فضفـضة مشاعر من أخ لإخوانه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده أما بعد:

إخواني اسمحوا لي قليلاً لكي أفضفض عن بعض مشاعري تجاه بعض الشباب ويعلم الله وحده أني ما قلت هذا الكلام إلا محبةً لكم في الله لكن اعتبروها عتاب من أخ كبير لإخوانه الصغار أو لوم من أخ صغير لإخوانه الكبار نعم والله أنتم إخواني وأحبابي في الله فتحملوا قسوتي في الخطاب وسوء تعبيري في الكلام..

 

أيها الإخوة الكرام: نحن قادمون على الله بلا شك فبماذا نقدم عليه - جل جلاله - هل أعمالنا تسرنا في ذلك اليوم أم لا، هل تحملنا المسؤولية المناطة بنا وهي نيابة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته في نشر دينه (ليبلغ الشاهد منكم الغائب) هل نحن بالفعل نواب عنه - صلى الله عليه وسلم - كلنا أو بعضنا من منا قام بواجبه المناط به تجاه ربه ودينه

 

يا إخوان الدين مسؤولية من؟! أليس هذا ديني ودينك، أليس الله استخلفنا في الأرض، أليس أخر الأنبياء نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، أليس أخر الأمم أمتنا، أليس أخر الأديان ديننا، أليس أخر الكتب كتابنا، أليس الله يقول (فَلَنَسأَلَنَّ الَّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِم وَلَنَسأَلَنَّ المُرسَلِينَ) منهم الذين أرسل إليهم؟، أليس الرسول يقول (بلغوا عني ولو آية) أليس الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قلدنا الأمانة فقال اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، إلى من هذه النصوص والآيات لمن نترك هذا الدين حتى يقوم بنشره هل تفكرنا فيها ولو قليل أهل الباطل يعملون وأهل الحق نائمون

 

أخي لماذا لا نقوم بواجب الدعوة إلى الله، إلى من تركنا أمر الدعوة ونشر الدين للعلماء والدعاة فقط وأنت لماذا لا تشارك لماذا لا يكون هذا الأمر هم يخالط قلوبنا لماذا لا نغتم إذا رأينا التقصير في جيراننا وإخواننا المسلمين لماذا لا نتفقد أبناء عمومتنا وأقاربنا ونذكرهم بالله، لماذا نجلس المجالس الكثيرة ولا نذكر الله فيها إلا قليلا لماذا لا نجعل من أنفسنا قدوات يقتدى بنا في أخلاقنا ومعاملتنا مع الأهل والأقارب والناس عامة..

 

لماذا التقصير في الأوراد والأذكار؟ لماذا التقصير في قيام الليل؟ لماذا التقصير في صلاة الضحى؟ لماذا التقصير في قراءة الجزء اليومي؟ لماذا التقصير في صيام النوافل؟ لماذا التقصير في الصدقة؟ لماذا التقصير في السنن الرواتب؟ لماذا التكاسل في الوتر؟ لماذا التكاسل في الدعاء بين يدي الله؟ لماذا التقصير في طلب العلم؟ لماذا التقصير في الجلوس مع الأهل ومذاكرتهم؟ لماذا التقصير في حفظ كتاب الله؟ أين جلسات التفكر؟ أين الخلوة بالله؟

 

زهدٌ في السنن وتوسع في المباحات وارتكاب للمحظورات وتهاونٌ في الأوامر وترف في المركب والملبس والمطعم.....!!

 

لماذا لا نكون مستقيمين كما أمرنا الله – سبحانه - (فَاستَقِم كَمَا أُمِرتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) لماذا لا نكون بحق مستقيمين كما يريد الله وكما يحب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -\"لوددت أني رأيت إخواني\"

 

بسبب التقصير في كثير من الأوامر أبعدت سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من كثير من بيوت المسلمين وأدخلت سنن اليهود والنصارى فيها فترى كثرة المنكرات الظاهرة والباطنة في بيوتنا لغياب الحق لكن لو أدخلت سنة حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - لزهق الباطل وخرج ذليلاً..

 

صارت أحوال المسلمين والجهاد في سبيل الله مجرد أخبار تتابع لا قلباً يحترق ونفسٌ تتوق للمشاركة في ساحة الجهاد في سبيل الله وبمجرد أن ينقضي المجلس وينصرف الجميع وقد ضحكوا ملء الأفواه، وأكلوا ملء البطون، وكأن شيء لم يحدث..

 

لماذا يغلب على مجالسنا الغيبة وأكل لحوم الناس حتى أصبحت عطرها الفواح غيبة العلماء والدعاة والأمراء وعامة الناس نجلس في المجلس ونقوم وأكثر كلامنا عن الدنيا وأخبار البيع والشراء والسيارات ولا نذكر الله إلا قليلا في مجالسنا..

 

أفمن هذا حاله، يرجى أن يكون مسؤول عن أمة الإسلام!!

أم هل يمكن أن يؤثر في نفسه وأسرته فضلاً عن مجتمعه؟!

لنراجع حسابتنا ولنعلم أننا جميعاً مسؤولين عن هذا الدين رجالا ونساء فمن يقوم بأمر هذا الدين سوى أبنائه.. ومن أبنائه أنت! فماذا قدمت له!؟.

 

ارجوا المعذرة لقسوتي على إخواني وأحبابي..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply