أجر الدعاة وأخلاقهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقال - عليه الصلاة والسلام -: من دل على خير فله مثل أجر فاعله أخرجه مسلم في الصحيح وهو يدل على أن من دعا إلى الخير وأرشد إليه كان له مثل أجر فاعله، وهذه فضيلة عظيمة للدعوة وشرف عظيم للدعاة أن الله - سبحانه وتعالى- يعطيهم مثل أجور من هداه الله على أيديهم.

 

فيا له من خير ويا له من فضل ويا لها من منزلة. فيا أخي ادع إلى ربك وإلى دينك وإلى اتباع نبيك - عليه الصلاة والسلام - يحصل لك مثل أجور من هداه الله على يديك هذه مزية عظيمة وفضل كبير وفي ذلك حث وتحريض للدعاة على الدعوة والصبر عليها إذا كنت تحصل بذلك على مثل أجور من هداه الله على يدك فحقيق بك أن تشمر وأن تسارع إلى الدعوة وأن تصبر عليها وفي هذا خير عظيم وقال - عليه الصلاة والسلام - فيما رواه مسلم أيضا في الصحيح من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وهذا أيضا فضل عظيم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه وهذا مثل ما تقدم في حديث: من دل على خير فله مثل أجر فاعله

 

وهذه الأحاديث وما جاء في معناها فيها الحث والتحريض على الدعوة وبيان فضلها وأنها في منزلة عظيمة من الإسلام وأنها وظيفة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وقد بعث الله - تعالى - الرسل جميعا دعاة لله - عز وجل - ومبشرين بدينه ومنذرين من عصاه فحقيق بك أيها المؤمن أن تسير على منهاجهم الصالح، وأن تستمر على طريقهم الواضح بالدعوة إلى الله والتبشير بدينه، والتحذير من خلافه، وإنما يتم هذا الفضل ويحصل هذا الخير ويتضاعف، بالصبر والإخلاص والصدق فمن ضعف صبره أو ضعف صدقه أو ضعف إخلاصه لا يستقيم مع هذا الأمر العظيم.

 

ولا يحصل به المطلوب كما ينبغي، فالمقام يحتاج إلى إخلاص فالمرائي ينهار ولا يثبت عند الشدائد، ويحتاج إلى صبر فذو الملل وذو الكسل لا يحصل به المقصود على التمام، فالمقام يحتاج إلى إخلاص وإلى صدق وإلى صبر، كما قال - سبحانه وتعالى-: قُل هَذِهِ سَبِيلِي أَدعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ, وكما قال - سبحانه -: يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وقال - عز وجل -: وَاصبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ فلا بد من الصدق كما قال - عز وجل -: هَذَا يَومُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدقُهُم ولا بد من الصبر كما قال - جل وعلا -: وَاصبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وكما قال - سبحانه -: وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. فالدعاة إلى الله - عز وجل - إذا صبروا وصدقوا وكانت دعوتهم على علم وعلى بصيرة، صاروا أئمة للناس يقتدى بهم في الشدة والرخاء، والعسر واليسر، كما سبق في قوله - تعالى - وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ

 

فعليك يا عبد الله بالصبر على دعوتك وإيمانك وعملك الصالح وعليك باليقين في أعمالك. كن على بصيرة. تعلم وتفقه وتثقف في الدين وكن على بينة في أمورك حتى تكون دعوتك عن صبر وعن يقين، وبهذا تكون إماما يقتدى به. وتكون إماما وقدوة وأسوة صالحة في أعمالك الطيبة وسيرتك الحسنة، وبهذا ينتهي الكلام على فضل الدعوة وهو الشق الأول

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply