مسائل وأحكام قضاء رمضان و صيام ست من شوال للعلامة عبدالكريم الخضير


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

أحكام قضاء رمضان :

 

١-{فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فعلى هذا لا يلزم التتابع في القضاء، بل لو قضى ما عليه من أيام متفرقة صح ذلك وأجزأ.

 

٢-{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[سورة البقرة:184]، ولم يقل متتابعة، هنا يقول: ويستحب القضاء متتابعاً، يستحب القضاء متتابعاً، استحباب التتابع؛ لأن الأصل أن القضاء يحكي الأداء، والأداء متتابع إذن فالقضاء حكمه حكمه، وإن لم يكن على سبيل الوجوب والإلزام، لكن في أصل المشروعية، يحكيه في أصل المشروعية، ولأنه أيضاً أسرع في إبراء الذمة، ولا يجوز تأخيره إلى رمضان آخر من غير عذر مفهومه أنه يجوز تأخيره إلى شعبان فيجوز تأخير القضاء إلى شعبان لفعل عائشة رضي الله عنها مخرَّج في الصحيحين أنه كان يكون عليها القضاء من رمضان فلا تستطيع أو لا تتمكن منه إلا في شعبان لمكانه -عليه الصلاة والسلام- منها وهل يتطوع قبل القضاء أو لا؟ شخص عليه قضاء فلم يبق في شوال إلا ستة أيام هل يقدم القضاء أو يدرك صيام الست؟ لأن وقتها مضيَّق ووقت القضاء موسَّع، شخص دخلت عليه عشر ذي الحجة وعليه قضاء قال أريد أن أصوم العشر؛ لأن وقتها مضيَّق تفوت والقضاء وقته موسَّع، هنا يقول: ولا يجوز نعم المسألة عندنا هل يتطوع قبله أو لا؟ المذهب لا يتطوع بل يأثم وذهب بعضهم إلى جوازه لأن وقته موسع وهو الأظهر إن شاء الله تعالى لكن الأولى البداءة بالقضاء، ابن رجب رحمه الله تعالى ذكر المسألة: من كان في ذمته واجب وأراد أن يتطوع قبل أدائه من كان في ذمته واجب وأراد أن يتطوع قبله الأولى أن يتخلص من الواجب لأنه ما يدري هل يعرض له شيء يعوقه عن تحصيل هذا الواجب ولا شك أن الفرض أهم من المندوب.

المصدر: شرح بلوغ المرام

 

٣-لي أخ متوفى يبلغ من العمر أربعًا وخمسين سنة وغير متزوج بسبب مرض نفسي وكان يقول قبل وفاته لوالدته- رحمه الله- إنّه يفطر بعض الأيام من رمضان ولم يذكر عدد الأيام التي أفطر فيها وله ثلاثون سنة على هذه الحالة يعني في كل رمضان يفطر فيها، فماذا نفعل نحن إخوانه تجاه هذه الأيام التي أفطر فيها؟

الجواب:

جاء في الحديث الصحيح أن مات وعليه صوم صام عنه وليه، فإذا تحروا أن يصوموا عنه ما يغلب على ظنهم أنه تبرأ ذمته بذلك فهذا هو الأصل، ومثل ذلك لو يوجد ولي أو لم يوجد ولي متبرع بالصيام عنه أن يُطعم عنه بقدر الأيام التي أفطرها لكل يوم مسكين، وهذا مثل سابقه بالتحري مادام لا يعلمون حقيقة وعدد الأيام بالتحديد فإنّهم يتحرون في ذلك رجاء أن تبرأ ذمته مما أفطر فيه إذا كان فطره عن عمد فإنه يأثم بذلك لاشك.

المقدم: ولو كان كما أشارت هنا إلى أنّه مريض نفسي؟

المريض النفسي إذا كان عقله ثابت وهذا هو الغالب أن عقله ثابت فإنه يؤاخذ على فطره ويُقضى عنه، وإذاكان مغلوبًا على عقله فإنه لا يلزمه شيء حينئذٍ.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٤-عليَّ قضاء أربع رمضانات بسبب الحمل والإرضاع، وقد أخرج عني زوجي فدية، فهل هذا يجزئ أو لا بد أن أقضي هذه الأيام؟ وهل عليَّ كفارة؟

الجواب:

إذا كانت هذه المرأة تستطيع القضاء لزمها القضاء ولا تجزئ الفدية عنها، وإن كانت لا تستطيع فالفدية كافية.

والفدية إطعام مسكين عن كل يوم بمقدار نصف صاع، وهو يعادل كيلو ونصف.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٥-سؤال: هل يجوز صوم رمضان المقبل وهناك أيام لم تصمها المرأة من رمضان الماضي لأسباب شرعية؟

الجواب:

يجب صوم رمضان المقبل إذا دخل ولو كان على المرأة قضاء من رمضان سابق، يجب أن تصوم رمضان ثم بعد ذلك إذا خرج رمضان تقضى ما فاتها من رمضان السابق، وإن أطعمت مع القضاء عن كل يوم مسكيناً فهو أحوط، إذا كانت حامل وخشيت على نفسها أو على ولدها لها أن تفطر وتقضي.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله

 

٦-سؤال: أفطرت في ثمان رمضانات للعادة الشهرية ولم أقض ما علي، فماذا يلزمني؟

الجواب:

يلزمها القضاء عدة تلك الأيام تعرف كم عادتها، وتصلي وتصوم ما أفطرته من هذه الرمضانات، وليس عليها إلا أن تقضي هذه الأيام، وعند جمهور أهل العلم يلزمها أنها إذا فات عليها رمضان آخر أنها تطعم مع كل يوم مسكينًا، فإذا كانت حالها ميسورة وأرادت العمل بقول الجمهور فلا شك أنه أحوط، وإن لم تطعم فجمع من أهل العلم منهم الإمام البخاري يرون أنه لا شيء عليها، وإنما قال الله –جل وعلا-: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: ١٨٤]، ولم يذكر إطعامًا، لكن الاحتياط مطلوب، والجمهور يرون أن عليها كفارة مع القضاء، والرأي الآخر أيضًا قوي وله حظه من النظر، فلا يأثم من اقتصر على الصيام.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٧-من أفطر في رمضان عمدًا لغير عذر شرعي فقد أتى كبيرة من الكبائر وعليه حينئذٍ التوبة إلى الله سبحانه وتعالى مع القضاء ومن أفطر لعذر شرعي من سفر أو مرض أو حيض أو نفاس فإنه يجب عليه القضاء إذا زال عذره، لقوله -جل وعلا ﴿ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾البقرة: ١٨٥.

لكن لا يجوز لهؤلاء أن يؤخروا القضاء إلى رمضان آخر فإن أخّر إلى رمضان آخر فعليه القضاء ومعه إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من تمر أو حنطة أو رز أو غيرها، على خلاف بين أهل العلم في ذلك لكن الاحتياط أن يخرج مع القضاء هذه الفدية.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

٨-البخاري نقل عن ابن عباس لا بأس أن يفرق لقوله تعالى: فعدة من أيام أخر، وليس فيه إشارة إلى التتابع وعلى هذا لا يلزم التتابع في القضاء، بل لو لو قضى ما عليه من أيام متفرقة صح ذلك وأجزأ فمن صام يومًا قضاءًا عن رمضان وجب عليه إكماله ولا يجوز له الإفطار، لكن إن أفطر أثم وعليه أن يصوم بدله ولا كفارة عليه ولو كان فطره بالجماع؛ لأن الكفارة إنما شرعت لحرمة الشهر.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

٩-ومن مات وعليه صوم واجب صام عنه وليه كما جاء في الخبر «من مات وعليه صوم صام عنه وليه» وبعض أهل العلم يخص ذلك بصوم النذر لا ما وجب بأصل الشرع، لكن إن لم يتبرع أحد من أقارب الميت بالصوم فأطعم عنه عن كل يوم مسكينًا كفى ذلك.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

١٠-يستحب القضاء أن يكون متتابعًا فيستحب التتابع؛ لأن الأصل في القضاء أنه يحكي الأداء ولأنه أسرع في إبراء الذمة لكنه لا يجب.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

١١-كيفية الإطعام يعني من أخر القضاء إلى رمضان آخر أو لم يستطع القضاء كيف يطعم؟ الإطعام قالوا له كيفيتان أولاهما أن يصنع طعاما فيدعو إليه المساكين بعدد الأيام التي أفطرها أن يصنع طعامًا فيدعو إليه المساكين بعدد الأيام التي أفطرها كما كان أنس بن مالك يفعله لما كبر، والثانية أن يطعمهم طعامًا غير مطبوخ فيطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع من كل ما يسمى طعامًا من تمر أو بر أو أرز أو غيرها، وقيل إن الواجب مد من البر أو نصف صاع من غيره، وقت الإطعام المسلم مخيّر إن شاء فدى عن كل يوم بيومه وإن شاء أجل الإطعام إلى آخر يوم.

لكن لو لم يكن في رمضان يا شيخ؟

لا يجزئ تقديم الإطعام عن شهر رمضان، لا يجزئ تقديم الإطعام عن شهر رمضان، فلا يجزئ في شعبان مثلاً لأن سبب الوجوب الفطر، فلا يقدم الواجب على سببه إذا كان العبادة لها سبب وجوب ووقت وجوب، سبب وجوب ووقت وجوب لا يجوز التقديم على السبب اتفاقًا ويجوز التأخير عن الوقت يعني بعد الوقت الذي هو وقت الوجوب، والخلاف فيما بينهما ونظير ذلك أولاً مسألتنا التي معنا سبب الإطعام الفطر في رمضان فكونه يطعم قبل دخول شهر رمضان هذا تقديمًا على السبب فلا يجزئ

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

١٢-أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ الأمراض التي تؤدي إلى اختلال الشعور عدم ضبط الوقت يا شيخ خاصة وقت الصلاة هل أولاً أنها تبيح الفطر ثم ماذا يلزم من أفطر لهذا السبب وكيف يلزمه القضاء؟

هذه الأمراض التي يختل معها الشعور وهو العقل؛ لأن العقل هو مناط التكليف فلا تكليف إلا مع العقل، فإذا زال هذا العقل ارتفع التكليف وحينئذٍ لا شيء عليه، إذا ارتفع العقل لا شيء عليه، يبقى مسألة الإغماء الإغماء هل يلحق بالنوم أو يلحق بالجنون؟ بعض الصحابة كأنه جعل ثلاثة أيام فما دون في حكم النوم من الإغماء في حكم النوم وعلى هذا يلزمه قضاء ما فاته خلال الأيام الثلاثة وما زاد عن الثلاثة الأيام؛ لأنه لا يتصور أحد ينام ثلاثة أيام وما زاد في الإغماء عن ثلاثة أيام فإنه حينئذٍ حكمه حكم الجنون ولا يقضي شيء، فلا شيء عليه حينئذٍ ارتفع عنه التكليف.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

١٣-أحسن الله إليكم أيضًا هناك مرضى يا فضيلة الشيخ يعتمدون على الله -عز وجل- ثم على علاجات وأدوية في أوقات محددة كأن يكون ثلاث مرات في اليوم ونحو ذلك إذا تركوه للصوم ربما اشتد بهم المرض وبعضهم قد يكون بسبب المرض نفسي ويحدث معهم ما يحدث مثل هؤلاء كيف يقضون حفظكم الله؟

مثل هذا إذا أوصاه الطبيب المسلم الثقة أنه لا يمكن أن يشفى إلا باستعمال هذا السبب وهو العلاج فله أن يفطر، له أن يفطر وحينئذٍ لا يلزمه القضاء والحالة هذه، إلا إذا برئ لكن لو أخبره طبيب مسلم أنه لا يرجى برؤه، قال إن هذه هذه العلاجات تستعملها طول عمرك مثلاً حينئذٍ يعدل إلى الإفطار يعدل إلى الإفطار، يعدل إلى الإطعام، يعدل إلى الإطعام، إذا أفطر يعدل إلى الإطعام؛ لأنه لا يرجى برؤه أما إذا كان يرجى برؤه فيؤخر حتى يتمكن من القضاء.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

١٤-سؤال: ماذا على من أفطر في نهار رمضان متعمدًا؟

الجواب:لا شك أنه ارتكب إثمًا عظيمًا، وجاء في الخبر وإن تكلم فيه بعض أهل العلم أن «من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه» [البخاري تعليقًا: باب إذا جامع في رمضان]، هذا وعيد شديد، هناك كلام لأهل العلم على الحديث، لكن يبقى أن الأمر عظيم؛ لأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، والتساهل فيه لا شك أنه يدل على رقة في الدين، فالمفطر متعمدًا في نهار رمضان آثم، وعليه التوبة والندم والعزم على عدم العود، وعليه قضاء ذلك اليوم، فإن كان فطره بأكل أو شرب أو نحوهما فعليه القضاء فقط مع التوبة والاستغفار، وإن كان فطره بجماع فعليه مع التوبة الكفارة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين وإلا إذا لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا كما في حديث الأعرابي.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

١٥-سؤال: ما الحكم على من أتى العادة السرية في نهار رمضان؟

الجواب:

أولاً العادة السرية محرمة؛ لأن الله -جل وعلا- قصر الفروج وأمر بحفظها إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، ومن تعدى هذين الأمرين من الأزواج وما ملكت اليمين فإنه متعدٍّ والعدوان لا يجوز {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[المؤمنون: ٧]، ولكن إذا حصل في نهار رمضان زادت الحرمة؛ لاحترام الشهر، وإذا أنزل بسببها الماء في نهار رمضان وهو صائم دفقًا بلذة فإنه أتى مفطِّرًا ويلزمه الغسل حينئذٍ، وأما الكفارة فلا تجب إلا بالجماع، فهذا ارتكب محرمًا، وعليه التوبة والاستغفار وألا يعود، وعليه قضاء ذلك اليوم، وأما الكفارة فلا تجب إلا بجماع.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

١٦-سؤال: هل يجوز للمرضع أن تفطر في رمضان ؟ ومتى تقضي؟ وهل تطعم مع القضاء؟

الجواب:

المرأة المرضع إذا خشيت على نفسها أو ولدها جاز لها الفطر في رمضان لحديث أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه في المسند والسنن وعليها قضاء ما أفطرته وتقضيه إذا زال سبب الفطر فإن كان قبل رمضان اللاحق فلا شيء عليها سوى القضاء ، وإن جاء رمضان آخر فالجمهور على أنها تطعم مع كل يوم مسكينا ويرى البخاري أن لا شيء عليها سوى عدة ما أفطرته من الأيام. وبالله التوفيق.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله

 

١٧-سؤال: قبل ثلاثين سنة تقريباً وفي صغري تزيد أو تنقص كنت أفطر بعض أيام من رمضان دون علم أحد وحقيقة أنني لا أعلم عدد الأيام فهل علي قضاء أم لا؟

الجواب:

إذا كان صغرك تريد به قبل التكليف فلا شيء عليك، وإن كان بعد التكليف فعليك أن تقضي ما أفطرت، وتعمل بالأحوط.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله

 

أحكام صيام ست من شوال :

١-سؤال: هل ابتداء صيام الست من شوال بيوم السبت جائز؛ حيث منعني أحد أصدقائي من بدء صيام الست من شوال في هذه السنة بيوم السبت بحجة أنه لا يُبدأ صيام تطوع بيوم السبت، علمًا بأن السبت كان ثاني أيام عيد الفطر هذه السنة؟

الجواب:

الذي منعه من أصدقائه من بدء صيام الست بيوم السبت التبس عليه الأمر فيما جاء من النهي عن صوم يوم السبت، وهذا النهي يُقصد به إفراد يوم السبت لذات يوم السبت؛ لأنه عيد بالنسبة لليهود، جاء النهي عنه، أما من صامه مع غيره بنية التقرب إلى الله -جل وعلا- بما شرعه على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- من صيام الست فهذا لا شيء فيه ولا إشكال فيه وهذه السُّنة، والأولى أن يبادر الإنسان بصيام الست؛ ليتحقق لفظ الاتْبَاع، وأتبعه بعد فطره مباشرة وتجاوز يوم العيد الذي جاء النهي عن صيامه، فإنه يتحقق اللفظ بأنه أتبع رمضان ستًّا من شوال، وعلى هذا فالنهي ليس بمحله .

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٢-سؤال: أيهما أفضل لمن أراد أن يصوم الست، هل يصومها متتابعة، أو يصومها مفرَّقة؟

الجواب:

ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر»، وفهم بعض أهل العلم من لفظ (أتبعه) أن صيامها يكون مباشرة بعد يوم العيد، وأن الأولى أن تكون متتالية، وإن كان قوله: (من شوال) يشمل الشهر من أوله إلى آخره، فلا شيء في تفريقها، لكن إن أُتبعتْ رمضانَ مباشرة كان أولى، وإلا فلا مانع من أن تفرّق.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٣-سؤال: من كان عليه قضاء من رمضان، هل له أن يبدأ بصيام الست من شوال قبل إنهائه القضاء؟

الجواب:

مفهوم حديث أبي أيوب: "من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال" أنه لا يكون صيام الست من شوال إلا بعد الفراغ من صيام رمضان، سواء كان أداء أو قضاء؛ فلا يصح أنه أتبع رمضان الست من شوال إلا بعد أن يفرغ منه, وعلى هذا فالمرجح من أقوال أهل العلم أنه لا يتطوع بشيء قبل القضاء, لا الست من شوال ولا بغيرها قبل قضاء ما أوجب الله من صوم رمضان؛ لأنه لا يتحقق الاتْبَاع إلا بعد الفراغ من صيام رمضان, فمن أتمّه في وقته شرع في الست بعد العيد, ومن كان عليه شيء من القضاء فإنه يبدأ بقضاء ما أوجب الله عليه، ثم بعد ذلك يصوم ما شاء من الست وغيرها من النوافل.

المصدر: نور على الدرب

 

٤-يسن صيام الست من شوال لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله» وهذه الست -الحديث مخرج في الصحيح- وهذه الست تجزئ من أول الشهر وأوسطه وآخره وأنت تكون متتابعة ومتفرقة على أن تكون في شوال وبعد تمام صيام رمضان على عند جمع من أهل العلم، وبعضهم لا يشترط تقدم القضاء على على صوم الست ولا غيرها من التنفل، والمسألة خلافية.

المصدر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

 

٥-«من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال فكأنما صام الدهر كلَّه» أخرجه مسلم، وهذا ظاهر أيضًا رمضان بعشرة أشهر والست من شوال بشهرين عن ستين يومًا فكأنه صام السنة كلها، إذا كانت العلة أن صيام الست مع رمضان تعدل السنة فلماذا لا نقول بدلا من ست شوال ست القعدة لأن الحسنة بعشر أمثالها رمضان عن عشرة أشهر والست الأيام سواء كانت من شوال أو من القعدة أو من الحجة أو من محرم هل هناك فرق؟ فيه فرق؟ الستة الأيام بستين يوم عن شهرين

-       إجابة طالب:

الشيخ:

نعم هي ملحقة برمضان فهي صيام الدهر من جنس صيام رمضان فهي ملحقة به، وتجزي من أول الشهر وأوسطه وآخره، وأن تكون متتابعة ومتفرقة على أن تكون في شوال بعد تمام صيام رمضان بعد القضاء؛ لأن مقتضى قوله «وأتبعه» يدل على أنه بعد تمام صيام الشهر يصوم الست.

المصدر: شرح زاد المستقنع

 

٦-الإمام مالك رحمه الله تعالى لا يرى صيام الست، ويذكر في موطئه أنه ما رأى أحدا من أهل العلم والفضل يصومها كيف نقول بأن صيام الست مشروع ومندوب وفيه الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم، والإمام مالك إمام دار الهجرة نجم السنن في دار الهجرة وأهل العلم والفضل متوافرون فيها يقول ما رأيت أحدًا من أهل العلم والفضل يصومها يُشْكِل والا ما يُشْكِل؟ لا شك أن هذا أمر مستغرَب، كلام مالك مستغرَب مادام معنا الحديث المرفوع الثابت عنه -عليه الصلاة والسلام- فلا قول لأحد معه كائنا من كان، كائنا من كان، مادام معنا الحديث المرفوع الثابت الصحيح الصريح لا عبرةَ بقول أي شخص غير المعصوم -عليه الصلاة والسلام- والإمام مالك نفسه يقول كلٌّ يؤخَذ من قوله ويُرَد إلا الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

المصدر: شرح زاد المستقنع

 

٧-سؤال: مسألة تداخل العبادات هل يندرج صيام الست من شوال مع صيام البِيض؟ وغسل الجمعة هل يدخل في الجنابة أم لا؟

الجواب:

قاعدة التداخل عند أهل العلم كما قرر ذلك الحافظ ابن رجب في قواعده؛ إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد ليست إحداهما مقضية والأخرى مؤداة، فالصغرى تدخل في الكبرى، وما ذكره من الأمثلة من صيام الست من شوال مع صيام البِيض والاثنين مثلاً، فضل الله واسع، هذه تتداخل، يحصل له أجر البِيض ويحصل له أجر الاثنين، ويحصل له أجر السِت من شوال، وفضل الله واسع.

أما بالنسبة لغسل الجمعة؛ إذا قلنا بوجوبه مع غسل الجنابة، نعم يدخل، القول بوجوبه؛ ولذا تصح صلاة الجمعة بدونه، مع الإثم إذا قلنا بوجوبه، والقول المقرر عند عامة أهل العلم أن غسل الجمعة مسنون وليس بواجب، فيدخل في غسل الجنابة .

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٨-سؤال: هل يلزم من أراد صيام الست من شوال أو غيرها كالاثنين والخميس أن يبيت النية من الليل؟ وأيهما أفضل في صيام الست التتابع أم يوقع صيامه في الأيام المرغب فيها كالاثنين والخميس؟

الجواب:

تبييت النية في الصوم الواجب شرط لصحة الصيام، ويبقى عندنا الصيام المندوب الذي منه المطلق ومنه المعيّن، في الصيام المندوب المطلق ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه يأتي أهله في النهار ويسألهم هل عندكم من شيء فإذا قالوا: لا، قال: «فإني صائم»[مسلم: 1154]، وعلى هذا لا يلزم تبييت النية من الليل، حمله بعضهم على الصيام المطلق، وأما المقيد ومنه ما ذكر: صيام الست، والاثنين والخميس، فيحتاج إلى تبييت، والذي يظهر أن صيام النفل فيه سعة -إن شاء الله تعالى-.

المصدر: فتاوى نور على الدرب

 

٩-«من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال فكأنما صام الدهر كلَّه» أخرجه مسلم، وهذا ظاهر أيضًا رمضان بعشرة أشهر والست من شوال بشهرين عن ستين يومًا فكأنه صام السنة كلها.

المصدر: شرح بلوغ المرام

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

مريض لم يصم شوال

00:10:35 2020-06-10

ما حكم مريض لم يصم شوال