معالم الطريق... كي لا يتجدد الحريق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

في مثل هذه الأيام وقبل سبعة وأربعين عاما وتحديدا في يوم الخميس 21/8 من عام 1969م شهد المسجد الأقصى المبارك هجومًا قام به الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل روهان) الذي أسفر عن إحراق الجناح الشرقي من المسجد بالكامل، وإحراق السقف الجنوبي ومنبر السلطان نور الدين ومحراب صلاح الدين، بهدف طمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس العربية المحتلة. وما تزال هذه الجريمة تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة ، فهي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار في جبين كثير من الحكومات الإسلامية والعربية لم تغسلها سوى الوقوف بشكل جاد تجاه القدس والمسجد الأقصى.

ويدعي اليهود أن (تيطس) قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقامًا مكان المسجد الأقصى في 21/8/70 م، وهذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم أو ما يسمونه "ذكرى خراب الهيكل"، ولذلك لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم، ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر آب (أغسطس) من كل عام منذ 1967 وقد شاهدنا ما حصل قبل أيام حيث اقتحم المسجد الأقصى قرابة ال400 مستوطن وحاولوا إقامة شعائر وطقوس دينية داخلة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه العديد من الشباب والشيوخ والنساء هو: ماذا علينا ان نفعل تجاه الأقصى حتى لا يتجدد الحريق في هذا المسجد الذي كان قبلة المسلمين قبل البيت العتيق؟ فنقول كما قال الدكتور عبد الله معروف في كتابة المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك: "الأقصى... إن لم تعرفه لن تستطيع أن تحبه".

إن صورة الأقصى المبارك في أذهان المسلمين مشوشة ضعيفة ، وتحتاج إلى اليد التي تمتد لتعرفهم وتعلمهم ماهية ومعاني هذا المكان المقدس ، فكلٌ له دوره وكلٌ منا يمكنه أن يحدد دوره، وأهم ما علينا فعله هو النشر والتبليغ وأن نقدم الرواية الصحيحة حول حقيقة الأقصى، فإذا عرفت الأقصى وعرفت كيف تحبه، فإنني على يقين بأنك ستعرف الطريق إلى النصر. ومن خلال هذه المعرفة يكون بإمكانك أن تحدد هدفك وأسلوب عملك ، وهذا ما بادرت إلى القيام به جمعية الأقصى من خلال إقامة مشروع دورة "عيون البراق" لتأهيل المرشدين في المسجد الأقصى المبارك حتى نخرج ثلة تنشر الحقيقة الناصعة والمعلومة الصحيحة حول هذا المكان الذي بارك الله فيه وحوله.

أما الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية عن العلم والمعرفة فهو تواجدنا الدائم في المسجد الأقصى وتكثيف شد الرحال إليه ، وتحفيز وتشجيع من يشد الرحال إليه. إن الواجب الديني والوطني والقومي والإنساني يفرض علينا جميعا الالتزام بالتمسك بعروبة وإسلامية القدس ورفض المساعي الإسرائيلية في طمس الهوية الإسلامية والعربية وتهويد مدينة القدس ومحيط المسجد الاقصى المبارك.

إذا مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا نحن الفلسطينيين الذين نعيش في أراضي ال48 في هذا المضمار، علينا تكثيف القوافل التي تسير للمسجد الأقصى أسبوعياً حتى نشارك ولو بالقليل في حماية المسجد الأقصى والمحافظة عليه؛ وإعماره بالمصلين شيبا وشبانا كبارا وصغارا ذكورا وإناثا، وإقامة الفعاليات والدروس والأنشطة في المسجد الأقصى لضمانًا تواجد عدد كبير من المصلين في جميع الصلوات بشكل يومي في المسجد الأقصى المبارك، لان هذا التواجد كفيل بان يمنع إشعال النيران من جديد في أولى القبلتين ومسرى رسول العالمين الذي أوصى به حتى آخر رمق من روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply