كثرة الركوع والسجود أو طول القيام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

اختلف العلماء، هل الأفضل كثرة الركوع والسجود أو طول القيام، أو هما سواء؟

فرجَّح طائفة: طول القيام.

ورجَّح آخرون: كثرة الركوع والسجود.

‏ورجَّح ابن تيمية -رحمه الله- أنهما سواء .

فالقيام فُضِّل بذكره وهو القراءة، والسجود فضل بهيئته، فهيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذكر القيام أفضل من ذكرالسجود.

وذكر في موضع آخر كلامًا طويلًا مفصلًا وأن:

هذه المسألة لها صورتان:

إحداهما: أن يطيل القيام مع تخفيف الركوع والسجود.

فيقال: أيما أفضل؟ هذا أم تكثير الركوع والسجود مع تخفيف القيام؟

ويكون هذا قد عدل بين القيام وبين الركوع والسجود فخفف الجميع.

والصورة الثانية: أن يطيل القيام فيطيل معه الركوع والسجود فيقال: أيما أفضل؟ هذا أم أن يكثر من الركوع والسجود والقيام؟ وهذا قد عدل بين القيام والركوع والسجود في النوعين لكن أيما أفضل تطويل الصلاة قيامًا وركوعًا وسجودًا أم تكثير ذلك مع تخفيفها؟

ثم قال: "والصواب في ذلك: أن الصورة الأولى: تقليل الصلاة مع كثرة الركوع والسجود وتخفيف القيام أفضل من تطويل القيام وحده مع تخفيف الركوع والسجود".

وقال: "وأما تفضيل طول القيام مع تخفيف الركوع والسجود على تكثير الركوع والسجود فغلط. فإن جنس السجود أفضل من جنس القيام من وجوه متعددة..".ثم ذكرها.

وقال: " كثرة الركوع والسجود أفضل من طول القيام الذي ليس فيه تطويل الركوع والسجود.

وأما إذا أطال القيام والركوع والسجود فهذا أفضل من إطالة القيام فقط، وأفضل من تكثير الركوع والسجود والقيام بقدر ذلك.

والكلام إنما هو في الوقت الواحد: كثلث الليل أو نصفه أو سدسه أو الساعة. هل هذا أفضل من هذا أو هذا أفضل من هذا".

يُنظر: مجموع الفتاوى  (14 / 6)،(22 / 273)،(23 / 69).

وحيث وجدت قلبك فاعمل به!

فمن الناس من طول القيام أصلح لقلبه، ومن الناس من طول الركوع والسجود أصلح لقلبه، فاحرص على الأصلح لقلبك، ومن وُفِّق للسجود والتلذذ به؛ فقد وُفِّق لخيرٍ عظيم. وهذا ليس اختيارًا فقهيًا ولكن إرشادًا لما هو أصلح للقلب. والله الموفق

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply