الأفلام المرسومة ( الكرتونية ) ... إلى أين ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

كل الأطفال يحبون الحلوى على اختلاف مسمياتها، وتجذبهم ألوانها ودعايتها، ولو طلب منك ابنك حلوى مكشوفة في الشارع يحلّق فوقها الذباب ويقع، لسهل عليك إقناعه بالانصراف عنها إلى محل نظيف مأمون، فالبديل متوافر، بل هو كثير كثير، ولن تستجيب لطلبهº لأنه لا يعرف الصّالح له، لكن الأمر مختلف تماماً إذا تعلّق ابنك بفِلم مرسوم شاهد دعايته، أو حدّثه عنه صديقه أو أعاره إياه أو غير ذلك. نعم، ليسا سواء، فهنا - أي أمام الرسوم المتحركة التي تحوِّم فوقها مُعطيات فاسدة غالبًا- سيُسقط في يدك، أتدري لماذا؟ لأن البديل عزيز نادر، هذا إن كنا نعرف الصالح من الفاسد في هذه الأفلام.

يشهد الواقع أنّ ما يطلبه الأبناء من الأفلام مُحقّق لهم ومُوفَّر، لكنَّ ما يشاهدونه في القنوات الفضائية لا يناقشه الوالدان، ولا يلفت نظرهماº لأنَّ فترة الأطفال ساعة أو ساعتان أو ساعات هي حق لهم، وهما - الوالدان - في هذه الفترة منهمكان في تلبية مطالب الحياة الأسرية! ولو سألت أحد الآباء أو إحدى الأمهات عن سبب ترك فِلذات أكبادهم وقتًا طويلاً أمام هذه الرسوم المتحرِّكة لكانت الإجابة: "دعهم في مرح وتسلية، فلا شيء فيها" وآخر يقول: "لا شك أن فيه خطورة، ولكن ليس في وسعي فعل شيء"، وهلمّ جراً من هذه الإجابات الاستسلامية الساذجة.

إنّنا إن كنا ندري ما في هذه الأفلام من طامَّات كبرى خطيرة، ولا نُحَرِّك ساكنًا، فتلك مصيبة، و إذا كنا لا ندري، فالمصيبة أعظم!

لا شكَّ أنَّ حرصنا على نمو أجساد أبنائنا وبناتنا نموًا سليمًا له الأولوية، لكنَّها تربيةٌ ماديَّةٌ تُفرزها الحياة الحديثة الوافدة المستوردة، و لا يصح أن يَقِلَّ اهتمامنا بما يشاهدونه ويسمعونه عن اهتمامنا بأكلهم وشربهم، بل الأُولى آكد وأَولى، صحيح كله أكل، ولكن شتان ما بين أكل يذهب إلى المعدة، وبين أكل يذهب إلى العقل والوجدان! وصغير الإنسان إذا لم نَتَعَهَّده بالتربية والرعاية الدينية والثقافية والأخلاقية فلن يختلف كثيرًا عن صغير الحيوان! بل قد يتفوق صغير الحيوان عليه إذا لم نرع الطفل - الذي خلقه الله على الفطرة - حقَّ رعايته واتقينا الله فيه.

في هذه المرحلة الخطيرة من حياة الإنسان تتشكل شخصية الطفل، ويتلاءم سلوكه و مطالب المجتمع الجيِّد، و تعديل سلوكه - إن ظهر في سلوكه خطأ ما - سَهل ميسور، فلنبادر إلى رعاية سليمة لهذه العقول الغضة الطرية والأغصان الندية قبل أن تيبس وتتحجر، وعند ذلك لن نستطيع أن نُقَوِّمَ الخشب، فهل ندع أعزّ ما نملك ريشة في مهب الريح؟ ألم يحن الوقت لِصَحوة ترفض التبعية البَكمَاء بعيدًا عن الحِكمة و التَبَصٌّر؟!

ها هم أُولاء أطفالنا يُمطَرُون يوميًا بوابل من الأفلام المرسومة، نراهم أسرى مكتوفي الأيدي أمامها! حتى صاروا مدمنين عليها، لا يستطيعون عنها فكاكاً، ولِمَ الفكاك عنها وهي المتعة والسرور والجمال؟ إنه لأمر محزن. لقد رضينا بهذا الأَسر لأبنائنا في غياب رسالتنا عن أذهاننا ظنًّا منَّا أن أمر الأفلام سهل هيِّن، فهل هو كذلك؟

لا شك أن الطفل ابن تربيته، والاهتمام به دليل على حضارة أمته، بل هو أمر لا يختلف فيه العقلاء، أُقَدِّم هذه المقولة سلفًا جوابًا لتساؤلات: لماذا اختلفت أخلاق أطفالنا عمّا رسمناه لهم؟ وكيف تأتّى لأبنائنا أن يستخِفٌّوا بكثير من ثوابت أمَّتهم، ولم يرعوها حق رعايتها؟ كيف اكتسبوا ما اكتسبوه من التّلفزة؟ ولعل السؤال الأنسب في هذا السياق هو: هل ألقينا معاذيرنا قبل أن نلوم أطفالنا؟

ما يُقدّم لأطفالنا - وأفلام الرسوم المتحرِّكة من أهمِّه - له جاذبية كبيرة لكثير من الكبار، وهذا مشاهد ومعروف، لكنه للصغار أكثر جاذبية، وأشد إغراء، وهم ضعيفو المقاومة لها، لذلك نراهم مسلوبي الإرادة أمامها: تُفرحهم و تُحزنهم، تُريحهم وتُغضبهم، تأسرهم و تشدٌّهم. انظر إليهم وهم يَتَلَقّون عن هذه الأفلام، هل تسمع لهم همساً؟!

لقد خبر الآخرون أثر هذه الأفلام في هؤلاء الأطفال فَعُنوا فيها عناية فائقة وقدموها تقديمًا يأخذ الألبابº فغرسوا ما يشاؤون، ونزعوا ما يشاؤون، وهذا حق لهم في أطفالهم وبلادهم، أمَّا أن تزحف هذه الأخلاق والأفكار والعقائد وتقطع قارات للوصول إلى أطفالنا فهذا هو العجيب والنادر حدوثه! تُرى هل ثمة أعجب من هذا؟ للأسف، نعم. إنه تقصيرنا وغفلتنا عن خطورة هذه الأفلام!

وبما أن الأمريكيين - على سبيل المثال - في نجاح مستمر في هذه الأفلامº لأنهم يدرسون ويخططون، فإنهم ماضون في الاستعانة بشخصيات شعبية عالمية في أمم شتى، كشخصية سندباد، وعلاء الدين، و سندريللا، وبوكاهانتس وغيرها، بعد أن أسسوا لشخصيات أضحت رموزًا للثقافة الأمريكية ك: ميكي ماوس، ودونالد دك، وبلوتو، وتوم وجيري، وغيرها. يرافق ذلك حملة إعلامية من الملصقات والدعايات والصور لهؤلاء الأبطال على الأدوات المدرسية والألعاب والملابس، فحيثما التفت الطفل وجد شخصيته الكرتونية قريبة منه.

إنها بذلك تروِّج لثقافتها وأفكارها من خلال شخصيات شعبية في أمم أخرى، وفي هذا وذاك نحن مشاهدون مستقبلون منفعلون فقط! ويزيد الطين بلة ترجمة هذه الأعمال باللهجة العامية بكل أمانة لألفاظ الفِلم ومشاهده بغثها وسمينها. فكيف يبلغ البنيان تمامه إذا كان الأهل يبنون - هذا إن أحسنوا البناء - والآخرون يهدمون ويرفعون على أنقاض الفضيلة بيتاً للسوء والفساد؟!

وحتى نكون منصفين، فإنَّ هذه الأفلام فيها فوائد لأطفالنا نضمنها لهم - ريثما يسعفنا الطبيب بالبديل - إذا تحقق شرط يصعب تحقيقه، ألا وهو مُشاركة الابن والابنة في مشاهدة هذه الأفلام لحظة بلحظة، و مراقبتها بانتباه و حذر شديدين، و مناقشتهم بالجيد و إقراره، و بالسيئ و إبعاده بالتنفير منه بحكمة. هل هذا بمقدورنا؟ ما الحل و الطفل هو الهدف و هو المستقبل؟ لا جرم أننا - إن فعلنا - نكون قد قدمنا خدمة واجبة علينا نحو أطفالنا، فيصبحون قادرين على تمييز السٌّمِّ المبثوث في ثنايا الفِلم الذي يشاهدونه.

وحتى نعرف خطر الأفلام (الكرتونية) على فطرة وتربية أطفال المسلمين، فهذه وقفة مع لقطات وأفكار في أفلام ومسلسلات مرسومة للأطفال للتمثيل، يُرجى تأمّلها:

1 - في بداية فِلم (عودة جعفر) يدخل علاء الدين على أميرة البلاد، وهي شبه عارية، ثم يضمها ويدخل حجرتها، ثم لقطة للقرد و هو ينظر إليهما فيخجل مما يراه فيغمض عينيه! فأيٌّ تربية سيكتسبها الطفل من هذا المشهد الجنسي الداعر.

2 - في بداية فِلم (علاء الدين و المصباح السحري! ) صورة لثلاث فتيات محتشمات في لباسهن، يرسم لهن الجني لباسًا شبه عارٍ,، يذهب حجابهن و هن سعيدات! وهذا يرسخ في أذهان الفتيات بغض الاحتشام والفضيلة، وحب العري والرذيلة.

3 - في الفِلم نفسه تقول العرّافة!: " أنا عارفة كل الذي حصل و الذي سيحصل ". يقول المارد: "حي حي. يظهر مكشوف عنها المستقبل ". و الأحداث في الفيلم تدل على أن العرّافة صادقة وتعرف كل شيء! وهذا الأمر يؤثر في مسألة علم الغيب التي يتعلمها الأطفال من أن الغيب لا يعلمه إلا الله، ومثل هذه المشاهد وهي كثيرة تزعزع هذه الثوابت عندهم.

4 - مَن مِن الأطفال بل من الكبار! لا يعرف (باباي) البحار و سبانخه وعدوه اللدود بلوتو؟ ففي كل حلقة يقتتلان. ولكن على أي شيء؟ يقتتلان على زوجة باباي! نعم بلوتو يريدها فيكيد لباباي، لكن باباي ينتصر أخيرًا بقوة خارقة تأتيه من السبانخ!

ما الفائدة التي سيجنيها الأطفال من مثل هذه الأفلام، إلا العنف والعداوة، والاعتقاد في مثل السبانخ بأنه يمنح قوة خارقة إلى غير ذلك من السخافات التي لا تنقضي.

5 - العنف، و مشاهده كثيرة جدًا. وليست حوادث رمي الأطفال بأنفسهم من مكان عالٍ, ببعيدة عنا، بعد رؤيتهم قدوتهم تقفز من سطح عمارة أو منزل (مع إقرارنا بِأنَّ القَفز الرِّياضيّ المدروس مفيد، لا العشوائي الخياليّ)، وثمَّة حوادث مشابهة من اعتداء طفل على أخيه أو أخته محاولاً تطبيق ما شاهده. و ممّا يلحق بالعنف مشاهد الرٌّعب الكثيرة التي يتعرَّض لها أطفالنا، هذه المشاهد باتت نارًا تكتوي بها البلاد التي أنتجتها! من خلال سلوك أبنائها، و ستكتوي بها بلاد أخرى تتعرّض لها، إن لم تتّخذ إجراءات السّلامة اللازمة. (أُجريت دراسة على الرسوم المتحرِّكة الأمريكية عام 1993م كانت نتيجتها: أنَّ العنف يحتلّ 99. 9% من برامج الرسوم المتحركة).

6 - ألفاظ سيئة، مثل: يا غبي، يا أبله، يا حقير، يا تافه، و ما شابه ذلك من كلمات الشّتم و الاستهزاء والسٌّخرية.

وهذا يؤدي إلى تعلم الأطفال صفات أخلاقية سيئة ومؤذية.

7 - لقطات السحر و الشَّعوذة وهي كثيرة و خطيرة، تملأ أخيلة أطفالنا وتغرس في أذهانهم المعتقدات الباطلة، و لقطات تُؤذي صِحَّة الطِّفل والمجتمع كالتدخين و شرب الخمر. وتسهل عليهم تعاطيه وشربه وتناوله.

8 - صديقة الشاب أو صديق الشابة (بوي فريند)، ليس عندنا لهذا المصطلح ما يقابله في ديننا وأعرافنا. فهي علاقة انحلال وفساد. و نريد أن نفصّل حلاً لهذه المشكلة عندما نُعَرِّب (ندبلج) العملº فنجعل هذه الصديقة أختًا أو زوجة، و لكن بعد مشاهد يراها الطفل مع آخر ينازع الأول عليها، بل إنها تذهب بمحض إرادتها إلى صديق آخر! فكيف سيتربى جيل الأطفال؟ وبأي صورة سيفهم هذه القصص السيئة؟

9- في حلقة من مسلسل (جول و جوليا) يُرافق رجل في أُذُنه قُرط أخوين: ولدًا و بنتاً فقدا والديهما ليُفَتِّش لهما عن والديهما بِأُجرة. في سفرة من سفراته معهما نزل عند صديقة قديمة، و طلب من الولدين أن يتركاه ساعة أو ساعتين. نام هذا الرجل عند هذه المرأة كما ينام الزّوج مع زوجته مع أنّ الوقت قصير. طرق الولدان الباب بعد مُدّة، ففتحت المرأة الباب و هي شبه عارية تاركةً الرّجل العاري منتشيًا في سريرها، و قالت: سيبقى المشرف معي، و عليكما تدبّر أمركما. في اليوم التالي يلبس الرّجل ملابسه و الصٌّوَر فاضحة مُحرجة، ولا جواب عندنا لصغير أو صغيرة تسأل عن هذين، ما العلاقة التي بينهما؟ ولماذا هما عاريَان؟ ثُمّ يغادر الرجل. يُتابع الأخوان وحدهما رحلة البحث عن والديهما، يركبان سفينة، يقول لأخته وهما على ظهرها: تعرفين يا جولي إنّني أحيانًا لا أفكِّر فيكِ كأخت. أجابته: وأنا كذلك!!!

في مثل هذا المسلسل ندرك حجم الكارثة التي تحدق بأبنائنا، وضع الرجل للقرط في أذنه شذوذ، وتشبه بالنساء، مشاهد العلاقات الجنسية المحرمة، والعري، والدعوة لإقامة علاقة بين الأخ وأخته!؟ فماذا سنجني من هذه المسلسلات إلا الدمار والفساد والمسخ والافساد الأخلاقي.

10 - في الفِلم الشهير (الأسد الملك) يحاول العمّ الشرير قتل ولي العهد، فيقتل الملكَ بمساعدة الضباع الشريرة أيضًا. في هذه اللقطة - لقطة انتصار الخبث و الشرّ - تَظهر صورة الهلال في خلفية المشهد. هذه الصورة للهلال في هذا الوقت لم تأتِ عفو الخاطر، بل إنها مدروسة بعناية بالغةº ليربط أطفال العالم بين الشّرّ و بين الهلال، و الهلال - كما تعلمون - شعار إسلامي لا أحد يخطئ فهمه.

11 - في الفِلم ذاته تسجد الحيوانات كلها لابن الملك بعد ولادته! و مشهد السجود تكرر في أعمال عدة للأطفال. هكذا يتربى الأطفال على السجود لغير الله.

12 - عندما يضيق صدر (سالي) تذهب إلى الكنيسة! وهذه دعوة للتنصير بالذهاب للكنيسة عند حلول الضيق والكرب بالشخص.

13 - موضوع الأُسَر المفكّكة والتشرّد: أفلام كثيرة من أول حلقة إلى آخر حلقة فيها الطفلة أو الطفل يبحث عن أمّه أو أبيه، يرافق ذلك علاقات صداقة بين الأطفال و البنات، ويعيشون معًا: يأكلون وينامون و يسافرون معًا، يتخلّل ذلك علاقة إعجاب و حبّ بريئة كما يقولون!! وما أفلام هايدي، وسالي، و ريمي، وساندي بيل عنّا ببعيدة. أتصلح هذه وأضرابها لمجتمعاتنا وقد عافانا الله من التفكّك والتشرّد!؟

14 - يقع البيانو على توم و يموت توم. تصعد روحه إلى السماء على درج ذهبي. يقترب توم من نار مخيفة (جهنم)، ينجو منها إذا قَبِل جيري اعتذاره. لكن جيري لا يقبل الاعتذار، لذلك يُفتح له باب جهنم، ويُرمى فيها، و بانتظاره كلب مخيف يريد تعذيبه. فجأة يستيقظ توم من نومه مدركًا أن طريق الجنة مرتبط برضا جيريº فيسعى إليه. استهزاء وسخرية بعالم الغيب! صورة خطيرة في زعزعة العقيدة، وتصوير خبيث للنار والجنة وخازن جهنم، وبمناسبة الحديث عن أفلام توم و جيري الكثيرة يتبادر إلى الذِّهن سؤال: هل وجد أحد منّا في فِلم من هذه الأفلام دعوة إلى التسامح أو الرحمة أو الرِّفق، أو دعوة إلى آداب الحديث أو السَّير، أو دعوة إلى محبة الأهل و النّاس و مساعدتهم، و أُلَخِّص السؤال: هل وجد أحد منّا في هذه الأفلام دعوة إلى أيّ خُلُق حميد؟

15- البطل الذي لا يُقهَرº يملك قوّة خارقة عجيبة، لا شيء يغلبه، يخترق الجدار، و يُطلِق من عينيه شعاعاً يحرق كُلّ شيء، و يكشف المستقبل! يحمل بيدٍ, واحدة سفينة تغرق، و يحمل عِمارة من مئة طابق تقريباً! يُحَوِّل مجرى نهر عظيم! إنَّ الخيال التِّجاريّ المريض لن يُقدّم قيمة يُعتَدٌّ بها، و لن يُشبع حاجة من حاجات الطفل التي ينادي بها علماء التربية، ولا يخفى دور الخيال العلميّ المدروس في حياة الطِّفلº لأنّه يفتح أمامه آفاقاً جديدة رحبة، و يبني ولا يهدم، يُشجِّع و لا يُحبِط.

16- الأفلام التي تصور الأشخاص أنهم يطيرون في الجو بأجسادهم ويمتلكون قوة خارقة عن غيرهم كسوبرمان، هذه الأفلام مستمدة من نظرية فاسدة وهي نظرية النشوء والارتقاء، التي ترى أن الإنسان كان طفيلية ثم تحول لحشرة، وبعدها تطور حتى أصبح إنساناً، وسيتطور حتى يكون سبرماناً يطير في الهواء ويمشي على الماء، خيالات وخرافات تسيطر على الأطفال عند مشاهدتهم لهذه الأفلام.

وبعد، هل تحتاج المشاهد السابقة إلى تعليق؟! هذه إشارة عابرة لخطورة الأفلام المرسومة التي تشبه الرمال المتحركة الخطرة! هل نأمن المسير فوقها، هل يصلح ترك فلذات أكبادنا تلهو فوقها دون إرشاد و إعداد؟ إنَّنا نريد النجاة ونطلبها، فلابد إذن من أن نسلك مسالكها.

الأفلام السليمة والنظيفة المنتجة عربياً و إسلامياً قليلة، بل نادرة إذا قورنت بما في السوق من أفلام مُعَرَّبة و غير مُعَرَّبة النّطق، و هي فوق ذلك لم تصل إلى شاشات التلفزة العربية الفضائية، أي أنّ تأثيرها لم يصل إلى المأمول منها بعد، برغم الجهد الكبير المبذول فيها ماديًا وعلميًا و تربويًا. ومن أمثلتها: (محمد الفاتح) و (الجرة - حكاية من الشرق) و(باح يا باح) و(الناصر صلاح الدين) و(مغامرات عارف و عنتر و عباس) و(دمتم سالمين) و (ناقة صالح) و(سلام و فرسان الخير) و(شهيد العالم - محمد الدرّة) و(جزيرة النور) و(تعليم الحروف) وغيرها...

وثَمَّة تجربة فريدة تجدر الإشادة بها في هذا المقام، كانت حلماً يتطلّع إليه كل أب و كل أم و كل مربّ ومربية، إنها فترة الأطفال في قناة المجد الفضائية التي تُخفّف عبء الوالدين في متابعة أطفالهم وهم أمام أفلامهم في هذه القناةº و ذلك بسبب شروطها لقبول الأفلام ورقابتها الدقيقة لكل ما يشاهده الطفل أو يسمعه في هذه الفترة. وقد اكتمل الحلم بإطلاق القائمين عليها مؤخّرًا قناة خاصّة للأطفال. ولعل ما أنجزته قناة المجد يجيب بوضوح عن سؤال: هل البديل المناسب ممكن؟

ليست هذه دعاية للقناة، بل تشجيع للإعلام التربوي الهادف.

إنّ مشكلة الأفلام المرسومة جزء من مشكلة أمّة وقعت في مستنقع التقليد والتبعية لكلّ ما يصدر عن الآخر، برغم الاختلاف عنه في العادات والتقاليد والأخلاق، وقبل كلّ هذا مخالفته بالعقيدة. ولعل الجهود تتضافر- من مسؤولين وإعلاميين وكُتّاب ومُربين وآباء وأمّهات وتُجّار- في خدمة لآليء الأرض: رجال المستقبل و نسائه..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply