الطب الإسلامي : الوضع الراهن والتوقعات المستقبلية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة:

الطب الإسلامي هو من أشهر ما عرفه الغرب عن التراث الإسلامي. فلم يهل القرن التاسع الهجري إلا وكان العرب يفاخرون بما لديهم من مدارس حديثة لتعليم ا (طب ومستشفيات متخصصة لعلاج مختلف الأمراض. والعرب هم الأصل في نشأة علم العقاقير (الأقرباذين) كما يرجع إليهم الفضل في قيام المنهج التجريبي في الطب باستخدام الحيوانات (1).

 

وكانت الحقائق العميقة التي تضمنها القرآن والحديث هي الدفعة القوية وراء تطور الطب في الإسلام؟ إذ كان الطب يعتبر من الأشياء المقدسة لنشأته عن الرسول نفسه (2).

وبما أن التطور الثقافي والفكري لأي مجتمع من المجتمعات يعتمد على استقراره السياسي وتقدمه الاقتصادي والتزامه بعقائده، أي بحميته الدينية، فلقد عانى القلب في البلدان الإسلامية من نفسه المصير الذي غشى مجتمعات هذه البلدان، فمع زوال الهيمنة السياسية كانت هناك فترة انحسار تلتهما فترة ركود دامت طوال السبعة قرون الماضية.

 

ومع تقدم بلدان العالم الثالث وتطور التصنيع فيها وما يرافق ذلك من تحديث وسائل الإنتاج واستخدام التكنولوجيا الغربية، فمن المحتم أن تظهر في هذه البلدان كثير من المشاكل التي تفرزها نظم الغرب. ويتضح هذا بصفة خاصة من انتشار أنماط من الأمراض ترثها الدول النامية عن الدول المتقدمة.

ولقد اضطرت معظم البلدان الإسلامية تحت ق وطأة الحكم الأجنبي المستعمر إلى اتباع نظم التعليم المطبقة في الغرب، واعتماد النظم الأجنبية في إعداد الأطباء وغيرهم ممن يعملون في مجال الخدمات الطبية.

وفي مجال العلاج أيضا نجد أنه من الطبيعي، في ظل هذه الظروف أن تنقاد هذه الدول النامية لنفس الوسائل العلاجية التي يطبقها الغرب، مع تعارض الكثير منها مع مبادى الطب النبوي التي أوصى بها القرآن وأوصت بها السنة ال

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply