المرأة والوطنية من خلال السيرة النبوية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

المـقدمة:

الحمد لله الذي أودع القلوب محبة الوطن، وجبل النفوس على حبّ الأهل والسكن، وجعل في قرب الأوطان راحة البدن، وفي البعد عنها ازدياد اللوعة والشجن، سبحانه لا يأخذه نوم ولا وسن، له الحمد على أفضاله والمنن، وله الشكر ما تعاقب الفرقدان وطال الزمن، والصلاة على محمد ما أرعد البرق وهتن، والسلام عليه ما أقام رحلٌ أو ظعن، الصادق الأمين خير مؤتمن، دعا إلى ربه في السر والعلن، ونجانا الله به من مظلات الفتن. سيرته صلى الله عليه وسلم أعظم سيرة في الوجود، فقد زكاه ربه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (2)، ومنحه اسمين من أسمائه {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. (2)

وجدت المرأة عند الرسول صلى الله عليه وسلم كل التكريم والتقدير فقد كرمها الله كما كرمها القرآن الكريم قال صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)(3)، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في تكريمه للمرأة: (من كان له ثلاث أخوات أو ابنتان، أو أختان، فأحسن صحبتهن وأتقى الله فيهن فله الجنة) (4) وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيراً)(5)وكان يوصي دائماً بمعاملة النساء بالمعروف والصبر عليهن في الكثير من الأحاديث والمواقف التي أظهر خلالها الرسول صلى الله عليه وسلم مدى احترامه وتقديره للمرأة إذا كانت أماً أو زوجةً أو ابنةً أو أختاً ويكفينا خير مثال معاملته لأزواجه وبناته.

 وحين تعقد ندوة في رحاب السيرة النبوية فإن ذلك أسلوب من أساليب تعميم ثقافة السيرة بعمقها القيمي وبشموليتها في العبادات والمعاملات وعلى مستوى الرجال والنساء.

 وحين يكون المحور الرئيسي للندوة (المرأة) ، فذلك يضيف بعداً مهماً؛ فهو تأصيل لعدد من قضايا المرأة، وسيجيب على عدد من التساؤلات المعاصرة، ومن هنا جاء عنوان هذا البحث (المرأة والوطنية في السيرة النبوية).

 والمرأة عنصر مهم في المجتمع، أسهمت في صياغة الحياة زمن النبوة، ومن هنا فمن الأهمية بمكان توضيح المجالات التي حظيت بها المرأة المسلمة من خلال السيرة النبوية، والكشف عن نماذج نسائية صالحة للاقتداء والاعتبار.

خطة البحث:

وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد و ثلاثة مطالب على النحو الآتي:

تمهيد:جاء الحديث فيه عن مفهوم المواطنة وعن شخصية المرأة الحقوقية.

المطلب الأول : دور المرأة في مجال الدعوة.

المطلب الثاني : دور المرأة في مجال الهجرة.

المطلب الثالث: دور المرأة في مجال الجهاد. 

خاتمة.

نسأل الله التوفيق والسداد والعون.

أهداف البحث:

1- بيان واقع المرأة قبيل البعثة النبوية.

2-إبراز المكانة التي حظيت بها المرأة المسلمة بعد البعثة النبوية.

3- توضيح المجالات التي أسهمت بها المرأة المسلمة من خلال السيرة النبوية.

4- التعرف على نماذج من المشاركات المشرفة للأمهات والبنات والأخوات والزوجات ... من خلال السيرة النبوية.

تمهيد.

مفهوم الوطنية في الإسلام:

لقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حب الوطن والارتباط به بقوله لما هم بالخروج من مكة "ما أطيبك من بلد و أحبك إلى لولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك " (6) وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر ذات مرة إلى جبل أحد فقال " أحد جبل يحبنا ونحبه"(7)، ومما يدلل على الارتباط الشعوري بالوطن و أهميته بالنسبة للإنسان أن القرآن الكريم اعتبر إخراج الإنسان من دياره معادل للقتل الذي يخرجه من عداد الأحياء قال عز وجل: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ...} (8). (9)

مفهوم الوطنية 
أولاً: تعريف الوطن لغة واصطلاحا: 
في اللغة: قال ابن منظور في لسان العرب الوطن : المنزل تقيم فيه ، وهو موطن الإنسان ، ومحله يقال : أوطن فلان أرض كذا ، وكذا أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه (10) . وقال : الزبيدي : الوطن منزل الإقامة من الإنسان ، ومحله وجمعها أوطان (11)

في الاصطلاح:

1 -عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله: الوطن الأصلي هو مولد الرجل ، والبلد الذي هو فيه. (12)

2 -وعند الرجوع إلى كتب المعاجم ، والموسوعات ، وخاصة السياسية منها نجد أنها لا تختلف عن المعنى اللغوي. 
- ففي المعجم الفلسفي يقول: الوطن بالمعنى العام منزل الإقامة ، والوطن الأصلي : هو المكان الذي ولد فيه الإنسان ، أو نشأ فيه (13).
مفهوم الوطنيـة :
تعرف الموسوعة العربية العالمية الوطنية بأنها "تعبير قويم يعني حب الفرد وإخلاصه لوطنه الذي يشمل الانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن. ويوحي هذا المصطلح بالتوحد مع الأمة".
كما تعرف بأنها "الشعور الجمعي الذي يربط بين أبناء الجماعة ويملأ قلوبهم بحب الوطن والجماعة، والاستعداد لبذل أقصى الجهد في سبيل بنائهما، والاستعداد للموت دفاعاً عنهما". (14)

 

شخصية المرأة الحقوقية:

إجمال حقوقها بنتاً وزوجاً وأما:

لقد منح الله عز وجل المرأة منذ أربعة عشر قرناً، حق التصرف المستقل بكل ما تملك مثلها مثل الرجل، لا يزيد أحدهما على الآخر شيئاً، و هو الهدف الذي لا تزال قوانين الحضارة الغربية قاصرة دون بلوغه حتى يومنا هذا.

 فالمتتبع للتدرج الفطري للأنثى وما لها حقوق: فعلى والديها القيام بحسن تربيتها حتى تلحق بالنساء، فإذا مات أحدهما كان لها من تركته حصة مقررة تستولي عليها، وعلى أبيها أو أخيها النفقة عليها حتى تتزوج، فإذا أدركت كان لها ملء الحرية في اختيار زوجها، وليس لأي مخلوق؛ والداً كان أو حاكماً، أن يحد شيئاً من هذه الحرية التي وهبها لها الله كاملة غير منقوصة، تحكي لنا عائشة رضي الله عنها قصة فتاة فتقول: "إن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة، قالت: اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه، فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء" (15)(16).

فالمرأة إذا أصْبَحَت زوجاً للرجل، كان لكل منهما على الآخر حقوق، وفي جميع هذه الأدوار تبقى مستقلة بما تملك لا يشاركها حق التصرف فيه مشارك، لا زوج ولا أخ ولا والد، ولها نصيب مفروض من ميراث الأب والأخ والزوج والولد ، آما أن مهرها حق خالص لها تتصرف فيه تصرفها بميراثها وملكها. (17)

 

تلطف الرسول في القضاء على النظرة الجاهلية:

أراد صاحب الشريعة الإسلامية  أن يتعهد بنفسه ما تبقّى من آثار الجاهلية ونظرها إلى المرأة فيقضي عليه،

نعم ذلك ما عالج أحكمُ من تجرد لطب النفوس، وأبصر خلق الله في دائها ودوائها،وإليكم ما تلمسه من آثار هذا الانقلاب الثائر الحكيم.

وما أطرف حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقص فيه ما جرى له معهن، ويصف هزيمته وكيف انكسر لهن، على رغم شدته وغلظته، قال : "والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال: فبينا أنا في أمر أَأْتَمره إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا ،وفيم تكلفك في أمر أريده فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب ،ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله  صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، فقام عمر رضي الله عنه فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة ،فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم يا بنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله  صلى الله عليه وسلم إياها، يريد عائشة قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها "(18).

تم للمرأة من المكانة ما صارت معه تجير على المسلمين فيحترمون جوارها. ذكرت ذلك عائشة رضي الله عنها  فقالت "إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز " وقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب رجلين من المشركين من إحمائها كانا أسيرين، فأجاز الرسول صلى الله عليه وسلم جوارها قائلاً " أجرنا من أجرت، وأمّنا من أمّنت يا أم هانئ "(19) (20).

 

شفاعة الرسول عند جارية:

وهذا حادث طريف، على تلك الحرية التي متع الله بها المرأة العربية في الإسلام فمارستها أوسع ممارسة؟ إنه حادث (غرامي) ولست أتحرّج من ذكره هنا،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه كان شفيعاً في هذا الحادث للمحب الولهان:جارية ضعيفة مملوكة اسمها بريرة وزوجها عبد أسود اسمه مغيث،كان شديد التعلق بها،اشترت عائشة الجارية فأعتقتها، فلما أعتقت كان لها الخيار بمقتضى الشرع بين أن تبقى عند زوجها أو تتركه وتعتد منه، فلما خيّرها الرسول صلى الله عليه وسلم، اختارت نفسها وتركت زوجها، فقامت قيامة هذا الزوج المسكين، وهام في سكك المدينة يطوف وراءها ويبكي، وإن دموعه لتتحادر على لحيته، يترضاها وهي تقول  « لا حاجة لي فيك » وبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم: فَرَقَّ له، وقال لبريرة « لو راجعتيه » فقالت: «أتأمرني؟ أشيء واجب علي » فقال:« إنما أنا شافع »  فقالت: « لا حاجة لي فيه » وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب وقال للعباس يا عباس ألا تعجب من حب مغيث، وبغضها له». (21) (22)

وهكذا اعتذرت هذه الجارية عن قبول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، متمتعة بحريتها القانونية أبعد تمتع،وكان صنع الرسول صلى الله عليه وسلم هنا إقراراً عملياً لهذه الحرية.

 

المطلب الأول : دور المرأة في مجال الدعوة.

جاءت تعاليم الإسلام لتحدث نقلة هائلة في وضع المرأة الاجتماعي والتشريعي، فما أن هُيّئت البيئة للتغيير حتى بدأت عمليات التحليل والتقييم، فأدان الإسلام بشدة موقف بعض القبائل العربية وأعرافها الجائرة ضد المرأة والضعفاء، ليتحول ذلك المجتمع الجاهلي من مجتمع أبوي قائم على رياسة الرجل المطلقة إلى مجتمع قائم على التعاون بين محوري الاستخلاف الرجل والمرأة، فأزال عنها معالم الظلم، وأعلن مبدأ المساواة ليمحو العديد من الممارسات الشاذة آنذاك، فمارست المرأة من موقعها أعمال الإعمار والتأسيس للدولة الإسلامية الفتية.

وجعل الإسلام للمرأة الحق في المبايعة على السمع والطاعة والقيام بحدود الشريعة وأحكامها ويصور لنا القرآن الكريم مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء مبايعة مستقلة عن الرجال ،وذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (23) .

 

في الدعوة إلى الله:

وهذه مواقف  بعض النساء اللائي أسلمن في هذه المرحلة الحساسة، وكان لهن فضل كبير في نشر الدعوة الإسلامية، وتحملن من أجلها أنواعاً مختلفة من العذاب وعلى رأس هؤلاء الزوجة الأولى للرسول صلى الله عليه وسلم  خديجة بنت خويلد رضي الله عنها  التي كانت أول من آمن به(24)، ولقد وقفت خديجة بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الوحي وطلب منه أن يقرأ،حيث ذهب إليها يرجف فؤاده، وقال: "زملوني زملوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع . (25)ولقد عانت خديجة مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم الحصار المحكم الذي فرضته قريش على المسلمين في شعب أبي طالب . (26)

وهكذا كانت المرأة من أوائل من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل وأول من قدمت حياتها راضية مرضية في سبيله (سمية أم عمار). (27)

ومن أوائل من بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الكبرى مع رجال الأوس والخزرج على الإيمان بالله الواحد الأحد ونصرة رسوله، (امرأتان أم عمارة وأختها وقيل وأسماء بنت عمرو بن عدي) .(28)

ومن جهاد النساء في مجال الدعوة أن منهن من أسلمت قبل زوجها، وكانت تعرض عليه الإسلام مثل أم سليم بنت ملحان، التي أسلمت مع قومها، ثم عرضت على زوجها مالك بن النضر الإسلام فغضب عليها، وخرج إلى الشام فهلك هناك، فخلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري وكان قد خطبها مشركاً فرفضته، فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوج وحسن إسلامه وقالت له: " لا آخذ منك صداقاً غير الإسلام "، فكان صداقها الإسلام (29).

وفي موقف أم سليم هذا نوع من أنواع الجهاد فهي ترفض أن تضحي بدينها من أجل زوجٍ مشرك وهي بذلك تطبق حديث الرسولصلى الله عليه وسلم " أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق "(30).

إن مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم لها عدة دلالات:

الدلالة الأولى: استقلال شخصية المرأة وأنها ليست مجرد تابع للرجل بل هي تبايع كما يبايع الرجل.

والدلالة الثانية: بيعة النساء هي بيعة الإسلام والطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه يستوي فيها الرجال والنساء.

والدلالة الثالثة: مبايعة النساء النبي صلى الله عليه وسلم تقوم على أساسين: الأول:باعتباره صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله، والثاني باعتباره إمام المسلمين، ومما يؤكد وجود الاعتبار الثاني قوله تعالى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (31).

الدلالة الرابعة:  تصريح بمفهوم المساواة، فلا فضل لرجل على امرأة، ولا للمرأة الشريفة الغنية على الفقيرة المعدمة، فلا تفاخر بالأنساب والأحساب، إلا بالتقوى وبكفاءة العمل المتمثلة بمفهوم العمل الصالح.

الدلالة الخامسة:  البيعة تؤكد على الاعتراف بكامل أهلية المرأة.

الدلالة السادسة: إن البيعة بمثابة إعلان رسمي على وجوب تفعيل دور المرأة في الأمّة ووجوب مشاركتها في شؤون الأمة السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

الدلالة السابعة: ومن آثار البيعة مشاركة النساء في الحروب، حيث خرجت النساء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحرب يمرضن ويداوين  الجرحى، بل وخصص أماكن آمنة في المعسكرات، حيث خصص النبي صلى الله عليه وسلم خيمة لرفيدة الأسلمية لتمريض الجرحى(32)

الدلالة الثامنة: ومن الأدوار التي مارستها المرأة في ظل البيعة طلب العلم، فهي إنسان مكلف و مسؤول يجب عليها أن تتعلم مسؤوليتها لتؤديها على أكمل وجه، فأصبحت عالمة ومتعلمة، فأقبلت النساء على تحصيل العلم ،فاشتهرن بالعلوم الدينية والدنيوية على السواء، أمهات المؤمنين والشفاء بن عبد الله، وأسماء بنت يزيد الأنصارية (33).

 

وللمرأة في الإسلام الحق في أن تستشير وأن تستشار وأن تنصح بما تراه صواباً مثلها في ذلك مثل الرجل قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (34). فلم تميز الآية ما بين الرجل والمرأة بل جاءت عامة.

وفي مجال الفقه، قد أمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالتعليم والتعلم إسهاماً في نشر الدين لقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (35) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينيب السيدة عائشة رضي الله عنه في شرح المراد من حديثه لمن لا تعي ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم مما في تصريحه إحراج للسائلة، ونجد أن المرأة المسلمة كانت تسعى للعلم منذ بداية عصر النبوة إذ روي أن النساء كن يحتشدن لسماع النبي صلى الله عليه وسلم ويحضرن الصلاة الجامعة معه من أجل التعلم، فكان في صدر الإسلام مثقفات فضليات، وفيهن من يفضل الكثير من الرجال، إذا نظرنا في تاريخنا الإسلامي لوجدنا الكثير من العالمات في الحديث والفقه والأدب وغير ذلك.

عن ثابث أن أم سليم قالت:(يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد، إنما هو شجرة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أما تستحي تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قالت فهل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأزوجك نفسي لا أريد منك صداقا غيره؟ قال لها: دعيني حتى أنظر. قالت، فذهب فنظر ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قالت: يا أنس قم فزوج أبا طلحة) (36)وكان قد جاءها خاطبا، فما كان لها مهر إلا إسلامه.

 

المطلب الثاني : دور المرأة في مجال الهجرة.

الهجرة الأولى للحبشة:

إن أهم أسباب الهجرة إلى الحبشة يمكننا إجمالها في : فرار المهاجرين بدينهم حتى يتسنى لهم عبادة الله في مكان آمن ، ثم بالتالي المساهمة في الدعوة إلى الله والتعريف بمبادئ الإسلام ، وقواعده دون عائق (37)

وقد اختلفت الروايات في عدد حيث ذكرت بعضها، أن عدد ،الذين هاجروا إلى الحبشة الهجرة الأولى من أربع إلى ست نسوة، وهم : سهلة بنت سهيل، أم سلمة بنت أبي أمية، ليلى بنت أبي حثمة، أم كلثوم بنت سهل بن عمرو، أسماء بنت عميس (38).

وذكر ابن الأثير أن أم عبد الله بنت أبي حثمة، زوج عامر بن ربيعة العنزي قالت :" إنا لنرحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر لبعض حاجته، إذ أقبل عمر بن الخطاب، وهو على شركه،حتى وقف علينا، وكنا نلقى منه البلاء، أذى وشدة "، فقال : أتنطلقون يا أم عبد الله ؟ قالت : نعم والله لنخرجن في أرض الله فقد آذيتمونا، وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجاً، فقال : صحبكم الله، ورأيته له رقة وحزناً، فلما عاد ومر، أخبرته وقلت له لو رأيت عمر ورقته علينا قال: أطمعت في إسلامه؟،قالت : نعم"(39)

ولقد أجملت أم سلمة ذلك بقولها : " لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي،أَمننَا على ديننا، وعبدنا الله لا نؤذى، ولا نسمع شيئاً نكرهه ". (40)

ولقد بينت المصادر بعض المعاناة التي عاناها هذا الوفد، والجهاد الذي جاهده ، فمثلاً أنهم هاجروا متسللين سراً في ظلمة الليل حتى لا تفطن لهم قريش ، منهم الراكب والماشي، وقيضت لهم الأقدار سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة وحملتهم بنصف دينار، وكان مخرجهم في رجب في السنة الخامسة من البعثة النبوية، وخرجت قريش في آثارهم، حتى جاءوا البحر حيث ركبوا، فلم يدركوا منهم أحداً (41).

 

وقد بلغ المهاجرين إلى الحبشة أن مشركي مكة قد أسلموا، فرجع منهم من رجع، ومكث منهم من مكث، ومكث آخرون في مكة، وخرج آخرون من المسلمين إلى أرض الحبشة، وهي الهجرة الثانية (42)

 

ومن أسباب الهجرة الثانية أن أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم الذين قدموا مكة بعد الهجرة الأولى اشتد عليهم قومهم ، ولقوا منهم أذى شديداً فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى أرض الحبشة للمرة الثانية، فكانت أعظم مشقة من الأولى ولقوا من قريش تعنيفاً شديداً ونالوهم بالأذى، واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم، وكان عدد من خرج من النساء إحدى عشرة امرأة قرشية ، فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي، بأحسن جوار فلما سمعوا بمهاجرة رسول الله إلى المدينة، رجع من النساء ثماني نسوة (43).

ومن المعاناة التي عانتها النساء في الهجرة معاناة أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، فلقد هاجرت إلى الحبشة هي وزوجها عبيد الله بن جحش، فتنصر زوجها وحاول أن تتبعه، فأبت وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانية (44).

والنساء اللائي هاجرن إلى الحبشة هن: أم حرملة بنت عبد الأسود، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، ودعد بنت جحدم، وعميرة بنت السعدي ، وسودة بنت زمعة، وحسنة زوجة سفيان بن معمر، وفاطمة بنت المجلل، ورملة بنت أبي عوف، وبركة بنت يسار مولاة أبي سفيان، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وفاطمة بنت صفوان بن أمية، وكريمة الحبائب (45).

 

الهجرة إلى المدينة:

وكان للنساء المؤمنات نصيب وافر في هذا النوع من الجهاد، وقد خصهن الله عز وجل بآية تتحدث عن مشاركتهن بالهجرة إلى المدينة ، إذ قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ، فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}(46) وهناك نماذج لمسلمات هاجرن، وتحملن المعاناة والأذى، وقمن بجهود في هذا الحدث العظيم، منهن أسماء بنت أبي بكر، فقد اشتركت في التجهيز لرحلة الهجرة هي وأختها عائشة، إذ جهزتا السفرة (47) التي يأخذها المهاجران، ووضعتاها في جراب، فلما أرادتا ربط فم الجراب، لم تجدا شيئاً، فشقت السيدة أسماء نطاقها(48) نصفين، فربطت فم الجراب بنصفه، وانتطقت بالنصف الآخر، فلذلك سميت ذات النطاقين، وقال ابن سعد  شقت نطاقها، فأوكأت بنصف منه الجراب،وشدت فم القربة بالآخر، فسميت ذات النطاقين. (49)

 

المطلب الثالث: دور المرأة في مجال الجهاد .

حضور المعارك للتطبيب والسقاية:

أما عن الجهاد في سبيل الله فقد كان للمرأة دور بارز فيه سواء بالنفس في بداية الدعوة إذ كانت المرأة تجاهد بنشر الدعوة سراً وجهراً بين نساء قريش، ثم رعاية للزوج المسلم ، ودفعا له إلى الجهاد والبذل، ثم صبرا واحتسابا عند المصيبة، ثم حضورا للمعركة تسقي الظمأى.

1-  وشاركت عائشة  في عدة غزوات ،وكان سهم وافر في نصرة المجاهدين، فكانت تسقي الجرحى، وتحمل قرب الماء على عاتقها لتفرغها في أفواه المجاهدين عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "لقد رأيت عائشة وأم سليم وابنهما المشمرتان تنقزان القرب على متونهما، تفرغان الماء في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم. (50)

2-وعن أم عطية قالت: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات،فكنت أصنع لهم طعامهم، وأخلفهم في رحالهم، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى (51)وتداوي الجرحى.

3-ذكر الطبراني أنه لما انصرف المشركون، خرج نساء الصحابة لتقديم العون لهم فكانت فاطمة فيمن خرج، فلما لقيت النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته بالماء فيزداد الدم، فلما رأت ذلك أخذت شيئا من حصير فأحرقته بالنار وكمدته به حتى لصق الجرح فاستمسك الدم (52).

 

المرأة المسلمة تحمل السلاح:

 ثم حملا للسلاح جهادا للعدو حين الضرورة أو بالأموال التي أنفقت لإعداد الجيش أو بالجهد كمساعدة المجاهدين، أو بالسلاح إذ حملت المرأة السلاح في صدر الإسلام دفاعاً على دينها التاريخ الإسلامي يشهد ذلك.

ومن الأحاديث التي تدل على حضور النساء مع النبي الوقائع والمعارك :

1-روي عن أم عطية رضي الله عنها قالت: " غزوت مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى"(53)،

2-وعن الُّربيع بنت معوذ قالت:"كنا مع النبي  صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة " (54).

3-ومن المواقف الجهادية البطولية موقف أم الفضل، بعد موقعة بدر وانتصار المسلمين جاء أبو لهب عند أبي رافع في حجرته، التي كان يصنع بها الأقداح، وكان أبو لهب قد تخلف عن المعركة، وعندما مر أبو سفيان بن الحارث سأله أبو لهب عن حال الناس ببدر، فقال أبو سفيان : "فو الله إن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسروننا كيف شاءوا، ولما قال : رأيت رجلاً بيضاً  على خيلٍ بلق (55) لا والله ما تليق شيئاً ولا يقوم لها شيء، قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة (56) فقلت:والله تلك الملائكة فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي وثاورته، فاحتملني فضرب بي الأرض حتى برك على صدري فقامت أم الفضل، وكانت بجانبه فاحتجزت(57) ورفعت عموداً من عمد الحجرة فضربته به فعلقت في رأسه شجة منكرة، وقالت : يا عدو الله استضعفته إن رأيت سيده غائباً عنه، فقام ذليلاً فو الله ما عاش إلا سبع ليالٍ حتى ضربه الله بالعدسة(58) فقتلته " (59).

4- قالت أم عمارة: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ضارب ابنك. قالت: فاعترض له، فأضرب ساقه، فبرك. قالت: فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه، وقال: ثأرت يا أم عمارة. ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي ظفرك، وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك (60).

 

مواقف جليلة للمرأة في هذه غزوة أحد:

مواقف أم عمارة:

1-يذكر ابن سعد في الطبقات أن أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت على أم عمارة فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد، قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء. فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أباشر القتال، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وأرمي بالقوس حتى خَلَصَت إلي الجراح. قالت: فرأيت على عاتقها جرحا غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل إلي ابن قميئة. وقد ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير، وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان. (61)

 

2-كان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان، وكان يراها يومئد تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. وكانت تقول (جدة ضمرة): إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها، فداوته سنة. ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد، فشدت عليها بثيابها فما استطاعت من نزف الدم! ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحمراء، ما وصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها. فسر بذلك النبي  صلى الله عليه وسلم. (62)

فها هي أم عمارة وقد شعرت بدقة الموقف ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُستَهْدف ، فمضت تفديه بروحها ،وتشارك الرجال في ذلك ،وتناجز العدو فيضربها وتضربه ، فلا تعبئ لجراحها مادام العدو لم يحقق غرضه.

خاتمة.

الحمد لله  الذي بنعمته تتم الصالحات، وبنعمته تم  كتابة هذا البحث الذي توصل إلى النتائج التالية :

-المرأة عنصر مهم في المجتمع ، أسهمت في صياغة الحياة زمن النبوة، وزوجات النبي خير مثال على ما تمتعت به المرأة في دين الإسلام مرتبة عالية لم تبلغها في عصر حرية المرأة.

- من المجالات التي حظيت بها المرأة المسلمة من خلال السيرة النبوية مجال الدعوة ، الهجرة ، الجهاد.

- من النماذج النسائية الصالحة للاقتداء والاعتبار ، أمهات المؤمنين ، أم سليم ، أم عمارة وغيرها.

- تبين أن المرأة مارست من موقعها أعمال الإعمار والتأسيس للدولة الإسلامية الفتية.

- جعل الإسلام للمرأة الحق في المبايعة على السمع والطاعة والقيام بحدود الشريعة وأحكامها.

- كان للنساء فضل كبير في نشر الدعوة الإسلامية، وتحملن من أجلها أنواعاً مختلفة من العذاب وعلى رأس هؤلاء الزوجة الأولى للرسول صلى الله عليه وسلم خديجة.

-إن مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة عدة دلالات:

- استقلال شخصية المرأة وأنها ليست مجرد تابع للرجل بل هي تبايع كما يبايع الرجل.

- تصريح بمفهوم المساواة، فلا فضل لرجل على امرأة، ولا للمرأة الشريفة الغنية على الفقيرة المعدمة، فلا تفاخر بالأنساب والأحساب، إلا بالتقوى وبكفاءة العمل المتمثلة بمفهوم العمل الصالح.

-البيعة بمثابة إعلان رسمي على وجوب تفعيل دور المرأة في الأمّة ووجوب مشاركتها في شؤون الأمة السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

-من الأدوار التي مارستها المرأة في ظل البيعة طلب العلم، فهي إنسان مكلف و مسؤول يجب عليها أن تتعلم مسؤوليتها لتؤديها على أكمل وجه، فأصبحت عالمة ومتعلمة، فأقبلت النساء على تحصيل العلم ،فاشتهرن بالعلوم الدينية والدنيوية على السواء، أمهات المؤمنين والشفاء بن عبد الله، وأسماء بنت يزيد.

-للمرأة في الإسلام الحق في أن تستشير وأن تستشار وأن تنصح بما تراه صواباً مثلها في ذلك مثل الرجل.

التوصيات:

-أوصي بالاطلاع على كتب وسير الصحابة والصحابيات للإقتداء بهن في دعوتهن، وصبرهن على البلاء

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

المصادر والمراجع:

·       الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ،محمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدار مي (المتوفى: 354هـ) ،ترتيب: الأمير بن بلبان الفارسي (المتوفى: 739 هـ)،حققه: شعيب الأرنئوط ،الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت ،الطبعة:الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

·       الإسلام والمرأة ،سعيد الأفغاني ،دمشق:ربيع الأول ١٣٦٤ ه آذار ١٩٤٥ م.

·       أعلام النساء ، عمر رضا كحالة ،بيروت: مؤسسة الرسالة، 1991م.

·       الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية ،أبو أسماء محمد بن طه،الناشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة  الفيوم الطبعة: الثانية، 1433 هـ - 2012 م.

·       إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ) ،المحقق: محمد النميسي ، دار الكتب العلمية  بيروت ،الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م.

·       البداية والنهاية ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) الناشر: دار الفكر ،عام النشر: 1407 هـ - 1986 م.

·       البداية والنهاية ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) الناشر: دار الفكر ،عام النشر: 1407 هـ - 1986 م.

·       تاج العروس من جواهر القاموس ،محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) ،المحقق: مجموعة من المحققين ،الناشر: دار الهداية.

·       تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) ،الناشر: دار التراث – بيروت ،الطبعة: الثانية - 1387 هـ.

·       تحرير المرأة في عصر الرسالة، عبد الحليم أبو شقة، الكويت: دار القلم، 1990م.

·       التربية الوطنية:المواطنة والانتماء ، محمد عبد الله الخوالدة ،دار الخليج ،الطبعة 1434ه-2014م.

·       التعريفات ،علي بن محمد الزين الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ) ، ضبطه جماعة من العلماء بإشراف الناشر ،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان ،الطبعة: الأولى 1403هـ -1983م.

·       الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه ،محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ،المحقق: محمد الناصر ، دار طوق النجاة ،الطبعة: الأولى، 1422هـ.

·       سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ،عبد الملك العصامي (المتوفى: 1111هـ) ،المحقق: عادل عبد الموجود، معوض ، دار الكتب العلمية بيروت الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.

·       سنن ابن ماجه ،ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ) ،تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،الناشر: دار إحياء الكتب .

·       سنن أبي داود،أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ) ،المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد ،الناشر: المكتبة العصرية، صيدا  بيروت.

·       سنن الترمذي ،محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)،تحقيق:أحمد محمد شاكر،ومحمد فؤاد عبد الباقي ،وإبراهيم عطوة عوض ،الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر،الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م.

·       سنن الدارقطني ،أبو الحسن علي بن مسعود بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى: 385هـ) ،حققه وضبط نصه وعلق عليه: شعيب الارنؤوط، حسن عبد المنعم شلبي، عبد اللطيف حرز الله، أحمد برهوم ،الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان ،الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2004 م.

·       سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين ، سليمان الندوي الحسيني (المتوفى: 1373هـ)،عربه وحققه وخرج أحاديثه: محمد رحمة الله حافظ الندوي ، دار القلم ،الطبعة:الأولى / 1424 هـ- 2003 م.

·       السيرة النبوية لابن هشام ،عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 213هـ) ،المحقق: طه عبد الرِؤوف سعد ،الناشر: شركة الطباعة الفنية المتحدة.

·       السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار،محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) ،الناشر: دار ابن حزم ،الطبعة: الطبعة الأولى.

·       الطبقات الكبرى ،أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي ، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) ،المحقق: إحسان عباس ، دار صادر  بيروت ،الطبعة: الأولى، 1968 م.

·       لسان العرب ،محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) ،الناشر: دار صادر بيروت.

·       المستدرك على الصحيحين ،أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ) ،تحقيق:مصطفى عبد القادر عطا ،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت ،الطبعة: الأولى، 1411 – 1990.

·       مسند الإمام أحمد بن حنبل،أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)،المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون ،إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي ،الناشر: مؤسسة الرسالة نالطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.

·       المصنف في الأحاديث والآثار،أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن عثمان العبسي (المتوفى: 235هـ) ،المحقق: كمال يوسف الحوت ،الناشر: مكتبة الرشد  الرياض ،الطبعة: الأولى، 1409.

·       المعجم الفلسفي ،صليبا، جميل ، دار الكتاب اللبناني بيروت 1982م.

([1] ) [القلم: 4].

([2] ) [التوبة: 128].

([3] ) مسند احمد بن حنبل 1 /256 .

([4] ) سنن الترمذي 1/7.

([5] ) صحیح مسلم 7/40.

([6] ) أخرجه الترمذي ، أبواب المناقب عن رسول الله ، باب: في فضل مكة، برقم (3926) .

([7] ) أخرجه البخاري (1482) في الزكاة، باب: خرص التمر، ومسلم (1392) في الحج، باب: أحد جبل يحبنا ونحبه.

([8] ) [النساء:66].

([9] ) يُنظر: أبو دف 1/ 16  .([10] ) يُنظر: لسان العرب 13/451.

([11] ) يُنظر:تاج العروس،36 /261.

([12] ) يُنظر:التعريفات ،1 /253.

([13] ) يُنظر: المعجم الفلسفي، 2 /580.

([14] ) يُنظر: التربية الوطنية: المواطنة والانتماء،1 /19.

([15] ) أخرجه النسائي في سننه، باب البكر يزوجها أبوها وهي كارهة ،الرقم 3269،  وابن ماجه في سننه برقم 1874.

([16] ) يُنظر: والإسلام والمرأة 1/25.

([17] ) يُنظر: سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين ،1 /170، والإسلام والمرأة 1/30.

([18] ) يُنظر :الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية 1/532، والإسلام والمرأة 1/35.

([19] ) مسند أحمد 4/460،الر قم 26892،حديث أم هانئ.

([20] ) يُنظر : السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار، 1 /968 ، والإسلام والمرأة 1/38.

([21] )سنن أبو داود،2 /270، الرقم 2232، باب في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد.

([22] ) يُنظر: سيرة ابن هشام 1/33-34 ،والإسلام والمرأة 1/37.

([23] ) [الممتحنة:12].

([24] ) سنن الترمذي، 5 / 642 ، المستدرك على الصحيحين، 3 / 203 .

([25] ) صحيح البخاري، 1/4؛ مسلم، صحيح مسلم، 1/141 .

([26] ) يُنظر: السيرة النبوية لابن هشام ، 2/4.

([27] ) ينظر: تحرير المرأة في عصر الرسالة،5/107.

([28] ) يُنظر: السيرة النبوية لابن هشام 1/279-287 .

([29] ) مسائل الإمام أحمد، 1/232 ؛ صحيح ابن حبان، 16 /155.

([30] ) مصنف ابن أبي شيبة، 6/545 ؛ سنن الترمذي، 4/209.

([31] ) [الممتحنة:12].

([32] ) يُنظر: أعلام النساء ،1/451.

([33] ) يُنظر:  أعلام النساء ، 2/300-301.

([34] ) [الشورى : 38].

([35] ) [الأحزاب: 34].

([36] ) الطبقات الكبرى ، 8 / 427.

([37] ) يُنظر: مصنف عبد الرزاق، 5 /385 -383 .

([38] ) يُنظر: تاريخ الرسل والملوك، 1/546 ؛  البداية والنهاية، 3/115.

([39] ) يُنظر:  الكامل في التاريخ، 1/602.

([40] ) مسند أحمد، 1/202 ؛ حلية الأولياء، 1/115.

([41] ) يُنظر:  تاريخ الرسل والملوك، 1/546.

([42] ) يُنظر: البداية والنهاية، 3/116.

([43] ) يُنظر:  الطبقات الكبرى، 1/217 .

([44] ) يُنظر: تاريخ الرسل والملوك، 2/213 ؛ سنن الدارقطني، 3/246.

([45] ) يُنظر:  الطبقات الكبرى، 8/267-273 ، البداية والنهاية، 3/ 68.

([46] ) [الممتحنة:10].

([47] ) السفرةُ: بالضم طعام يتخذ للمسافر( ينظر: لسان العرب، 4/368 ).

([48] ) النطاق: ثوب تلبسه المرأة، ثم تشد وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة ( ينظر: لسان العرب، 10 /355).

([49] ) يُنظر:  الطبقات الكبرى، 8/251 ؛ مسائل الإمام أحمد، 1/230 .

([50] ) رواه البخاري ، كتاب المغازي، باب إِذ همت طائفتان منكم أَن تفشلا ،رقم (4064) ، ومسلم ، كتاب الجهاد،في باب غزوة النساء مع الرجال،رقم (1811) .

([51] ) يُنظر: الطبقات الكبرى ،8/ 455.

([52] ) يُنظر: سمط النجوم العوالي 2/ 88.

([53] ) صحيح البخاري، 1/405 ،صحيح مسلم، 3/1447 .

([54] ) صحيح البخاري، 3/1056 .

([55] ) البلق: الملونة بالبياض والسواد (ينظر: لسان العرب ، 10 /25).

([56] ) الطنب: ما يشد به البيت من الحبال بين الأرض والطرائق وقيل هو الوتد ( ينظر: لسان العرب، 1 /561 ).

([57] ) احتجزت: أي شدت الإزار على وسطها أو على عورتها ( ينظر: لسان العرب، 5/332 ).

([58] ) العدسة: بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالباً ( ينظر: لسان العرب ، 6/132).

([59] ) المستدرك على الصحيحين، 3/363.

([60] ) يُنظر: إمتاع الأسماع 1/ 138.

([61] ) يُنظر: الطبقات الكبرى 8/ 413.

([62] ) يُنظر:  الطبقات الكبرى 8/ 413.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply