الهلال الشيعي والقمر السني !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا شك أن المسلم يفرح بما أنزلته المقاومة اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله بالعدو الصهيوني، ومن قبلهم المجاهدون في أرض الإسراء فلسطين الذين كشفوا للعالم أن المارد الصهيوني ما هو إلا نمر من ورق، ووهم متبدد.

لقد ابتهج الشارع العربي والإسلامي وعبر عن فرحه بعفوية، و بأكثر من طريقة تجاه الفضيحة التي حلت بالجيش الصهيوني على أرض لبنان الصامد.

ولكن بعد أن حل وقف إطلاق النار، وانقشع الغبار، فلا بد من وقفة محاسبة كما أراد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، لمعرفة خبايا هذه الحرب المدمرة التي فُرضت على لبنان، دون سابق إنذار، وهل هي حرب بالأصالة، أم حرب بالوكالة بين قوى أخرى اختارت الملعب اللبناني لتصفية الحساب فيما بينها.

وللإجابة على هذا السؤال فلا بد من العودة إلى أواخر السبعينات الميلادية عندما قرر الغرب سحب البساط من تحت الطاووس الإيراني الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يحكم إيران في ذلك الوقت، بعد أن خرج من بيت الطاعة وأصبح عبئاً ثقيلاً على الغرب، وعندها كان البديل جاهزاً، حيث توجه الخميني من الأراضي الفرنسية التي كان يعيش فيها لاجئاً، إلى إيران على متن إحدى طائرات الخطوط الفرنسية، وذلك في شهر فبراير من عام 1979مº لأن الغرب قد درس الجذور الفكرية للتشيع الفارسي دراسة جيدة، جعلته يطمئن إلى وقوف القوم معه ضد أهل السنة والجماعة، مثلما وقف أسلافهم الصفويون حكام إيران بالأمس القرن السادس عشر الميلادي إذ فرضوا المذهب الشيعي على الأغلبية السنية في إيران بالحديد والنار - مع أوروبا الصليبية ضد الدولة العثمانية. وما أن وصل الخميني إلى إيران حتى أخذ يعد العدة لتصدير الثورة إلى البلدان العربية المجاورة لتحويلها إلى المذهب الشيعي، وهي دول الخليج، والعراق، وسوريا، ولبنان، ليشكل بذلك ما يصفه المحللون بالهلال الشيعي في المنطقة. وعن تصدير الثورة يقول الأستاذ صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي: (...ومع انتصار ثورة الشعوب الإيرانية ضد نظام الحكم البهلوي وقيام ما يسمى بالنظام الجمهوري الإسلامي، تبنى قادة هذا النظام مشروع تصدير الثورة لإسقاط الأنظمة السنية.ولهذا فقد تم إنشاء العديد من الأحزاب والحركات السياسية الشيعية في عدد من البلدان الإسلامية بغية خلخلة وضعها الأمني وتهيئة الظروف لإسقاط أنظمتها وتحقيق حلم الشعوبية الهادف إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية تحت عباءة التشيع).

ولما كان الحديث هنا محصوراً بلبنان، فلا بأس من التوجه إلى بيروت التي كانت مرتعاً للسياسي الإيراني موسى الصدر، الذي أنشأ في عام 1969م المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وهو ما يحاولون فعله الآن في فلسطين وفي عام 1973م قام بتأسيس حركة أمل الشيعية والتي يرأسها حالياً المحامي نبيه بري، وللتاريخ فقد كان للمقاومة الفلسطينية الموجودة بلبنان في ذلك الوقت دور بارز في تدريب كوادر أمل وبناء قوتها العسكرية، ولكن كما قال الشاعر:

 

أعلمه الرماية كل يوم *** فلما اشتد ساعده رماني

حيث انقلبت أمل على المقاومة الفلسطينية في لبنان، وفعلت بالفلسطينيين في لبنان الأفاعيل، وأقامت لهم المجازر في مخيمات صبرا، وشاتيلا، وبرج البراجنة، وذلك في شهر رمضان من عام 1405هـ، وسبب تلك المجازر أن الفلسطينيين في نظر الشيعة ما هم إلا نواصب حلال الدم والمال، وهو ما بينه الزعيم الشيعي حيدر الدايخ من حركة أمل، حيث قال: (كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل، ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا، وأحبت مساعدتنا. لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني، الوهابي، من الجنوب)، ويزيد ذلك تأكيداً أنه عندما استشهد الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - على أيدي الصهاينة، أظهر متعصبو الشيعة الفرح والسرور بمقتل الشيخ ياسين في منتدياتهم عبر الشبكة العنكبوتية، لأنه في نظرهم يعتبر من شيوخ النواصب!

غير أنه بمرور الوقت ارتأى حكماء إيران تأسيس حزب شيعي آخر في لبنان، بعد أن احترق كرت حركة أمل، بسبب تحالفها مع الصهاينة عند غزوهم لبنان، وما قامت به الحركة من مذابح بحق أهل السنة الفلسطينيين بلبنان.

ولكن ما سر هذا التركيز الإيراني على لبنانº هذا السؤال المهم أجاب عليه فخر روحاني، سفير إيران السابق في لبنان، في مقابلة مع صحيفة إطلاعات الإيرانية حيث قال: (لبنان يشبه الآن إيران عام 1977م، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا... وعندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية فسوف يتبعه الباقون) إذاً فلبنان في نظر القوم هو بوابة نشر التشيع في العالم العربي، وهو ما ذكره الرجل في تصريح آخر لصحيفة النهار اللبنانية حيث قال: (لبنان يشكل خير أمل لتصدير الثورة الإسلامية).

على أية حال فقد قام حسين الموسوي نائب رئيس حركة أمل بالانشقاق على حركة أمل، وتأسيس أمل الإسلامية، التي تحولت لاحقاً إلى حزب الله، وبرئاسة الشيخ صبحي الطفيلي أول أمين لحزب الله، والذي تم فصله من الحزب بعد ذلك لمجرد أنه فكر في إيجاد شيء من الاستقلال عن إيران.

ومما يؤكد هيمنة إيران على حزب الله، قول إبراهيم أمين أحد قادة الحزب: (... نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان)، وما جاء في البيان التأسيسي لحزب الله، المؤرخ بشهر فبراير من عام 1985م أنه (يلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة، تتجسد في ولاية الفقيه، وفي آية الله الخميني... ). كما أن حسن نصر الله الأمين الحالي لحزب الله يعد الوكيل الشرعي لآية الله الخامنئي في لبنان، كما هو مبين في موقع حسن نصر الله على الشبكة العنكبوتية.

إن تحركات حزب الله محكومة بالمصالح الإيرانية فقط، وفي ذلك يقول حسين شريعة مداري، أحد كبار مساعدي خامنئي: (إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء، أو مزارع شبعا، أو حتى القضايا العربية أياً كانت، وإنما من أجل إيران).

ومن أجل ذلك فقد عمدت إيران - أثناء الوجود السوري في لبنان- إلى جعل حزب الله اللاعب الرئيسي في منطقة الجنوب، وهو ما صرح به الشيخ ابراهيم المصري، نائب أمير الجماعة الإسلامية في لبنان.

وأما الهدف من ذلك فقد كشفه صبحي الطفيلي، الأمين السابق لحزب الله حيث قال: (ما يؤلمني أن المقاومة تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون).

وفي عام 2005م وفي عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والصهاينة كان من شروطها منع المقاومة الفلسطينية من اتخاذ جنوب لبنان منطلقاً لعملياتها. وقد صرح بذلك سلطان أبو العينين، أمين سر حركة فتح في لبنان حيث قال: (لقد أحبط حزب الله أربع عمليات للفلسطينيين خلال أسبوع وقدمهم للمحاكمة... نعيش جحيماً منذ ثلاث سنوات، ومللنا الشعارات والجعجعة). وقد دفع هذا الأمر صحيفة (ها آرتز) الإسرائيلية إلى امتداح أمين حزب الله بسبب محافظته على الهدوء في شمال إسرائيل، بدرجة تفوق جيش العميل انطوان لحد.

ولكن ما الذي حصل الآن وجعل الأمور تتفجر بين حزب الله وإسرائيل؟

إنه سؤال مشروع، ويحتاج إلى إجابة شافية، ولعل حسن نصر الله أمين عام حزب الله هو أفضل من يجيب على هذا السؤال، وبالفعل فقد اختصر أمين حزب الله الوقت على المتابعين للشأن اللبناني، وأجاب إجابة مختصرة شافية حيث قال بالحرف الواحد: (إن قواعد اللعبة قد تغيرت!)

إذاً فما فات ما هو إلا مجرد لعبة، والحاضر لعبة، والقادم لعبة!

هكذا وبكل بساطة يدمر بلداً بأكمله في سبيل لعبة!

ولكن ما الذي غير قواعد اللعبة، وجعل حزب الله (إيران الصغرى) يجتاز الخط الأزرق، ويشتبك مع القوات الإسرائيلية، ويقتل ويأسر عدداً منهم؟

لا شك أن عملية من هذا الحجم لا يمكن أن يقوم بها حزب الله دون أن يأخذ الضوء الأخضر من إيران الكبرى، وذلك تأسيساً على كلام إبراهيم أمين الذي سبق ذكره (نحن إيران في لبنان).

وبذلك يصبح السؤال، ما الذي دفع إيران لإعطاء الضوء الأخضر لحزب الله لبدء هذه العملية؟

وجواب ذلك يرجع إلى عدة أسباب، ذكرها المحللون، وفيما يلي استعراض لأبرزها:

أولاً: يرى المحلل السياسي إبراهيم التركي أن هناك مجموعة أسباب أدت إلى ذلك، وهي:

1- إشغال معسكر الروم المتربص بسلاح إيران النووي لكسب مزيد من الوقت، خصوصاً أن العملية من حيث التوقيت حدثت قبل يوم من تحويل ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن. وهو ما أكده وليد جنبلاط في تصريحه لمجلة الشراع اللبنانية بأن عملية حزب الله (... أتت على مشارف المحادثات التي فشلت بين لاريجاني وخافيير سولانا، فعاد لاريجاني من لقائه مع سولانا إلى سوريا، وكانت العملية بعد يومين من ذلك، كما جاءت عملية خطف الجنديين الأسيرين على مشارف قمة سان بطرسبورغ للدول الثماني، وبدل أن يكون الملف النووي الإيراني على جدول أعمال تلك القمة، حل مكانه موضوع الحرب في لبنان).

2- أرادت إيران أن توجه رسائل إلى أمريكا ومن معها، أنها لم تعد صيداً سهلاً يمكن اصطياده، وأنها تملك أكثر من ورقة ضغط في سجالها مع الغرب، لتقديم المزيد من التنازلات في ملفها النووي. وذلك أن لبنان قد أصبح ساحة للصراع الأمريكي الإيراني وليست حرب لبنان وإسرائيل كما يسوق لذلك حزب الله وأمينه حسن نصر الله الذي قال: (إن الحزب أصبح اليوم يقود خيار الأمة المقاوم ضد العدو الصهيوني). وقد أكد وليد جنبلاط أن لبنان أصبح ساحة المواجهة بين إيران وأمريكا، وأن لسان حالها يقول لأمريكا: (تريدون محاربتي في الخليج وتدمير برنامجي النووي، سوف نصيبكم في عقر داركم إسرائيل) وقال: إن ما يحدث هو (الجواب الفارسي على موضوع التخصيب).

3- تحذير إسرائيل من محاولة الإقدام على تدمير سلاح إيران النووي كما فعلت مع العراق قبل 25 سنة.

4 - تحسين صورة الشيعة عند المسلمين بعد امتناع شيعة العراق عن مقاومة الاحتلال الأمريكي، وانخراطهم في حملة تصفية المقاومة العراقية، ومجازرهم بحق السنة في العراق، وتخدير الأمة لاستكمال السيطرة على العراق وتشييعه، لأن إيران ومحورها، وأيديولجيتها في وضع أخلاقي وفكري حرج أمام الشارع العربي، لا سيما بعد احتلال العراق، وانكشاف شراكة طهران والمرجعيات الشيعية في المشروع الأمريكي الإقليمي.

5- كسب الجماهير السنية لمعركة إيران وأمريكا مستقبلاً.

6- تخفيف الضغط على سوريا، مع تكريس السيطرة عليها ونشر التشيع بين سنتها.

7- تلميع الحزب بين اللبنانيين، وإعادة إحياء شعبيته من خلال تبنيه قضية الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.

8- استغلال حالة الفوضي المتوقع نشوبها مع الحرب لإقامة جمهورية إسلامية شيعية في لبنان، بالتنسيق مع العماد ميشيل عون، وهي الفرصة التي أفلتت منهم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بسبب مؤتمر الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ونتج عنه توقف الحرب الأهلية، مما أدى إلى تظاهرات صاخبة قامت بها جماهير حزب الله، ورفعت فيها لافتات من جنس (الوهابيون رجس من عمل الشيطان، سننتقم من الوهابيين، لن تمر هذه الجريمة دون عقاب).

ثانياً: يرى الدكتور محمد بسام يوسف، أن إعطاء إيران الضوء الأخضر لحزب الله، لتنفيذ العملية، يرجع للأسباب التالية:

1- إعادة الاعتبار لأكذوبة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وشعاراته الزائفة، الداعية لإزالة إسرائيل من الوجود.

2- افتضاح عمليات التطهير العرقي والمذهبي التي تقوم بها المليشيات الصفوية الإيرانية والعراقية الشيعية، مثل فيلق هَََُبَل (بدر) ضد أهل السنة في العراق، بما فيهم الفلسطينيين المقيمين في العراق، لذا جاءت هذه العملية لصرف الأنظار عن ذلك كله.

3- انكشاف تواطؤ حزب الله ضمن تواطؤ حليفه الإيراني مع الاحتلال الأمريكي ضد المقاومة العراقية، ودخول الحزب في لعبة تشجيع المليشيات الصفوية العراقية وتدريبها، وهي نفس المليشيات التي تقوم بعمليات إبادة الفلسطينيين، وأهل السنة في العراق.

4- تمكن المقاومة الفلسطينية، وهي سنية، من خطف كل الأضواء لكونها المقاومة الوحيدة في ساحة الصدام مع الكيان الصهيوني، وذلك بعملية (الوهم المتبدد) وخلال عدوان (أمطار الصيف) إذ وصل الكيان الصهيوني إلى طريق مسدود لتحقيق أهدافه ضد الشعب الفلسطيني.

5- بداية انتكاسات حملات التشييع في سورية ولبنان، انعكاساً لانكشاف موقف إيران وحزب الله الداعم للاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق.

6- بروز بوادر الاصطدام في العراق بين المشروعين الأمريكي والفارسي الصفوي.

7- تخفيف الضغوط عن سوريا مع اقتراب الاستحقاقات المترتبة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري - رحمه الله -.

8- بداية تصلب العود الوطني اللبناني، بعد خروج سوريا من لبنان، وهذا بالطبع لا يصب في مصلحة إيران وسوريا وحزب الله.

وبعد ما تقدم من اتضاح حقيقة الدور الإيراني على الساحة اللبنانية، وكذلك اتضاح النهج الإقصائي الاستئصالي الذي تبنته إيران بحق أهل السنة والجماعة في المنطقة، و بما قدمته من مساعدة مباشرة للأمريكان في احتلال أفغانستان والعراق - وهو ما صرح به ساسة إيران مثل رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام، وأبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية- بل إن ذلك النهج وصل إلى حد إقامة محاكم التفتيش لأهل السنة والجماعة في العراق، بل وفي إيران نفسها.

بالرغم من كل ذلك، ورغم كل تلك الجراح، فإن أهل السنة والجماعة هم أرحم الناس بالناس، ولسان حالهم مع إيران يكاد يحاكي موقف نبي الله يوسف - عليه السلام - مع إخوته الذين بغوا عليه، ومع ذلك خاطبهم قائلاً: (... وَقَد أَحسَنَ بَي إِذ أَخرَجَنِي مِنَ السِّجنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَّزغَ الشَّيطَانُ بَينِي وَبَينَ إِخوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ). يوسف: 100.

إن لبس عباءة التقية، والتنصل من محاكم التفتيش الإيرانية التي تجري بحق أهل السنة والجماعة في العراق، لم يعد أمراً متقبلاً حتى عند المنصفين من الشيعة.

إنها دعوة إلى كلمة سواء، لمناقشة أسباب الخلاف بين السنة والشيعة، وبكل شفافية بعيداً عن التذاكي المفضوح الذي يحصر النقاش في مسألة التقريب - تحتكم فيه الأمة إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ليحيى من حيّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينه، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply