محمد بن إبراهيم آل الشيخ

المملكة العربية السعودية

اسمه و نشأته: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

رئيس الإفتاء في السعودية سابقاً. اسمه محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، أبوه هـو القاضي إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، وأمه هي الجوهرة بنت عبد العزيز الهلالي من عرقة من المزاريع من بني عمرو من تميم.

سماحة الشيخ محمد من أسرة آل الشيخ المشهورة وهم من آل مشرف عشيرة من المعاضيد من فخذ آل زاخر الذين هم بطن من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم.

ولد محمد آل الشيخ يوم عاشوراء من محرم عام 1311 هـ، وقد نشأ نشأة دينية علمية، فأدخل الكتاب في صغره وحفظ القرآن مبكرا، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر، ثم أصيب بمرض في عينيه وهو في هذه السن ولازمه المرض سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328 هـ وهو في سن السابعة عشر – كما حدث هو بذلك عن نفسه.

وكان يعرف القراءة والكتابة قبل فقده لبصره، ويوجد له بعض الأوراق بخطه قبل أن يفقد بصره، وكان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره وقد شوهد وهو يكتب بعض الكلمات على الأرض.


أعماله و مناصبه:

    منصب القضاء في الغطغط واستمر في هذا العمل ستة أشهر، وتزوج من أهلها أثناء إقامته هناك .
    كان إماماً لمسجد الشيخ عبد الرحمن بن حسن – المسمى الآن مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم – وكان خطيباً للجامع الكبير بالديرة في الرياض، واستمر في الإمامة والخطابة إلى موته، وكان حين يغيب أو يسافر ينيب عنه في خطبة الجمعة ابن عمه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ نائب المفتي لشؤون المساجد آنذاك.
    التعليم، فقد كان قبل انشغاله في مصالح المسلمين له حلقة تدريس في مسجده بعد الفجر، وفي بيته في الضحى ، وفي مسجده أيضاً بعد العصر أحياناً.
    كان المفتي العام للديار السعودية وكان قبل فتح إدارة الإفتاء رسمياً هو الذي يفتي، ثم افتتحت(إدارة الإفتاء رسمياً في شهر شعبان من عام 1374 هـ تحت إشرافه.
    ولما افتتحت رئاسة المعاهد والكليات أيضاً كان هو الرئيس، وقد أناب عنه أخاه عبد اللطيف.
    ولما تأسست رئاسة القضاء عام 1376 هـ تولى رئاستها، ووضعت لها ميزانية خاصة، وعين ابنه عبد العزيز نائباً له فيها، وعبد الله بن خميس مديراً عاماً لشؤونها الإدارية.
    ولما افتتحت رئاسة تعليم البنات عام 1380 هـ كان هو المشرف العام عليها، فوضع عبد العزيز ابن ناصر بن رشيد رئيساً عليها، ثم عين في مكانه ناصر بن حمد الراشد.
    ولما افتتحت رابطة العالم الإسلامي كان هو رئيس المجلس التأسيسي لها، وكان الأمين للرابطة هو محمد سرور الصبان.
    ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1381 هـ كان هو مؤسسها وعين نـائباً له عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
    ساهم مساهمة أساسية في نشر التعليم عموماً والشرعي خصوصاً بالمساهمة العملية الإدارية في تأسيس وإدارة عدد من الجامعات مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وعين عليها آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن باز ,وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمعاهد العلمية التابعة لها وكان ابنه عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أول مدير لها.
    منذ أن توفي فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ عام 1376 هـ وشيخنا ـ رحمه الله ـ يتولى إمامة الجامع الكبير بعنيزه والتدريس فيه بالإضافة إلى التدريس في كليتي الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمامة محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم .
    ولشيخنا نشاط كبير وجهود مشكورة موفقة في مجال الدعوة إلى الله والتدريس والتأليف والإفتاء وكتابة الرسائل وإلقاءالمحاضرات العامة النافعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي مختلف المدن بالمملكة العربية السعودية بأسلوب متميز بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديم منهج حي للسلف الصالح

 وفاته:

في صبح أحد أيام شعبان من عام 1389هـ خرج الشيخ إلى عمله كالعادة ووقف يوصي ببعض الأعمال، ورأي على وجهه أثر صفرة ظاهرة فسئل إن كان متعباً، أو لم ينم؟ فسأل عن سبب السؤال، فقيل له عن أثر صفرة في وجهه، فرجع إلى بيته فسأل أهل البيت فأخبروه فذهب إلى (المشفى المركزي)، فأجروا له بعض التحاليل، فاكتشفوا فيه أحد الأمراض التي تستدعي التنويم. فلم يخرج من (المشفى) بعد ذلك إلا نادراً مثل خروجه عند تحري رؤية هلال رمضان حين خرج إلى البيت فلما ثبت الشهر عاد إلى المشفى.

ثم صدر توجيه بنقله إلى (لندن) لمواصلة العلاج، فلما وصل (لندن) أجروا له الفحوصات والتحاليل اللازمة فرأوا أن المرض بلغ غاية لا ينفع معها عملية أو علاج، ثم دخل في غيبوبة وهو هناك، فأتي به إلى (الرياض) على طائرة خاصة محمولاً على نقالة وبقي في غيبوبة حتى وافته المنية في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي من يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 1389.