القافلة ....إبداع التخطيط وتخطيط الإبداع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بدأت قافلة الخير قبل سنوات خمس، بدأت واثقة الخطى قوية التأثير، راقية الأسلوب والهدف.

إذا أردت وصفها فمن الممكن أن تقول عاصفة الإبداع والإمتاع حد الإشباع وإذا قدر لك أن تدخل إلى ردهات مخيمها فإن الشعور الذي سيعتريك عندها أقل مايوصف بأنه شعور الغبطة لتلك الأيدي التي صنعت ولتلك العقول التي فكرت فأبدعت بتخطيط وخططت بإبداع.

 

 لقد قدر الله عزوجل لي أن أشرف بحضور حفل قافلة الخير عام 1423هـ وعام 1424هـ وكم كان سروري عظيما وأنا أرى تلك النقلة النوعية لهذه القافلة التي تجاوزت مرحلة مايسمى بالوليد ، إنها نقلة نوعية بارعة من خلال عامين اثنين فقط شاهدتهما بعيني فكيف بمن رأى بداية المولد العملاق لهذا الصرح التوعوي الترفيه العملاق الذي يستحق وصف العملاق لأنه بالفعل بدأ عملاقا وسيظل بإذن الله تعالى عملاقا. لقد لفتت قافلة الخير بمسيرتها المباركة خلال الأعوام الفائتة جميع الأنظار إليها ولم يكن ذلك من قبيل المصادفة الإعلامية إن صح التعبير ولا من قبيل المجاملات أو التلميع ولكن الحقيقة تقول أنها لفتت الأنظار إليها في جميع النواحي المتعلقة بها بدءا من الهدف النبيل الذي جعلته نصب عينيها إلى القدرات الإدارية الفذة الكامنة وراء تحريك هذا العمل والتي عملت بروح الفريق الواحد الجامع لمجالات التخصص المختلفة في أسلوب إداري بارع يستفيد من كل طاقة من الطاقات مهما كان حجمها وكل في المجال الذي يتقنه ويبدع فيه مع مراعاة عدم الازدواجية في الأدوار والتداخل في المسؤوليات إضافة إلى القدر العالي من التنسيق الذي أحسب أنه بصمة من بصمات القافلة.

 

 ومما يظهر تميز هذا المشروع تنوع المثيرات فيه من خلال البرامج الجادة الهادفة وبرامج الترفيه البريء وبرامج الأسرة والطفل إضافة إلى المحاضرات المتنوعة والهادفة وكذلك ماحظيت به النساء من نصيب من برامج قافلة الخير فاستحقت أن تكون بذلك عملا إبداعيا متكاملا وشموليا . إن قافلة الخيروهي تكمل دورتها الخامسة تقدم لنا دروسا مختلفة فمن درس تفتيق الطاقات وفن استغلال المواهب إلى درس يقول لنا : هكذا تصنع همم الرجال الذين يستشعرون بعمق عظم المسؤولية الملقا ة على عواتقهم تجاه دينهم وأمتهم وبلادهم، وإلى درس يوضح لنا بجلاء كيف يستثمر المال الاستثمار الحقيقي الذي يعود على صاحبه بالخير العميم في الدنيا والآخرة .

 و الدال على الخير كفاعله والقافلة مشروع من مشاريع الاستثمار الخيري الأخروي الحقيقي وهؤلاء التجار الذين أنفقوا أموالهم في مثل هذا المشروع لن يعدموا الخير وسيجدون ذلك بين يدي الله عزوجل \"يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم\" وحصولهم على ذلك مشروط بالإخلاص لوجه الله عزوجل وحده فقط فما كان لله يبقى وماكان لغير الله يضمحل ويزول وينتهي بانتهاء الغرض الذي قام من أجله .

 ومن الدروس العظيمة التي قدمتها لنا القافلة خلال هذه السنوات درس في كيفية الإبداع بتخطيط وخصوصا وهي مشروع مبتكر ووسيلة حديثة وبارعة في مخاطبة شريحة من أغلى شرائح المجتمع ألا وهي شريحة الشباب تلك الشريحة التي استطاعت القافلة بكل جرأة وقوة وجمال وبهاء أن تصل إليها في أماكنها المعتادة فكسرت الحواجز واقتحمت أسوار القلوب فأقبلت بحب إلى هؤلاء الشباب فاحتضنتهم واحتضنوها في أسلوب تراجيدي مؤثر فحصل ماحصل من التأثر والتأثيرمن خلال مشروع مصاحب وهو برنامج أصدقاء القافلة .

 ومن دروس قا فلة الخير البعد الإعلامي فلقد استطاعت من خلال كادرها الإداري و بحنكة إعلامية يغبطون عليها أن تصنع لمشروعها بعدا إعلاميا مؤثرا طرقت من خلاله وسائل وتقنيات الإعلام الحديث من إعلام مقروء ومسموع ومشاهد ، فمن الصحافة إلى القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية حتى أصبحت القافلة حديث الساعة ليس في المنطقة الشرقية فحسب بل وفي مناطق مختلفة من ربوع بلادنا الطيبة ...

فعلى ماذا يدل هذا الأمر ؟ إنه يدلنا دلالة واضحة على أن التخطيط متقن ومبدع ومجهد في نفس الوقت ويدلنا على الحاجة الملحة للمشاريع الخيرية للوقوف على هذه التجربة الرائدة التي تمثلها قافلة الخير.

 

إنني أعلم يقينا أنني لن أستطيع أن استقصي الفوائد الجمة والدروس المتنوعة التي تقدمها قافلة الخير لقطاع عريض من المجتمع وفي شتى الميادين ويكفي أن هذا المقال الذي كتبته يأتي كبركة من بركات قافلة الخير التي بالفعل استطاعت أن تفتق جميع الطاقات وأن تصهرها في بوتقة واحدة لتحقيق أهداف نبيلة ، وإن كنت أنسى فإنني لا أنسى الدور الفعال لمؤسسة التعليم الفني والمهني وإدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية والمعهد الثانوي التجاري بالدمام وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والقطاع العريض من التجار والكثير من المخلصين الذين لايعرفهم كثير من الناس لكن حسبهم أن رب الناس يراهم ويعرفهم فبارك الله في تلك السواعد الأبية والقلوب المخلصة الندية وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء بعد أن تسببوا في وجود قافلة تدعىقافلة الخير ولكن أي قافلة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply