو الصوت المميز الذي يحدث عند بعض الناس أثناء النوم، نتيجة دخول الهواء من الخارج إلى الداخل، والعكس أثناء التنفس، وبالتالي وقوع خلخلة وذبذبة في سقف الحلق ومؤخر اللسان والأنسجة القريبة منها، حيث تكون هذه الأنسجة في حالة استرخاء كامل أثناء النوم، وعندما يندفع الهواء إلى الداخل ثم يطرد مرة أخرى عن طريق الأنف أو الفم أو «كليهما» مما يحدث اهتزاز في الأنسجة يؤدي إلى انبعاث صوت مزعج، وهو صوت الشخير المعروف بـ «سيمفونية إزعاج ليلية».

 

أسباب الشخير:

ثمة أسباب تؤدي إلى أصوات منكرة تشبه صرير آلة تحميل الأخشاب، ويعود ذلك إلى قانون الجاذبية الذي اكتشفه «نيوتن» ولا سيما إذا كان صاحب المشكلة ينام على ظهره، ففي هذه الحالة، تؤثر الجاذبية في النسيج الرخو الموجود في مجاري الهواء العلوية، والذي يسقط هو أو اللسان على الحلق ويعيق دخول الهواء، وغالباً ما يحدث ذلك بسبب زيادة وزن الشخص المعني، أو لأنه يتناول المشروبات الكحولية ليلاً.. ناهيك، أن السبب الرئيسي لكي يتنفس ـ المريض ـ عن طريق فمه، هو انسداد الأنف، مما يجعل تيارات الهواء تمر عن طريق الفم، محدثة اهتزازات لسقف الحلق الرخو، وبالتالي يحدث الشخير. إضافة إلى أسباب أخرى من عيوب خلقية كاعوجاج الحاجز الأنفي، أو ضيق فتحتي الأنف الخارجيتين، مما يؤدي إلى تقليل كمية الهواء المارة عن طريق الأنف، مما يجبر المريض على التنفس بطريق الفم. وكذلك إلى أسباب مثل قصر الرقبة وتشوه الفقرات العنقية والسمنة، ونقص الكالسيوم. إلا أن أهم أسباب الشخير لدى الأطفال، تضخم اللحمية خلف الأنف، أو تضخم اللوزتين.

 

كيف نخفف من حدة الشخير؟

ثمة نصائح تخفف على الأقل من صوت المنشار ـ الشخير ـ ليصبح كصوت حفيف أوراق الشجر في ليل خريفي غائم..

1. مارس الرياضة يومياً: إن من يمارسون الرياضة يومياً، قلما يصابون باحتقان في مجاري التنفس العلوية، فالرياضة تحسن الحالة الصحية للأوعية الدموية، وتقوي القدرة على التنفس وسعة استيعاب الرئتين لكمية أكبر من الهواء، مما يجعلك تتغلب على المشكلات المسببة للشخير، ولكن يجب تجنب الرياضة قبل النوم مباشرة، لأنها تترك الجسم مشحوناً على نحو يمنع النوم غالباً. 

2. توقف عن التدخين: يرى الأطباء «إذا كنت تدخن وأنت تشخر»، فعليك التوقف عن التدخين، لأنه يسبب تغييرات في نسيج جهازك التنفسي الذي يتحمل مسؤولية الشخير.. وهكذا، فإن التبغ يزيد الاحتقان في أنفك وحلقك، ويزيد من تورم الأغشية المخاطية للحلق ولمجاري الهواء العلوية كما أنه، أي التبغ يقلل كمية الأوكسجين الداخلة إلى الرئتين. 

3. تجنب النوم على ظهرك: النوم على الظهر ـ خاصة للأشخاص ذوي الاستعداد للشخير ـ يؤدي إلى سقوط اللسان إلى الوراء وانفتاح الفم أثناء النوم، لذا يفضل النوم على أحد الجنبين. 

4. تجنب النوم في الأماكن التي تدفأ مركزياً، وكذلك السيارات المكيفة بالهواء. 

5. تناول مهدئات. يمكن تناول المهدئات الطبيعية قبل النوم، مثل كوب الحليب الساخن، وكذلك عمل حمام ساخن للقدمين.. واحذر الحبوب المنومة، ولا سيما الحبوب المضادة للحساسية، أما إذا كنت مضطراً لتناول حبوب مضادة للحساسية، فعلى الطبيب أن يصف لك نوعاً ذا تأثيرات جانبية ضعيفة، وعموماً حاول أن تتجنب الأدوية التي تجعلك تشعر بالنعاس نهاراً، لأنه سيجعلك تصدر شخيراً مزعجاً ليلاً.. 

6. نم لفترة أطول: من المعروف، كلما قلت ساعات النوم، كلما ازداد احتمال الشخير، لذا يمكنك أن تحل المشكلة، إما بالنوم قبل موعد نومك بساعة واحدة، أو حاول أن تتأخر في الاستيقاظ ساعة واحدة أيضاً. 

7. نم على فراش صلب ومكتتر: عليك تبديل الفراش أو تنجيده، كلما أصبح مرتخياً وغير مريح، فالفراش الصلب أو المكتتر، يساعد على إبقاء رقبتك مستقيمة، كما يقلل من الانسدادات في مجرى الهواء العلوي لديك. ويفضل كذلك، أن يكون الفراش مرفوعاً قليلاً من جهة القدمين، مما يخفف اهتزاز النسيج الذي يغلق جزئياً فتحة مجرى الهواء. حيث يمكنك وضع جسم ما ـ قطعة خشب مثلاًـ تحت الطرف الآخر من الفراش. 

ارفع رأسك قليلاً: إن رفع الرأس قليلاً أثناء النوم، يساعد على تغيير زاوية النوم بين الرأس والجسم وبالتالي يسهل التنفس، ويقلل احتمال الشخير..

 

متى يجب مراجعة الطبيب:

عندما يشتد الشخير يرافقه أحياناً التوقف عن التنفس مؤقتاً، ولا سيما بين ثقيلي الوزن ومتوسطي العمر، علماً أن هذه الظاهرة (الشخير) يمكن أن تؤدي أحياناً إلى الموت، لذا يجب مراجعة الطبيب. وكذلك فإن الشخير المتكرر، يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشكلات طبية خطرة من ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وآلام الرأس، والتعب الزائد، إضافة إلى تغييرات في الشخصية.. وهذه الحالات تستدعي مراجعة الطبيب، إذا استمر الشخير مما تستوجب المعالجة:

 

علاج طبي:

ثمة أمراض من نزلات البرد والتهاب الحلق المزمن والتهاب اللوزتين وغيرها، حيث تتم معالجتها طبياً. إلا أن ثمة أجهزة حديثة يمكن بواسطتها التخلص من الشخير، حيث تمكنت إحدى الشركات السويدية من إنتاج جهاز لعلاج الشخير، وهو عبارة عن جهاز كهربائي صغير، يضعه من يعاني من الشخير تحت وسادته وهو نائم، ويبدأ الجهاز في إحداث ذبذبات معينة عند تعرضه لمستوى معين من الصوت، وعندئذ يندفع النائم إلى التقلب بشكل تلقائي، ويتوقف الشخير. ـ

 

علاج جراحي:

أما في حالات تضخم اللحمية أو تضخم اللوزتين أو اعوجاج الحاجز الأنفي، فتجرى عملية جراحية لاستئصال اللحمية أو اللوزتين، كما تجرى عملية لإصلاح الحاجز الأنفي، وقد تجري عملية استئصال كلي أو جزئي للهاة «وهي الجزء الخلفي من سقف الحلق الرخو» في حالة تورمها أو استطالتها.. ـ

 

علاج بالأشعة والمناظير الضوئية:

تفيد النتائج التي تم التوصل إليها في كلية الطب بجامعة «عين شمس» المصرية، إلى تحقيق نجاحات مرتفعة في علاج انسداد الأنف المصحوب بالشخير وذلك من خلال المنظار الضوئي وأجهزة الكمبيوتر الخاصة لقياس مساحة وحجم مقاطع الأنف، ولا سيما استخدام أشعة الليزر. علاج الشخير يحتاج لخطة: إن أكثر أسباب انسداد الأنف والشخير، لحمية الأنف وتضخم غضاريف الأنف والغشاء المبطن لها، واعوجاج الحاجز الأنفي وحساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية وتضخم لحمية البلعوم وأحياناً أورام الأنف، ونظراً لانتشار الشخير في العالم، باعتباره يصيب 20% من الذكور في سن الثلاثين، و60% في سن الستين، أما الإناث فيصبن به بنسبة 5% في سن الستين، هذا من جهة، وللأعراض الخطيرة الناتجة عن هذه الظاهرة، فقد يتوقف التنفس لمدة دقيقة، مما ينتج عن ذلك صداع وخمول وميل للنوم في النهار، مما يجعل النوم متقطعاً في الليل، وبالتالي يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدم، حيث يؤثر على كفاءة القلب والدورة الدموية والمخ والرئتين وينتج عن ذلك، ارتفاع ضغط الدم واضطرابات في ضربات القلب.. وخاصة أن المدخنين أكثر الناس عرضة لظاهرة «الشخير» حيث يفسد ـ الدخان ـ قيام العضلات بوظيفتها، وكذلك مدمني الكحوليات والمخدرات، وبعض العادت السيئة، كالأكل متأخراً وبكميات كبيرة والعمل على تغطية الوجه أثناء النوم وزيادة عدد النائمين في مكان واحد، وعدم تهوية مكان النوم، تعد أسباباً تساعد على توقف التنفس المتقطع، وكما أشارت التصريحات الطبية، أن السمنة تعد أحد عوامل الإصابة بانسداد الأنف المصحوب بالشخير خاصة أثناء النوم. ولمعالجة هذه الأسباب، بغية التخلص من الشخير لا يمكن إلا بناءً على خطة علاجية مناسبة ولكل حالة على حدة، ووفق تشخيص سليم..

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply