صلاح الآباء صلاح الأبناء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

أول أسباب التربية هي صلاح القدوة الذي هو الوالد ، قال تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)

يأتي بعدها النية الحسنة التي ينويها ذلك الرجل من تكثيرأمة محمد وأنجاب أبناء صالحين يعبدون الله ويوحدونه ويقيمون شعائرالأسلام كما أراد لها رب العزة والجلال ثم بعد ذلك يأتي أختيارالزوجة الصالحة من الأسرة الطيبة.

(فاظفر بذات الدين تربت يداك)

 ثم يأتي بعد ذلك وضع اللبنة الأولى في ذلك الطود الشامخ لتلك الأسرة الكريمة عندما يستقبل الرجل القبلة وتصلي خلفه تلك الزوجة الصالحة فيحمد الله تعالى على ما أنعم به عليه من نعم كثيرة وأن رزقه هذه الزوجة الطيبة من الأسرة الطيبة ويدعوا الله سبحانه وتعالى بأن يبارك له في زوجته وحياته وأن يرزقه منها الأبناء الصالحين الذين يقيمون شعائرالأسلام وتوحيد الله في الأرض ثم بعد الأنتهاء من الصلاة يضع يده على مقدمة رأسها فيقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور

آللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه

ثم عندما يريد أن ياتي أهله في ذلك اللقاء الحميمي، يقول: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً.رواه البخاري وغيره.

قال تعالى :(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)

وقال الله تعالى :(قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا)

فالشيطان يعتبرشريك لنا في كل ما أتانا الله من بنين وأموال وحتى أنه يشاركنا في بيوتنا ولم تكثرحالات الطلاق بين الأزواج إلا بسببه عندما يسكن تلك البيوت ولايبذل أصحابها الأسباب لطرده منها بالإستعاذه منه عند دخول البيت فيقول لجنوده لامبيت لكم والإستعاذه منه عندالأكل فيقول لجنوده لمبيت ولاعشاء لكم ..الخ

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يُذْكَرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ. رواه مسلم في صحيحه.

وكلمة لأحتنكن ذريته معناها أي عندما يقال فلان حنك الفرس أي وضع اللجام في حنكها ليقودها حيث يريد، وكذلك الشيطان يقود حيث يريد ذرية بني أدم الذين لايبذلون الأسباب التى بينها لنا الشرع الحكيم لطره من حياتهم وكل هذه الأسباب قد يغفل عنها الكثيرالكثيرمن الناس، ثم بعد ذلك تكون التربية للطفل وهو في بطن أمه فعندما تكون الأم صالحه فأنها لاشك تكون من اللاتي يدوامن على العبادة بشتى صورها وأنواعها والتي يكون أثرها على الطفل حتى وهو في بطن أمه بالذات الأكثارمن سماع القرآن حيث أنه ثبت علميا تأثرالطفل بسلوكيات والدته سلباً أو إيجاباً، كل هذه الأسباب التي تبذل هي من التأسيس لبناء تلك الأسرة الصالحة ذات الأبناء الصالحين بأذن ربهم ثم بعد ذلك تعليم ذلك المولود حسب مراحل عمره منذ العام الأول بعد ولادته وذلك من الآذان في أذن والإقامة في الآذن الآخرى ولو ان هذا الحديث ضعفه أهل العلم ولكن لابأس أن يستأنس به وقبل ذلك وبعد ذلك تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعليم الأبناء هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه والحرص على أن يحفظوا كتاب الله فلوا أن كل أسرة وكل مقبل على الزواج علم كل ماذكر لحفظ الله أمتنا الإسلامية بإذن الله من الزيغ والظلال والسقوط في متاهات الجهل والظلال أعاذنا الله ومن نحب منها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply