أبو مروان الباجي الإشبيلي ورحلته إلى المشرق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

1) كانت رحلة الحج إلى البيت العتيق ذات مشقة عظيمة، وهذا نموذج لرحلة الحج لأبي مروان الباجي رحمه الله من الأندلس قبل ثمانية قرون.

 

2) انطلق أبو مراون الباجي من إشبيلية في ربيع الآخر من عام 633 هـ إلى سبتة وبقي فيها تسعة أشهر يُسمع الحديث وينتظر المراكب البحرية.

 

3) لقي أبو مروان الباجي بسبتة شابا ضريرا ذكيا فاصطفاه لرفقته في رحلة الحج وهو أبو عبدالله ابن الخضار الكتامي وكان عمره 23 عاما.

 

4) من عجائب ذكاء ابن الخضار رحمه الله أنه كان يسير في أزقة سبتة دون اعتماد على أحد فإذا مر بمقبرة التفت ودعا مع أنه ضرير.

 

5) في السابع من المحرم من عام 634 هـ استقل أبو مروان وصاحبه مركبا روميا من سبتة ومنه إلى مالقة ثم المرية فقرطاجنة فلقنت.

 

6) وفارق بر الأندلس إلى جزيرة يابسة ثم ميورقة من الجزائر الشرقية ووصلها في 23 من المحرم ليلة الخميس وبقي فيها أسبوعا.

 

7) يوم الأربعاء 29 محرم ترك أبو مروان الباجي ميورقة مبحرا إلى قبريرة من الجزائر الشرقية وفيها بقي إلى صباح الجمعة فاتح شهر صفر.

 

8) ثم أقلع المركب في الأول من صفر إلى جزيرة سردانيه - وقد غزاها المسلمون وفتحوها مرارا – وبقي فيها أبو مروان ليلتين .

 

9) ثم انطلق أبو مروان في المراكب إلى صقلية فجاوزها إلا أن الريح ردت المراكب إلى مرسى سرقوسة في صقلية في 12 صفر.

 

10) بقي أبو مروان في المركب عشرين يوما رجاء مواتاة الريح ثم نزل إلى سرقوسة فبقي فيها إلى ثلاثة أشهر يُسمع الحديث ويدرس الطلبة.

 

11)مما قرئ على أبي مروان في سرقوسة كتاب أوجز السير لابن فارس وهو من المتون المختصرة في السيرة النبوية وسمعه منه ابن الخضار وأجازه فيه .

 

12) ومما قرئ على أبي مروان في سرقوسة من صقلية كتاب إحكام النظر لابن القطان الفاسي وسمعه منه ابن الخضار كاملا وأجازه فيه .

 

13) في 18 جمادى الآخرة انتقل أبو مروان للمركب وبقي فيه يومين منتظرا مواتاة الريح ويوم 20 ابحر المركب إلى جزيرة إقريطش في ثمانية أيام.

 

14) ثم ابحرت المراكب إلى جزيرة قبرص واستغرق الوصول إليها خمسة أيام ، ثم في ثلاثة أيام وصل أبو مروان الباجي إلى عكا في 14 رجب.

 

15) وبوصول أبي مروان الباجي رحمه الله إلى عكا من أرض فلسطين يكون أمضى ستة أشهر وسبعة أيام في قطع البحر الأبيض المتوسط من غربه إلى شرقه.

 

16) بقي أبو مروان الباجي في عكا حتى دخل دمشق في السابع من شهر رمضان وأقام فيها حتى منتصف شهر شوال .

 

17) نزل أبو مروان الباجي في المدرسة العادلية في دمشق وكان نشاطه كبيرا حيث لقي علماء الشام وغيرهم ممن وفد إليها فروى عنهم ورووا عنه.

 

18) لقي أبو مروان بدمشق الإمام ابن الصلاح فروى عنه المقدمة وروايته هذه هي التي وصلت المغرب ورواها عنه الناس.

 

19) والتقى في دمشق بابن أبي أصيبعة فأملى عليه أبو مروان من حفظه تراجم أطباء الأندلس، فكل ما في كتابه عن أطباء الأندلس رواه عن أبي مروان.

 

20) وذكر أبو شامة في ذيل الروضتين أنه استفاد من أبي مروان معاينته للمد النبوي الذي كان متوارثا عند آل الباجي وأثبت قياسه.

 

21) وجل من روى عن أبي مروان مدة إقامته في دمشق من أهل إشبيلية فمنهم البرزالي والقسطار وابن يريم وابن الحجام وغيرهم .

 

22)وفي منتصف شوال خرج أبو مروان مع الركب الشامي إلى الحج فمر ببصرى ثم الأزرق ثم تيماء ثم خيبر ثم المدينة النبوية المنورة.

 

23) دخل أبو مروان المدينة المنورة فزار المسجد النبوي وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وبقي يومين فيها.

 

24) ثم انفصل عن الركب فذهب إلى ذي الحليفة فأحرم منها ثم ارتحل مرورا ببدر إلى رابغ إلى الجحفة إلى بطن مر إلى مكة شرفها الله تعالى.

 

25) في اليوم الرابع من ذي الحجة دخل أبو مروان مكة المكرمة ونزل بالأبطح وقضى حجه رحمه الله تعالى وتقبل منه .

 

26) وبعد أن قضى أبو مروان حجه نزل بدار إمام مقام المالكية بالحرم الشريف أبو البركات عمر بن محمد التوزري عند باب العمرة رحمهما الله.

 

27) وهكذا استغرقت رحلة أبي مروان سنتين تقريبا منذ خروجه من إشبيلية ولم تكتب له العودة للأندلس فتوفي في مصر وهو قافل من حجه تقبل الله منه.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply