بين يدي ذكرى الإسراء والمعراج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

يبدو أن العالم كله يحتفل هذه الأيام بين يدي ذكرى الإسراء والمعرج، ولكن كل حسب طريقته الخاصة!

أمريكا وحلفاؤها يحتفلون بشن حرب صليبية جديدة باسم القضاء على الإرهاب! بينما أمريكا هي (الراعي الرسمي) للإرهاب الصهيوني اليومي بحق أهلنا في فلسطين لمحتلة. أمريكا الآن تحتفل بضرب بلد إسلامي وتستمتع بسفك دماء المسلمين. وتستعد أمريكا في الوقت الراهن لتوسيع دائرة المعركة ضد الإرهاب، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة حركتان إرهابيتان يتوجب تجفيف منابعهما المالية وملاحقتهما لقيامهما خلال العامين الماضيين بما سماه (هجمات إجرامية وإرهابية على الأبرياء).

أوروبا تحتفل وتسارع في تأييد الإرهاب الأمريكي، ولا عزاء للمسلمين.

بعض حكومات الدول الإسلامية سقطت في الشرك الأمريكي خوفا من (العصا) أو طمعا في (الجزرة) ولم تحفل بحكم الإسلام في مساعدة الكافر على المسلم!

السلطة الفلسطينية تحتفل بشكل آخر فهي الآن تتنازل وتستجيب للضغوط الأمريكية والصهيونية لوقف الانتفاضة والمقاومة ولو باعتقال أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد الذي حمل على عاتقه عبء المعركة وقدم في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وتعلن في بيان لها صدر مؤخرا بأنها ستتخذ إجراءات حاسمة بحق من يخرق وفق إطلاق النار، وتعتبر مقاومة الاحتلال خدمة لمخطط شارون وخروجا عن المصلحة الوطنية!!

يبدو أن هناك احتفالا من نوع آخر في بعض الدول الإسلامية، حيث وجدت دعوة وزير الخارجية الأمريكي (بوجوب تجفيف منابع المال لحركتي حماس والجهاد) صداها عندهم، فأُقفلت حسابات واستُهدف العمل الخيري في تلك الدول بحملة مشبوهة!!

وفي المقابل (وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة) فإن احتفالات من نوع آخر نراها في العالم الإسلامي، أصحاب هذه الاحتفالات هم:

الفئة المؤمنة التي أبت إلا التمسك بحقوق المسلمين ومقدساتهم، ولو كلفهم ذلك المال والنفس والولد،

فئة آمنت بعزة الأمة الإسلامية، ووثقت بنصر الله -عز وجل- القائل: (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) والقائل: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) والقائل: (وما النصر إلا من عند الله) والقائل: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).

فئة آمنت بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".

المجاهدون في فلسطين المحتلة يحتفلون بين يدي ذكرى الإسراء والمعراج بعمليات نوعية جريئة، وبتطوير مستمر لأساليب الجهاد والمقاومة، وبإصرار أكبر على الاستمرار بالمقاومة حتى يستعيد المسلمون حقوقهم في فلسطين المباركة (أرض الإسراء والمعراج).

المجاهدون في أفغانستان يحتفلون بين يدي الذكرى بمزيد من الإصرار واليقين بأن دولة الظلم والاستكبار لا تخيف المؤمن، وأن السنة الربانية تقتضي هزيمة المستكبر الظالم المعتدي.

المسلمون المخلصون في أنحاء العالم يحتفلون أيضا، بمزيد من الوعي والإصرار على دعم المجاهدين في كل مكان، خاصة في فلسطين المباركة، ويعلمون يقينا بأن زكاة أموالهم أحق من تصرف له في هذه الأيام هم المجاهدون المقاتلون في أرض الإسراء والمعراج.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply