أهل السوء يطاردونني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قد يقول بعض الناس: أريد أن أتوب ولكن أهل السوء من أصحابي يطاردونني في كل مكان، وما أن علموا بشيء من التغيير عندي حتى شنّوا عليّ حملة شعواء وأنا أشعر بالضعف فماذا أفعل؟!.

 

ونقول لك: اصبر فهذه سنة الله في ابتلاء المخلصين من عباده ليعلم الصادقين من الكاذبين وليميز الله الخبيث من الطيب. ومادمت وضعت قدميك على بداية الطريق فاثبت..

 

وهؤلاء شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض لكي يردوك على عقبيك فلا تطعهم إنهم سيقولون لك في البداية هذا هوسٌ لا يلبث أن يزول عنك وهذه أزمة عارضة والعجب أن بعضهم قال لصاحبه في بداية توبته عسى ماشر!!

 

والعجب أيضاً أن إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد مزيداً من الآثام اتصلت به بعد فترة وقالت: عسى أن يكون زال عنك الوسواس؟

 

والله يقول: (قل أعوذ برب الناس.. ملك الناس.. إله الناس.. من شر الوسواس الخناس.. الذي يوسوس في صدور الناس.. من الجنة والناس.. )

 

فهل ربك أولى بالطاعة أم ندماء السوء؟ وعليك أن تعلم أنهم سيطاردونك في كل مكان وسيسعون لردك إلى طريق الغواية بكل وسيلة ولقد حدثني بعضهم بعد توبته أنه كانت له قرينة سوء تأمر سائق سيارتها أن يمشي وراءه وهو في طريقه إلى المسجد وتخاطبه من النافذة 0

 

هنالك (يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة).. سيسعون إلى تذكيرك بالماضي وتزيين المعاصي السابقة لك في بكل طريقة من ذكريات، وتوسلات، وصور، ورسائل..

 

فلا تطعهم واحذرهم أن يفتنوك.. وتذكر هنا قصة كعب بن مالك الصحابي الجليل - رضي الله عنه - لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحابة جميعاً بمقاطعته لتخلفه عن غزوة تبوك حتى يأذن الله، أرسل إليه ملك غسّان الكافر رسالة يقول له فيها:

(أما بعد، فانه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك)..

يريد الكافر استمالة المسلم حتى يخرج من المدينة ويضيع هناك في ديار الكفر.. ما هو موقف الصحابي الجليل؟

 

قال كعب: (فقلت حينا قرأتها: وهذه أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور (الفرن) فسجرتها (أحرقتها) وهكذا أعمد أنت أيها المسلم من ذكر وأنثى إلى كل ما يرسل إليك من أهل السوء فاحرقه حتى يصير رماداً وتذكر وأنت تحرقه نار الآخرة.. (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply