البرلماني الهولندي ... والقرآن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في هذه المقالة نحاول أن نسلط الضوء على ما قاله البرلماني -خيرت فيلدرز- Geert wilders: عن القرآن الكريم، في مقالة، بعث بها بتاريخ 8 أغسطس 2007 م، إلى صحيفة De Volkskrant صحيفة الشعب الواسعة الانتشار، والمشهورة في هولندا، إن لم تكن أشهر الصحف على الإطلاق، تحت عُنوان "كفاية يعني كفاية" يقول فيها:

"امنعوا القرآنº القرآن كتاب فاشيّ يدعو إلى العنفº لذلك يجب أن يُمنع مثل كتاب "كفاحي"[1].

أنادي منذ سنوات قائلاً: إنه لا يوجد إسلام معتدل، ومن يشكّك في كلامي بإمكانه قراءة كلام الكاتبة الإيطالية أوريانا فلاسي Oriana Fallaci، التي تُوُفّيت -مع الأسف الشديد- السنة الماضيةº فقد أعلنت من نيويورك -في 22 من نوفمبر 2005 في أثناء تسلمها جائزة كفاحها في مواجهة الإسلام الفاشيّ من أجل الحرية-: أنه لا يوجد إسلام معتدل.. لا يوجد!!

هذا لأنَّه لا يوجد إسلام جيد وإسلام سيئº بل هناك إسلام واحد فقط، والإسلام هو القرآن، ولا شيء آخر سوى القرآن، والقرآنُ هو مثل كتاب "كفاحي" كتاب عقيدة، تريد القضاء على الآخر، العقيدة التي تُسَمِّي الآخرين غير المسلمين بالكلاب أو أدنى المخلوقات.

اقرأ القرآن "كفاحي" مرة أخرى بأي طريقة كانت، سوف ترى الضرر والأذى الذي يلحقه أبناء الله[2] بنا وبأنفسهم، وكل ما يفعلونه مستخلص من القرآنOriana Fallaci، the force of Reason post script، pag.305.Febr.2006).

إحسان جامي كلب غير مؤمن[3] وهو ضد عقيدته، وقد تَجَرَّأ، وجعل النبي محمدًا مُجرِمًا، وكذلك جعل بعض ما ورد في القرآن تخلفًا، وهذا الشخص كان قد كوَّن لجنة للكلاب التي على شاكلته الذي يعملون في مواجهة عقيدتهم.

والله قد شرع عقوبة الإعدام لأمثال هؤلاء، الذين هم على غير عقيدتهم.

ففي السبت الماضي كان هذا على وشك أن يُصبح حقيقة واقعية، فقد هاجم مغربِيَّان وصوماليُّ الكافر جامي، وضربوه حتى أَدمَوه.

كفاية يعني كفاية، دعونا نترك المناورات السياسية جانبًا، ولنكن حازمين، إنه شيء جيد أن يكون لجامي حماية خاصة الآن، ولكن من المؤسف أنه لم يحصل عليها من قبل.

لكن هذا لا يحل صميم المشكلةº لأن المشكلة تكمن في الإسلام الفاشي، الأيديولوجية المريضة، أيديولوجية الله ومحمدº كما هو موجود في "كفاحي الإسلامي" (القرآن).

ففي مُختَلِف السور هناك نداء للمسلمين، ومطالبة بالملاحقة والضغط والقتل لكلٍّ, من اليهود والمسيحيين والكفار الآخرينº غير المؤمنين جميعًا، ومُطالبة للمؤمنين -أيضًا- بأن يضربوا النِّسَاء ويغتَصِبُوهن، ومطالبة بتثبيت أركان الدولة الإسلامية على وجه المعمورة بالعنف، سُوَر تطالب كثيرًا من المسلمين بالتحريض على القتل والفساد.

امنعوا هذا الكتاب الجالب للمشاكلº مثل كتاب "كفاحي"، أعطوا إشارة لملاحقي جامي، الذين هاجموه وللإسلاميين الآخرين بأنَّ القرآن في بلدنا لن يكون ملهمًا لاستخدام العنف على الإطلاق.

إن ما يَجعَلُني أشعر بالخجل الشديد هو موقف الساسة الهولنديين الذين يحاولون بسذاجة- التعويل على الإسلام المعتدل، وهذا ما يتعذَّر وجودُهº فهذا الإسلام لا يجلب لبلدنا غير اللعنة والجحيم.

كما يؤسفني هؤلاء الذي هم داخل الحكومة والبرلمان وخارجهما، هؤلاء الذين يرفضون وضع حد للهجوم الإسلامي على هولندا، ومما يُخجِلُني أيضًا- أن السياسة الهولندية تقبل بالجرائم التي تقوم بها الجالية الأجنبية[4] هنا يومًا بعد يوم دون أن يكون لها أي جواب عن هذا الموضوع.

دنهاخ[5] مدينة مليئة بالجُبناء، أناسٌ خائفونº وُلِدُوا جُبَناءَ، وسيموتون جُبَناءº فهم الذين يشجعون على أن ترتكز الثقافة الهولندية على العادات والثقافات: (اليهودية والمسيحيَّة والإسلامية)[6].

- وهم الذين منحوا عفوًا عامًّا للكذابين والمجرمين[7].

- وهم الذين يديرون وجوههم عندما يُضرب كل يوم تقريبًا الشَّاذون جنسيًّا، ولا يفعلون شيئًا.

- وهم الذين يتحدثون مع ممثلي حركة حماس الإرهابية.

- وهم الذين يُنَفِّذون وينجزون الأعمال من أجل الديكتاتور الملك المغربي.

- وهم الذين يعدون المتشددين المتزمتين من الإخوان المسلمين شركاءَ حوار.

- وهم الذين يسمحون للمسلمين أن يرفضوا علاج نسائهم أمام الأطباء الذكور.

- هؤلاء الذين لا يهمهم شيء بالنسبة للمواطن الهولندي، بأن تتحول هولندا إلى (هوبية)[8]كمحافظة من دولة إسلامية عظيمة هي Eurobie أوروبا عربية (أوروعربية).

أنا ممتلئ غيظًا من الإسلام في هولندا.

لا أريد مهاجرًا مسلمًا آخر في هولندا.

لديّ الكفاية من عبَّاد الله ومحمد في هولندا.

لا أريد مسجدًا آخر بعد.

لدي الكفاية من القرآن في هولندا.

امنعوا هذا الكتاب الفاشي.. كفاية يعني كفاية".

وبعد يوم من نشر المقالة للبرلماني ذكرت جريدة مترو metro، الصادرة بتاريخ 9 من أغسطس 2007 أن ثلثي مؤيدي البرلماني يوافقونه الرأي بأن يُمنَع القرآن نهائيًّا في هولندا.

كما ذكرت جريدة spits، بنفس التاريخ بأن المنظمات السياسية والإسلامية قد رفضت آراء البرلماني بشدة.

 

وقد قال السيد إدريس من مؤسسة الإسلام والحوار:

"إن حُجَّة البرلماني بأن (القرآن يلهم المسلمين العنفº لذلك يجب أن يُمنَع)، فَحَسَبَ هذه النظرية يجب أن تُمنَع كتبُ الأطفال في المدارس، وألعابُ الكومبيوتر، والرواياتُº كل هذا يجب أن يُمنعº لأن كل ذلك يمكن أن يكون مصدرَ إلهام لإشعال الحروب، أو استخدام للعنف"!

كما ذكرت الجريدة بأنَّ محاميين هولنديين قَدَّمَا دَعوَيَينِ قضائيتين ضد البرلماني، المحامية الأولى من مدينة لليستاد Lelystad، والمحامي الثاني من مدينة روتردام Rotterdam، وقد ذكرت في الدَّعَاوى أن البرلماني يدعو إلى الكراهية بين أفراد المجتمع الهولنديº ويدعو إلى العنصرية.

وفي تعقيبه على الدعاوى قال البرلماني: بأن هذا شيء محزن، فأنا لا أدعو إلى الكراهيةº بل أدعو إلى منع القرآن، وهذا رأي سياسي، وأنا عضو في البرلمانº لأعبر عن نفسي (متروmetro).

وقال برلماني آخر عن حزب VVD يمين وسط -معلقاً على آرائه-: "إن البرلماني (فيلدرز) قد ضل الطريق".

بينما ذكر برلماني آخر عن حزب CDA بأن التصريحات لافتة للنظر، وقال السيد خيرون في المجلس الإسلامي الاستشاري: إن السيد (فيلدرز) لطالما قال بأن القرآن كتاب سيئ، وأعتقد بأنه سيطالب -لاحقًا- بمنع التوراة والإنجيل في هولندا أيضًا!

بينما قال السيد جُمعان من جمعية CMO: "إن السيد (فيلدرز) يريد بتصريحاته تكوين شباب إسلامي راديكاليº ليتمكن من أخذ الإجراءات المناسبة بحقهم".

في حين إن الحكومة قد بينت رأيها على لسان وزيرة الاندماج السيدة إللا فوقيلافElla Vogelaav قائلةً:

يجب أن يكون واضحًا جدًّا بأنَّ مسألة منع القرآن في هولندا ليس واردًا بالنسبة للحكومة إطلاقًا، لا الآن.. ولا في المستقبل، لا بل ترى الوزيرة بأن ما قاله البرلماني بمثابة ضرر للرابطة الموجودة داخل المجتمع الهولندي.

وأن هذا يُوَسِّع الهُوَّة بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الهولندي".

 

إن القارئ لتصريحات البرلماني يرى الآتي:

1- أنه ليس متعمِّقًا البتةَ في قراءة ودراسة القرآن والإسلام.

2- تصريحاته لا تَمُتٌّ إلى الحقيقة بصلة.

3- هناك افتراءات واضحة على القرآن.

4- تصريحاته عنصرية تمامًا، ولا يستطيع أن يتملَّص منها مهما أنكر.

أما الإشكالات التي حاول أن يثيرها مثل: الحرية والمرأة و.... إلخ، فقد أجاب عن تلك التساؤلات كثيرٌ من علماء المسلمين، وبيَّنوا علّة الأحكام، إلا أن السيد (فيلدرز) لم يكلف نفسه عناء البحث، فقد كرر وزاد على ما قاله بعضُ المستشرقين غير المنصفين.

ولكن نريد أن نختم بقول الله، ومن أصدق من الله قيلاً:

{لا يَنهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ وَلَم يُخرِجُوكُم مِن دِيَارِكُم أَن تَبَرٌّوهُم وَتُقسِطُوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبٌّ المُقسِطِينَ * إِنَّمَا يَنهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُم فِي الدِّينِ وَأَخرَجُوكُم مِن دِيَارِكُم وَظَاهَرُوا عَلَى إِخرَاجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8، 9].

 

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] يقصد كتاب (كفاحي) للزعيم الألماني أدولف هتلر، والكتاب منع في هولندا بعد الحرب العالمية الثانية.

[2] المقصود بأبناء الله هم المسلمون.

[3] هذا ما قاله البرلماني بالضبط، وهو يقصد بأن جامي في نظر المسلمين كلبº لأنه غير مؤمن، وجامي هذا مرتد ويهاجم الإسلام، وهو رئيس لجنة المرتدين في هولندا.

[4] يقصد بالجالية الأجنبية هنا: المسلمين، مع أنه ليس كل الأجانب في هولندا مسلمين.

[5] (دنهاخ) هي العاصمة السياسية لهولندا، حيث مقر الحكومة والبرلمانº كما أن فيها محكمة العدل الدولية، وهي معروفة عالميا باسم (لاهاي)، أعتقد بأن نداءه هنا شديد الخطر جدًّا، وكأنه ينادي أبناء شعبه، ويطالبهم بطرد المسلمين أو التخلص منهم بأي طريقة كانت.

[6] من المعروف أن القلق يُسَاور الأوساط الأوربية من الاجتياح الإسلامي لأوروبا، وقد صدرت تصريحات من مسئولين كبار في القارة على أن الثقافة الأوربية مرتكزة فقط على الأسس اليهودية والمسيحية، وهذا ما يقوله الفاتيكان ويكرره باستمرار.

[7] ويقصد به العفو العام الذي أصدرته الحكومة الهولندية بما يخص اللاجئين الذين أغلقت ملفاتهم منذ بضع سنين. وقد أعطى العفو العام هذا بعضًا منهم رخص الإقامة ضمن شروط محددة، والبعض الآخر لم يشمله العفو، واللاجئ في السنوات الأخيرة يلاقي الأَمَرَّين في مسيرة حصوله على الإقامة. كما يذكر بأنَّه ليس كُلٌّ اللاجئين مُسلِمين.

[8] ويقصد به هولندا - وعربية وقد دمج الكلمتين في كلمة واحدة من هولندا Nederland وArabië عربية فقال (Nederabië ).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply