هكذا علمنا السلف ( 20 _ 21 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 النفوس تتكدر أما المشرب فزلال:

 أبعد الصفاء ومحض الإخاء                  يقيم الجفاء بنا يخطب

وقد كان مشربنا صافيــــا                  زماناً فهل كدر المشرب

 

أنت وقف في سبيل الله:

قد وقعت أخي الحبيب عقداً مع الله والثمن والمثمن جلي أمامك فهل يليق بك أن تتراجع وتطالب في فسخ العقد! لا أتصور ذلك ، ولكن الغفلة وغلبة الأعمال وكثرة الخلطة وقلة الناصح وندرة الموجه والمحاسب تجعلك تنسى بأنك قد بعت نفسك وأصبحت وقفاً على محبوبات الله أنى استقلت ركائبها واتجه بك ربانها.

 

قال تعالى: { إِنَّ اللهَ اشتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}.

 

(( والنبي - صلى الله عليه وسلم- كانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكراَ، وأعظمهم عند الله قدراً)).

 

أنت أجير عند الله:

  فان لم يستطع الدعاة اليوم النصر فحسبهم أنهم (( أجراء عند الله º أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا : عملوا وقبضوا الأجر المعلوم ! وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير )).

 

خذ ما تعرف ودع متنكر:

خذ ما كنت تعرف ودع ما كنت تنكر تعبدا لله تعالى: ( ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، وكن يقظاً حذراً من أن تسقط في فتنة أو تساهم في نشرها، فإن من تعرض للفتن نسفته فهن النسافات، واعلم أن بداية الفتن تأويل، والفتن تتزين لأصحابها إذا أقبلت ولا يعرف شرها إلا إذا أدبرت، ولهذا لا يعقلها إلا الربانيون الذين ينظرون بنور الله ويلتمون شرعه ويخافون على أنفسهم. 

قال الفضيل بن عياض لقوم طرقوا بابه وطلبوا الموعظة، فاطلع عليهم من كوة وهو يبكي، والدموع تتقاطر من وجهه ولحيته، وهو يضطرب، فقال لهم: (( ما بالكم ؟ فقالوا له: عظنا يا أبا علي، فقال: عليكم بالقرآن، عليكم بالسنة، عليكم بالصلاة، ويحكم !!!

هذا الزمان ليس بزمان حديث، وإنما هو زمان: احفظ لسانك، وأخف مكانك وعالج  بالليل، وخذ ما تعرف، ودع متنكر )).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply