من أبٍ مُحبٍّ إلى إبنه المُتمرّد


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

القصيدةُ موجّهةٌ من أبٍ مُحبٍّ إلى إبنه المُتمرّد :

ستظلُّ في قلبي وفي وجداني

مهما فؤادُك يا بُنَيَّ جفاني

مهما رفعتَ حواجزاً وتركتني

وحدي أُكَفْكِفُ أدمعي وأعاني

ولَسَوفَ أبقى في طريقك جنّةً

حتى ولو ناراً عليكَ تراني

فَمُهِمّتي أن أفتديك بأعيني

مهما أَرَيْتُكَ قسوتي بلساني

كم كنتُ أرجو أن أُريْكَ وداعتي

وأُريْكَ نهرَ عواطفي وحناني

لكنَّ همّي أن أراك موفّقاً

لا أن أُريْكَ اللين كي تهواني

فالله يضمن لي حقوقي عندما

تلقى غداً دنياك برَّ أمانِ

وترى نتائج قسوتي معنىً به

لصلاحِ أمرك في النجاح معاني

عيناكَ تُخبرني بأنك ساخطٌ

وترى زمانكَ كارهاً لزماني

لا يا بُنَيّ … فما تراهُ بجَعْبَتي

هو لو عقِلتَ هديّةُ الرحمنِ

ليْ ألفُ قلب هُمْ حدائقُكَ التي

كانت بدرب تجاربي بستاني

أعدَدْتُها ليكون قطفُ ثمارها

في راحتيك بأرخص الأثمان !!!

تلك التفاصيل التي تشقى بها

مِنّي وتحْسَبُها لجيلٍ ثاني

هي لو علمتَ بها نجاحُكَ ، كلّما

يوماً قَطَفْتَ ثمارَهُ تلقاني

تُبْكيكَ منّي قسوةٌ ، لو لامَسَتْ

بشغاف قلبكَ أدمعي لبكاني

لا تبْكِ يا ابْني فالذي مابيننا

بيد القضاء دقائقٌ وثواني

بيني وبين القبر أقْصَرُ خطوةٍ

وغداً سأتركُ يا بُنَيَّ مكاني

وغداً ستصبحُ والداً ، وكما أنا

عانيتُ في درب الوفا ستعاني

ويراكَ مَنْ تعطيه عمركَ ، مثلما

في رحلتي فوق التراب تراني

وأظنّ أنك يومها ستَوّدُ لو

آتي إليكَ وحاملاً أكفاني !!!

كُنْ ما تريدُ وعِشْ حياتَكَ وانْتَبِهْ

ومِنَ الدعاءِ بُنَيَّ لا تنساني …

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply